منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    الغناء الماجن حرام شرعاً

    وصلتني هذه الرسالة من غزة من السيد أحمد البُرش، ذكرتني بكتيب قرأته منذ سنين، كتبه السيد أبو بكر جابر الجزائري الواعظ بالمجد النبوي الشريف.
    لمن أراد الحصول على تحقيق كامل عن حكم الله ورسوله وسلف الأمة على الغناء والمعازف، يطلبه من مكتبة الضياء بجدة هاتف 6893864، وأيضاً من مكتبة دار المدني للنشر والتوزيع في جدة هاتف 6713424

    نص رسالة غزة

    الغناء حرام شرعاً

    قال الله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين والغناء من لهو الحديث فإنه فتنة للقلب يستهويه إلى الشر ويصرفه عن الخير ويضيع

    على الإنسان وقته دون جدوى فيدخل في عموم لهو الحديث ويدخل من غنى ومن استمع إلى تلك الأغاني في عموم من اشترى لهو الحديث ليصرف نفسه أو غيره عن سبيل الله ،
    وقد ذم الله ذلك وتوعد من فعله بالعذاب المهين، وكما دل القرآن بعمومه على تحريم الغناء والاستماع إليه ، دلت السنة عليه ،
    من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم – يأتي الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة " رواه البخاري وغيره من أئمة الحديث فذم رسول الله صلى الله عليه وسلم من يستحلون الزنا ولبس الرجال للحرير وشرب الخمور وآلات اللهو والاستماع لها ، وقرن المعازف بما قبلها من الكبائر وتوعد في نهاية الحديث من فعل ذلك بالعذاب فدل على تحريم العزف وآلات اللهو والاستماع إليها
    أما الأناشيد مع الدففي الأعراس

    فالدف فيما ذكر العلماء أنه الطار الذي يكون له وجه واحد والوجه الثاني مفتوح يستعمله النساء في الأعراس هذا يجوز لهن في الأعراس؛ لأنه من باب إعلان النكاح يغنين معه بالغناء المعتاد الذي فيه مدح الزوج وأهله والزوجة وأهلها ونحو ذلك، أما إذا استعمل الطار والغناء فيما حرم الله في مدح الخمور أو مدح الزنا فهذا منكر ولا يجوز أن يكون فيه اختلاط بل يكون بين النساء خاصة ولا مانع من فعل الجواري الصغار للطار في العيد للجواري الصغار كما أذن لهن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، أما الطبل فلا يجوز لأن شره أكثر وفتنته أكبر فلا يجوز استعمال الطبل.

    كلمات الأغاني في ميزان الشريعة:
    حكم الغناء في الإسلام، وأنه حرام حرام، وذكرنا الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في تسميته سبحانه وتعالى للغناء بلهو الحديث الذي أقسم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه الغناء، وأن الله لما قال: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ الإسراء:
    64] أن المفسرين قد ذكروا في صوت الشيطان أن منه الغناء. وكذلك سماه الله: سموداً) فقال: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ [النجم:59-61].
    فهو: الغناء بلغة حمير، من أهل اليمن ، وهو الصوت الأحمق الفاجر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه، وكذلك هو الصوت الملعون، صوت المزمار الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر. وكذلك فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد تأففوا منه، ولما مر ابن عمر بقومٍ يغنون وهم في حجٍ قال: [لا سمع الله لكم] وسد الصحابي أذنه لما مر بزمارة راعٍ احتياطاً منه رضي الله عنه، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. وكذلك أخبر عليه الصلاة والسلام: (أن هذه الأمة ستستحل الحر والحرير والخمر والمعازف) وهو حديث صحيح بلا ريب لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن قوماً من أمته سيبيتون على لهوٍ ولعب ومعازف، وأن الله تعالى سيخسف بهم ويسقط عليهم جبلاً يكونون تحته، ويمسخ منهم قردةً وخنازير؛ وكل هذا الوعيد يدل على تحريم ذلك. كذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الكوبة -وهي: الطبل- ونهى عن كسب الزمارة، والأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم في تحريم الغناء، وأنه يشتد إذا كان بصوت امرأة، ويشتد إذا رافقه معازف وصوت الموسيقى، وأن حضوره حرام، والاستئجار للمغني والمغنية حرام..



