السكر الأسود
بين أشواقي فراشات صغيره
تهمس الشعر بمنديلي وتكسوه عبيره
تسكب الورد على العطر فيمسي
نسمة تحت ضفيره
بين بيني وشوشاتُ
أمطرت كل المعاني
فوق غابات بياني
قرب بحر الأقحوانِ
في حقول الشعر .. بيني
بين خمري ودناني
بين حبي واحتراقي
ترقص اللحظة خوفاً
من رحيلي عن مكاني
كلما أولد ميْتاً
تنبش الأفكار قبر ي
تعصر الأوراق فوقي نفسها كي ترتويني
تصنع الأوزان مني ( فاعلاتن )
صورة أبدعتها.. هل تحتويني
تهطل الشمس على صدري شعاعاً
يورق الحبَّ بأغصاني وطيني
يسجد الحب على الأحلام سجده
يكتب الشعر على زند ( المخده )
ثم يغفو حائراً بين القوافي
يذكر العهد القديمْ
يذكر الوجد وأشواق الليالي
حين كان الحب تاريخاً قديماً
ترسم النظرة فيه ألف آهٍ
تنبض الأنثى بقلب واحدٍ
تختبي خلف ضلوع من حياءٍ
فليعدْ عصر الحريمْ
كان طعم السكر الأبيض أحلى
مثلما كل القلوبْ
ثم ضاع اللون منها
وارتدى السكر ألوان السوادْ
صار صلباً لا يذوبْ
صار أقسى من جمادْ
ظل يمشي في شرايين القلوبْ
يصنع الجلطات فيها
فأصيبت بانسدادْ
وانتهى العهد القديمْ
جاءنا عصر الحدادْ
تفقد النار اللهيبْ
تفقد الأم الحليبْ
يفقد الطبَّ الطبيبْ
يفقد الوقت الثواني
يفقد المشتاق أشواق الحبيبْ
وتجردنا جميعاً من خلايانا
وبعنا ما لدينا من حروفٍ مشرقاتْ
والتهمنا اليأس خبزاً دون طعمٍ
دون لونٍ
دون إيمان بربٍّ أو صلاةْ
وتسابقنا جميعاً
نمضغ الحمى ونقتات الفتاتْ
بئس ما صرنا عليه
بعد أن كنا وميضاً للنجومْ
بسمة تعلو تعاريج الغيومْ
بعد أن كنا الثقاتْ
ضاع منا كل شيء
في متاهات الحياةْ
محمد إقبال بلو 3/9/2009