الاساطير المؤسسة لخطاب نتنياهو السياسي/
د. ناصر جربوع
الأساطير المؤسسة لخطاب نتنياهو السياسي – بقلم د- ناصر إسماعيل جربوع
انتظر الكثير ممن يربطون تطورات النظم السياسية بخطابات ، يطلق عليها أحيانا خطابات مصيرية والبعض الأخر يسميها حاسمة قد تسهم في تغير سياسة المنطقة ، هذا الحال أسقطه البعض على أنفسهم وعلى تفكيرهم وحاوله إسقاطه على الغير قبل خطاب نتنياهو رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني ، الذي يجيء بعد لقاءه مع المهدي العربي المنتظر أوباما الذي يطبق السياسية الأمريكية الخبيثة على العالم العربي ويبخ لنا من فمه العربيدي عسلاً مغلف بسموم قاتله ، وهلل البعض ان سياسة اوباما تختلف عن سياسة سابقيه متناسين أن السياسة الأمريكية ثابتة حسب الدستور منذ عهد جورج واشنطن الأول 1776م وحتى أوباما الأرقط، فالثعبان الأمريكي واحد ولكن كل ما في الأمر انه يغير جلده ، وقد يبدو لأصحاب الأفكار التسطيحية أن الثوب الجديد أزهى من قبله 0
فأمريكا وإسرائيل تربطها مصالح مشتركة في القضاء على مقومات العرب والمسلمين ، كما أن الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ يتصرفون حسب مصالح بايبلية انجليكانية محضة تربطها مع اليهود أساطير الكتاب المقدس ، ومن هنا جاء خطاب نتنياهو وبغطاء أمريكي ليعبر عن السياسية اليهودية الانجليكانية الواحدة ، لذا سارع اوباما ومن سار في فلكه إلي التهليل والترحيب بالخطاب، لان من يتحكم بالخطاب اليهودي والأمريكي ومن يدور في فلكهم الآن هي السياسية الماسونية العالمية ، ولابد للدارس أن يدرك أن كل من اوباما ونتنياهو يتبعون لأب واحد ، وسنضع بين أيديكم دراسة للتعرف على جذور السياسة الصهيونية ومنابعها و سنحاول الربط بين العديد من المتغيرات والثوابت الصهيونية واليهودية التي بنى نتنياهو خطابه السياسي عليها ،فمن الثابت أن اليهودية معتقد يختلف عن معظم المعتقدات والأديان ، هي دين مغلق ، فلا يحق لأي إنسان أن يعتنق اليهودية . بمعنى أوضح : إن اليهود لا يقبلون في صفوفهم إنسانا جديدا يعتنق دينهم ، خلافاً لجميع المبادئ والأديان التي تعمل لزيادة المؤمنين بها . ولكي يكون الإنسان يهودياً يجب أن يكون من أم يهودية . و مازالت محاكم إسرائيل ترفض الاعتراف بيهودية مواطنيها من أب يهودي وأم غير يهودية .
وقد ارتبطت كلمة (( يهودي )) في أذهان الناس ، بتصور خاص وصفات معينة خلال عصور التاريخ ، واستطاع معتنقو اليهودية أن يحافظوا على دينهم وعرقهم ، فلم يندمجوا في المجتمعات التي عاشوا معها في كل البلدان ، وانعزلوا في (غيتوهات) ، وانعزلوا عن الشعوب التي عاشوا معها ، في أماكن خاصة ، وحافظوا على لغتهم وديانتهم وتقاليدهم وسلوكهم المبني على مبدأ واحد هو استغلال الشعوب الأخرى بأية وسيلة . فهم وحدهم ((شعب الله المختار )) وجميع الشعوب إنما خلقت لتخدم ذلك الشعب،
ومما لا شك فيه أن التلمود وهو الكتاب الذي يشرح العقيدة اليهودية , هو كتاب سري وضعه ( حاخامات اليهود ) خلال فترة امتدت ما بين 400-600 سنة أبان الأسر البابلي وتشرذم اليهود في غيتوهاتهم القذرة 0
أما التوراة فيرى بعض المؤرخين أنها من وضع رجال الدين والسياسة اليهود
.
وممكن تلخيص أهداف الكتب المقدسة اليهودية كالتالي :
- إن تاريخ اليهود القديم والمذكور في أسفارهم الستة الأولى من التوراة ، لا يمكن التحقق من صحته من أي مصدر آخر سوى التوراة.
