حنا علينا ظماء في مناهلها فأترع الكأس بالذكرى و عاطانا
تنضّر الورد و الريحان أدمعنا و تسكب العطر و الصهباء نجوانا
السامر الحلو قد مرّ الزّمان به فمزّق الشمل سمّارا و ندمانا
قد هان من عهدها ما كنت أحسبه هوى الأحبّة في بغداد لا هانا
فمن رأى بنت مروان انحنت تعبا من السلاسل يرحم بنت مروانا
أحنو على جرحها الدامي و أمسحه عطرا تطيب به الدّنيا و إيمانا
أزكى من الطيب ريحانا و غالية ما سال من دم قتلانا و جرحانا
هل في الشام و هل في القدس والدة لا تشتكي الثكل إعوالا و إرنانا
تلك القبور و لو أنّي ألمّ بها لم تعد عيناي أحبابا و إخوانا
يعطي الشّهيد فلا و الله ما شهدت عيني كإحسانه في القوم إحسانا
و غاية الجود أن يسقي الثرى دمه عند الكفاح و يلقى الله ظمآنا
و الحقّ و السّيف من طبع و من نسب كلاهما يتلقّى الخطب عريانا
و الحزن في النّفس نبع لا يمرّ به