منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الرسالة القشيرية وأبو القاسم النيسابوري

    السلام عليكم
    هو من المتصوفة ومن تلاميذ الشيخ ادريس الشافعي
    ************
    النيسابوري، ابن حبيب

    اسم المصنف أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري تاريخ الوفاة 406 ترجمة المصنف ابن حبيب النيسابوري (000 - 406 هـ = 000 - 1016 م)

    الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب، أبو القاسم النيسابوري: أديب، واعظ، مفسر، صاحب (عقلاء المجانين - ط) صنف في القراآت والتفسير والأدب وتناقل الناس تصانيفه.
    ومن كتبه (التنزيل وترتيبه - خ) في الظاهرية.
    كان كرامي المذهب، ثم تحول شافعيا.
    وله شعر جيد في الوعظ، أورد (الداوودي) ثلاث قطع منه، نقلا عن ياقوت.
    قلت: لم أجد له ترجمة في معجمي ياقوت، فلعله مما سقط من معجم الأدباء

    نقلا عن : الأعلام للزركلي
    ويعتبر مؤلفه الرسالة القشيرية من خير مؤلفاته للتحميل:
    http://www.4shared.com/document/qZM4qeQd/___online.html

    ويجب ان نفرق بينه وبين مسلم بن حجاج النيسابوري
    للمزيد من الاطلاع:
    http://www.google.com/search?client=gmail&rls=gm&q=%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8 %B9%20%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A 7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B1% D9%8A


    كتاب عقلاء المجانين لابي قاسم النيسابوري
    http://www.google.com/search?client=gmail&rls=gm&q=%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8 %B9%20%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D8%A 7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B1% D9%8A

  2. #2

    رد: الرسالة القشيرية وأبو القاسم النيسابوري

    التعريف بكتاب "عقلاء المجانين" لأبي القاسم النيسابوري
    كتاب عقلاء المجانين



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اسم الكتاب: عقلاء المجانين .
    عدد أجزائه: جزء واحد فقط..
    تأليف: أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب .
    تحقيق: د. عمر الأسعد .
    دار النشر: دار النفائس .
    سنة الطبع: الطبعة الأولى (1407هـ -1987م) .


