بيان أخطاء مقدمة ابن خلدون
بداية المقدمة الخلدونية بها إضافات لم يكتبها المؤلف ابن خلدون – إن كان
هو المؤلف - أبدا منها الآراء التى قيلت فى النجوم وتصرفاتها فى حياة
البشر والخلق ففى ثنايا الكتاب نجد ألفاظ تدل على إيمانه بها ومع ذلك
نجده يعقد فصل ينكر فيه تأثير النجوم فى حياة هذا العالم ولو أخذنا بما
فى المقدمة لوجدنا الكاتب سواء كان ابن خلدون أو غيره متخلفا علميا من
حيث إيمانه بالكرامات وخوارق المتصوفة والسحرة ومعرفته وتصديقه بتلك
العلوم السحرية الطلسمية الحروفية مع أنه أعلن فى بداية الكتاب أنه يدرس
ولا يصدق إلا البراهين فقط
الأخطاء:
-"وعن عائشة والزهرى أن جموع رستم التى زحف بها لسعد بالقادسية إنما
كانوا ستين ألفا كلهم متبوع فلو بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد لاتسع
نطاق ملكهم وانفسح مدى دولتهم فإن العمالات والممالك فى الدول على نسبة
الحامية والقبيل القائمين بها فى قلتها وكثرتها 000والقوم لم تتسع
ممالكهم إلى غير الأردن وفلسطين وفلسطين من الشام وبلاد يثرب وخيبر من
الحجاز على ما هو معروف "والخطأ الأول هو قلة عدد بنى إسرائيل وعددهم ككل
يدل على قلة ملكهم وضيقه وهو تخريف لأن القلة لا تعنى ضيق الملك لأن
القاعدة القرآنية تقول "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله "كما
أن أحد رسل بنى إسرائيل وهو يونس (ص)أرسله الله لقرية عددها يزيد على
المائة ألف فقال بسورة الصافات "وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون "فإذا
كانت بلد واحدة منهم فيها هذا العدد فكيف بباقى البلاد؟والخطأ الثانى أن
مملكة بنى إسرائيل لم تتسع لغير الأردن وفلسطين ويثرب وخيبر وهو تخريف
لأن سليمان (ص)ملك سبأ التى أسلم ملكتها وفى هذا قال تعالى بسورة النمل
"قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "زد على هذا أن
سليمان (ص)كان له جيش من الجن والطير فمن يقدر فى العالم أن يتغلب على
ملكه الذى شمل الأرض كلها باعتباره مسلما وليس من بنى إسرائيل فقط
-"فالذى بين موسى وإسرائيل إنما هو 4آباء على ما ذكره المحققون فإنه
موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب 000وكان مقامهم بمصر إلى
أن خرجوا مع موسى إلى التيه 220سنة تتداولهم ملوك القبط من الفراعنة
ويبعد أن يتشعب النسل فى 4أجيال إلى مثل هذا العدد "والخطأ هو أن بين
موسى (ص)وإسرائيل (ص)4 أجيال وهو تخريف ليس عليه دليل ما جاء فى التوراة
المحرفة ومن المعروف أن كتب الوحى لا يرد فيها النسب أبدا وإلا وجدنا نسب
النبى (ص)فى القرآن زد أن الجيل الواحد قد يستطيع الرجل فيه أن ينجب
آلافا لو تزوج فمثلا نوح(ص)كانت رسالته 950سنة من قومه قبل الطوفان وفى
هذه السنين لو تزوج 4نسوة وأنجبن كل سنتين لكان عنده ألفان من الأولاد –
صحيح أن هذا لم يحدث- ولكن ليس هناك أى شىء مستبعد وليس هناك داعى لتصديق
أعمار الناس فى التوراة المحرفة لأن الأعمار لا تذكر فى كتب الوحى وإلا
ذكرها الله فى القرآن زد على هذا إن الإماء والجوارى قد يزدن العدد
كثيرا.
-"وإن زعموا أن عدد تلك الجيوش إنما كان فى زمن سليمان ومن بعده فبعيد
أيضا إذ ليس بين سليمان وإسرائيل إلا أحد عشر أبا 000ولا يتشعب النسل فى
11 من الولد إلى مثل هذا العدد الذى زعموه اللهم إلى المئين والآلاف
فربما يكون وأما أن يتجاوز إلى ما بعدهما من عقود الأعداد فبعيد 000والذى
ثبت فى الاسرائيليات أن جنود سليمان كانت 12 ألفا خاصة وأن مقربانه كانت
1400فرس مرتبطة على أبوابه "والخطأ هو نفسه الخطأ السابق وهو قلة عدد بنى
إسرائيل لأن النسل لا يتشعب فى 11جيل لغير الآلاف وأن جيش سليمان(ص)كان
12 ألفا وهو خطأ لأن جيش سليمان(ص) كان ألوفا مؤلفة من البشر والجن
والطير وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وحشر لسليمان جنوده من الجن
والإنس والطير "ولو حسبنا عدد الناس فى الأحد عشر جيلا حسب القاعدة
التالية تعدد الزوجات وأن سن الزوجة التى تصلح للإنجاب 30سنة لوجدنا أن
الجيل الثانى أنجبت فيه كل زوجة10أولاد على الأقل وبفرض أن لكل منهم
زوجتين فقط لكان عدد الجيل الثالث 240 شخصا بغض النظر عن أولاد الجوارى
وغيرهم و240فى الجيل الثالث من 12 فى الجيل الثانى يستطيعوا أن ينجبوا
2400وفى الرابع 24000وفى الخامس 240000وهكذا وهذا يعنى أن يتعدوا الألف
ألف فيما لا يزيد عن 500سنة أو حتى فى1000سنة
-"ومن الأخبار الواهية للمؤرخين ما ينقلونه كافة فى أخبار التبابعة وملوك
اليمن وجزيرة العرب أنهم كانوا يغزون من قراهم باليمن إلى أفريقية
والبربر من بلاد المغرب 000وهذه الأخبار كلها بعيدة عن الصحة 00وذلك أن
ملك التبابعة إنما كان بجزيرة العرب وقرارهم وكرسيهم بصنعاء اليمن
000ويبعد أن يمر بهذا المسلك ملك عظيم فى عساكر موفورة من غير أن تصير من
أعماله 000وأيضا فالشقة من البحر إلى المغرب بعيدة والزودة والعلوفة
للعساكر كثيرة فإذا ساروا فى غير أعمالهم احتاجوا إلى انتهاب للزرع
والنعم وانتهاب للبلاد فيما يمرون عليه000" والخطأ هو استبعاد أن تغزوا
دولة دولة بعيدة عنها دون أن تمر على البلاد بينهما وهو تخريف ففى هذا
الزمن سمعنا عن أن انجلترا غزت الهند رغم وجود عشرات البلاد بينها وأن
الولايات المتحدة غزت فيتنام والعراق رغم وجود عشرات البلاد بينهما وليس
معنى عدم وجود ذكر فى التاريخ للغزو للبلاد المتوسطة أنه لم يحدث فقصة
نوح(ص)لم تكن معروفة للناس فى عهد النبى(ص)وفى هذا قال بسورة هود"تلك من
أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا "
-"أين توجد الطهارة والذكاء إذا فقد من بيتها أو كيف تلحم نسبها بجعفر بن
يحيى وتدنس شرفها العربى بمولى من موالى العجم بملكه جسدها من الفرس أو
بولاء وجدها من عمومة الرسول وأشرف قريش " والخطأ هو أن زواج المرأة من
مولاها العجمى دنس ورجس والإسلام لم يحرم زواج المولى من المرأة أيا كان
نسبها فقال تعالى بسورة النور "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم
وإمائكم "كما أن النبى(ص) زوج زينب ابنة عمه لمولاه زيد فهل كان يريد
بذلك تدنيس نسبه المزعوم أليس هذا جنونا ؟
-"ومن الأخبار الواهية 000فى العبيديين خلفاء الشيعة بالقيروان والقاهرة
من نفيهم عن أهل البين والطعن فى نسبهم إلى إسماعيل الإمام 000وكيف يقع
هذا كله لدعى فى النسب يكذب فى انتحال الأمر واعتبر حال القرمطى إذ كان
دعيا فى انتسابه كيف تلاشت دعوته000"والخطأ هنا أن إدعاء النسب يفشل
الدعوة وهو تخريف لأن ثبوت النسب أو تزويره لا ينجح أو يفشل أى دعوة
مهما كانت سليمة أو خاطئة لأن نجاحها يتوقف على إيمان بعض الناس بها أو
على تكذيب الناس له ولو طبقنا معيار النسب لوجدنا دعوة الرسل(ص)قد فشلت
فأى رسول عدا يونس (ص)لم يؤمن به إلا القليل من قومه مع أن نسبهم سليم
فهل يرجع فشلهم للنسب أو الدعوة ؟قطعا يرجع لإرادة الناس ولذا قال تعالى
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "ومع أنى لا أصدق بحكاية القرمطى فإن
دولته فى أوراق التاريخ نجحت بدليل استمرار دولته بعد وفاته سنوات
-"أما يعلمون أن إدريس الأكبر كان أصهاره فى البربر وأنه منذ دخل المغرب
إلى أن توفاه الله عريق فى البدو وأن حال البادية فى مثل ذلك غير خافية
إذ لا مكامن لهم يتأتى فيها الريب وأحوال حرمهم أجمعين بمرأى من جاراتهن
ومسمع من جيرانهن لتلاصق الجدران وتطامن البنيان وعد الفواصل بين المساكن
" والخطأ هنا أن البدو لا يتأتى فيهم الريب لانكشاف الكل أمام بعضهم وهو
تخريف لأن وقوع الزنى فى أى مجتمع جائز الوقوع مهما كان هذا المجتمع