    خطر كلمات الأغاني:

    . لقد وجدت في كلمات الأغاني -بعد الفحص والمراجعة وما جلبه هؤلاء الإخوان- درجات الكفر بجميع أنواعه، والشرك الأكبر والأصغر والخفي، وأنواع المعاصي من الكبائر والصغائر، والمحادة لله ، وأريد أن أعرض لكم بعضاً مما اطلعت عليه ليكون في ذلك عبرة،
    أمثلة على الأغاني الإباحية:
    لعلك تتصور نفسك وأنت تستمع لبعض هذه المقاطع أحياناً أنك في جو الأغنية، ولكن انقل لنفسك -أيها المسلم- وخصوصاً يا من تستمع إلى الأغاني إلى جو الكتاب والسنة، لتقارن بين هذا وبين ما هو موجود في كلام الرب والرسول صلى الله عليه وسلم.
    مغنون لا يعرفون سبب وجودهم في الدنيا:
    عباد الله: لقد وجدنا أن في كلمات الأغاني -التي يغنيها المشاهير من المغنين والمغنيات كفراً صراحاً وردةً معلنة عن دين الله تعالى. كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:
    جئت لا أعلم مـن أين ولكنـي أتيت
    ولقد أبصرت قدامي طريـقاً فمشـيت
    كيف أبصرت طـر يقي لسـت أدري
    ولماذا لسـت أدري لســـت أدري
    لقد غنوا الأغنيات ذات الأشعار التي تبين أنهم لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا، ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعثٌ أو نشور، أو أنه يكون هناك الإهمال والترك، وتكون هذه النهاية بكلماتها الفصحى وغير الفصحى، عبروا عنها في أغنياتهم، والله يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]..
    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]..
    قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ
    وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].

    لقد وجدنا في كلمات الأغاني أن هؤلاء القوم يكتبون الكلمات ويغنونها ويلحنونها، فالشاعر كاتب الكلمات، والملحن لها، والمغني ثلاثة في النار، وهم شركاء في الإثم؛ لأنهم يقدمون هذا السم ويعرضونه. تقول قائلتهم أم كلثوم التي طرب بها الملايين، وأعجبوا بها، واستمعوا
    الساعات الطوال:

    لبست ثوب العيش ولم أُستشر.
    *
    ويقول الآخر التافه الهالك:

    لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت.
    هل أنتم تحيون وتموتون كما تريدون؟
    وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم وعندما تشاءون؟
    وتفعلون ما تشتهون؟ أم الله هو الذي يأتي بكم؟
    وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون؟!!
    وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ [القصص:68] وهؤلاء يقولون: لبسنا ثوب العيش ولم نستشر. ومن الذي سيستشيركم؟ وهل لكم رأيٌ؟ ومن أنتم حتى يكون لكم رأي؟
    عبادة المحبوب:
    ثم وجدنا في كلمات الأغاني -أيها الإخوة- الصراحة في عبادة المحبوب، وأنه لأجله يعيش في هذه الدنيا، ويصرح بأنه مخلوق في الدنيا من أجله، وأنه يعيش من أجله، ويقول :
    * عشت لكي وعلشانك، والله يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الذاريات:56.

    تقول:

    * أنا جئت إلى الدنيا من أجلك ومن أجل حبك،
    هكذا جاءت إلى الدنيا ولأجل هذا خلقت! ويصرح بعضهم بصرف أنوع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة: وهو التوبة. فيقول قائلهم: أتوب إلى ربي وإني بمرةٍ يسامحني ربي إليكِ أتوب
    ورأيت أنكِ كنت لي ذنبـاً سألت الله ألا يغفره فغفرتِهِ