    التعريف بمؤلف الكتاب
    اسمه :الحسن بم محمد بن حبيب المكنى بأبي القاسم .
    سنة ولادته :ولد بنيسابور ولكن لم ترد سنة ولادته في الكتاب.
    سنة وفاته :في شهرِ ذِي الحجةِ من سنةِ ستٍ وأربعِ مئةٍ ( 406هـ) بلا خلاف ,وهي توافق بالميلادي (1016م), رحمه الله.
    بعض مؤلفاته : له من التَّصانِيفِ الحسانِ ماذَكَرَ المُ تَرجِمونَ أنّها سارَتْ فِي الآفاق وانتفع بها النّاس. وذَكَرّ صاحِبُ الأعْلاَمِ من تلكَ المؤلفاتِ (عقلاءَ المجانينِ) الّذي أعرف بهِ , وكتاب (التَّنزِيلُ وَ تَرْتِيْبُهُ)وهو مخطوطٌ مِنْهُ نسخةٌ في الظاهرية بدمشقَ .
    ونَصَّ الدّاوِيُّ قبله على أنّه صنّف في القراءات والتفسير والآداب وعقلاء المجانين.
    نبذة عن حياته :كان مفسِّراً وإماماً في القراءات,والمترجمون له مُجمعون على إمامته في معاني القرآن وعلومه في عصره,لذا اشتهر بأنه أديبٌ نحويٌ ؛لحاجة التفسير إلى النحو,واشتهر بمعرفته المغازي والقصص والسِّـيَر.
    وإذا ذُكِرَ الحديث وأهلهُ عدَّه المترجمون فيمن سمعهُ ورواهُ؛فقد سمع من الكبار أمثال: أبي حاتم بن حِبّان وغيره.
    وكانا الناس ينتفعون به إذ كان يعقد لهم مجالس التّذكيرِ, وانتشر عنهُ بِنيسابورَ العلمَ الكثيرَ, وكان يفيد أهلَ بلَدِهِ دون مقابلٍ ,أما مع الغرباء فكان له منهج مختلفٌ كلٌ بحسب مستواهُ مِنَ الغِنَى أو الفقرِ, فهو يمتلكُ مذهباً جيداً في التعامل مع الناس لما يمتاز بهِ من الحكمةِ واللطفِ.
    أما عن مذهبهِ العقديِّ:فقد ذَكَرَ المترجمون أنّهُ كانَ كرامِيَّ المذهَبِ ثم تحولَ شافِعِيَّاً.
    ودلالةُ هذا أنَّهُ كانَ يُعمِلُ فِكرَهُ ويُكثِرُ مخالطةَ العلماءِ والقراءةَ,وقد قيل بأن هذه الأطوار مالت بهِ إلى نزعةٍ صُوفِيَّةٍ في وعظه ومجالسهِ وأشعارِهِ .
    وقد رُوِيَ لَهُ أشعارٌ حِسانٌ في الوعظِ.
    ملخص لمقدمة الكتاب ، وكتابة بعض العبارات الجميلة والمفيدة منها :هذا الكتابُ مِنَ الكُتبِ ذاتِ المواضيعِ الطريفةِ وهذا واضحٌ من عنوانِهِ .وقد ذُكِرَ في الكتاب مايجعله متفرداً من غيرهِ,منها أخبارهُ وآثارهُ التي رواها المؤلِّفُ بسَنَدِهِ ,وأنَّ فِيها أشعاراً جياداً متخيّرةً بذوقِ المؤلفِ الشعريِّ.وأن فيه لغة عاليةً كان للمؤلف عناية بها في الشتغاله بالتفسير وعلومِ القرآنِ .
    (كانت هذه جزئيةٌ بسيطةٌ من مقدِّمةِ المحقق لللكتاب والتي ضمنها بدايةً بالتعريف عن الكاتب ثم بفصول الكتاب وفحواه ثم أخيراً بصورٍ من المخطوطات التي اعتمد عليها في إخراج الكتاب )وهذهِ صورٌ للمخطوطات التي ضمها الكتاب بينَ دفتَيهِ :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    فصول الكتاب وموضوعاته :ضم الكتاب بين دفتيه عدداً من الفصول المواضيع إضافةً إلى مجموعة من الفهارس:
    محتوى الكتاب:
    *مقدمة المحقق.
    *ألواح من مخطوطات الكتاب.
    *أصل المجنون في اللغة.
    *أسماء المجنون في اللغة.
    *الأمثال المضروبة في الحمق والحمقى.
    *مايوصف بالحمق من غير الناس.
    *أسماء جنون الدواب.
    *ضروب المجانين.
    *حروف الجد والعقل ودولة الحمق والجهل.
    *اجتناب الحمق ومصاحبته.
    *أخبار عقلاء المجانين وأوصافهم.
    *مجانين الأعراب.
    *المجانين من النساء.
    *مجانين لا يبينون ولا تعرف أسماؤهم.
    **فهارس الكتاب العامة:
    *فهرس الآيات.
    *فهرس الأحاديث.
    *فهرس الأمثال.
    *فهرس القوافي.
    *فهرس أنصاف الأبيات.
    *فهرس المجانين.
    *فهرس الأعلام.
    *فهرس البلدان والمواضع والأماكن.
    *فهرس المصادر والمراجع.
    *فهرس المحتويات.
    فوائد منتقاة من الكتاب :
    من خلال قراءتي للكتاب مرت بخاطري العديد من الأمور التي يجب لنا فعلاً أن نتفكر فيها,منها:
    *أنّ الإنسان العاقل قد تلهيه أمور الدنيا عن الانشغال بالأمور الأخروية فما بالكم بالإنسان المجنون الذي قد عذره الشرع عن أداء أمور دينه لعدم امتلاكه العقلَ,بينما نجد في هذا الكتاب عزوفَ بعض المجانين ممن أطلق عليهم مؤلفُ الكتابِ عقلاءَ _وحُقَّ له_ يتفكرونَ في أُخراهُم فيَذهَبُونَ للمقابرِ ويتفكرونَ بأحوالِ مَنْ تحتَ الثرى ,ويبكونَ على تقصيرهم.
    * أنّ منهم الوعاظَ والشعراءَ الذين تجريْ على ألسنتهم كلمات لها وقعها على النفوس ,فردودهم إما موقظة لغيرهم من غفلة أو ملجمة لناعق ينطق لسانه بالهزو و زهيد اللفظ.
    رابط لنسخة مصورة من الكتاب
    للتحميل
    http://shamela.ws/index.php/book/1593


    منقول للفائدة

  3. #3

    رد: الرسالة القشيرية وأبو القاسم النيسابوري

    وهناك محمد ابن اسحق النيسابوري:
    إمام الأئمة محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري

    الخميس, 23 ديسمبر 2010 09:51


    الإمام , الحافظ , الحجّة , الفقيه , إمام الأئمّة , شيخ الإسلام , محمد بن اسحاق بن خُزَيمَة , النيسابوري , الشافعي , إمام نيسابور في عصره .
    اسمه ونسبه:
    محمد بن اسحق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر, النيسابوري الأصل.

