ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
أيُّها الليلُ إنَّها لَعَبيرُ = ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
فأحلُّ الغداةَ ضَيْفاً عليها = و على رَملِ شاطئيها أسيرُ
فإذا الدَّوْحُ و النَّخيلُ ظليلٌ = و إذا ملعبُ المِراحِ حَبيرُ
و إذا البحرُ آهتي و تهاديَّ = حنيناً كما تهادى الهديرُ
و كما ينقرُ الدَّلالُ فؤادي = فانقُرِ الجِذْعَ أيُّها العُصفورُ
وَهَجُ الشَّمسِ يا عبيرُ اعْتَرانا = كَلَظى الهَجْرِ طالَ هذا الهَجِيرُ
فتعالَيْ لِنستَريحَ قليلاً = يَشرحِ الشوقَ قلبيَ المَفطورُ
فإذا هفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا = نَقذفُ القُرصَ يَعتلي و يَدورُ
نصنعُ القصرَ بالرِّمالِ جميلاً = نَحنُ فيه أميرةٌ وَ أميرُ
شعبنا لا يَكادُ يُنِكرُ أمْراً = مُفْعَمٌ بالحياةِ و هو فقيرُ
و أوَيْنا قبل الأصيلِ إلى المَو = جِ فغِبنا به و غابَ الشُّعورُ
غالبيهِ عبيرُ فالمَوجُ عاتٍ = دونَهُ لجَّةٌ و عُمقٌ غزيرُ
تَحْتَ هذا العُبابِ خَلقٌ بديعٌ = حُسنُهُ لا يُرى و حَيْدٌ مُثير
انظري الشمسَ إنَّها لدُلوكٍ = سَوف تخفى هُناكَ والأصْلُ نُورُ
هكذا تُخطئُ الظُّنونُ و لكن = يَعلمُ الله ما تُكنُّ الصُّدورُ
فَلْنَعُدْ يا عبيرُ يحتضنِ الليـ = لُ هوانا و يَستبدَّ الحُبورُ
مِثلُهُ فوقَ مَنْكِبَيْكِ مَديدٌ = فاحِمٌ مُرسَلٌ كَثِيفٌ وَفيرُ
لمع البدرُ في الظلامِ أمامي = فارفقِ الآنَ أيّهذا المُنِيرُ
و ظبىً أوردت فؤادي المَنايا = سَلَّها جُرأةً عليَّ المُغيرُ
و ضمينٌ بأن أقبِّلَ وَرداً = إنْ أقبِّلْهُ مُشْرَبٌ و نَضيرُ
أتمرَّدتِ أم تمرَّهتِ كِبراً = بُدِّلت حالُكم فما التَّبريرُ ؟
ما لهذينِ يقفزانِ كثيراً = لا ينامانِ و النِّيامُ كثيرُ
ضَحِكي أن أبيتَ أحسُدُ كَلبيـ = نِ هما منكِ أوَّلٌ و أخيرُ
و يضجَّانِ للدُّعابةِ و اللهـ = وِ عراكاً من الحبيب الأثيرُ
ليتَ شعري أتلثمينَ حبيبيـ = ـكِ كما يلثمُ الخبيثَ الغريرُ ؟
لا تلوميهِ فَهْيَ غَيْرةُ صَبٍّ = ضلَّ عنهُ الصَّوابُ و التقديرُ
خَطَلٌ قولُهُ فلا تأبَهي إنْ = ذابَ قلباً فَخانَهُ التَّعبيرُ
شعر
زياد بنجر