    هذا الذي يقولونه من صرف التوبة إلى غير الله تعالى، فهو يعبد المحبوبة ولأجلها يعيش، وهذا غرضه من الدنيا، ولها يتوب وإليها، ولا يسأل ألا تغفر فتغفر، أو أن تغفر فلا تغفر، والله هو الذي يغفر: وهم يستخدمون ألفاظ التوحيد والدين في العلاقة بالمحبوب والمحبوبة.. وهكذا يعبرون. ومنهم من شيعه الملايين من المسلمين مشوا في جنازته. ويعبرون :
    أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
    وتقول القائلة: وحبك عليَّ أكبر فريضة؛ أكبر فريضة هي الحب!!!!!!!!!!!!
    ويقول القائل: الله أمر لعيونك أسهر، الله أمر. قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ الأعراف:28].
    في الغناء: العشق والمحبة عبادة ويقول الآخر:
    أريد ودك جمـراً ولا أطيق رماده
    قلت المحبة عندي لو تعلمين عباده
    الحب في الشرع فرضٌ على الجميع ارتياده
    :
    يقول: لابد لكل أحدٍ أن يحب، ومحبتها هذه عنده عبادة، فيتقربون إلى الله بالكبائر والمعاصي.

    ويقول الآخر في أغنيته:
    أنا عبدكِ أنا عبدكِ! ومنزلة العبودية أرفع المقامات وأعلاها، ولأجل ذلك سمى الله محمداً صلى
    الله عليه وسلم في القرآن عبداً في أربعة مواضع لم يسمه ولم يطلق عليه ولم يصفه إلا بهذه الصفة؛ صفة العبودية؛ لأن العبودية هي كمال المحبة مع كمال الخوف والخضوع والذل لله رب العالمين، في الغناء: الاعتداء على الأنبياء. لقد اعتدوا على ذات الله وشرعه، وعلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعتدوا على أنبياء الله. فهذا أحدهم يقول في صبره على فراق المحبوب، أو المحبوبة: صبرت مثل صبر أيوب. والآخر يقول: أيوب ما صبر صبري.


    بل قد حصل الاعتداء على كتاب الله؛ فلحنوا آيات من القرآن، منها سورة إِذَا زُلْزِلَتْ الزلزلة:1] وعبثوا فيها وبعض الأغاني الشعبية فيها سب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وفيها وصف لله تعالى -تعالى الله عن أقوالهم- بأوصاف شنيعة، وأنه سبحانه يشاركهم الغناء والطرب، وأنه يعمل معهم ذلك -تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً- فماذا بقي أيها الإخوة؟!
    في الغناء: سب للقدر.
    أما عقيدة القضاء والقدر ولوم الرب، فيقول بعضهم:
    ليه القسوة ليه؟ ليه الظلم ليه؟ ليه يا رب ليه؟ فهذا فريد الأطرش يتهم الله صراحة بالظلم والقسوة، والله يقول: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].. لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [الأنبياء:23]
    لا نقول لله: ليه، ولا لماذا: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [الأنبياء:23]. أليس هذا كفراً أيها الإخوة؟! أليست هذه الأغنية قد استمع لها الملايين في ما مضى، ولا زالت تسجل وتسمع فيما بقي من التراث السابق بين الحين والحين..

    في الغناء: الاستعداد لدخول النار.
    ثم إن منهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته
    :
    يا تعيش وياي في الجنة يا اعيش وياك في النار

    بطلت أصـوم وأصـلي بـدي أعبــد سمـاكِ
    لجهنـم مانـي رايـح إلا أنـــا ويّـــاك
    يصرحون بأنهم يختارون بين الجنة والنار:
    يا تختار الجنة يا تختار النار
    علشانك أنتِ انكـوي بالنـار وألقـح جثتـي
    وأدخل جهنم وانشوي واصرخ واقول يا لهوتي
    هذا نص كلام غنائهم وما يقولونه، فيتمنى أحدهم أن يذهب مع المحبوب ولو إلى النار.
    وماذا يوجد في جهنم؟ وقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [البقرة:24]..
    في الغناء: استحلال للمحرمات.
    ويصرح قائلهم بأنه قبَّلها في الصباح، فقالت: تفطر يا هذا والناس صيام، قلت لها: أنتِ الهلال، والصوم بعد الهلال حرام فهي الهلال عنده، وأفطر في يوم الصوم؛ لأنه يرى بأنها هي هلاله، وأن الصوم بعد رؤية الهلال حرام. ويصرحون بأنه إذا لم تحل له محبوبته على دين محمد أخذها على دين المسيح بن مريم؛ وهل كان دين المسيح عيسى بن مريم يحل الزنا؟!!
    ويقول قائلهم: صوتك ذكرياتي وعزي وصلاتي.
    ويقول قائلهم: فكانت حلالاً لي ولو كنتَ أو كنتِ محرمي. لو كانت من المحارم لاستحلها وهي عزته وصلاته، وهي هلاله، وهي التي يفطر عليها. هكذا صارت المحبوبة. يا جماعة! هذه الأشعار التي تقال وتغنى هي السم الناقع، والبلاء القاطع لهذه الأعناق يوم الدين. فيا قوم إنما فتنتم بهذا الغناء، وبهؤلاء المغنين.