    مولده و نشأته:
    ولد سنة 223هـ . بنيسابور.
    كان ابن خزيمة رحمه الله منذ نعومة أظفاره محبّا للعلم , خاصّة علم الحديث والفقه , قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله:
    عُنِيَ في حَداثته بالحديث والفقه ، حتَّى صار يُضرَب به المَثَل في سَعة العلم والإِتقان.
    قال أبوبكر بن محمّد: سألتُ ابن خزيمة مِن أين أوتيتَ العلم؟
    فقال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ)،
    وإنّي لمّا شربتُ سألتُ اللهَ علماً نافعاً.
    قال محمّد بن إِسماعيل السُّكَّري: سمعتُ ابن خُزيمة يقول: حضرتُ مَجلِس المُزَنِيّ، فسُئِل عن شِبه العَمْد، فقال له السّائل:
    إنّ الله وصف في كتابه القتل صِنفَين: عمداً و خطأً، فلمَ قلتُم : إنَّه على ثلاثة أَقسام، وتحتجّ بِعلِي بن زيد بن جُدعان؟
    فسكتَ المُزَنيُّ، فقلتُ لِمُناظره: قد روَى الحديثَ أْيضاً أيّوب (السختياني) وخالد الحَذَّاء.
    فقال لي: فمَن عُقبةُ بن أَوس؟
    قلتُ: شيخ بصريّ، قد روَى عنه ابن سيرين مع جلالته.
    فقال للمُزنيّ: أَنت تُناظرُ أَو هذا؟
    قال: إذا جاء الحديث, فهو يناظر؛ لأنّه أعلَم بهِ منّي، ثمّ أتكلَّم أَنا.
    حكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي , في "طبقات الشافعية" عنه, أنّه قال:
    "ما قلّدتُ أحدا مُنذ بلغتُ ستّة عشر سنة" .

    أساتذته:
    سمع من : اسحق ابن رَاهْوَيْه ومحمد بن حُميد الرازي, وفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان صاحب اليمن، أبو محمد الشعراني، ومحمد بن أبان المستملى والحسين بن منصور الصغدي، البغدادي، و محمود بن غَيلان، وعُتبة بن عبد الله المروزيّ، وعليّ بن حُجر، وأَحمد بن مَنيع، وبِشر بن مُعاذ، وأَبي كُرَيب، وعبد الجبَّار بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وأخيه؛ يعقوب، وإِسحاق بن شاهين، وعَمرو بن عليّ، وزياد بن أيّوب، ومحمّد بن مِهران الجمّال، وأبي سعيد الأَشجّ، ويوسف بن واضح الهاشميّ، ومحمَّد بن بَشّار، ومحمد بن مُثنّى، والحسين بن حُريث, وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، والحسن بن محمّد الزّعفراني، وهارون بن إسحاق الهمدانيِّ ...
    وتفقه على المزني وغيره.
    وأخذ عن الربيع, وقال فيه الربيع:
    "استفدنا منه أكثر مما استفاد منّا".

    من تلامذته:
    حدّث عنه: البُخاريّ، ومُسلم في غير (الصَّحِيحين)، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم - أحد شُيوخه - وأحمد بن المبارك المُسْتَملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأَبو حامد بن الشَّرقِيّ، وأَبو حاتِم البُستيّ، وأَبو عَمرو بن حمدان, وحفيدُه؛محمّد بن الفَضل بن محمّد بن خُزيمة، ومحمّد بن أحمد بن عليّ بن نُصَير المُعَدَّل، وأَبو سَهل الصُّعلُوكيُّ، والحسين بن عليٍّ التّميميُّ حُسَينَك، والخليل بن أَحمد السِّجزيّ القاضي .
    ومن تلاميذه أيضا: أحمد بن محمد بن شبرة، شيخ عابد نيسابوري .
    و أبو القاسم النَّصراباذيّ الزاهد الواعظ ، وأبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي الزاهد، صاحب المسند والأربعين. وكان يشبه في وقته بابن المبارك. روى عن إمام الأئمة ابن خزيمة، وقال: لم تر عيني مثله.
    وكان بعض تلاميذه يكتبون كلّ ما يصدر عنه, وهذا إنّما يدلّ على فرط محبّتهم واتباعهم له..
    حكى أبو حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري قال:
    " كنا مع أبى بكر محمد بن إسحق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور، وكان معنا أبو حاتم البُستي، وكان يسأله ويؤذيه، فقال له محمد بن إسحق بن خزيمة:" يا بارد تنح عنى , لا تؤذني" أو كلمة نحوها, فكتب أبو حاتم مقالته، فقيل له: تكتب هذا ؟
    فقال: نعم أكتب كل شئ بقوله ".
    والإيذاء هنا عبارة عن الإلحاح في السؤال.

    رحلاته:
    طاف ابن خزيمة رحمه الله في البلاد لتحصيل العلم, و رحل إلى الحجاز و العراق والشام والجزيرة ومصر .
    وكسب من العلم والمعرفة ما جعله إمام وقته ومحدث عصره...

    سعة حفظه:
    قال أَبو عليّ الحافظ: كان ابن خُزيمة يَحفظ الفِقهِيّاتِ مِن حديثِه كما يَحفَظُ القارئُ السُّورَةَ.
    قال أَبو أَحمد حُسَيْنَك:سمعتُ إِمامَ الأَئِمَّة أَبا بكر يَحكِي عَن عليّ بن خَشرَم، عن ابن راهوَيه، أَنَّه قال:أَحفظ سبعين أَلف حديث.
    فقلتُ لابن خزيمة: كم يحفظُ الشَّيخ؟
    فضرَبني على رأْسي، وقال: ما أَكثرَ فُضُولَك!
    ثمّ قال: يا بُنيّ! ما كتبتُ سودَاء في بَياضٍ إِلا وأَنا أَعرِفُه .
    وقال ابن حبان : لم يُرَ مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن.