مكشوف أمام بعضه فإن لم يحدث داخل الخيام فوراء أى كثيب رمل فى الليل أو
وراء أى نخلة أو شجرة أو جدار قديم أو أثناء السروح بالغنم والمعز أو عن
طريق لبس ملابس النساء ودخول الخيمة وقفلها 00ونحن لا نؤكد وقوع الزنى
مع حريم إدريس ولا ننفيه لأن هذا من الغيب الذى يعلمه الله
-"ففراش إدريس طاهر من الدنس ومنزه من الرجس بحكم القرآن "والخطأ هو
طهارة فراش إدريس بحكم القرآن وقطعا لا توجد صلة لإدريس بالقرآن لأن أهل
البيت ليسوا سوى نساء النبى (ص)لقوله تعالى بسورة الأحزاب "إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "والدليل أن الملائكة
سمت زوجة إبراهيم (ص)أهل البيت فقالت بسورة هود لها "قالوا أتعجبين من
أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت "والخطاب قبل وبعد آية
الأحزاب يخص نساء النبى لقوله فى بداية تلك الآيات يا أيها النبى قل
لأزواجك "ثم بعده "يا نساء النبى "مرتين كما أن النبى (ص)قد انقطع نسبه
لعدم وجود أبناء له "ما كان محمد أبا أحدا من رجالكم "كما قال بسورة
الأحزاب والنسب فى الإسلام هو للرجال وليس للنساء كفاطمة مصداق لقوله
بسورة الأحزاب "ادعوهم لآباءهم "
-"وأما إنكارهم نسب المهدى فى أهل البيت فلا تعضده حجة لهم مع أنه إن ثبت
أنه ادعاه وانتسب إليه فلا دليل يقوم على بطلانه لأن الناس مصدقون فى
أنسابهم "والخطأ هو أن الناس مصدقون فى أنسابهم وهو تخريف لأن الله قال
بسورة الأحزاب "ادعوهم لآبائهم "فالنسب هو حسب معرفة الناس وليس حسب قول
الإنسان أنه ابن فلان أو ابن علان ومن ثم فالناس مصدقون فى أنسابهم إذا
كان غيرهم يعرفونها وأما إذا لم يكونوا يعرفونها فلا تصديق لأن ذلك يوجب
عقوبة هى عقوبة الافتراء على النساء أو الرجال بالزور وهى 80جلدة
-"كما نقله المسعودى عن الاسكندر لما صدته دواب البحر عن بناء الاسكندرية
وكيف اتخذ تابوت الخشب وفى باطنه صندوق زجاج وغاص فيه إلى قعر البحر حتى
كتب صور تلك الدواب الشيطانية التى رآها وعمل تماثيلها من أجسام معدنية
ونصبها حذاء البنيان ففرت تلك الدواب حين خرجت وعاينتها وتم له بناؤها فى
حكاية طويلة من أحاديث خرافة مستحيلة 0000وومن قبل أن الملوك لا تحمل
أنفسها على مثل هذا الغرور000من قبل أن الجن لا يعرف لها صورة ولا تماثيل
تختص بها إنما هى قادرة على التشكل "والخطأ هو استحالة غوص الشخص فى
البحر فى تابوت زجاج وهو تخريف فالغوص حتى دون تابوت معروف عند سكان
الخليج العربى أو الفارسى زد أن تابوت الزجاج قد يكون كبير ومن ثم تكون
به كمية من الهواء تكفيه دقائق عشرة وأما ن الملوك لا تحمل نفسها على
مثل هذا الغرور فليس مسلم به بدليل أن فرعون طلب بناء صرح أى سلم يصعد عن
طريق للسماء كما أن كثير من الملوك ادعو ا الألوهية ومن ثم فلو وجدوا
فرصة لإثباتها كالغوص فإنه لا يتوانى عن استغلالها لخداع الناس حتى
يتبعوه وأما أن الجن ليس لها صورة تختص بها وإنما قادرة على التشكل فشىء
خرافى فالجن لهم شكل ثابت هو الجنية وكل نوع من الخلق لا يقدر على
التشكل والتحول لنوع أخر عدا من اختارهم الله من الملائكة فهم يتحولون
لناس لإبلاغ رسالات للبشر من الله
-"ولما كان العدوان طبيعيا فى الحيوان جعل لكل واحد منها عضوا يختص
بمدافعته ما يصل إليه من عادية غيره وجعل للإنسان عوضا عن ذلك كله الفكر
واليد فاليد مهيئة للصنائع بخدمة الفكر والصنائع تحصل له الآلات التى
تنوب له عن الجوارح المعدة فى سائر الحيوانات للدفاع "والخطأ هو أن
العدوان طبيعى فى الحيوان وقطعا الحيوان ليس عدوانيا وإنما هو كائن عادى
يدفعه للعدوان ما يدفع الإنسان للعدوان وإلا كان الكل الذى يأكله يجعله
عدوانيا لأنه يأكل الأنواع الأخرى ومن ثم فأكل الحيوان للحيوان ليس
اعتداء وإنما هو أكل فطره الله عليه وفى كون الحيوانات مثل الناس أمم
متشابهة قال تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير
بجناحيه إلا أمم أمثالكم " والخطأ الأخر هو أن لكل حيوان عضو يختص
بالمدافعة وهو تخريف لأن الحيوان يستخدم الأعضاء الخارجية كالفم والسنان
والقرون والأيدى والأرجل فى الدفاع والهجوم وليس عضو واحد هو المختص
بالمدافعة ومن أراد التأكد فليرى أى معركة بين الحيوانات ليعرف الحق
-"وهذا هو معنى الملك وقد تبين لك بهذا أنه خاصة للإنسان طبيعية ولابد
لهم منها وقد يوجد فى بعض الحيونات العجم على ما ذكره الحكماء كما فى
النحل والجراد ولما استقرى فيها من الحكم والانقياد والاتباع لرئيس من
أشخاصها متميز عنهم فى خلقه وجثمانه "والخطأ هو أن الملك يوجد فى بعض
حيوانات فقط ويخالف هذا أن كل الدواب مثل الناس فى كل شىء يختص بالأممية
ومنه الملك وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا
طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "
-"وبهذا يتبين لك غلطهم فى وجوب النبوات وأنه ليس بعقلى وإنما مدركه
الشرع"والخطأ هو أنه جعل وجوب النبوات خطأ وغلط وهو تخريف لأن النبوات
أوجبها الله حتى لا يكون الناس عليه حجة بعدهم وفى هذا قال تعالى بسورة
النساء "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد
الرسل"والخطأ الثانى وجود فرق بين العقلى والشرعى وهو تخريف لأن كل شىء
عقلى هو شرعى ولذا قال تعالى "وما يعقلها إلا العالمون "فالعاقل هو
العالم العامل بالشرع
-"وأما الذى انحسر عنه الماء من الأرض فهو النصف من سطح كرتها "والخطأ هو
أن الماء يغطى نصف الكرة الأرضية ولا أحد يعرف حقيقة هذا الآن
فالجغرافيون يقولون أن نسبة اليابس للماء هو 71:29
-"ومن جهة الشمال إلى خط كرى ووراء الجبال الفاصلة بينه وبين الماء
العنصرى الذى بينهما سد يأجوج ومأجوج"و"والبحر المحيط قد غمرته عامة من
جهة الشمال إلى وسط الجزء الخامس حيث يتصل بجبل قوقيا المحيط بيأجوج
ومأجوج "والخطأ هو أن سد يأجوج ومأجوج بين الماء والجبال ويخالف هذا كونه
بين صدفين أى جبلين مصداق لقوله تعالى بسورة الكهف "آتونى زبر الحديد حتى
إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه
قطرا "
-"ربما يأكل بعضهم بعضا وليسوا فى عداد البشر "والخطأ هو نفيه أن البشر
ليسوا من البشر وهو تخريف لأن البشرية لا تزول عن البشر مهما فعلوا من
المنكرات والفظائع ومهما كانوا جهلة كما أن البشرية ثابتة كنوع وأما
الزائل فهو الإسلام أو الكفر من أنفسهم حسب إرادتهم
-"وجميع ما يتكون فى هذه الأقاليم الثلاثة المتوسطة مخصوص بالاعتدال
وسكانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا حتى النبوات فإنما
توجد فى الأكثر فيها ولم نقف على خبر بعثة فى الأقاليم الجنوبية ولا
الشمالية "والخطأ هو أن البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا فى
الأقاليم الثلاثة والحق هو أن البشر ليسوا سيىء الجسم واللون لأن الله هو
"الذى أحسن كل شىء خلقه "كما قال بسورة السجدة وهو الذى صورنا فأحسن
صورنا كما قال بسورة التغابن "وصوركم فأحسن صوركم "والخطأ الأخر أن
النبوات ليس فيها خبر فى الأقاليم الشمالية والجنوبية ويخالف هذا أن الله
بعث لكل أمة فى أى مكان رسول وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ولقد بعثنا
فى كل أمة رسولا "
-"فتكلفوا نقل تلك الحكاية الواهية وجعلوا أهل الشمال أو أكثرهم من ولد
يافث وأكثر الأمم المعتدلة وأهل الوسط المنتحلين للعلوم والصنائع
والشرائع والسياسة والملك من ولد سام"والخطأ هو أن سام ويافث من ولد
نوح(ص)وهو تخريف لأن نوح(ص)لم ينجب ذكور سوى الابن الكافر الذى غرق فى