    الغناء وسوء الخاتمة:

    : مرتبة الشهادة، والشهداء أحياءٌ عند ربهم، أرواحهم في حواصل طيرٍ خضر تسرح في أنهار
    الجنة، يعجب ربك إليهم ويضحك، ومن ضحك الله إليه فلا حساب عليه. الشهيد هو الذي يقتل بين الصفين مقبلاً غير مدبر في سبيل الله تعالى، هذا هو الشهيد.
    ثم يقول عبد الحليم شبانة : يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب هكذا جعلوا الشهادة؛ المقام العظيم عند الله، من مات فداءً للمحبوب، ومن المحبوب؟

    هل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا. لا يقصدون ذلك، لأنه استهل تلك القصيدة بذكر أوصاف المحبوبة التي شعرها كذا وكذا، وعيناها كذا وكذا، ثم ينادي بالشهادة لأجل المحبوبة.
    الغناء وتغيير الأسماء:
    هذا عبد الحليم شبانة الذي غير اسمه، وملعون من انتسب إلى غير أبيه أو قومه، وهذه من المنكرات العظيمة في الأوساط الفنية العفنة، فتجد تغيير الأسماء بالأسماء الفنية ليشتهروا بها، وينادوا بها، ويكتب عنهم بها، إلا واحداً سمعت عنه فوجدت أن تغييره لاسمه كان في محله، اسمه: محمد، وهو من المغنين الذين فتن بهم الجيل بهم

  2. #2

    رد: الغناء الماجن حرام شرعاً

    جزاكِ الله كل خير أختنا العزيزة
    موضوع الغناء والمعازف مختلف فيه ..في فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله مباحة..وهذه هي الفتوى بنصها والله أعلم

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
    فإن حكم تعلُّم الموسيقى مترتب على حكم سماعها ، وقد اختلف العلماء في حكم سماع الآلات الموسيقية بين مجيز ومانع ، ورجح الشيخ محمود شلتوت عدم تحريم سماع الموسيقى إلا إذا استُعين بها على محرم، أو اتُّخِذت وسيلةً إلى محرم، أو ألْهَت عن واجب .



    يقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :

    الأصل الذي أرجو أن يُتنبَّه إليه في هذا الشأن وأمثاله، مما يختلفون في حِلِّهِ وحُرمته، هو أن الله خلَق الإنسان بغريزة يَميل بها إلى المستلذات والطيبات التي يَجِدُ لها أثرًا طيبًا في نفسه، به يهدأ، وبه يرتاح، وبه ينشط، وبه تسكن جوارحه؛ فتراه ينشرح بالمناظر الجميلة، كالخُضرة المُنَسَّقَة والماء الصافي الذي تلعب أمواجه، والوجه الحسَن الذي تنْبسط أساريرُه، ينشرح صدرُه بالروائح الزكيَّة التي تُحدث خِفَّةً في الجسم والروح، وينشرح صدره بلَمْسِ النُّعومة التي لا خُشونة فيها، وينشرح صدره بلذَّة المَعرفة في الكشف عن مجهول مَخْبُوءٍ، وتراه بعد هذا مَطبوعًا على غريزة الحب لمُشتهيات الحياة وزينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرْث.





    الشرائع لا تَقضي على الغرائز بل تنظمها :

    ولعلَّ قيام الإنسان بمُهمته في هذه الحياة ما كانت لِتَتِمَّ على الوجه الذي لأجله خلَقه الله إلا إذا كان ذا عاطفة غريزية، تُوجهه نحو المشتهيات، وتلك المُتَع التي خلقها الله معه في الحياة، فيأخذ منها القدْر الذي يحتاجه وينفعه، ومن هنا قضت الحِكمة الإلهية أن يُخلق الإنسان بتلك العاطفة، وصار من غير المعقول أن يَطلب الله منه ـ بعد أن خلَقه هذا الخلْق، وأودع فيه لحِكمته السامية هذه العاطفة ـ نزْعها أو إِمَاتتها أو مُكافحتها في أصلها، وبذلك لا يُمكن أن يكون من أهداف الشرائع السماوية ـ في أيِّ مرحلة من مراحل الإنسانية ـ طلبُ القضاء على هذه الغريزة الطبيعية، التي لابد منها في هذه الحياة .