    أدبه مع العلماء:
    كان محمد بن إبراهيم بن سعيد أبو عبد الله العبدي البوشنجي الفقيه الأديب شيخ أهل الحديث في زمانه, وكان إماماً جليلاً.. ولمّا توفي حضر ابن خزيمة للصلاة عليه فسئل عن مسألة فقال: لا أفتي حتى يواريه لحده .
    قال أبو زكريا العنبري: شهدتُ جنازة الحسين القبّاني , فصلّى عليه أبو عبد الله البوشنجى, فلمّا أراد الإنصراف قُدّمَتْ دابّته, فأخذ الحافظ أبو عمرو الخفاف بلجامه, وأخذ الامام ابن خزيمة بركابه, وإبراهيم بن أبي طالب والجارودي يسويان ثيابه...

    صفاته:
    قال سعيد بن إسماعيل الحِيريُّ: حدَّثنا ابنُ خُزَيْمَةَ، قال:
    كنتُ إِذا أردتُ أَن أُصَنِّفَ الشَّيءَ، أَدخُلُ في الصَّلاة مُستَخِيرا حتَّى يُفتحَ لي، ثُمَّ أَبتَدِئُ التَّصنيف.
    قال الحاكم: سألتُ مُحمَّد بن الفضل بن محمد عن جدِّه؟
    فذكر أَنّه لا يدَّخِر شيئاً جُهدَه، بل يُنفِقُه علَى أَهل العلم، وكان لا يَعرف سَنجَةَ الوَزْن، ولا يُمَيِّزُ بين العَشرَة والعشرين، رُبَّما أَخذنا مِنه العشرة، فيتوهَّم أَنَّها خمسةٌ.
    قيل لابن خزيمة : لو حلقتَ شعركَ في الحَمَّام؟
    فقال: لَم يثبُت عندي أَنّ رسولَ الله – صلَى الله عليه وسلم - دخل حمَّاماً قطُّ، ولا حلق شعره، إِنَّما تأْخُذُ شَعري جاريةٌ لي بالمِقراض .
    قد استوعب الحاكم سيرة ابن خزيمة وأحواله, وساق أنّه عمل دعوة عظيمة عديمة النظير في بستان, خرج إليه يمرّ في أسواق نيسابور, ويعزم على الناس, ويبادرون معه فرحين مسرورين.. حاملين ما أمكنهم من الشواء والحلوى والطيبات, حتّى لم يتركوا في المدينة شيئا من ذلك, واجتمع عالم لا يحصون، وهذه دعوة لم يتهيأ مثلها إلّا لسلطان.

    الناقد:
    كان ابن خزيمة رحمه الله من أئمة الجرح والتعديل , عارفا بعلل الحديث , ناقدا بصيرا بالرجال..
    قال الذهبي : وقد كان هذا الإمام جِهْبِذاً، بصِيراً بالرِّجال، فقال - فيما رواه عنه أَبو بكر محمد بن جعفر - شيخ الحاكم:
    لستُ أَحتجّ بشهر بنِ حَوشب، ولا بحَرِيْزِ بنِ عُثمان لمذهبه، ولا بِبَقِيَّة، ولا بمُقاتِل بن حيَّان، ولا بِأَشْعَثَ بن سَوَّار، ولا بعليِّ بن جدْعان لسُوْء حِفظه، ولا بِعاصِم بن عُبَيد الله، ولا بِابن عَقِيلٍ، ولا بيزِيد بنِ أَبِي زياد، ولا بِمُجالِد، ولا بِحجَّاجِ بن أَرطاة إذا قال:عن، وَلاَ بِأَبِي حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ...
    ثُمّ سمَّى خلقا دُون هؤُلاء في العَدَالة، فإِنَّ المذكُورينَ احتَجَّ بِهِم غيرُ واحد.