الطوفان والدليل أن بنى إسرائيل هم ذرية من حمل الله مع نوح (ص)فى
السفينة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا
تتخذوا من دونى وكيلا ذرية من حملنا مع نوح "
-"وقد رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فنجدهم
مولعين بالرقص 000والسبب الصحيح000هى انتشار الروح الحيوانى وتفشيه
وطبيعة الحزن وبالعكس "والخطأ هو وصف السودان عموما بالطيش والرقص والطرب
لإنتشار الروح الحيوانى فيهم وهو تخريف لأن الطيش والطرب والرقص موجود فى
كل الأمم
-"وتجد مع ذلك هؤلاء الفاقدين للحبوب والأدم من أهل القفار أحسن حالا فى
جسومهم وأخلاقهم من أهل التلول المنغمسين فى العيش فألوانهم أصفى
وأبدانهم أنقى وأشكالهم أتم وأحسن وأخلاقهم أبعد من الانحراف وأذهانهم
أثقب فى المعارف والإدراكات "والخطأ هنا هو أن نوع الطعام يؤثر على
الأبدان والأخلاق ومعارف النفس وهو تخريف لأن الذى يشكل أخلاق الإنسان
ومعارفه هو مشيئته أى إرادته لذا قال تعالى بسورة الكهف "وقل الحق من ربك
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "وأما تأثير الطعام على البدن فليس فيه شك
ولكن التأثير يختلف من طعام لأخر فهناك أطعمة ممرضة وهناك أطعمة صحية
-"يعنى أن البياض والخضرة من ألوان الخير والملائكة والسواد من ألوان
الشر والشياطين "والخطأ هو أن السواد من ألوان الشر والشياطين وهو تخريف
لأنه لو كان كذلك ما دخل مسلم أسود الجنة ولأن غالبية المسلمين وحتى
البشر فى أجسامهم شىء أسود هو الشعر أو لون العيون فهل المسلمون شياطين
لهذا ؟كما أن الله خلق من الجبال صخور سود فقال بسورة فاطر "ومن الجبال
جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود"والجبال ليست شريرة لأن منها ما
يتصدع من خشية الله لقوله تعالى بسورة الحشر "لو أنزلنا هذا القرآن على
جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله "
-"ومن علامات الأنبياء أيضا أن يكونوا ذوى حسب فى قومهم وفى الصحيح ما
بعث الله نبيا إلا فى منعة من قومه وفى رواية فى ثروة من قومه 000"والخطأ
هنا هو أن كل الأنبياء بعثوا فى منعة وحسب قومهم وهو تخريف لأن لوط(ص)لم
يكن له أقارب فى قومه وكان فيهم ضعيفا ليس هناك من يمنعه حتى قال كما قص
علينا القرآن بسورة هود"لو أن لى بكم قوة أو أوى إلى ركن شديد"كما أن
كثير من أنبياء (ص)بنى إسرائيل قتلوا لقوله بسورة البقرة "أفكلما جاءكم
رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "فأين
المنعة إذا ؟كما أن النبى(ص)لم يكن له منعة من قومه حتى لو ذكرت الروايات
التاريخية ذلك لأن الله هو الذى حماه فقال بسورة المائدة "والله يعصمك من
الناس "
-"وفارقها عندهم عن السحر أن النبى مجبول على أفعال الخير مصروف عن أفعال
الشر 000وخوارق الولى دون ذلك كتكثير القليل والحديث عن بعض المستقبل
"والخطأ الأول كون النبى مجبول على الخير مصروف عن الشر وهو يخالف ما
ذكره الله من ذنوب الأنبياء (ص)فمثلا قال فى خاتم النبيين (ص)بسورة الفتح
"ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر "وقال بسورة محمد"واستغفر لذنبك
"وهذا دليل على كونهم مخيرين لأنهم يرتكبون الشر وإن كانوا يستغفرون الله
لهم ويتوبون منهم والخطأ الثانى وجود خوارق للولى وهو تخريف لأنه لو كان
للولى خوارق لكان لكل المؤمنين لأن المؤمنين كلهم أولياء لله مصداق لقوله
بسورة يونس "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا
وكانوا يتقون "ولكننا لا نرى لأحد منا خوارق ولو كان للأولياء المزعومين
خوارق ما هزم المسلمون أبدا بفضل الخوارق كما أن الله منع الخوارق وهى
الآيات المعجزات عن الناس منذ النبى (ص)فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات
إلا أن كذب بها الأولون"ومن ثم لا خوارق
-"انظر لعالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على
هيئة بديعة من التدريج أخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش
وما لا بذر له وأخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان
مثل الحلزون والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط ومعنى الاتصال فى
هذه المكونات أن أخر أفق منها مستعد بالاستعداد القريب أن يصير أول أفق
الذى بعده واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى فى تدريج التكوين إلى
الإنسان "والتخريف هو أن عالم التكوين ابتدأ من المعادن فالنبات فالحيوان
وهو تخريف لأن أصل كل شىء ليس المعادن وإنما الماء لقوله بسورة النور
"وخلق كل دابة من ماء"وقال بسورة هود"وكان عرشه من ماء "أى وكان ملكه من
الماء والتخريف الأخر هو أن أخر كل أفق مستعد أن يصير أول أفق بعده وهو
ما يسمونه نظرية التطور والحق أن الأنواع المختلفة لا يمكن أن ينتج منها
أنواع مغايرة لها فى النوع ما دام التزواج بين ذكور وإناث نفس النوع وحتى
الأنواع المتغايرة عندما يحدث بينها تزواج فإنها تنتج مخلوقات عقيمة لا
تقدر على التوالد مثل الخيل والحمير فإنها تنتج البغال العقيمة
-"وآلة هاتين القوتين فى تصريفهما البطن الأول من الدماغ مقدمة للأولى
ومؤخرة للثانية 000وآلة هاتين القوتين فى تصريفهما البطن المؤخر من
الدماغ أوله للأولى ومؤخره للأخرى ثم ترتقى جميعها إلى قوة الفكر وآلته
البطن الأوسط من الدماغ "
و"ذلك أن النفس الناطقة إنما إدراكها وأفعالها بالروح الحيوانى وهو بخار
لطيف مركزه بالتجويف الأيسر من القلب "والخطأ هو أن قوة الفكر والإدراك
وهى النفس وغير ذلك فى الدماغ أو فى القلب ويخالف هذا أن النفس المفكرة
المدركة 00الخ ليست من الجسم من شىء بدليل أن الله يخرجها من الجسم ساعة
النوم ثم يعيدها مرة أخرى بعد انتهاء النوم وفى هذا قال تعالى بسورة
الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى
قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فارسال النفس الأخرى يعنى
وجودها خارج الجسم ساعة النوم كما أن القلب وهو نفسه النفس يعقل مصداق
لقوله بسورة الحج"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها
"والقلب والمراد ليس القلب العضلى جزء منه هو العقل الذى نفكر وندرك
ونتعلم به
-"وقد ننسلخ بالكلية من البشرية وروحانيتها إلى الملكية من الأفق الأعلى
من غير اكتساب بل بما جعل الله فيها من الجبلة والفطرة الأولى فى ذلك
"والتخريف هو الإنسلاخ من البشرية للملائكية بالفطرة وهذا القول نفسه هو
القول بالتطور فالنوع البشرى يتحول هنا لنوع أخر هو الجنية التى منها
الملائكة ولا يوجد هذا التحول إطلاقا فالإنسان هو الإنسان مهما علا
-"والنفوس البشرية 3أصناف صنف عاجز بالطبع عن الوصول إلى الإدراك
الروحانى 00وصنف متوجه بتلك الحركة الفكرية نحو العقل الروحانى00وصنف
مفطور على الإنسلاخ من البشرية جملة 00إلى الملائكة 00ويحصل له شهود
الملأ الأعلى فى أفقهم "والخطأ هو تقسيم البشر لثلاثة أصناف أحدها عاجز
عن الإدراك الروحانى والثانى به عقل روحانى والثالث متحول للملائكية وهو
تخريف لأن الإنسان لا يتحول لملاك ولو تصرف مثلهم والسبب ثبات النوع
ولوكان الكلام سليم لكان النبى(ص)من الملائكة ولكن الله أمره أن يقول
أكثر من مرة "قل إنما أنا بشر مثلكم "كما أن البشر لا يرون الملائكة إلا
يوم القيامة كما قال بسورة الفرقان "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ
للمجرمين "
-"واعلم أن الأولى وهى حالة الدوى هى رتبة الأنبياء غير المرسلين على ما
حققوه والثانية وهى حالة تمثل الملك رجلا يخاطب هى رتبة الأنبياء
المرسلين 00 00 0 وقالت كان ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد
فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا ولذلك كان يحدث عنه فى تلك الحالة من
الغيبة والغطيط ما هو معروف "والخطأ الأول هو تقسيم الأنبياء لمرسلين
وغير مرسلين وهو تخريف لأن كل نبى رسول بدليل استهزاء الأقوام كلها بهم
مصداق لقوله تعالى بسورة الزخرف "وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به
يستهزئون "والاستهزاء لا يحدث إلا بسبب توصيل رسالة الله والسؤال هو كيف
يعطى الله نبيا رسالة أى وحى ولا يطالبه بإبلاغها لماذا إذا أعطاه الوحى
هل ليكتمه أم ليعلنه ؟أليس هذا جنونا؟
والخطأ الأخر هو نزول الوحى فى صورتين1- حالة الدوى أو صلصلة الجرس2-
تمثل الملك رجلا للرسول وهو تخريف لأن طرق توصيل الوحى هى الوحى من وراء
حجاب وهو الوحى دون وسيط والوحى من خلال إرسال رسول وفى هذا قال تعالى
بسورة الشورى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو
يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء "والخطأ الثالث هو الحالة المزرية للنبى
عند الوحى من خلال العرق والغطيط والغيبوبة ويخالف هذا قوله تعالى بسورة
القيامة "لا تحرك به لسانك لتعجل به"فهنا يردد الوحى وراء جبريل(ص)بسرعة
ليحفظه وهذا يعنى أنه فى كامل وعيه زد على هذا أن الله لم يجعل على مؤمن
حرج أى أذى فى الدين فكيف يؤذى نبيه (ص) وقد قال بسورة الحج "وما جعل
عليكم فى الدين من حرج"
-"وأصحاب هذا السجع هم المخصوصون باسم الكهان لأنهم أرفع سائر أصنافهم
وقد قال النبى فى مثله هذا من سجع الكهان فجعل السجع مختصا بهم بمقتضى
الإضافة "والخطأ هو أن السجع مختص بالكهان ويخالف هذا كون السجع نوع
كلامى يستخدمه أى متكلم والقرآن نفسه به سجع مثل "والطور وكتاب مسطور فى
رق منشور والبيت المرفوع والسقف المرفوع "كما أن القرآن لم يقل عن قول
الكاهن سجع وإنما سماه قول فقال بسورة الحاقة "ولا بقول كاهن "والمراد به
الحكم الذى يصدره الكاهن فى أى مسألة سواء قاله سجعا أو بغير سجع
-"ولا يقوم من ذلك دليل لأن علوم الكهان كما تكون من الشياطين تكون من
نفوسهم أيضا فالآية إنما دلت على منع الشياطين من نوع واحد من أخبار
السماء وهو ما يتعلق بخبر البعثة000"والخطأ هو أن منع الشياطين كان من
خبر البعثة فقط ويخالف هذا أن الله منع الجن من السماع عموما فقال على
لسانهم بسورة الجن "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد
له شهابا رصدا "
-"والسبب فى وقوع هذه اللمحة للنفس أنها ذات روحانية بالقوة مستكملة
بالبدن ومداركه حتى تصير ذاتها تعقلا محضا ويكمل وجودها بالفعل فتكون
حينئذ ذاتا روحانية مدركة بغير شىء من الآلات البدنية"والخطأ هو أن النفس
إذا صارت ذاتا روحانية أدركت بغير آلات البدن وهو تخريف لأن بلا الحواس
لن تدرك النفس شيئا لأن هذا الأعضاء هى التى توصل المعلومات للعقل أو
النفس فإذا قفلت فإن النفس تصبح خاوية فمثلا الوحى الإلهى إذا لم تنقله
الأذن بالسماع أو العين بالقراءة فى الكتب فلن يكون للنفس أى علم به
-"وذكر منها مسلمة فى كتاب الغاية حالومة سماها حالومة الطباع التام وهو
أن يقال عند النوم بعد فراغ السر وصحة التوجه هذه الكلمات الأعجمية وهى
تماغس بعد أن يسود وغداس 000فإنه يرى الكشف عما يسأل عنه فى
النوم000"و"وذكر مسلمة فى كتاب الغاية له فى مثل ذلك أن آدميا إذا جعل فى
دن مملوء بدهن السمسم ومكث فيه40 يوما يغذى بالتين والجوز حتى يذهب لحمه
ولا يبقى منه إلا العروق وشؤون رأسه فيخرج من ذلك الدهن فحين يجف عليه
الهواء يجيب عن كل شىء يسأل عنه من عواقب الأمور الخاصة والعامة وهذا فعل
من مناكير أفعال السحرة "و"وكثير منهم يفر منه إذا عرض له ولا يحفل به-أى
الغيب – وإنما يريد الله لذاته لا لغيره 000ويقع لهم من الأخبار عن
المغيبات عجائب "00والخطأ هو أن الحالومة المذكورة تجعل الإنسان يعلم
مستقبله الذى هو من الغيب فى النوم وإخبار الإنسان فى الدن بالغيب وعلم
الأولياء المزعومين بالغيب والغيب لا يعلمه أحد سوى الله لقوله "قل لا
يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله "
-وربما ينكر الفقهاء أنهم على شىء من المقامات لما يرون من سقوط التكليف
عنهم والولاية لا تحصل إلا بالعبادة وهو غلط فإن فضل الله يؤتيه من يشاء
ولا يتوقف حصول الولاية على العبادة ولا غيرها "والخطأ هو أن الولاية لا
يتوقف حصولها على العبادة أو غيرها وهو تخريف لأن الولاية متوقفة على
الإيمان والتقوى لقوله تعالى بسورة يونس "ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون "إذا فالولاية متوقفة على
الإيمان والتقوى
-وأهل البدو000وما يحصل فيهم من مذاهب السوء ومذمومات الخلق بالنسبة إلى
أهل الحضر أقل بكثير فهم أقرب إلى الفطرة الأولى 000فقد تبين أن أهل
البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر "ص109والخطأ هو أن أهل البدو أقرب
للخير من أهل الحضر وهو تخريف لأن الخير موجود فى الكل وفى مختلف العصور
وبنسب متفاوتة فقد يكون هؤلاء فى عسر أقرب من الأخرين وقد يكون أولئك فى
عصر أقرب منهم وقد بين الله لنا مثلا أن الأعراب فى البادية أشد كفرا
ونفاقا من أهل المدينة الكفار المنافقين فطالب المسلمين بعدم تعليمهم
فقال بسورة التوبة "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما
أنزل الله على رسوله "وفى نفس الوقت بين لنا أن من الأعراب مؤمنين فقال
فى نفس السورة "ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الأخر ويتخذ ما ينفق
قربات عند الله"
-"ومن هذا الاعتبار معنى قولهم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر بمعنى أن
النسب إذا خرج عن الوضوح وصار من قبيل العلوم ذهبت فائدة الوهم فيه عن
النفس وانتفت النعرة الى تحمل عليها العصبية فلا منفعة فيه حينئذ "ص114
والخطأ هو أن النسب علم لا ينفع وهذا تخريف لأن النسب علم نافع فى الناس
لأن به يقع الميراث وتقع حرمانية الزواج من بعض النساء والرجال ومن ثم
فالجهل به يؤدى لضياع حق الناس فى الميراث وضياع حق الله فى الفروج
-"بمعنى أن النسب إنما فائدته هذا الالتحام الذى يوجب صلة الأرحام حتى
تقع المناصرة والنعرة وما فوق ذلك مستغنى عنه إذا النسب أمر وهمى لا
حقيقة له ونفعه إنما هو فى هذه الوصلة والإلتحام "ص114 الخطأ هو أن فائدة
النسب هى صلة الأرحام بمناصرتها وهو تخريف لأن للنسب فوائد عدة فى الدنيا
منها إثبات حق الورث وحرمانية الإنسان من الزواج من بعض النساء والرجال
وإثبات حق الإبن على أبيه وكذا الزوجة وإثبات حق الأب على الإبن والأم
وأما مناصرة الأنسباء فلم يقل الله بها أبدا وإنما القاعدة مناصرة
المسلمين لبعضهم البعض فالنسيب قد يكون أبا أو ابنا أو اخا أو عشيرة
كافرة ومن ثم تجب معاداتهم وكراهيتهم مصداق لقوله تعالى بسورة المجادلة
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو
كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم
الإيمان وأيدهم بروح منه "
-"واعتبر ذلك فى مضر من قريش وكنانة وثقيف 000كيف كانت أنسابهم صريحة
محفوظة لم يدخلها الاختلاط 00وأما العرب الذين كانوا بالتلول ومعادن
الخصب للمراعى والعيش من حمير وكهلان 00فاختلطت أنسابهم وتداخلت شعوبهم
00"ص114 والخطأ هو أن أنساب عرب الصحراء كانت محفوظة وأما عرب التلول
فمختلطة لاختلاط أنسابهم وهو تخريف لأن الأنساب كلها مختلطة سواء كانت
محفوظة أو غير محفوظة فالعرب ليسوا سوى ناس متكلمين بالعربية منهم من كان
يتكلم غيرها قبل أن يكون عربيا مثل اليهود المتعربين والنصارى المتعربين
