وصيه معاويه بن ابي سفيان لـ يزيد |
في سنه 60 هجرية مرض معاويه بن ابي سفيان - رضي الله عنه - فلما أحس بدنو الاجل دعا ابنه يزيد كما قال الامام الطبري في تاريخيه وأوصاه وقيل بل كان يزيد خارج دمشق في قريه ( حوارين ) وهي من قري دمشق ولذلك أوصي معاويه الي ( الضحاك بن القيس الفهري ) صاحب الشرطه و ( مسلم بن عقبه المري الغطفاني ) أوصاهما بابلاغ يزيد بهذه الوصيه فما هي وصيه معاويه رضي الله عنه لابنه يزيد ؟
قال له : يا بني ، إني قد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لأتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي اسندت ( استتب ) لك إلا أربعة نفر من قريش :
الحسين بن علي ، وعَبْد اللَّهِ بن عمر ، وعَبْد اللَّهِ بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ...
فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر( فرجل ) قد وقذته العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما ، وأما ابن أبي بكر ( ان راي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ) فليست له همة إلا فِي النساء واللهو ، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا. فهذه رواية الطبري .
ولكن هذه الروايه اسنادها تالف
وقال الامام الذهبي في سيره :
قال أبو سعيد بن المعلى، قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه: اتق الله، فقد وطأت لك الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غيرَ ذلك شقيتُ به.فارفُق بالناس، وإياك ورد حاجة أهل الشرف والتكبر عليهم. ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 159 )
رواية بن كثير :
ابن كثير في البدايه والنهايه أورد كذلك في تاريخيه وصيه معاويه لابنه يزيد أوصاه فيه بأهل المدينه ومكه فقال له : واعرف شرف أهل المدينة ومكة فإنهم أصلك وعشيرتك ، واحفظ لأهل الشام شرفهم ; فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول ، وتنتصر على أعدائك ، وتصل إلى أهل طاعتك.
وأيضا :
كان يزيد في الصيد ، فاستدعى معاوية الضحاك بن قيس الفهري - وكان على شرطة دمشق ( وصاحب الشرطه مثل وزير الداخليه في هذه الايام ) ( واختلفوا في صحبه الضحاك بن القيس هل له صحبه ام لا ولكن هناك قول انه ولد قبل وفاه الرسول صلي الله عليه وسلم بـ سبعه اعوام ) ومسلم بن عقبة ( المري الغطفاني ) فأوصى إليهما أن يبلغا يزيد السلام ويقولان له يتوصى بأهل الحجاز، وإن سأله أهل العراق في كل يوم أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل، فعزل واحد أحب إليك من أن يسل عليك مائة ألف سيف، وأن يتوصى بأهل الشام، وأن يجعلهم أنصاره، وأن يعرف لهم حقهم....
ولست أخاف عليه من قريش سوى ثلاثة، الحسين، وابن عمر، وابن الزبير.
ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكر، وهذا أصح، فأما ابن عمر فقد وقدته العبادة، وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه، وإن له رحما ماسة وحقا عظيما، وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه، فإن قدرت عليه فاصفح عنه فإني لو صاحبته عفوت عنه.
وأما ابن الزبير فإنه خب ضب فإن شخص لك فانبذ إليه أن يلتمس منك صلحا،: فإن فعل فاقبل منه، واصفح عن دماء قومك ما استطعت.
يقول د . أحمد بن يوسف الدعيج في التاريخ السياسي للدولة الامويه عن هذه الوصية :
هذه الوصيه ايها الاخوه في حد ذاتها درس عظيم في السياسه يقولون فلان يفهم في فقه الواقع أي واقع الله يهديك هذا هو فقه الواقع نعم هذا من يعرف فقه الواقع في الوقت الذي لم يكن هناك فضائيات ولا صحف ولا انترنت مثل وقتنا هذا ولا فلان محلل سياسي ولا مفكر تأملوا هذه الوصيه لابنه يزيد عندما قال له عن أهل العراق لو سألوه أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل الان بعض ولاه الامر الله يوفقهم تتذمر الرعيه من وزير أو مسئول أو محافظ وهو متمسك به مثل ما يقول الناس في المثل العامي مافي البلد الا هذا الولد مايصير فربما لو ذهب هذا المسئول تسكن نفوس الناس فربما يكون متعسفا خلاص أخذ فرصته مشه الله يوفقه حتي لا تؤلب عليك الناس
وانظروا أيضا نظرته في الحسين رضي الله عنه وعن أبيه عندما قال وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه و وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه . يتكلم عن اهل العراق وهذا ما سوف يحدث للحسين رضوان الله عليه . أ هـ
وبغض النظر عن صحه اجتهاد أو خطأ معاويه بن ابي سفيان - رضي الله عنه - إلا انه كان ذو نظر ثاقب فعلا في هؤلاء الرجال ولكن يزيد للاسف الشديد لم يأخذ بوصيه والده فحدث الذي حدث والله المستعان ...
* ع *