    تبحره في علم الحديث:
    قال محمد بن أسحق بن خزيمة: لا أعرف أنّه روي عن النّبي صلى الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما.
    حكى أَبو بِشر القَطَّان، قال: رأَى جار لاِبن خُزيمَة - مِن أَهل العِلم - كأَنَّ لَوحاً علَيه صُورةُ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وابنُ خُزَيمَةَ يَصقُلُه.
    فقال المُعَبِّر: هذا رجلٌ يُحيي سُنَّة رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَم –

    فضله:
    وهو أحد المحمدين الذين أرملوا بمصر, ثم رزقهم الله ببركة صلاته.
    أورد هذه الواقعة الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ - (ج 1 / ص 62) قال:
    رحل محمد بن هارون الروياني ومحمد بن جرير ومحمد اسحاق بن خزيمة ومحمد بن نصر إلى مصر, فأملقوا , فاجتمعوا على أن يقرعوا, فمن خرجت عليه القرعة سأل , فخرجت على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتّى أصلّي فقام, فإذا هو بشمعة وخصي من قبل أمير مصر, ففتحوا له.
    فقال: أيكم محمد بن نصر؟
    فقيل: هذا..
    فأخرج صرّة فيها خمسون ديناراً, فدفعها إليه , ثمّ قال: أيّكم ابن جرير؟ فأعطاه مثلها , ثمّ قال كذلك لابن خزيمة والروياني..
    وقال: إنّ الأمير رأى في النّوم أنّ المحامد جياع , قد طووا , فبعث إليكم هذا الصرر.

    المفسدون يثيرون الفتنة في كل زمان ومكان:
    لمّا بلغ أبُو بكر بن خُزَيمة مِن السِّنِّ والرِّئاسة والتفرُّد بِهِمَا ما بلغَ، كان له أَصحاب صارُوا في حياته أَنجُمَ الدُّنيا، مِثل أَبي علِيّ محمَّد بن عبد الوهّاب الثَّقفِيّ، وهو أَول مَن حَملَ عُلُومَ الشَّافعيّ، ودقائِق ابن سُريج إلى خُراسان، ومثل أَبي بكر أحمد بن إسحاق - يعني: الصِّبَغيّ - خليفَة ابن خُزيمة في الفتوى، وأَحسنِ الجَماعة تصنيفاً، وأَحسَنِهم سياسة في مَجالسِ السَّلاطين، وأَبي بكر بن أَبي عُثمان، وهُو آدَبُهُم، وأَكْثَرُهُم جَمعاً لِلعلوم، وأَكثرهم رحلة، وشيخ المطَّوِّعَة والمجاهدين، وأَبي محمّد يحيَى بن منصُور، وكان مِن أَكابر البُيوتات , وأَعرَفِهم بمذهب ابن خزيمة وأَصلَحِهم للقضَاء.
    فلمَّا وَردَ منصور بن يحيى الطُّوسيُّ نيسابُور، وكان يُكثِر الاختِلافَ إلى ابن خُزَيمة لِلسَّماعِ مِنه - وهو مُعتَزِلِيٌّ - وعاين ما عاين مِن الأَربعة الَّذين سمَّيناهم، حسَدَهم، واجتَمَعَ مع أَبي عبد الرّحمن الواعظِ القَدَريّ بباب مُعَمَّرٍ في أُمورهم غيرَ مرَّةٍ، فقالا: هذا إِمامٌ لا يُسرع في الكلام، ويَنهَى أَصحابَه عَنِ التَّنازع في الكلام وتعليمِه، وقد نبغ له أَصحاب يخالفونَه وهو لا يَدري، فإِنَّهم على مذهب الكُلاَّبيَّة، فاستحكمَ طَمعُهُما في إيقاع الوَحشَة بين هؤُلاء الأَئمَّة...

    ثناء العلماء :
    قال السيوطي : ابن خزيمة , الحافظ , الكبير, الثبت, إمام الأئمة , شيخ الإسلام, أبو بكر... صنّف وجَوّد, واشتهر اسمه وانتهت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان.
    قال عنه الذهبي : ... ولابن خزيمة عَظَمة في النُّفُوس، وجَلاَلَةٌ في القُلُوب؛ لِعِلمِه ودينه واتِّباعه السُّنَّة.
    سئِلَ عبد الرَّحمن بن أَبي حاتِم عن ابن خزَيمَة، فقال: وَيحَكُم!هُوَ يُسْأَلُ عَنَّا، وَلاَ نُسأَلُ عَنْهُ!هُوَ إِمَامٌ يُقتَدَى بِهِ.
    قال أَبو حاتم بن حِبَّان التَّمِيْمِيُّ:
    ما رأَيتُ على وجهِ الأَرضِ مَن يَحفَظُ صِناعةَ السُّنن، ويَحفَظُ أَلفاظَها الصِّحاحَ وزِياداتِها حتَّى كأنَّ السُّنَن كُلّها بَينَ عينَيِه، إلاَّ محمَّد بن إِسحاق بن خُزَيمَةَ فَقَط.
    قال أبو العباس بن سريج : كان يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله بالمنقاش.
    وقال الدار قطني: كان إماماً معدوم النظير.
    قال أبو عثمان الزاهد: إنّ الله ليدفع البلاء عن أهل نيسابور بابن خزيمة.
    قال ابن كثير: كان بحرا من بحور العلم، طاف البلاد, ورحل إلى الآفاق في الحديث وطلب العلم، فكتب الكثير وصنّف وجمع، وكتابه الصحيح من أنفع الكتب وأجلها، وهو من المجتهدين في دين الاسلام.
    وقال السبكي في الطبقات في ترجمة ابن خزيمة (3/109): المجتهد المطلق، البحر العجاج.... جمع أشتات العلوم.... وهو إمام الأئمة.

