"يعلون" يرفض تهدئة "خالد مشعل"
د. فايز أبو شمالة
إن الأثمان التي تطلبها "حركة حماس" لقاء تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة غير مقبولة، ولا يمكن الموافقة عليها، بهذه العبارة رد "موشي يعلون" وزير الحرب على "خالد مشعل"، الذي قال لجريدة "العربي الجديد" إن جهود الوسطاء للتهدئة تبدو إيجابية، ولكننا لم نتوصل إلى اتفاق، والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.
فهل رفض "موشي يعلون" لدفع الأثمان التي طلبتها حركة حماس يعني نهاية جهود الوسطاء للتهدئة؟ وهل يندرج الرفض الإسرائيلي تحت بند العنجهية الإسرائيلية، والصلف الصهيوني الذي يأبى الاعتراف بواقع المقاومة الجديد؟ أم أن الرفض الإسرائيلي لتوقيع اتفاقية تهدئة طويلة الأمد يأتي في إطار الارتياح الصهيوني للواقع الحالي، والقابل للاستمرار، كما أشار إلى ذلك موشي يعلون في اللقاء نفسه؛ الذي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية.
تصريحات موشي يعلون عن رفض التهدئية طويلة الأمد نقلت الكرة إلى ملعب السيد "خالد مشعل"، ولاسيما أن وزير الحرب الصهيوني قد حدد الأسباب التي تحول دون موافقته على التهدئة، حيث قال حرفياً: هناك وقف إطلاق نار ساري المفعول منذ عام، واتفاق التهدئة مكيدة أعدت لتخدم مصالح مختلفة لحماس، ومصالح جهات أخرى، ولأن الأثمان التي يطلبونها مقابل التسوية غير مقبولة، حسب وجهة نظري، وعليه فلا يوجد ما يمكن التحاور عليه!.
بعد هذا التصريح الصريح فلتكسر الأقلام التي هاجمت حركة حماس، واتهمتها بالخيانة العظمى، والتفريط بالثوابت، وبيع فلسطين، ودخول حلية التنسيق الأمني ثوراً حلوباً للمخابرات الإسرائيلية، وبعد هذا التصريح الإسرائيلي الخبيث فلتعتذر كل الشخصيات الفلسطينية التي أعابت على حركة حماس مساعيها الجادة للتخفيف من معاناة السكان في قطاع غزة، ولتستنهض مصداقيتها، وعلى جميع التنظيمات الفلسطينية التي ملأت الدنيا نقيقاً، وهي تندد بالجهود المبذولة لتمديد التهدئة، عليكم الاستعداد لمواجهة جديدة مع العدو الإسرائيلي، ولموجة جديدة من المقاومة، عليكم أن تكونوا بمستوى تصريحاتكم، وبياناتكم، وشغبكم عبر الفضائيات، فالعدو الإسرائيلي لا يخشى التصريحات، ولا يعترف إلا بالندية، ولن يوافق على شروط التهدئة إلا إذا أدرك أن الارض قابلة للاشتعال تحت أقدام مستوطنيه، وأن المقاومة أكثر عنفاً وشراسة من ذي قبل.
كرة التهدئة الآن في ملعب السيد "خالد مشعل"، فإما أن يصعّد المقاومة، مع الاستعداد التام لتطورها إلى حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، وإما أن تكتفي المقاومة بإرسال بعض صواريخها اليومية على غلاف غزة، لإنعاش الذاكرة الصهيونية، وتحريك الوضع، الذي يسمح للوسطاء بالضغط على الإسرائيليين لقبول شروط المقاومة، وما دون ذلك، فإن بقاء هذه الحالة من الهدوء على الحدود هي في صالح العدو الإسرائيلي؛ الذي تعود على المماطلة، ويتعمد إضاعة الوقت، مع الإبقاء على الحصار الذي يخنق سكان قطاع غزة.