أو الأصلاء فمن المعلوم أن أى دين نزل من السماء كان فى النهاية يفرض على
أتباعه التزواج من بعضهم فقط وأتباع اليهودية والنصرانية كانوا عربا وغير
عرب ومن ثم تداخلت الأنساب أضف لذلك التزواج بين العبيد من غير العرب
والعبيد العرب وهناك حالات الزنى فى مجتمع كان مفتوحا ومن ثم فالأنساب
مختلطة فى معظم الأزمان ومن أجل حالات الزنى ألغى الله الأنساب فى الأخرة
فقال بسورة المؤمنون "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "
-00"فلابد فى الرياسة على القوم أن تكون من عصبية غالبة لعصبياتهم واحدة
واحدة لأن كل عصبية منهم إذا أحست يغلب عصبية الرئيس لهم أقروا بالإذعان
والإتباع "ص116 والخطأ هو أن الرياسة لابد أن تكون فى العصبية الغالبة
للعصبيات الأخرى وهو تخريف لأن حكايات العصبيات قد تكون صحيحة فى ما يسمى
القبائل وأما فى الدول فلا لأن الرياسة مثلا كما أخبرتنا كتب التاريخ عن
الخلفاء الراشدين كانت فى العائلات الضعيفة كبنى تيم وبنى عدى والعائلات
القوية كبنى أمية وبنى هاشم كما أن الرياسة فى بنى إسرائيل أصبحت
لطالوت(ص)يأمر الله رغم أنه لم يكن من العائلات القوية وحتى الرياسات فى
هذا العصر نجد أنها تتبع طريق الغنى فمن يكون غنيا يصبح رئيسا أو طريق
العنف عن طريق جيش أو عصابة من عائلات مختلفة تنصب رئيسا على الدولة ونحن
لا ننكر أن التعصب للعائلة لا زال موجودا وسيظل موجودا فى بعض الناس
ولكنه ليس مؤديا للرئاسة ولكن الإسلام قد نهى عن العصبية والتعصب وطالبنا
بشىء واحد هو أن نكون جميعا إخوة تحت راية دين الله فقال بسورة الحجرات
"إنما المؤمنون إخوة "
-"والحسب من العوارض التى تعرض للآدميين فهو كائن فاسد لا محالة وليس
يوجد لأحد من أهل الخليقة شرف متصل فى آبائه من لدن آدم إليه إلا ما كان
من ذلك للنبى كرامة به وحياطة على السر فيه "ص120 والخطأ هو أن
النبى(ص)وحده من بين كل الناس وهو صاحب الشرف المتصل فى الآباء منذ آدم
(ص)كرامة له وهذا تخريف لأن الشرف ليس كما يزعم الناس عدم الزنى ولكن
الشرف هو الإسلام فشرف الإنسان هو تمسكه بالإسلام وأما أن يكون والده أو
أجداده قد زنوا فهذا لا يعيبه فى ميزان الله لأن كل الناس فى النهاية
أولاد آدم(ص)سواء نتجوا من زنى أم لا ولو كان الشرف عدم الزنى وغير ذلك
مما يعتقده الناس لكان النبى وكل الناس غير شرفاء فجد النبى(ص)آزر كان
كافرا وكذلك أبوه عبد الله وجده عبد المطلب وما قبلهم من السلسلة
التاريخية المعروفة لدى الناس فأى شرف هذا ؟ثم إن هؤلاء الكفار قد يكونوا
قد ارتكبوا الزنى لأن الكفر لا يمنع الإنسان من شىء وحتى إن امتنع عنه
خمسة أو ستة فقد يرتكبه واحد ومن أجل الزنى ألغى الله الإنساب فى الأخرة
فقال بسورة المؤمنون "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "وقد لا يكون
هؤلاء الأجداد قد ارتكبوا الزنى فالله أعلم بذلك
-"وهذا يدل على أن الأربعة العقاب غاية فى الأنساب والحسب 00"ص121 والخطأ
هو أن غاية النسب والحسب 4 آباء والنسب إن كان له غاية فهو الانتساب إلى
الأب الأول آدم(ص)فالكل من آدم(ص)وآدم(ص)من تراب ثم إن الآباء لا يفيدون
الأبناء بشىء عند الله فى الأخرة لأن كل واحد مسئول عن نفسه ولذا قال
تعالى بسورة المائدة "عليكم أنفسكم "فكل واحد عليه حساب نفسه من خلال
عمله ولذا قال القائل :
ليس الفتى من قال هذا أبى ولكن من قال
ها أنا ذا
-"لا جرم كان هذا الجيل الوحشى أشد شجاعة من الجيل الأخر فهم أقدر على
التغلب وانتزاع ما فى أيدى سواهم من الأمم "ص122 والخطأ هو أن الجيل
الوحشى أشجع واقدر على الانتصار من غيره والحق هو أن الشجاعة والنصر هى
للجيل المسلم المتبع لحكم الله ولذا قال تعالى بسورة الصافات "ولقد سبقت
كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون "
-"وهذا التغلب هو الملك وهو أمر زائد على الرياسة لأن الرياسة إنما هى
سؤدد وصاحبها متبوع وليس له عليهم قهر فى أحكامه وأما الملك فهو التغلب
والحكم بالقهر "ص122 والخطا هو أن الملك غير الرئاسة والملك قد يكون قهرا
وقد يكون سلما بإرادة الناس كما حدث مع الناس الذين دخلوا دين الله
أفواجا فهؤلاء دخلوا فى ملك النبى(ص)أى دولته دون قهر من جانبه وفى هذا
قال تعالى بسورة النصر "وإذا رأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا "وقد
يكون ملك النبى والرسل(ص)تسلط أى قهر وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر "ما
أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله
يسلط رسله على من يشاء "
-"فقد تبين أن الترف من عوائق الملك"ص124والخطأ أن الترف من عوائق الملك
ويخالف هذا أن معظم الحكام عبر التاريخ كانوا من المترفين وفى هذا قال
تعالى بسورة النعام "وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها
"وقال بسورة الإسراء "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
"فالذى نراه هو أن الأغنياء إذا سقط بعضهم من الملك قام غيرهم من
الأغنياء مكانهم وهكذا فهى سلسلة لا تنقطع إلا قليلا وهو وقت وجود الدولة
الإسلامية
-"ويظهر من مساق الآية ومفهومها أن حكمة ذلك التيه مقصودة وهى فناء الجيل
الذين خرجوا من قبضة الذل والقهر والقوة 00حتى نشأ فى ذلك التيه جيل أخر
عزيز لا يعرف الأحكام والقهر 00فنشأت لهم بذلك عصبية اقتدروا بها على
المطالبة والتغلب "ص125 والخطأ هو أن الآية الدالة على التيه تبين أن
الحكمة منه هو إفناء الجيل الرافض لسكن الأرض المقدسة وإنشاء جيل أخر
يقدر على سكنها ويخالف هذا أن الآية ليس بها ما يدل على فناء الجيل
الرافض حيث قال تعالى بسورة المائدة"قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة
يتيهون فى الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين "فالتحريم هو على الجيل لمدة
ومن ثم فنفس الجيل بعض منه هو الذى فتح الأرض المقدسة زد على هذا أن
موسى(ص)وهارون(ص)لو ماتا فى التيه لكانا معاقبين على شىء لم يفعلوه وهو
رفض الفتح وهو الذى لم يحدث وقد دخل موسى(ص) الأرض المقدسة فاتحا حتى لو
أنكرت روايات التاريخ هذا
-"ومنه قوله(ص)فى شأن الحرث لما رأى سكة المحراث فى بعض دور الأنصار ما
دخلت هذه دار قوم إلا دخلهم الذل فهو دليل صريح على أن المغرم موجب
للذلة"ص125 والخطا هو أن الزراعة جالبة للذل وهو تخريف فالنبى (ص)لم يقل
تلك القولة لأنه بهذا يحرم ما أحل الله وهو الزراعة كما أن الزراعة سلاح
حربى يوجب العز فهى من ضمن اعداد القوة المطلوب فى سورة الأنفال فالجيش
كما قيل يزحف على بطنه فإذا لم يوجد زرع ومن ثم حيوانات تربى فلن يجد
الجيش طعامه الذى يقدر به على الحركة زد على هذا أن بعض خامات الزراعة
تدخل ضمن الأسلحة
-"وبالعكس من ذلك إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب
المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طرقها "ص126والخطأ هو أن الدول تسقط
بسبب ارتكابها للمذمومات والرذائل وهو تخريف لأن كل الدول الموجودة حاليا
ليس بينها الدولة الإسلامية ومع هذا قائمة على الرذائل التى حرمها الله
من ربا وزنى بل إن أفسدهم فى الأرض وهى الولايات المتحدة الأمريكية هى
الأقوى وهى المسيطرة
-"فصل فى أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب فى شعاره وزيه ونحلته
وسائر أحواله وعوائده والسبب فى ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال فيمن
غلبها "ص129والخطأ هو أن المغلوب مولع بتقليد الغالب فى كل شىء وهو تخريف
لأنه لو كان الأمر كذلك ما وجدنا فى عهد الخلافة الراشدة فى العالم رجلا