    مؤلفاته:
    لابن خزيمة مصنفات كثيرة تزيد مصنفاته على 140 منها : كتاب (التوحيد وإثبات صفة الرب -) كبير وصغير، و (مختصر المختصر) المسمى (صحيح ابن خزيمة).
    وقد صنّف كتابا في قصة العرانيق, وقال: إنها من وضع الزنادقة.
    وقال الحاكم: ومصنّفاته تزيد على مائة وأربعين كتاباً سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء. وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء.

    وفاته:
    مات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، عاش ابن خزيمة رحمه الله تسعاً وثمانين سنةً.
    قال أبواسحاق ابراهيم بن محمد المضارب : رأيتُ ابن خزيمة في النّوم فقلتُ: جزاكَ الله عن الاسلام خيرا، فقال: كذا قال لِي جِبريل في السماء.
    وممّن مات في هذه السنة من الأئمة:
    أبو طاهر المحمَّد أباذي محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري، أحد أئمة اللسان. وكان إمام الأئمة ابن خزيمة، إذا شك في لغة سأله.
    و أَبو جعفر بن حمدان الحِيريُّ - صاحب(الصَّحِيْحِ) - وأَبو جعفر أَحمد بن عمرو الإِلْبِيْرِيُّ - حافظ أَهْل الأَنْدَلُس - وشيخ الحَنابلة أَبو بكر الخَلاَّل، وشيخُ الصُّوفيَّة بالعراق أَبو محمّد أَحمد بن محمد الجَريريّ , وشيخ العربِيَّة أَبو إِسحاق إِبراهيم بن السَّريّ الزَّجّاج البغداديّ، وصدرُ الوُزراء حامد بن العبَّاس، وحمّاد بن شاكر النَّسفيُّ - صاحب البُخاريّ - , ومُسنِدُ بغداد أَبو محمّد عبد الله بن إِسحاق المدائنيُّ الأَنْماطِيُّ، وحافظُ هَراة أَبو محمَّد عبد الله بن عُروة، وحافظُ مَرو عبد الله بن محمود، ومحدِّث أَنطاكية أَبو طاهر بن فِيلٍ الهَمْدَانِيّ، وشيخ الطّبِّ محمَّد بن زكريّا الرَّازيّ الفَيلَسوف، ومسنِد نيسابور أَبو العبَّاس محمَّد بن شادَلَ بن عليٍّ - موْلَى بني هاشم - .

    ***********************************

    من مراجع البحث:
    العبر في خبر من غبر - الذهبي (ج 1 / ص 83)
    تبصير المنتبه بتحرير المشتبه – ابن حجر العسقلاني (ج 1 / ص 161)
    البداية والنهاية – ابن كثير (ج 11 / ص 170)
    موسوعة الأعلام - المصدر : موقع وزارة الأوقاف المصرية
    http://www.islamic-council.com (ج 1 / ص 194)
    الوافي بالوفيات – الصفدي (ج 1 / ص 232)
    الإكمال – ابن ماكولا (ج 1 / ص 386)
    تذكرة الحفاظ - الذهبي (ج 2 / ص 721)
    سير أعلام النبلاء ـ الذهبي .
    طبقات الحفاظ – السيوطي (ج 1 / ص 61)
    طبقات الشافعية – ابن قاضي شهبة (ج 1 / ص 8)
    تفسير الرازي – الإمام الرازي (ج 11 / ص 134)
    المجروحين – ابن حبان (ج 1 / ص 3)
    مقدمة ابن الصلاح - (ج 1 / ص 63)
    الأعلام للزركلي - (ج 6 / ص 29)

    الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي
    المصدر
    http://www.sunnionline.us/arabic/Gen...88%D8%B1%D9%8A-

  4. #4

    رد: الرسالة القشيرية وأبو القاسم النيسابوري

    ابو منذر النيسابوري

    ترجمة المؤلف:

    اسمه ونسبه ونسبته وكنيته:

    هو الحافظ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري الفقيه، نزيل مكة.

    ولادته:

    ولد في حدود سنة 241هـ؛ حيث قال الإمام الذهبي في السير (14/490): ولد في حدود موت أحمد بن حنبل.

    نشأته العلمية ورحلاته:

    ولد الإمام ابن المنذر وعاش في نيسابور، وذكروا في ترجمته أنه نزل بمكة واستقرَّ بها، وذكر ابن المنذر في كتابه الأوسط أنه سمع بمصر من بكَّار بن قتيبة، وهذا يعني أنه رحل إليها. ولم تذكر المصادر التي ترجمت له أنه رحل إلى غيرها من البلدان، والله أعلم.

    من أشهر شيوخه:

    1- الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري.

    2- الإمام أبو حاتم الرازي.

    3- الإمام أبو عيسى الترمذي.

