وضاح مشهور
دخل كاتب القصة القصيرة مع صديقه الى بيتهم، وكان والد صديقه جالسا في غرفة الضيوف. كان والد صديقه بلحيته البيضاء التي جاوز عمرها الثمانين .. ينظر الى الضيف بتركيز ضعيف ..
بادره كاتب القصة بالقول : وضاح مشهور
لم ينتبه الرجل العجوز لمغزى كلام الضيف .. ولم يخطر بباله أنه يقوم بتعريف نفسه.. فلم يكن الاسم من الأسماء المألوفة لديه، ولم تكن حتى طريقة التعريف مألوفة .. فالطريقة التي يتم بها التعارف لدى الرجل المسن تختلف عن تلك التي قدم كاتب القصة نفسه بها .. فالدارج كان أن يقول وضاح ابن مشهور (خاله فلان وعمه فلان ويشتغل بالمجال الفلاني، جاء لينجز العمل الفلاني ) ..
لنتصور أن يدخل بطل سباق الخمسة آلاف متر والذي أحرز أربع مدليات ذهبية، الى قرية في ريف بلد ما، من سيهتم به ويعرف من يكون؟ وحتى لو كان رئيس مقدونيا أو حتى رئيس دولة عربية، دون أن يحيط نفسه بهالة من الحراس والمريدين الذين يجعلون من في القرية ينتبهون أن هذا الرجل له أهمية ما ..
استفزاز الناس لكي يهتموا بشخص ما له تقنيات، وتلك التقنيات يخترعها بعض الأشخاص أنفسهم حتى يسترزقوا أو يتعيشوا من خلالها ..
قد تفاجأ في يوم ما أن تقف قرب مزرعتك أو مكان عملك، سيارة بنمرة حكومية، وينزل منها أشخاص معهم أوراق ويتلفتون ببطء شمالا ويمينا، ويتكلم أحدهم بصوت خافت، فيجيبه الآخرون بطريقة توحي لصاحب المزرعة أهمية ذلك الشخص المحورية .. فيسأل عن ترخيص أو ينتقد طريقة حفظ النفايات أو يخترع أي سبب ليوحي لصاحب المزرعة بأهميته ..
أصبح الرجل الغامض، له اسم، (أبو فلان)، وأصبحت دائرته معروفة ولها أهمية (دائرة البيئة) .. (دائرة العمال الوافدين) .. وقد يترك رقم تلفونه الخلوي أو إشعارا بوجوب تنفيذ بعض الخطوات الهامة خلال مدة معينة، تلك المدة كفيلة لجعلك تفهم ما يريد بسهولة خصوصا إذا استعنت بخبراء فك (الشيفرة)