غير مسلم لأن الكل سيقلد الدولة الغالبة وما وجدنا حاليا رجلا مسلما لأن
المسلمون بالنيات حاليا غلبوا من كل الأمم والحق هو أن تقليد المغلوب
للغالب يحدث فى بعض الأحيان من خلال ضعاف النفوس وهم الذين يستفيدون من
الغالبين ويرون أن تقليدهم هو الوسيلة لنيل رضاهم وأخذ الفوائد منهم
-"لهذا إنما تذعن للرق فى الغالب أمم السودان لنقص الإنسانية فيهم وقربهم
من عرض الحيوانات العجم كما قلناه أو من يرجو بانتظامه فى ربقة الرق
"ص131 والخطأ هو إذعان السود للرق بسبب نقص الإنسانية فيهم وقربهم من
الحيوانات وهو تخريف لأن التاريخ الموجود حاليا وإن كان كاذبا يبين أن
الرق شمل السود والبيض بل إن نسبة البيض كانت أكثر فى تاريخ الإغريق
والرومان وحتى فى بلاد العرب والسودان ناس كبقية الناس وليسوا حيوانات
ولو كانوا كما يقولون ما خرج منهم كما فى السير الشعبية الأبطال كعنترة
وأبو زيد الهلالى ولوجدنا بلال بن رباح مذعنا للرق هو وغيره ممن أسلموا
من العبيد رغم أنف سادتهم فكيف يذعنون للرق وقد أعلنوا تمردهم عليه
بإسلامهم أليس هذا عجيبا ؟
-"فصل فى أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط 000فصل فى أن العرب إذا
تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب والسبب فى ذلك أنهم أمم وحشية "ص131
والخطأ الأول هو تغلب العرب على البسائط فقط وأنهم يخربون ما يفتحون
والعرب بمعنى المسلمين تغلبوا على كل البلاد بسائط وغيرها وعمروها وبنوا
فيها أكثر مما بنى أى قوم أخرين لأنهم يتعاونون على البر والتقوى وليس
على الخراب مصداق لقوله تعالى بسورة المائدة"وتعاونوا على البر والتقوى "
-"فصل فى أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك والسبب فى ذلك أنهم أكثر
بداوة من سائر الأمم 00"ص133 والخطأ هو أن العرب أبعد الناس عن سياسة
الملك وهو تخريف فالعرب بمعنى المسلمون هو ملوك السياسة العادلة وهم
الذين طبقوها وهى حكم الله وأما إذا كان يقصد البنيان والعمران فمتكلمى
العربية كعاد وثمود بنوا آثار عظيمة فكيف نقول عنهم أنهم بعيدون عن سياسة
الملك وأنا أتكلم هنا عن سياسة البشر لا سياسة حكم الله التى وحدها
السياسة العادلة
-"وهكذا نسب الدول فى أعمارها على نسبة القائمين بها"ص143 والغلط هو أن
عمر الدولة على حسب نسبة القائمين بها وهو تخريف لأن عمر الدولة متوقف
على شىء واحد هو وجود ناس يؤمنون بدينها ويحافظون عليه بالقوة فإن
انعدموا عدمت الدولة
-"وكذا كان حال الدول من بعد ذلك كل دولة على نسبة القائمين بها فى القلة
والكثرة وعند نفاد عددهم بالتوزيع ينقطع لهم الفتح والإستيلاء
"ص142والغلط هو أن اتساع الدولة يتوقف على عدد القائمين بها وهو تخريف
لأن اتساع الدولة يتوقف على قوة جيشها الممثلة فى إيمانه بدينه فمثلا جيش
المسلمين الجندى فيه فى حال قوته يغلب 10 من الكفار وفى حالة ضعفه يغلب
اثنين منهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "إن يكن منكم عشرون صابرون
يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم
لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة
يغلبوا مائتين "والقاعدة هى قوله بسورة البقرة "وكم من فئة قلية غلبت فئة
كثيرة بإذن الله"
-"وأعمار هذه الملة ما بين 60إلى 70كما فى الحديث ولا يزيد على العمر
الطبيعى الذى هو 120إلا فى الصورة النادرة وعلى الأوضاع الغريبة من الفلك
"ص149 والخطأ هو أن أعمار المسلمين ما بين60إلى 70 وهو تخريف فلم يحدد
الله أعمار أحد والناس يموتون أطفالا وشبابا وشيوخا وفى هذا قال تعالى
بسورة غافر "ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من
يتوفى من قبل "
-"وعلى قدر عظم الدولة يكون شأنها فى الحضارة إذ أمور الحضارة من توابع
الترف والترف من توابع الثروة والنعمة والثروة والنعمة من توابع الملك
ومقدار ما يستولى عليه أهل الدولة فعلى نسبة الملك يكون ذلك كله فاعتبره
"ص152 والغلط هو أن الترف والنعمة مقدارها يكون على مقدار نسبة الملك
ويخالف هذا أن الترف يكون فى الدول الكافرة فى مترفيها وهم أكابر مجرميها
وليس فى كل الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا أردنا أن نهلك
قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "زد على
هذا أن قارون كان من قوم موسى(ص)وكان مترفا غنيا حتى ضرب به المثل فى
الغنى والكنوز ومع هذا فلم يكن لدولته التى لا نعرف عنها شيئا اتساع يذكر
بين الدول
-"كان عدد العرب كما قلناه لعهد النبوة والخلافة مائة وخمسين ألفا وما
يقاربها من مضر وقحطان "ص153والخطأ هو أن عدد العرب 150ألفا أو ما
يقاربها وهو تخريف حسب التواريخ المعروفة –وإن كان عندى معظمها كاذب-
فمثلا فى غزوة تبوك كان مع النبى(ص)ثلاثون ألفا من الجنود وهذا يعنى على
الأقل أن لهم 20ألف زوجة على الأقل ولو حسبنا لكل واحد منهم خمسة أولاد
فإن هذا يعنى أن عدد المسلمين يتجاوز ال150ألف غير القاعدين من الأصحاء
الذين لم يجدوا ما يحملهم عليه وغير العجزة والشيوخ وغير المنافقين الذين
تخلفوا وغير المشركين والكفار الذين كانوا لا يزالون يسيطرون على جزء
كبير من الأرض
-"قال المسعودى أحصى بنو العباس بن عبد المطلب خاصة فى أيام المأمون
للإنفاق عليهم فكانوا ثلاثين ألفا بين ذكران وإناث فانظر مبالغ هذا العدد
لأقل من مائتى سنة واعلم أن سببه الرفه والنعيم الذى حصل للدولى وربى فيه
أجيالهم "ص153 والخطأ هو تصديق أن عدد أبناء العباس أصبحوا ثلاثين ألفا
فى أقل من مئتى سنة بسبب الرفه والنعيم وهو تخريف فازدياد العدد ليس سببه
الرفه والنعيم وإنما سببه أن الله أعطاهم القدرة على الإنجاب مصداق لقوله
تعالى بسورة الشورى "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم
ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما "زد على هذا أن لكثرة الإنجاب طرق
منها اتخاذ الزوجات الأربع ومنها الزنى وشراء الجوارى بالألوف والتسرى
بهم مخالفين حكم الله بنسخ التسرى وقد ناقض الكاتب نفسه حين استبعد فى
أول الكتاب تشعب بنو إسرائيل فى 11جيل إلى غير الآلاف ولم يستبعد ذلك فى
قوله هنا مما يدل على أن أحد القولين مدسوس أو كلاهما مدسوس أو بسبب
النسيان
-"وحالات الدولة وأطوارها لا تعد فى الغالب خمسة أطوار الطور الأول طور
الظفر بالبنية وغلب المدافع والممانع والاستيلاء على الملك00الطور الثانى
طور الاستبداد على قومه والانفراد بالملك دونهم 00الطور الثالث طور
الفراغ والدعة 000الطور الرابع طور التنوع والمسالمة 000الطور الخامس طور
الإسراف والتبذير ويكون صاحب الدولة فى هذا الطور متلفا لما جمع أولوه فى
سبيل الشهوات 00"ص153و154 والخطأ هو مرور الدولة بخمسة أطوار هى الانتصار
واستبداد الحاكم على قومه والدعة والاسراف والحق هى أنها تمر بنفس مراحل
عمر الإنسان النشوء ثم الأشد ثم الشيخوخة فهى تبدأ بناس مؤمنين بدين أى
هدف معين يستولون على مساحة من الأرض تتسع فى طور الأشد ثم تتطور
للشيخوخة وهى مراحل الإنهزام وهى قد تكون متدرجة أو فجائية تنهى عليها
مرة واحدة وقد تبقى مع كثرة الهزائم ومع هذا قد تموت الدولة فى أى مرحلة
مثلها مثل الإنسان
-"فانظر كيف تقتدر دولة على بناء لا تستطيع أخرى هدمه مع بون ما بين
الهدم والبناء فى السهولة تعرف من ذلك بون ما بين الدولتين "ص155 والخطأ
هو أن بعض الأبنية لا تقدر الدول على هدمها مع أن الهدم أسهل من البناء
وهذا دليل قوة البانية وضعف الهادمة وهو تخريف فالهدم والبناء فى المبانى
ليس مقياسا لقوة دولة وضعف أخرى فليست المبانى كالأهرام دالة على قوة