    نعم، للشرائع السماوية بإِزاءِ هذه العاطفة مَطلب آخر، يتلخص في كبْح الجماح ومعناه: مكافحة الغريزة عن الحدِّ الذي يَنسى به الإنسان واجباتِه، أو يُفسد عليه أخلاقه، أو يَحول بينه وبين أعمال هي له في الحياة ألْزمُ، وعليه أوجب .





    التوسُّط أصلٌ عظيم في الإسلام :

    ذلك هو موقفُ الشرائع السماوية مِن الغريزة، وهو موقف الاعتدال والقَصْد، لا موقف الإفْراط، ولا مَوقف التفريط، هو موقف التنظيم، لا موقف الإماتة والانتزاع. هذا أصلٌ يجب أن يُفهم، ويجب أن تُوزَن به أهداف الشريعة السماوية، وقد أشار إليه القرآن في كثير من الجُزئيات (ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ). (يا بَنِي آدمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا). (واقْصِدْ فِي مَشْيِكَ واغْضُضْ مِن صَوْتِكَ) .



    وإذنْ فالشريعة تُوجِّه الإنسان في مُقتضيات الغريزة إلى الحدِّ الوسَط، فهي لم تنزل لانتزاع غريزة حُبِّ المال، إنما نزلت بتَعديلها على الوجه الذي لا جشَع فيه ولا إسراف، وهي لم تنزل لانتزاع الغريزة في حُبِّ المناظر الطيبة، ولا المسموعات المستلذة، وإنما نزلت بتهذيبها وتعديلها على ما لا ضرر فيه ولا شر. وهي لم تنزل لانتزاع غريزة الحُزن، وإنما نزلت بتعديلها على الوجه الذي لا هلَع فيه ولا جزَع. وهكذا وقفت الشريعة السماوية بالنسبة لسائر الغرائز .



    وقد كلَّف الله العقل ـ الذي هو حُجته على عباده ـ بتنظيمها على الوجه الذي جاء به شرْعه ودينه، فإذا مال الإنسان إلى سماع الصوت الحسن، أو النغم المستلذ من حيوان أو إنسان، أو آلة كيفما كانت، أو مالَ إلى تعلُّم شيء من ذلك، فقد أدَّى للعاطفة حقَّها، وإذا ما وقف بها مع هذا عند الحدِّ الذي لا يصرفه عن الواجبات الدينية، أو الأخلاق الكريمة، أو المكانة التي تتَّفِق ومركزه، كان بذلك مُنظمًا لغريزته، سائرًا بها في الطريق السوي، وكان مَرْضِيًّا عند الله وعند الناس.



    بهذا البيان يتَّضِح أن موقف الشاب في تعلُّم الموسيقى ـ مع حرصه الشديد على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها وعلى أعماله المكلف بها ـ موقف ـ كما قلنا ـ نابعٌ من الغريزة التي حكَمها العقل بشرع الله وحكمه، فنزلت على إرادته، وهذا هو أسمى ما تطلبه الشرائع السماوية من الناس في هذه الحياة.





    رأْي الفقهاء في السماع:

    ولقد كنتُ أرى أن هذا القدْر كافٍ في معرفة حكم الشرع في الموسيقى، وفي سائر ما يُحب الإنسان ويهوَى بمقتضى غريزته، لولا أن كثيرًا من الناس لا يكتفون، بل ربما لا يؤمنون بهذا النوع من التوجيه في معرفة الحلال والحرام، وإنما يقنعهم عرض ما قيل في الكتب وأُثِر عن الفقهاء.

