عناق الأرض للسماء
هذه القصيدة إهداء إلى حبيبتي جازان
جـاءَ الربيـعُ بخيْـرِهِ مترنّـمـا
بَسَطَ الجمال على الحياةِ وخيّمـا
فأتى النسيـمُ بطيبـهِ وبعطـرهِ
متلحفـاً وبمسـكـهِ متلثّـمـا
فاخْضرّتِ الأرجاءُ حتى عانقـتْ
من حبِّها وهيامِها الأرض السمـا
فتفتّحتْ جـازان مـنْ أكْمامِهـا
فـلاً وشيحـاً ناديـاً ومكمّمـا
فتغازلتْ فيها البـروقُ وغيمهـا
فعشقْنها والبدرُ أضحـى مغْرمـا
هـي جنـةُ الدنيـا إذا شبّهتهـا
وهـي النعيـمُ إذا أردتُ تنعّمـا
وهي الحنـانُ إذا أردتُ لجبهتـي
وطنـاً وقلبـاً بالمحبّـةِ مُفْعـمـا
وهي التـي مـا فارقتنـي إنهـا
سكنتْ (وريدي والحشا والأعظُما)
في البعدِ أذْكُرها ، أأنساها أنـا؟!
كلّا وأقْسم بالذي خَلَـقَ السمـا
فالبعدُ عنهـا لـنْ يطـول فإنّـه
أضنى وأفنـى واستمـالَ وتيمـا
فيها ومنها (عشقتـي) وتلـذذي
أسري بفكري كلّمـا ودقٌ همـا
كي أستريـح بظلِّهـا وظلالِهـا
فَصَهيل شوقي نحْوها قد حَمْحَمـا
لكنـه عنـد اللقـاء يخونـنـي
فإذا رأها عـن حنينـه أحجمـا
فألومـه فـي صمتـه فيجيبنـي
حال المحب لدى الحبيـب تلعثمـا
والعين أجمل فـي الغـرام تكلّمـاً
حسب العيون إلى المحبـة سلّمـا
فاسأل ندى جازان واسأل بحرهـا
عني أنا والحب كيف استحكمـا
جـازان أدرى أننـي فـي حبِّهـا
قد صرتُ للعشَّاقِ فيهـا مَعْلمَـا
شعر/ خالد بن علي البهكلي