دولتها البانية وإنما دليل على ضعف الدولة التى تبنى مبانى ليس لنفع
الناس كلهم فى الدولة وإنما لمنفعة قلة هى الحكام ولو عاش الكاتب لأيامنا
هذه لعرف أن هدم الأهرام أو غيرها أمر لا يستغرق سوى ساعات قليلة
بالديناميت أو القنبلة الذرية ومع هذا ليس الهدم بتلك الأدوات دال على
قوة الدولة الهادمة لأن مقياس القوة عند الله هو العدل هو القوة الحقيقية
والضعف هو الظلم
-"ثم نقول لهم أن هذا الفرار عن الملك بعدم وجود هذا المنصب لا يغنيكم
شيئا لأنكم موافقون على وجوب أحكام الشريعة وذلك لا يحصل إلا بالعصبية
والشوكة والعصبية مقتضية بطبعها للملك"ص168 والخطأ هو أن الملك لا يحدث
إلا بالعصبية وهو تخريف لأن الملك يحدث بغير العصبية فالدولة الإسلامية
أهلها لم يكونوا قبيلة واحدة وإنما كانوا من كل القبائل والشعوب اجتمعت
قلوبهم على الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "فإن حسبك الله هو
الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم "وكثير من الدول حالا ليست
قائمة على العصبية أى القرابة وإنما هى جماع لقبائل وشعوب متنوعة والقليل
من الدول هو القائم على العصبية بمعنى القبيلة الواحدة
-"00فهزم وقتل إبراهيم وعيسى وكان جعفر الصادق أخبرهم بذلك كله وهى
معدودة فى كراماته "ص175 "ووقع لجعفر وأمثاله من أهل البيت كثير من ذلك
مستندهم فيه والله أعلم الكشف بما كانوا عليه من الولاية 00ص292 و"ونفوس
الكهنة لها خاصية الإطلاع على المغيبات بقوى شيطانية"ص434 و"وأما الكلام
فى كرامات وإخبارهم بالمغيبات وتصرفهم فى الكائنات فأمر صحيح غير منكر
"ص416والغلط هو إخبار جعفر والأولياء والكهنة بالغيب ويخالف هذا أن الله
يعلمه وحده الغيب عدا من يطلعهم من رسله على بعض منه وفى هذا قال تعالى
بسورة الجن "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول
"وجعفر وغيره ليسوا رسلا فكيف يعلمون الغيب أليس هذا جنونا ؟
-"اعلم أن الملك غاية طبيعية للعصبية ليس وقوعه عنها باختيار إنما هو
بضرورة الوجود وترتيبه "ص177 والخطأ هو أن الملك غاية طبيعية للعصبية
وقطعا ليس الملك غاية لكل قبيلة وإنما يحدث هذا فى بعض الأحيان وطوائف
الإسلام ليس الملك غايتها لأن غاية كل مسلم هى الجنة
-"فقد تبين أن الخلافة قد وجدت بدون الملك أولا ثم التبست معانيها
واختلطت ثم انفرد الملك حيث افترقت عصبيته من عصبية الخلافة"ص183 والغلط
هو أن الملك غير الخلافة ويخالف هذا أن الله أعطى داود(ص)الملك فقال
بسورة البقرة "وقتل داود جالوت وأتاه الله الملك والحكمة"وفسر هذا بأنه
جعله خليفة فى الأرض فقال بسورة ص"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض
"فالخليفة هو الملك أى الحاكم وليس بمعنى الملك المعروف للناس من قصور
وكراسى حكم وأبهة ومنظرة وإصدار قوانين .
-"اعلم أنا قدمنا الكلام فى الإمامة 000وأن حقيقتها النظرة فى مصالح
الأمة 00وتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته ويقيم لهم من يتولى أمورهم 00ولا
يتهم الإمام فى هذا الأمر وإن عهد إلى أبيه أو ابنه لأنه مأمون على النظر
لهم فى حياته فأولى أن لا يحتمل فيها تبعة بعد مماته "ص184 والغلط هو
تجويزه الإمام لابنه أو أبيه أو غيرهم عن أقاربه ويخالف هذا أن الإمامة
أى الخلافة من أمور الشورى التى لا تقع إلا من المسلمين جميعا مصداق
لقوله بسورة الشورى "وأمرهم شورى بينهم "ثم إن كل من عهدوا لأولادهم أو
أقاربهم لم تكن بيعتهم صحيحة وإنما كلها بيعة إكراه وإجبار
-"فأما إمامة الصلاة فهى أرفع الخطط كلها وأرفع من الملك بخصوصه المندرج
معها تحت الخلافة ولقد يشهد لذلك استدلال الصحابة فى شأن أبى بكر
باستخلافه فى الصلاة على استخلافه فى السياسة "ص192 والخطأ هو أن إمامة
الصلاة أرفع الخطط كلها بدليل أن خلافة الصديق جاءت من استخلافه فى
الصلاة ويخالف هذا أن لو كان الأمر كذلك لشارك أبو بكر الصديق فى الخلافة
كل من أمره الرسول فى حياته أن يصلى بأهل بلده كما أن إمامة الصلاة تجوز
لكل عالم من علماء الشريعة ولكن لما كان العدد كثير فقد وجب على الحكومة
أن تعين لكل مسجد إمام ولكن هذا لا يعنى أن إمام كل مسجد يكون معهود له
بالخلافة
-"والملة الإسلامية كان الجهاد فيها مشروعا لعموم الدعوة وحمل الكافة على
دين الإسلام طوعا أو كرها اتخذت فيها الخلافة والملك 000وإماما سوى الملة
الإسلامية فلم تكن عامة ولا بالجهاد عندهم مشروعا إلا فى المدافعة فقط
"ص203والخطأ الأول هو أن الجهاد مشروع لحمل الكافة على الإسلام طوعا
وكرها وهذا يخالف منه الإكراه فى الإسلام بقوله بسورة البقرة "لا إكراه
فى الدين "والجهاد مشروع فى الإسلام لرد العدوان
والخطأ الثانى أن الدعوة فى غير شريعة النبى(ص)ليست عامة ويخالف هذا أن
كل رسول كانت دعوته عامة فموسى(ص)مثلا لم يرسل لبنى إسرائيل وحدهم وإنما
للناس جميعا بدليل دعوته فرعون وقومه وبدليل إيمان مؤمن آل فرعون وزوجة
فرعون برسالته وحتى زوجة موسى (ص)لم تكن إسرائيلية وإنما من مدين وأمنت
له والدعوة واحد للكل بدليل قوله تعالى بسورة الشورى "شرع لكم من الدين
ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه "
-"وكان القائم به بينهم يسمى الكوهن كأنه خليفة موسى(ص)يقيم لهم أمر
الصلاة والقربات ويشترطون فيه أن يكون من ذرية هارون (ص)لآن موسى (ص)لم
يعقب "ص202 والخطأ الأول هو أن موسى (ص)لم يعقب ويخالف هذا أن كل
الرسل(ص)بلا استثناء تزوجوا وأنجبوا بدليل قوله تعالى بسورة الرعد"ولقد
أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية "زد على هذا قوله بسورة
البقرة "وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "فالآل هم الزوجات والعيال
-"اعلم أن الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة فى الخليقة منذ برأها
الله وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض ويتعصب لكل منها أهل عصبية
"ص238 والغلط هو أن سبب الحرب هو الإنتقام والتعصب ويخالف هذا أن للحرب
سببين الأول رد العدوان والثانى البغى وهو الظلم وهو الاستيلاء على خيرات
بلاد الأخرين والتحكم فيهم
-"فصل فى أن الظلم مؤذن بخراب العمران "ص252 والغلط هو أن الظلم مؤذن
بخراب العمران وهو تخريف لأن المجتمعات الكافرة كلها ظالمة ومع هذا فكثير
منها العمران منتشر به ويزداد وأما خراب العمران فيعود لأسباب أهمها عدم
استعمال الناس عقولهم والحرب والجفاف والزلازل والبراكين والفيضانات
والبراكين والأعاصير
-"فصل فى أن المبانى والمصانع فى الملة الإسلامية قليلا بالنسبة إلى
قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول والسبب فى ذلك أن ما ذكرنا مثله فى
البربر بعينه إذا العرب أيضا أعرق فى البدو وأبعد عن الصنائع"ص316والغلط
هو قلة المبانى والمصانع فى الملة الإسلامية بالنسبة للدول التى سبقتها
وهو تخريف لأن الآثار التى تسمى إسلامية حاليا تفوق فى مجموعها نصف آثار
العالم كما أن الله أمرنا الله بعمارة الأرض فكيف يكون المأمورين بتعمير
الأرض هم أقل الأمم مبانى أليس هذا عجيبا ؟زد على هذا أن المبانى
الإسلامية الحقيقية تم هدمها من قبل الكفار حتى لا نبنى مثلها ونظل
تائهين عن النظام الإسلامى فى العمارة والبناء
-"فصل فى أن خلق التجار نازلة عن خلق الأشراف والملوك "ص349 "فصل فى أن
خلق التجار نازلة عن خلق الرؤساء وبعيد عن المرءوة "ص352 والخطأ هو نزول
خلق التجار عن خلق الأشراف والرؤساء والملوك وهو قول ليس صحيحا على
إطلاقه فهناك جمع من التجار خلقهم أفضل من الملوك والأشراف منهم الرسل
الذين كانوا يمشون فى الأسواق متاجرين وداعين للحق وفى هذا قال تعالى
بسورة الفرقان "وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام
ويمشون فى الأسواق "
-"اعلم أن المصانع000إلا أن منها ما هو ضرورى فى العمران أو شريف
بالموضوع 000فأما الضرورى فالفلاحة والبناء 000وأما الشريفة بالموضوع
فكالتوليد والكتابة والوراقة والغناء والطب"ص358 والخطأ هو انقسام
الصنائع لضرورى وشريف وهو تخريف أن كل الصنائع المباحة شريفة فلا يمكن
وصف المباح بأنه غير شريف لأنه لو وصف بغير ذلك لكان محرما ولو قسمها
لضرورى وكمالى لكان ذلك صحيحا فالضرورى كالفلاحة والكمالى كصناعة الثريات
ذات المصابيح الكثيرة
-"وإذ قد ذكرنا معنى الغناء فاعلم أنه يحدث فى العمران إذا توفر وتجاوز
حد الضرورى إلى الحاجى ثم إلى الكمالى "ص376 والغلط هو أن الغناء يحدث فى
العمران إذا توفر الضرورى والحاجى والكمالى ويخالف هذا أن الغناء موجود
فى كل الشعوب سواء كانت مترفة أو فقيرة وكان العرب عندهم الغناء المسمى
الحداء والغناء فى الأعراس والولادات والانتصارات رغم ما كانوا عليه من
فقر وكذلك موجودة فى القبائل الفقيرة رغم أنهم لم يتجاوزوا حد الحاجى إلى
الكمالى
-"فمتى فضلت أعمال أهل العمران عن معاشهم انصرفت إلى ما وراء المعاشى من
التصرف فى خاصية الإنسان وهى العلوم والصنائع "ص383 والغلط هو أن العلم
والصناعة لا ينصرف الإنسان إليهم إلا بعد فضل عمل المعاش وهو تخريف لأن
أعمال المعاش كلها قائمة على العلم فمثلا الفأس فى الفلاحة تستلزم صناعة
النجارة ورعاية النبات تحتاج للعلم بالزراعة ومثلا صناعة الخبز تحتاج
للعلم بالخميرة وصناعة الكساء تحتاج للعلم بالأنسجة وكيفية الخياطة
-"واعلم أن العلوم التى يخوض فيها البشر00صنفين صنف طبيعى للإنسان يهتدى
إليه بفكره وصنف نقلى يأخذه عمن وضعه والأول هى العلوم الحكمية الفلسفية
"ص384 والغلط هو انقسام العلوم لطبيعية ونقلية ويخالف هذا أن ما يسمى
العلوم الطبيعية فيه ما لا يتم التوصل له إلا عن طريق الوحى مثل خلق
السموات والأرض ومدة الخلق والمادة الأصلية للخلق زد على هذا أن كلمة نقل
لا تدل على الوحى الإلهى فقط وإنما تدل على نقل العلوم من السابقين
للاحقين زد على هذا أن اهتداء الإنسان بفكره لشىء لابد أن يكون قائم على
أسس من الوحى الإلهى .
-"فقد نهى الشرع عن النظر فى الكتب المنزلة غير القرآن "ص385 والخطأ هو
أن الإسلام نهى عن النظر فى الكتب المنزلة غير القرآن والإسلام لم ينه عن
النظر فى أى كتب من أجل دراستها لأننا لا يمكن أن ندعو الأخرين للإسلام
إلا بعد أن نبين لهم عيوب وسوءات كتبهم المحرفة – لأن ليس عندهم كتب
منزلة فى الوقت الحالى- وبعد هذا نعلمهم الإسلام كما أن الله ذكر فى
القرآن الكثير من أحكام كتب الكفار سواء أهل الكتاب أو مشركين
-"ولو سئل الحيوان الأعجم ونطق لوجدناه منكرا للمعقولات وساقطة لديه
بالكلية"ص404 والغلط هو أن الحيوان لا يعلم بالمعقولات أبدا ويخالف هذا
أن الهدهد عرف الله وأن السجود للشمس كفر بالله وكل هذا معقول وعرف كيف
يعلم سليمان(ص)درسا وهو أنه لا يحيط بكل شىء علما وهذا أمر معقول كما أن
النملة حذرت النمل من مرور جيش سليمان(ص)وهذا التحذير دليل على أن لديها
عقل يعرف زد على هذا أن الله أخبرنا أن كل الكائنات تسجد أى تطيع حكم
الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ولله يسجد ما فى السموات وما فى
الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون "
-"وإن العبارة عن المواجد صعبة لفقدان الوضع لها كما وقع لأبى يزيد
وأمثاله"ص416 والغلط هو أن العبارة عن المواجد صعبة لفقدان الوضع لها وهو
تخريف لأن الله علم آدم(ص)الأسماء كلها أى البيان فقال بسورة البقرة
"وعلم آدم الأسماء كلها "فكلمة الأسماء كلها تعنى أن اللغة تشمل التعبير
عن كل شىء موجود فى الكون ومن ثم فالتعبير عن أى شىء سهل وليس صعب
-"ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد بن أبى وقاص إلى
عمر بن الخطاب ليستأذنه فى شأنها وتلقينها للمسلمين فكتب إليه عمر أن
اطرحوها فى الماء فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن
ضلالا فقد كفانا الله فطرحوها فى الماء أو فى النار "ص420 والخطا هو أمر
عمر باتلاف كتب فارس وقطعا هذا الحدث لم يحدث لأن الكتب لا تتلف فى
الإسلام وإنما يتم نقدها من قبل علماء الإسلام ودراستها حتى تتم دعوة
أصحابها للإسلام على الوجه الصحيح وهو بيان عيوب وأخطاء دينهم أولا ثم
تعريفهم الإسلام ثانيا زد على هذا كيف صدق الكاتب حكاية طرح الكتب فى
الماء فى فارس وكذب أمره بحرق مكتبة الإسكندرية ومن هنا يتضح الدس فى
الكتاب
-"والطب المنقول فى الشرعيات من هذا القبيل وليس من الوحى فى شىء وإنما
هو أمر كان عاديا للعرب "ص431 والغلط هو أن الطب المنقول كله فى الشرعيات
ليس وحيا ويخالف هذا أن طب العسل مذكور فى القرآن بسورة النحل فهل هذه
الآية ليست من قبيل الوحى ؟قطعا لا لأنه قرآن منزل
-"إلا ما وجد فى كتب الأقدمين فيما قبل نبوة موسى 00فإن جميع من تقدمه من
الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاءوا بالأحكام وإنما كانت كتبهم مواعظ
وتوحيدا لله وتذكيرا بالجنة والنار "ص434 والغلط هو أن الأنبياء (ص)كانوا
قبل موسى(ص)كتبهم ليس بها شريعة وإنما هى مواعظ وتذكير وهو تخريف لأن
الدين شرع لنوح(ص)وإبراهيم(ص)وهم قبل موسى(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة
الشورى "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به
إبراهيم وموسى وعيسى"كما أن الله ذكر فى القرآن أحكام فى الشرائع قبل
موسى(ص)مثل حكم استعباد السارق فى شريعة يعقوب(ص)كما ورد بسورة يوسف
(ص)وحكم الطعام الذى حرمه يعقوب (ص)على نفسه
-"ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين 000وينشأ عن ذلك
الاستحسان حينئذ أن يروم معه سلب ذلك الشىء عمن اتصف به فيؤثر فساده
"ص439 والغلط هو أن العين تصيب المنظور بالأذى والفساد ويخالف هذا أن
المعيان لو كانت عينه تصيب بالفساد لكان المعيان وأمثاله هم المسيطرون
على هذا العالم لأن لا أحد سيقدر على الوقوف ضدهم لأنه لو وقف سيبيدونه
أو يهلكونه أو يمرضونه بنظرة منهم وهذا ما لا نراه
-"وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع
ميتا وينقب عن قلبه فلا يوجد فى حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد
من حبوبها شىء وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب
فيمطر الأرض 00وأن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم
وأن التأثير الذى لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المتاع والحيوان
والرقيق 000وقد يوجد لبعض المتصوفة وأصحاب الكرامات تأثيرا فى أحوال
العالم وليس معدودا من جنس السحر "ص436 :ص438 "وعند ظهور الغلاة من
المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات
فى عالم العناصر"ص439 والغلط هنا هو قدرة السحرة على الإتيان بالمعجزات
كالقتل بالإشارة وإمطار السحاب وغير ذلك وهو تخريف لأن الله منع الآيات
وهى المعجزات أى الخوارق عن الناس من عهد النبى (ص)فقال بسورة الإسراء
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "كما أن إمطار السحاب
لا يقدر عليه سوى الله مصداق لقوله تعالى بسورة لقمان "إن الله عنده علم
الساعة وينزل الغيث "وما ذكر هنا إما أنه كذب أو حيل وخدع تعتمد على
الإضلال البصرى والسمعى من خلال دراسة بعض الظواهر الكونية والعلوم
بالعناصر