    وإذا كان ولابد فليعلموا أن الفقهاء اتفقوا على إباحة السماع في إثارة الشوق إلى الحج، وفي تحريض الغُزاة على القتال، وفي مناسبات السرور المألوفة كالعيد، والعُرس، وقُدوم الغائب وما إليها. ورأيناهم فيما وراء ذلك على رأيينِ:

    يُقرر أحدهما الحُرْمة، ويستند إلى أحاديث وآثار، ويُقرر الآخر الحِلِّ، ويستند ـ كذلك ـ إلى أحاديث وآثار، وكان من قول القائلين بالحِلِّ: "إنه ليس في كتاب الله، ولا سُنة رسوله، ولا في مَعقولهما مِن القياس والاستدلال، ما يقتضي تحريم مُجرد سماع الأصوات الطيبة المَوزونة مع آلة من الآلات"، وقد تعقَّبوا جميع أدلة القائلين بالحُرمة وقالوا: إنه لم يصحَّ منها شيء.





    رأْي الشيخ النابلسي:

    وقد قرأت في هذا الموضوع لأحد فقهاء القرن الحادي عشر المَعروفين بالورَع والتقوى رسالة هي: "إيضاح الدلالات في سماع الآلات". للشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي، قرر فيها أن الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم ـ على فرض صحتها ـ مُقيدة بذكر الملاهي، وبذكر الخمر والقيْنات، والفسوق والفجور، ولا يكاد حديث يخلو من ذلك. وعليه كان الحُكم عنده في سماع الأصوات والآلات المُطرِبة أنه إذا اقترن بشيء من المُحرَّمات، أو اتُّخذ وسيلةً للمُحرَّمات، أو أَوقعَ في المحرمات كان حرامًا، وأنه إذا سلِم من كل ذلك كان مباحًا في حضوره وسماعه وتعلُّمه. وقد نُقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم عن كثير من الصحابة والتابعين والأئمة والفقهاء أنهم كانوا يسمعون، ويحضرون مجالس السماع البريئة من المجون والمُحرَّم. وذهب إلى مثل هذا كثير من الفقهاء، وهو يُوافق تمامًا في المغزى والنتيجة الأصل الذي قرَّرناهُ في موقف الشريعة بالنسبة للغرائز الطبيعية.



    الأصل في السماع الحِلُّ والحُرْمة عارضة :

    وإذن فسماع الآلات، ذات النغمات أو الأصوات الجميلة، لا يُمكن أن يحرم باعتباره صوت آلة، أو صوت إنسان، أو صوت حيوان، وإنما يُحرم إذا استُعين به على محرم، أو اتُّخِذ وسيلةً إلى محرم، أو ألْهَى عن واجب.



    وهكذا يجب أن يعلم الناس حُكم الله في مثل هذه الشئون. ونرجو بعد ذلك ألا نسمع القول يُلقى جُزافًا في التحليل والتحريم؛ فإن تحريم ما لم يُحرمه الله أو تحليل ما حرَّمه الله كلاهما افتراء وقوْل على الله بغير علم: (قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلطَانًا وأنْ تَقُولُوا علَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ). (الآية: 33 من سورة الأعراف).

    والله أعلم .

    المصدر موقع islamonline
    وهذا رابط الموضوع
    http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    رد: الغناء الماجن حرام شرعاً