- إن علماء اليهود يعلنون صراحة أن تاريخهم القديم أسطوري وقد أُعيد وضعه حسب وجهة نظرهم ومصالحهم الدنيوية بما يتحقق وينسجم مع خبث أفكارهم ,
- أن اليهودية الأرثوذكسية المستندة إلى شريعتهم نشأت في بابل حوالي 400 سنه قبل الميلاد فقط
-غاية الشريعة اليهودية هي أن تربط ببعضها فئة قتالية غير قابلة للامتزاج مع الغير و لا تقبل المصالحة أو المهادنة معهم ، ولا تعرف الرحمة أو الشفقة ومنظمة تنظيماً شبه عسكري من هنا كانت تنطعات نتنياهو وذنبه ليبرمان حول يهودية الدولة !
- الصور الخيالية والمحسنات البديعية في الأسفار الستة تصف فئة من المتآمرين المثاليين وهم دعاة السلام المغلف !
- إله اليهود القبلي يأمرهم بخدمة الشريعة تحت طائلة المحي من الوجود.
- أسفار العهد القديم التالية هي وصف للعقوبات والمكافآت التي سيستحقها اليهود حسبما يكونوا قد عصوا أو أطاعوا الشريعة.
- رسالة الأنبياء لليهود هي فقط إتباع الشريعة لكي يأتيهم ( الوعد ) أي أن يتملكوا الأرض ومــن عليها – و إلا عوقبوا بالمحو من الوجود.
وبناء على ذلك نجزم بأن تاريخ اليهود مختلف على نطاق واسع ، وقد اختلقه المتآمرون البابليون وهدفهم خلق تقاليد قومية لها غاية قائمة بذاتها لدى المنفيين و ذريتهم ، تفرض عليهم تنظيما باطشا تحت إمرة الشريعة ، ومن ثم إضفاء ثوب الدين عليهم ، لإخفاء وتبرير غاياتهم الإجرامية ضد العالم.
وقد استعار واضعو المؤامرة الأفكار من مضيفيهم البابليين ، ثم أضافوا إليها تقاليدهم القبلية الخاصة بعد تنميقها وتزيينها وأطلقوا لمتخيلاتهم الخصبة العنان وبدأ التأليف ومن هنا كانت الأرضية الخصبة لظهور الصهيونية 00
الصهيونية : -
تعريفها : هي منظمة يهودية تنفيذية ، مهمتها تنفيذ المخططات المرسومة لإعادة مجد بني إسرائيل -اليهود- وبناء هيكل سليمان ، ثم إقامة مملكة إسرائيل ثم السيطرة من خلالها على العالم تحت ملك (ملك يهوذا) المنتظر وهنا نجد النموذج المشترك بين الفكر الأنجليكاني الأميركي والفكر الصهيوينى ، فاليهود ينتظرون يهوذا والأنجليكان ينتظرون مسيحهم المنتظر ، لذلك يزين الأنجلكيان لليهود أفكارهم ويقدمون لهم كل مواطن القوة ! لذلك وجدنا أنهم يزرعون في شخصية نتنايهو فكرة ملك إسرائيل الجديد 0
00الماسونية والصهيونية والأمركة :
الصهيونية قرينة للماسونية والأمركة وتلك مصطلحات باتت صهيونية يهودية بحتة في شكلها وأسلوبها ومضمونها وأشخاصها ، في حين أن الماسونية يهودية مبطنة تظهر شعارات إنسانية عامة ،وقد ينطوي تحت لوائها غير اليهود من المخدوعين والنفعيين .
كما أن الصهيونية حركة دينية سياسية معلنة تخدم اليهود بطريق مباشر فهي الجهاز التنفيذي الشرعي والرسمي لليهودية العالمية .
في حين أن الماسونية حركة علمانية إلحادية سرية تخدم اليهود بطريق غير مباشر ، فهي القوة الخفية التي تهيئ الظروف والأوضاع لليهود0
تاريخها ونشأتها :
الصهيونية كالماسونية ليست وليدة هذا العصر فقد مرت بمراحل كثيرة منذ القرون الأولى قبل ظهور المسيحية وبعدها وقبل ظهور الإسلام وبعده ، وكانت مراحلها الأولى مهمتها تحريض اليهود على الانتفاض والعودة إلى أرض فلسطين وبناء هيكل سليمان ، وتأسيس مملكة إسرائيل الكبرى ، أما الصهيونية الحديثة فقد بدأت نواتها الأولى عام 1806م حين اجتمع المجلس الأعلى لليهود بدعوة من نابليون بونابرت -لاستغلال أطماع اليهود وتحريضهم على مساعدته - ثم حركة ( هرتزل ) اليهودي التي تمخضت عن المؤتمر اليهودي العالمي في مدينة بال بسويسرا عام 1897م والذي وضع فيه أقطاب اليهود مايسمى بـ(بروتوكلات حكماء صهيون) ، ومن الخطأ أن ننظر الى الصهوينية بمنظارين مختلفين لأنها ذات أبعاد دينية وصهيونية منسجمة مع التطور الماسونى العالمي المنغمس مع المصالح الانجليكانية الأمريكية وممكن تلخيص الأهداف الدينية التي تربي عليها نتنياهو وحكومته وأتباعه كالتالي :
- إثارة الحماس الديني بين أفراد اليهود في جميع أنحاء العالم ، لعودتهم إلى أرض الميعاد المزعومة ( أرض فلسطين )
- حث سائر اليهود على التمسك بالتعاليم الدينية والعبادات والشعائر اليهودية والالتزام بأحكام الشريعة اليهودية .-
. إثارة الروح القتالية بين اليهود ، والعصبية الدينية والقومية لهم للتصدي للأديان والأمم والشعوب الأخرى .
---- أما الجانب السياسي فيتلخص فيما يلي :
- محاولة تهويد فلسطين ( أي جعلها يهودية داخلياً ) وذلك بتشجيع اليهود في جميع أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين وتنظيم هجرتهم وتمويلها ، وتأمين وسائل الاستقرار النفسي والوظيفي والسكني وذلك بإقامة المستوطنات داخل أرض فلسطين ، وتهجير العرب والمسلمين من أرضهم ووطنهم وهذا سر الاتفاق بين نتنياهو ليبرمان أصحاب الوجه الواحد مع اختلاف المسمى ، وسبب رئيس فى فوزهم بالانتخابات الصهيونية الأخيرة ضمن بروتوكول الاتفاق بينهم حسب البند رقم 4- 5 0
- تدويل الكيان الصهيونى في فلسطين عالمياً ، وذلك بانتزاع اعتراف أكثر دول العالم الغربي والعربي والإسلامي ؟! بوجود دولة إسرائيل في فلسطين وشرعيتها وضمان تحقيق الحماية الدولية لها -
- توحيد وتنظيم جهود اليهود في جميع العالم أفراد وجماعات ومؤسسات ومنظمات ، وتحريك العملاء والمأجورين عند الحاجة لخدمة اليهود وتحقيق مصالحهم ومخططاتهم.
جذور الماسونية :
في إطار حملتهم للقضاء على الديانة النصرانية، أنشأ اليهود جمعية سرية أطلقوا عليها اسم "القوة الخفية" واستعانوا بشخصية يهودية تعرف باسم "احيرام أبيود" أحد مستشاري الملك هيرودس الثاني عدو النصرانية الأكبر على تحقيق هذه الغاية، وأسندت رئاسة الجمعية إلى الملك المذكور، وهكذا تم عقد أول اجتماع سري عام 43م حضره الملك المذكور ومستشاراه اليهوديان "احيرام أبيود وموآب لافي" وستة من الأنصار المختارين، وكان الغرض الرئيس من إنشاء هذه الجمعية القضاء على النصرانية.
ثم عقدوا الاجتماع الثاني واتخذوا بعض القرارات السرية وتعاهدوا على كتمانها وأفسحوا لمن يثقون بهم المجال للانضمام إلى هذه الجمعية على أن تعصب عينيْ كل من يود الانتساب للجمعية، واتفقوا على اتخاذ بعض الأدوات الهندسية كالبيكار والميزان رمزاً لمنـظمتهم السرية، وبعد هلاك الملك هيرودس انتقلت رئاسة هذه الجمعية السرية إلى "احيرام" مستشاره ثم أعقبه ابن أخيه "طوبان لقيان". واستمرت جمعية القوة الخفية تعمل في السر، ولا يدري أحد عنها شيئاً حتى أميط اللثام عن هذه المنظمة عام 1717م، وذلك لدى ظهور ثلاثة من أقطاب اليهود "جوزيف لافي وابنه إبراهيم وإبراهيم أبيود"، وكانوا يحتفظون بنسخة من مبادئ هذه الجمعية وقراراتها وطقوسها وأخذوا يجوبون الأقطار للاتصال بالبقية الباقية من أتباع هذه المنظمة السرية، وكانوا يهدفون إلى استعادة مجد إسرائيل، واسترداد هيكل سليمان في بيت المقدس، ثم قصدوا لندن التي كانت تضم أعظم جماعة من اليهود المنتمين إلى تلك القوة الخفية.
وفي 24 يونيو من العام المذكور، عقد هؤلاء الثلاثة الذين يعتبرون ورثة السر أول اجتماع في العاصمة البريطانية وضموا إليهم اثنين من غير اليهود البسطاء للتمويه والتضليل وقرروا تجديد جمعية "القوة الخفية" ووضعوا لها بعض المبادئ البراقة "حرية، مساواة، إخاء، تعاون" واستبدلوا الرموز القديمة باصطلاحات جديدة كما قرروا تبديل اسم "هيكل" الذي كانوا يستعملونه قديماً باسم "محفل" وتبديل اسم القوة الخفية باسم "البنائين الأحرار" (ماسون تعني بناء). ولأول مرة في التاريخ ظهر لعالم الوجود ما يسمونه بالبنائين الأحرار، وأخذت تنتشر الجمعيات التي تحمل هذا الاسم، وزعم أقطاب اليهود الذين يقفون وراء هذه الجمعيات أن أهدافها نشر المبادئ الإصلاحية والاجتماعية وبناء مجتمع إنساني جديد. وقد استطاعوا أن يتخذوا من أحد أنصارهم "ديزا كولييه" مطية لتحقيق أغراضهم وأطلقوا عليه وعلى من يسيرون على غراره من غير اليهود اسم "العميان" كما أطلقوا على اسم محفل لندن الماسوني المركزي اسم "محفل إنجلترا الأعظم" على أن يكون في مقدمة مهامه دعم اليهود ومحاربة الأديان وبث روح الإلحاد والإباحية.
و للحركة الماسونية تاريخ أسود، وتردد اسمها عند نشأة كثير من الحركات السرية والعلنية وفي مؤامرات عديدة ، وعُرفت بطابع السرية والتكتم وبالطقوس الغريبة التي أخذت الكثير من رموزها من التراث اليهودي وكُتبت حولها الآلاف من الكتب في الغرب وفي الشرق. ومن أهم الحركات والثورات التي كانت الماسونية وراءها الثورة الفرنسية، وحركة الاتحاد والترقي التي قامت بحركة انقلابية ضد السلطان عبدالحميد الثاني ووصلت إلى الحكم ثم مالبثت أن ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى تمزقها وسقوطها.
وقد ظل طابع السرية الذي يلف هذه الحركة في اجتماعاتها ومنتدياتها وتحركاتها حتى طرأ تطور جديد، إذ تجرأت بفتح أبوابها وإعلان نشاطها متحدية كل المشاعر المتأججة ضدها.
والماسونيه .. اشتقاق لغوى من الكلمة الفرنسية ( ْMacon ) ومعناها ( البناء ) والماسونيه تقابلها ( Maconneries ) .. أى البناءون الأحرار .. وفى الإنخليزيه يقال : فرى ماسون ( Free-mason ) ( البناءون الأحرار ) . وبذلك يتضح أن هذه المنظمة يربطها أصحابها ومؤسسوها بمهنة البناء . وبالفعل يزعم مؤرخوها ودعاتها أنها فى الأصل تضم الجماعات المشتغله فى مهن البناء والعمار . وفى هذا التبرير التخفيفى يحاولون إظهارها وكأنها أشبه بنقابه للعاملين فى مهن البناء! ولو كانت الماسونيه نقابة محترفي أعمال بناء فما الداعي لسريتها وإخفاء أوراقها ..؟!
الماسونيه هى حركه خطيرة اعتمدت السرية في إخفاء حقيقتها وأهدافها . ولعل ذلك لأن اليهود الذين حاربوا الأنبياء والرسل ، وظنوا أنهم شعب الله المختار وأن ما سواهم غوييم أى أغبياء ضالين يوجهونهم كيف يشاءون ويصل بهم المستوى للقول : ( الغوييم هم حيوانات بصورة بشر ) أرادوا أن تكون الماسونيه من جملة الأقنعة إلى تستتر مخططاتهم وراءها .
يقول حكماء صهيون في البرتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم : أنه من الطبيعي أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونيه ، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون وما هو هدف كل عمل من أعمالنا . أما الغوييم فإنهم لايفهمون شيئا حتى ولا يدركون النتائج القريبة ، و في مشاريعهم فإنهم لايهتمون إلا بما يرضي مطامعهم المؤقتة، ولا يدركون أيضا حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم , ولابد للإشارة ان اليهود يطلقوا مصطلح الغوئيم علينا كعرب 0
هذا قليل من كثير جاء عند حكماء صهيون عن الماسونيه بأنها من الأدوات الهامة التي يسعون عبرها لتحقيق أهدافهم سواء في بناء مملكتهم المزعومة في فلسطين ، و إعادة بناء هيكل سليمان ، أو في تحقيق نفوذ لهم في أية حكومة أو مؤسسه يستطيعون النفاذ إليها . أو في نشر الفساد في الأرض ، لأن إشاعة التعلق بالمادة والشهوات والأهواء يكشف الثغرات ونقاط الضعف في كل شخص ، والماسونيه تعتمد المنهج اليهودي في الحط من شأن الخالق سبحانه وتعالى . فكما اليهود في توراتهم المحرفة يقولون في الإتحاد بين الله والإنسان والأرض ( الثالوث الحلولي ) . فيعطون على أساس ذلك لله تعالى أوصاف بشريه كقولهم مثلا :
بكى حتى تورمت عينيه ..!
ندم على خراب الهيكل ..!
سمع آدم وقع أقدام الرب في الجنة ..!
كذلك الماسون يستخدمون للخالق سبحانه وتعالى تعبيرا غامضا هو : مهندس الكون الأعظم ! و في هذا التعبير إنكار واضح لخلق الله تعالى المخلوقات من العدم . فالمهندس ليس سوى بان من مواد متوفرة . وقولهم الأعظم يفيد وكأن العمل تم من قبل مجموعه كان هو أعظمها !
فماسونيتهم كما يدعون فوق الأديان وهى عقيدة العقائد لا تعترف بوطنيه ولا قوميه فهي أمميه عالميه تعمل على توحيد العالم وسلام عالمي ولغة عالميه إلى ما هنالك من الشعارات البراقة التي يجد فيها الضعفاء سبيلا للهروب ومبررا لتقصيرهم في جهادهم من إعلاء راية الإيمان وحفظ الأمم والأوطان والمقدسات.
و ليست الماسونيه حركه منظمه لا يمكن محاربتها وإنما حركه مشتته متعددة النظم محافلها أكثر من أن تعد . و هي متصارعة ، وكل محفل فيها يتهم غيره بالخروج عن الماسونيه والانحراف عن مبادئها! و الماسونيه حركه تشكل أداة بيد الصهيونية والامبريالية الامريكية، ولكنها ليست الوحيدة . فمن تفرعاتها أندية الروتارى والليونز التى يتباهى بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينيه أو ثقافيه 0
- وبعد هذا العرض التاريخي ندرك مدي الانسجام بين المحافل الماسونية سواء كانت اوربية أمريكية أم صهيونية يهودية ، من هنا إن التعويل كثيرا على مواقف نتنياهو والحكومة الأمريكية بكل ألوان طيفها هو درب من الجنون السياسي والديني ، ومحاولة مراهقي القرن الحادي والعشرين التعلق بذيل السروال الأمريكي هو درب من الجنون وحول في التفكير وإرجاع التاريخ إلى مربع الماضي المجرب الذي جعلنا لغاية الآن نعتبر أطول فترة تحرر في العالم ونحن لا زلنا نبرح مكاننا ، والأدهى من ذلك أننا لازلنا نتخيل أننا إمبراطورية كبيرة لابد أن نقسمها إلى روما وبيزنطة لكبر اتساعها وكثرة سكانها واختلافها على أيقونات كنسية تجعل الطلاق لا رجعة فيه فهل ننتظر الفاتح العثماني ليضع لنا الحل السليم 0أم ننتظر أوباما بن الحسين ليخرجنا من الظلمات إلى النور 0
- د- ناصر إسماعيل جربوع – كاتب باحث ومؤرخ فلسطيني –عضو مؤسس صالون القلم الفلسطيني