الشكر لإيران وسوريا وحزب الله
عبد الستار قاسم
17/تشرين ثاني/2012
سواء كنا نحب إيران وسوريا وحزب الله أو نكرههم، نودهم أو نبغضهم، ندعو لهم أو ندعو عليهم، هناك حقيقة موضوعية لا لبس فيها وهي أن غزة ما كان لها أن تصمد هذا الصمود وأن تكيل للعدو هذا الكيل لولا توفيق الله أولا ودعم إيران وسوريا وحزب الله تدريبا وتسليحا وخبرات علمية وعملية. قدمت إيران وسوريا وحزب الله الكثير من المساعدات بما فيها المال والتضحية بالنفوس.
الغريب أن كلمة شكر لم تتردد في الإعلام لهذه الجهات الثلاث أو أي منها. هناك شكر لعدد من الدول بخاصة مصر وتونس، وشكرا لهما بالفعل، لكن واجب الشكر يجب أن يمتد لإيران وسوريا وحزب الله. هناك خلاف الآن حول ما يجري في سوريا وينعكس على العلاقات التي كانت سائدة في المنطقة، لكن ذلك يجب ألا يعمينا عن الحق. لقد سهروا مع المقاومة، وتحملوا المشاق والأعباء، وكانوا دائما عونا للمقاومة وسندا. والآن في ظل العدوان المستمر، تستمر هذه الأطراف في جهودها لمؤازرة غزة بالسلاح.
ألسنة عربية كثيرة تتحدث الآن حول العدوان الصهيوني على غزة استنكارا وشجبا، لكن أغلبها كاذبة، وكم تمنت أن تزول المقاومة أو تنهار أمام القصف الصهيوني. هناك دول عربية مثل مصر وتونس بدأت تتعامل مع القضية الفلسطينية برؤية مختلفة عن الأنظمة المنهارة، لكنها ما زالت في بداية المشوار الذي نتطلع إليه، ونعقد عليه بعض الرجاء.
يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة الوضع في غزة، لكن الذين قدموا الرصاص لغزة والصواريخ والتقنية وأساليب القتال غائبون. كان من المفروض أن تكون الصورة مقلوبة: أن يغيب الحاضرون، ويحضر الغائبون. لم يقدم أحد من الحاضرين رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية، ومنهم من حاربها وفي مقدمهم بعض الفلسطينيين. هؤلاء الحاضرون ينتظرون الآن نتيجة الحرب ليرسلوا لإخوانهم وأشقائهم في غزة الطحين والأسبرين. تستمع لخطبهم فتكاد تتقيأ، فحديثهم ممجوج ومجتر ومفعم بالكذب والدجل.
مطلوب من المقاومة الفلسطينية أن تضع الأمور في نصابها الحق، وألا تخشى قول الحقيقة في وجوه قادة العرب، فهؤلاء لا يفقهون سوى لغة الاحترام.