لك الله يا غزة
هذا ما يبعث الأمل عند المؤمن حيث يتعلق بربه، دون أن يترك الأسباب يتوكل ولا يتواكل يصبر على الأذى وهو يعلم أن هناك قوة هي فوق قوة البشر لن تتركه مهما كثرت المصائب ومهما عظمت المكائد ، لذلك نجده لا يأبه بالدنيا كلها ولو اجتمعت ضده لأن قلبه امتلأ ثقة بالله ونصره، هذا الذي يسلي إخواننا في غزة حيث انقطعت الأسباب وغلقت الأبواب ولم يبق إلا باب الله.
الأستاذ : خضر شحرور
أستاذ الفقه وأصوله
ومقاصد التشريع في معهد الفتح الإسلامي.
كنت أفكر دائماً في الثقافة التي يحملها الصهاينة هذه الثقافة التي جعلتهم يقتلون أنبياء الله ويذبحونهم دون أن يتحرك لهم قلب أو يرتجف لهم رمش ولكن بعد قراءة متمحصة علمت أن هذه الثقافة التي يحملونها مبنية على ثقافة دينية قرؤوها في توراتهم فتجذرت في عقولهم وقلوبهم حيث اعتقد هؤلاء الصهاينة المجرمون كما علمتهم توراتهم أنهم شعب الله المختار وأنهم مخلوقون من طينة غير الطينة التي خلق منها بقية البشر وأن طينة بقية البشر كطينة بقية المخلوقات من حيوانات وغير ذلك إنما شكل الله البشر على هيئة اليهود حتى لا يتأذى اليهود من شكلهم لأن مهمة البشر في العالم هي خدمة اليهود هذه الثقافة هي التي جعلتهم لا يأبهون بمدينة تدمَّر ، ولا شعب يقتل ، ولا بمقدسات تهدم، وهذا الذي جعل مذبحة قانا ودير ياسين أمراً عادياً في حياتهم فمنظر الأطفال والنساء والكبار والصغار وهم محروقون أو ممزقون أو مقطعون شيئاً يفرح لا يزعج ولا يؤلم هذه ثقافتهم وهذه أخلاقهم فلا عجب أن تصدر منهم تلك الوحشيات ولكن المؤلم أن نرى الغرب يدور في فلك هؤلاء الصهاينة حتى صار الغرب كأحجار الشطرنج في أيدي الصهاينة يحركهم كيف ما شاء والشيء الذي يستدعي الغرابة هو أن هذا الغرب يدين بالديانة المسيحية وهي تعتقد حسب الإنجيل المقدس الذي بين يديه أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح وأعانوا على قتله طبعاً هذا حسب اعتقادهم وإن كنا نعتقد كما قال القرآن: ] وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم [ فإذا كانت عقائد المسيحيين تدين اليهود فكيف بهم وهم يسيرون وراءهم ويدورون في فلكهم لقد خطط اليهود لذلك وفكروا ودبروا وكان من مكائدهم ومؤامرتهم أنهم أرغموا البابا على إصدار صك برء اليهود من دم المسيح عليه السلام هذا أولاً ثم إنهم بعد ذلك حذفوا من الكتب والمقررات الأمريكية تلك العقيدة التي تؤكد على تورط اليهود في قتل وصلب سيدنا عيسى عليه السلام حسب اعتقادهم.
ثم إنهم أنشؤوا بعد ذلك صليبة متصهينة ينتمي إليها ذاك المأفون بوش حيث إنه يبدأ خطابه دائماً بآيات من الإنجيل وبخاطب السياسيين ويقول لهم: إن الرب أمرني أن أقيم السلام في الشرق الأوسط وجعل اليهود هذه الفئة تعتقد أن المسيح سينزل على هيكل سليمان الذي سبينى فوق المسجد الأقصى وهم يعتقدون أن معركة ضروس سموها ((هرمجدون)) ستكون في هذا المكان ينزل سيدنا عيسى على هذا الهيكل فيطهر الأرض من غير المسيحيين وهذا هو الدافع الحقيقي لكل تلك الحروب التي شنها بوش في عالمنا الإسلامي إنها مخططات يهودية تطبق من قبل رؤساء أمريكا الذي حملوا ثقافات كتبها لهم اليهود.
فخطأ يعتقد أولئك أن الاقتصاد والبترول هو وراء تلك الحروب الضروس في العراق فالبترول كان بأيديهم وكان يباع ويصدر لهم بحرب وبدون حرب لكن القضية هي قضية دينية بحتة.
الأمر الذي جعل أمريكا تؤمن الغطاء الدائم والكامل لإسرائيل فأمريكا جعلت مجلس الأمن والأمم المتحدة تقاطع ليببا من أجل طيارين اثنين فقدتهم في الصحراء الليبية ولكنها تشيح بوجهها إزاء المئات بل الألاف الذي يقتلون ويشردون ويذبحون على أيدي اليهود والفيتو الأمريكي حاضر دائماً لنصرة إسرائيل.
هذا الألم ولكن الأمل بالله دائماً فطالما أن هناك قرآنا يتلى فهذه الأمة لن تركع ولن تلين وما يحدث على أرض العراق أكبر شاهد على ما ذكرنا لذلك نقول في الختام إذا تمالأ اليهود والأمريكان وأيدهم الكثيرون ممن يسيرون في ركبهم من عرب وغيرهم نقول.... لك الله يا غزة...!؟
http://www.thakafawaturath.com/pages/word_monthly.php