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك ياأخت هبة على إهتمامك، وأحب أن أنبهك أن هناك قاعدة الفقهية تقول" لاإجتهاد مع النص". إذن إن كان هناك نص واضح ولا إلتباس فيه، قد طبقه السلف الصالح. فلو اجتمعت آراء علماء الأزهر كلهم (( و لعلمك أن من علماء الأزهر من أفتى أن الجدار الذي تبنيه مصر لحصار وخنق غزة هو شرعي)) أقول لو اجتمعت آراء علماء الأزهر كلهم ومن والاهم، فلا يجب أن نؤمن بفتواهم بوجود النص الشرعي الواضح الدلالة والموجود في "صحيح البخاري":
    روى البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في أمتي قوم يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف"
    فالمراد بالحِر هو الفرج، أي الزنا. ومعنى يستحلون: إما أنهم يفعلون هذه المحرمات فعل المستحل لها بحيث يكثرون منها ولايتحرجون من فعلها. وإما أنهم يعتقدون حلِّيتها، وقد يكون هذا بفعل فتيا ضالة من اصحاب الأهواء.
    ودلالة هذا الحديث على التحريم دلالة قطعية ولو لم يَرِد في المعازف سوى هذا الحديث؛ لكان هذا كافياُ في التحريم، وخاصة في نوع الغناء الذي يعرفه الناس اليوم، هذا الغناء الذي مادته ألفاظ الفحش والبذاءة والتحريض على الزنا، وقد قال تعالى:" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم".... ووجهة دليل الحديث على الحرمة هو قوله صلى الله عليه وسلم:" يستحلون" ، فإن لم تكن هذه الأشياء محرمة لما كان لقوله: "يستحلون" من معنى يذكر.
    وحديث ثاني رواه إبن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جلس إلى قينة (مغنية) يسمع منها صب في أذنيه الأنك ( الرصاص المذاب) يوم القيامة.
    وحديث ثالث رواه الترمذي في نوادر الأصول مرفوعاً من حيث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين، فقيل وما الروحانيين يارسول الله؟ قال: قراء أهل الجنة". منقول عن كتاب العزف والغناء حرام لأبي بكر الجزائري.
    منذ أربعين سنة 1968 حين أكرمني الله باعتناق الإسلام، كنت أقرأ القرآن، فمر معي في سورة النجم قوله تعالى: " أزفت الآزفة* ليس لها من دون الله كاشفة* أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولاتبكون* وأنتم سامدون" وقرأت تفسيرها أن: عكرمة روى عن إبن عباس رضي الله عنهما: السمود هو الغناء بلغة حِمْيَر، وهي إحدى القبائل العربية، قال: يقال: إسمدي لنا يافلانة أي غني لنا.... فكنت عندما أقرأ الآيات من سورة النجم تحكي عن حتمية يوم القيامة وحال الناس العابثة اللاهية حين تقوم! كنت أتساءل كيف سيمر ذكر القيامة على معظم الناس وهم لايتأثرون من أهوالها المنتظرة، بل كلهم يضحكون وهم يتمتعون بالغناء؟!
    ولكن بعد إنتشار التليفزيونات في كل البيوت وإدمان معظم الناس على سماع الغناء والإبتهاج به، وإعراضهم عنا أهل الذكر حين نُذَّكرُهم بيوم القيامة، فلا تهتز في بدنهم شعرة لذكرها؛... فهمت تلك الآية، وأنا كلما أمر بها أبكي لفرحة الإطمئنان التي تُخَلِّف في نفسي سعادة مابعدها سعادة! وأقول في نفسي: "الحمد لله الذي شفاني مما ابتلى به كثيراُ غيري"... فأنا ولله الحمد لاأسمع الغناء منذ عرفت الحق، مع العلم أنني كنت من أشد الناس ولعاً بالغناء أسمعه وأغنيه!!! وأصبح ربيع قلبي وسرور نفسي بدلاً عنه تلاوة وسماع القرآن وحفظه، وأحياناً الأناشيد الدينية أو مشاهدة كل ماهو حلال ومحترم وبعيد عن البذاءة من البرامج التليفزيونية. وقد أعطاني ذلك سعادة حقيقية دائمة، وطمأنينة لاينتابها بين الحين والآخر، ذلك الغم الذي كان ينتابني حين كنت أستمع للغناء... جربوا واحكموا بأنفسكم.
    ياأختي كائناً من كنت هبة أو من تسمي نفسها هبة، إن أردت تفاصيل موسعة وأحاديث ونصوص وآيات وبراهين أكثر، بشأن هذا الموضوع، فما عليك سوى طلب الكتاب الذي ذكرتُه في بداية المقال، من المكاتب في جدة، الذي جمع فيه السيد أبي بكر الجزائري كل الأحاديث والآيات وآراء علماء السلف الصالح التي تُثبِت حرمة الغناء. عافى الله أمة محمد جميعاً من هذا البلاء.

المواضيع المتشابهه

  1. الغناء الماليزي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-02-2012, 06:46 PM
  2. الزبير بن العوام
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-20-2010, 05:35 AM
  3. مهرجان أفلام أسبوع اللاجئ العالمي 2010في دمشق
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2010, 02:00 AM
  4. الدخان حرام والتفاح حرام
    بواسطة منى الراعي في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-27-2010, 04:38 PM
  5. صباح الخير (115) تعريف الأدب شرعاً
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-14-2008, 12:32 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •