شموع
********
كانت كلما أقبل الليل تضىء شموعاً أربعة بالشمعدان المذهب الموضوع فوق المدفأة الرخامية بالصالة وتدير

الموسيقى الهادئة .

وفى جديه وشجن تتخيل أنها ساحرة وان لديها قدرات عظيمة ولكنها قدرات طيبة .

تتمايل مع صوت الموسيق وتدور حول نفسها وحول مائدة االسفرة ، تفرد ذراعيها تارة وتضمهم تارة أخرى ،

تدور حول نفسها وتنسى ما حولها .

كانت تطير بقدراتها فوق السحاب وتقفز من سحابة لأخرى ، كانت تجمع النجمات المضيئة وتعود تنثرها مرة أخرة فى توزيع جديد .

ثم تناجى القمر فيداعبها وتدخل إليه فى الهوة المضيئة ، تنزع ملابس الساحرات عن جسدها وترقص عارية .

وتدور وتدور وينتشى القمر ويضىء أكثر فأكثر وتبدو هى كظل يتمايل من خلف الدائرة البيضاء .

عند انتهاء الرقصة تعاود ارتداء ملابس الساحرات وتضع قبعة الرأس الطويلة وترمى بشعرها الأحمر فوق كتفيها

وتخرج من حضن القمر .

تقفز فوق السحب مرة أخرى عائدة إلى البيت ، وحين تصل تتثاءب اإستعداداً للنوم .

لم يصل زوجها بعد بالرغم أن الساعة قاربت الواحدة صباحاً إنه مع المرأة الأخرى زوجته الثانية ، الحب

الذى طرأ على حياتهما فلم يحتمل الزوج خسرانه و النشوة التى لا بديل عنها و الجسد الذى يهبه

الشوق والاشتياق .

أما هى فلها إطفاء الشموع وغلق النوافذ وإسدال الستائروالدخول فى عالم شبيه بعالم

الموت وفى انصياع تام تتشرنق داخل نفسها وبحزن دفين تنام .

تستيقظ فى الصباح إمرأة أخرى ذاهبة إلى العمل حاملة إفطارها فى شنطة يدها

ممسكة باليد الأخرى طفلها الصغير الذاهب إلى المدرسة فى وداعة بعدما أعطى لبابا قبلة الصباح .

****************