أنا..أنت..الحب
قصة قصيرة
لم يكن يدرى أنها النهاية, ولكنه أحس بشعور غريب كان في الخارج يسير بطيئاً في محاولة يائسة منه لاستنشاق أكبر قدر من الهواء كان يعلم أنه مهما حاول لن يحصل إلا على قليل من الهواء بعد إصابته بالمر ض الخبيث.
شعر ببعض الألم في صدره عاد إلى منزله وما كاد يجلس حتى وقف ثانية !
سألته زوجته : ماذا بك ؟
أجابها : أشعر ببعض الاختناق وأريد الخروج قليلا .
قالت له: لقد كنت بالخارج فماذا أحضرك إذن ؟
نظر لها بحنان وربت على خدها قائلا : لن أغيب.
شعر بقوة غريبة هبط درجات السلم وسار دون أن يحدد طريق ولكن كانت قدماه تعرف طريقها وجد نفسه أمام منزل والديه تذكر وهو يصعد درجات السلم كيف كان يأخذ كل درجتين في خطوة واحدة وتذكر إحدى السلالم التي وقع عليها فشجبت له رأسه فابتسم .
أخذ يدق الجرس مرات كثيرة كما كان يفعل في الماضي ؛ فتحت له أمه أرتمي في حضنها كما كان يفعل دائماً دخل كل حجرة واستنشق هواء كل ركن فى البيت واستمتع
تحدث معهما عن كل ما يجول بخاطره كل ذكرياته , فتح كل ألبوماته القديمة أخرج كل صورة ضحك على هذه وبكى مع تلك .
أصر أن يلتقط له والده صورة وهو في حضن أمه إستغرب الجميع وأستغرب الأب أكثر من تلك الابتسامة العذبة التى كانت على ثغره والتي لم يرها من سنوات طويلة
قبل أن يرحل نظر لأمه نظرة غريبة بكت منها أمه
قال لها : "إدعيلى"
جاءته الاجابة باكية : " ربنا يشفيك يابنى"
أبتسم قائلا : " لقد شفيت الآن" هبط السلم بسرعة لاتتناسب مع مرضه وكأنه يسابق الزمن , لم يشعر أنه مريض كان يشعر إنه يريد أن يجرى ويجرى.
وصل إلى بيته دخل حجرة أولاده وجدهم نائمين أحكم الغطاء عليهم وقبل كل منهم على جبهتهقبلة طويلة اختصرت سنوات عمرهم , نظر اليهم نظرة طويلة وأغلق الباب شعر بأن الأزمة تعاوده ارتمى في حضن زوجته
قال لها "أشعر ببعض التعب أريد الذهاب للمستشفى".
وهو على باب المنزل نظر لصورة زفافه وسقطت منه دمعة.
أمر الطبيب بأن يحجز في المستشفى رفض الجميع أن تبقى معه تركته زوجته ولكنها على باب الغرفة سمعته يناديها أقبلت عليه وجدته فاتح لها ذراعيه ارتمت فيهما ولم تخشى عليه من الألم , واختلطت دموعهما .
قال لها أتذكرى عندما كنا في الاسكندريه ماذا حفرنا على الشجرة؟؟
أجابته"نعم" , وفتحت كفه ورسمت بإصبعها (أنا..أنت..حب).
تركته تمدد على الفراش وأغلق جفنيه رأى نفسه طفلا وصبيا وشابا ورجلا تذكر كل أخطاءه فبكىثم تذكر دعوة أمه إليه فتوقفت دموعه .
شعر بألم حاد فى صدره لم يصرخ بل ضم ركبته إلى صدره وصرعه الألم فنام .
في الصباح كانت زوجته قد حضرت للاطمئنان عليه ولكنها لم تجده وجدت السرير فارغا وبجواره ورقة صغير مكتوب عليها ( أنا .. انت .. الحب ) .
يحي هاشم