    4- الربيع بن سليمان.

    5- وإسحاق الدَّبري.

    6- وعلي بن عبد العزيز البغوي، وغيرهم كثير.

    والذين أكثر الرواية عنهم في تفسيره هذا: زكريا بن داود، وموسى بن هارون، وعلي بن المبارك، وعلي بن عبدالعزيز، وعلاّن علي بن عبدالرحمن بن المغيرة، ومحمد بن علي النجار...

    من أشهر تلامذته:

    1- أبو حاتم بن حبان البستي.

    2- محمد بن أحمد البلخي.

    3- أبو بكر الخلال الحنبلي.



    5- أبو بكر بن المُقرئ.

    6- سعيد بن عثمان الأندلسي.

    مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

    كان ابن المنذر إماماً في التفسير، ومحدثاً ثقةً، إلى جانب كونه فقيهاً مجتهداً، وهو وإن كان معدوداً من كبار فقهاء الشافعية إلا أنه كان لا يتعصب لقول أحد، بل يدور مع الدليل حيث دار.

    ولقد كثرت كلمات الأئمة في الثناء عليه؛ ومن ذلك:

    قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/197): الإمام المشهور أحد أئمة الإسلام .. المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه، وجمعه بين التمكُّن في علمي الحديث والفقه، وله المصنفات المهمة النافعة في الإجماع والخلاف وبيان مذاهب العلماء .. وله من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد، وهو في نهاية من التمكُّن من معرفة الحديث، وله اختيارٌ فلا يتقيّد في الاختيار بمذهبٍ بعينه، بل يدور مع ظهور الدليل.

    وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/640): كان ابن المنذر فقيهاً، محدثاً، ثقةً.

    وقال السبكي في طبقات الشافعية (2/126): أحد أعلام هذه الأمة وأحبارها، كان إماماً مجتهداً، حافظاً ورعاً.

    مؤلفاته:

    لابن المنذر مؤلفات عدة تقضي بإمامته ورفعة قدره، ومن أشهر هذه المؤلفات:

    1- إثبات القياس.

    2- اختلاف العلماء.

    3- الإجماع؛ وهو مطبوع عدة طبعات.

    4- الإشراف على مذاهب أهل العلم.

    5- الإقناع؛ وهو مطبوع.

    6- الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف.

    7- رحلة الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة.

    8- كتاب السنن والإجماع والاختلاف.

    وفاته:

    ذهب أكثر من ترجم لابن المنذر إلى أنه توفي سنة 318هـ، وثمة أقوال أخرى في سنة وفاته.



    2- لمحة مختصرة عن كتاب التفسير لابن المنذر:

    اسم الكتاب:

    لم ينص ابن المنذر على تسمية لكتابه هذا، مع أنه قد صرح بأن له كتاباً في تفسير القرآن؛ حيث قال في كتابه " الأوسط " (3/14/ مسألة 164) في باب ذكر إثبات ذكر التيمم للجنب المسافر الذي لا يجد الماء: .. كأن معناه: لا يقرب الصلاة جنب إلا أن يكون عابر سبيل مسافراً لا يجد الماء فيتيمم ويصلي، وروينا معنى هذا القول عن علي، وابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والحكم، والحسن بن مسلم، وقتادة، وقد ذكرتُ أسانيدها في " كتاب التفسير " وكذلك قال في الكتاب نفسه في باب ذكر شديد الضرب على الأعضاء: " وقد ذكرت اختلافهم في ذلك في كتاب التفسير "

    وقد ذكر محقق الكتاب أنه لم يقف على تسميةٍ خاصة أطلقها ابن المنذر على كتابه في التفسير، والذي وجده مُثبتاً على النسخ الخطية للكتاب: " كتاب التفسير " أو " تفسير القرآن "

    قلت: وكذلك الأئمة الذين ذكروا كتاب التفسير في مؤلفات ابن المنذر لم ينصُّوا على تسمية للكتاب غير هذا.

    توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:

    مما يدل على ثبوت كتاب التفسير هذا لابن المنذر أمور من أهمها:

    قد نسبه له جمع من أهل العلم قديماً وحديثاً؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (7/13)، والذهبي في السير (14/492)، والحافظ ابن حجر في العجاب في أسباب النزول، والسيوطي في الدر المنثور، وغيرهم.

    ما سبق من أن ابن المنذر نص في كتاب " الأوسط " على أن له كتاباً في تفسير القرآن.

    أن شيوخ ابن المنذر في كتابه هذا هم شيوخه الذين روى عنهم في سائر كتبه.

    عزو أهل العلم الذين جاءوا بعده إلى هذا الكتاب.

    ما وجد على غلاف النسخة الخطية للكتاب أنه منسوب للإمام ابن المنذر.

    السماعات الموجودة على النسخة الخطية للكتاب.

    منهج الإمام ابن المنذر في تفسيره:

    حيث أن مقدمة الكتاب غير موجودة فإن الكلام على منهج المؤلف في هذا الكتاب فيه عسرٌ، لكن يمكن أن نذكر بعض النقاط المتعلقة بمنهج المؤلف من خلال تصفح الكتاب:

    سلك الإمام ابن المنذر النيسابوري في تفسيره منهج السلف في تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالأحاديث النبوية ثم بالآثار الواردة عن الصحابة والتابعين.

    يجعل المؤلف الآية التي يريد تفسيرها كالعنوان أو الباب ثم يورد الأحاديث والآثار التي جاءت في معنى الآية.

    يسوق المؤلف الأحاديث والآثار التي يوردها في تفسيره هذا بإسناده، وهذا ميزة مهمة في الوقوف على أسانيد هذه الأحاديث والآثار ليتمكن الباحث من التمييز بين صحيحها وسقيمها.

    يعتبر تفسير ابن المنذر مصدراً مهماً لمعرفة تفاسير الصحابة والتابعين، ومن ثم فقد اكتسب تفسيره أهمية كبيرة عند أهل العلم في القديم والحديث، ولقد اعتمد عليه جل من جاء بعده في معرفة أقوال الصحابة والتابعين في التفسير.

    بعد أن يسوق المؤلف الحديث أو الأثر بإسناده ربما عقبه بإيراد بعض الآثار معلقةً من غير إسناد، مثال ذلك: قوله في تفسير قوله تعالى: {يتخبطه الشيطان من المس{ (ص52): قال: أخبرنا علي بن عبدالعزيز، قال: حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة: {يتخبطه الشيطان من المس{ المسُّ من الشيطان والجن، وهو اللَّمم وهو ما ألمَّ به، وهو الأوْلقُ والألْسُ والزُّؤْدُ، هذا كله من الجنون.

    فقال عقبه: وقال ابن مسعود: {الذين يأكلون الربا ..} الآية قال: ذلك يوم القيامة. وقال قتادة: تلك علامة أهل الربا يوم القيامة، بُعثُوا وبهم خَبَلٌ من الشيطان.

    الذي يظهر أن المؤلف لم يشترط في كتابه هذا الاقتصار على الصحيح، بل إنه يورد من الأحاديث والآثار الصحيح والحسن والضعيف، ولعل عذره في ذلك أنه يسوق هذه الأحاديث والآثار بإسناده، وأنه يحاول إيراد كل ما جاء في تفسير الآية من أحاديث وآثار، والله أعلم.

    ثناء العلماء على هذا الكتاب:

    لقد أثنى على هذا الكتاب جمع من أهل العلم؛ ومن ذلك:

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (7/13): " أما أهل العلم الكبار: أهل التفسير، مثل: محمد بن جرير الطبري، وبقي ابن مخلد، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وأمثالهم، فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات ....".

    وقال الذهبي في السير (14/492): ولابن المنذر " تفسير كبير" في بضعة عشر مجلدا، يقضي له بالإمامة في علم التأويل أيضا.

    وقال السيوطي في الدر المنثور (8/699): قال الحافظ حجر رضي الله عنه في أول كتابه أسباب النزول وسماه " العجاب في بيان الأسباب ": الذين اعتنوا بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، وأبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الرازي، ومن طبقة شيوخهم عبد بن حميد بن نصر الكشي فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين..

    وقد نقل الحافظ ابن حجر منه في كتابه " العجاب في أسباب النزول " ينظر العجاب (1/203)

    وقال الداوودي في طبقات المفسرين (2/56): لم يُصنّف مثله.

    طبعات الكتاب:

    وقد طبعت قطعة من الكتاب في دار المآثر بالمدينة النبوية سنة 1423هـ، بتحقيق: د. سعد بن محمد السعد، وقدم له: أ.د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي.

    وهذه القطعة المطبوعة من الكتاب تبدأ من تفسير قوله تعالى: {ليس عليك هداهم{ وهي الآية (227) من سورة البقرة، وتنتهي عند تفسير قوله تعالى: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً..} وهي الآية (92) من سورة النساء.

    4- محمد بن عبدالله بن يحيى اللَّيثي.
    من خير كتبه
    «تفسير القرآن للإمام ابن المنذر النيسابوري»

    المزيد عنه
    http://www.google.com/search?client=...88%D8%B1%D9%8A
    لتحميل التفسير
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2880

المواضيع المتشابهه

  1. أبو زعبل المصري، وأبو سليم الليبي
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-21-2013, 09:59 AM
  2. الرسالة، وما أدراك ما الرسالة؟!
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2012, 03:12 AM
  3. رمانة .. تفاحة .. ولبن .. أخرجت علماء الأمة
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-14-2009, 09:10 AM
  4. الأغانى وأبو الفرج الأصفهانى: قضايا ملتهبة وملتبسة
    بواسطة إبراهيم عوض في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-29-2008, 02:22 PM
  5. الجسر الذي سيربط بين البحرين بقطر وأبو ظبي
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-09-2006, 01:08 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •