صاحب السعفة الذهبية عن "أسرار وأكاذيب" المخرج المميز مايك لي يعود إلى مهرجان كان بالفيلم البريطاني الوحيد "عام آخر"
الثلاثاء مايو 4 2010 لي اثناء تصوير احد افلامه
لندن ـ ـ يعود مايك لي ، المخرج الذي يشتهر بالصور المفعمة بالعاطفة للمجتمع البريطاني ، للمنافسة على "السعفة الذهبية" وذلك من خلال فيلمه الكوميدي الدرامي الأخير "عام آخر".
ويمتلك لي الذي يوصف كثيرا بأنه "الطفل المشاغب" في المسرح والسينما البريطانية، سجلا حافلا في مهرجان كان السينمائي. وحصل في عام 1996 على جائزته المرموقة عن فيلمه "أسرار وأكاذيب"، بعد ثلاث سنوات من حصوله على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "عاري".
ويعد فيلمه "عام آخر" هو الفيلم البريطاني الوحيد الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام. وقال جون وودوارد من مجلس الفيلم البريطاني: "في الوقت الحالي، تقدم الأفلام البريطانية والمخرجون والموهوبون أعمالا رائعة يرغب باقي دول العالم في مشاهدتها".
وعلى الرغم من أن الحبكة الدرامية لفيلم "عام آخر" محاطة بسرية كبيرة إلا أنه يعد بأن يكون من النوع الذي يقدم صورا حميمية لحياة الأشخاص، وهي سمة مميزة لأعمال لي.
ويوصف المخرج (67 عاما) بأنه " بيرغمان بريطانيا"، ونال الثناء لكونه المخرج البريطاني الوحيد الذي أنتج أعمالا ناجحة فنية وماليا بعيدا عن الاستوديوهات الكبيرة.
ويعد لي إلى جانب كين لوتش وستيفن فريرز، ممثلا رئيسيا لحركة "السينما البريطانية الجديدة" والتي تهدف إلى تجسيد الواقع الاجتماعي لحياة الناس العاديين.
وتدور معظم أحداث أفلامه في
شعار مهرجان كان 2020
لندن، كما أنها تتناول بصورة عامة سلوكا شخصيا في المجتمع.
وقال لي ذات مرة: "أنا ملتزم بصنع أفلام غير عادية تتناول حياة الناس العاديين".
وبالنسبة للمخرج البريطاني المخضرم ، يمكن أن يكون أحد شوارع لندن أو بيت أو مرآب أو مقهى هو المكان الأساسي الذي تدور فيه الأحداث، وليس الاستوديو. وبدءا من كتابة السيناريو، يمضي لي وقتا كبيرا مع فريق عمله مستعينا بأرائهم من أجل تطوير ووضع الحبكة الأساسية.
وبدلا من العمل مع نجوم كبار، فإن لي قام بتشكيل مجموعة من الممثلين الذين يستعين بهم في معظم أفلامه، بينهم زوجته السابقة الممثلة أليسون ستيدمان، والتي طلقها في عام 2001. ويشارك اثنان من الممثلين الذي يستعين بهم "بصورة منتظمة" وهما جيم بروادبنت وإيميلدا ستونتون في فيلمه الجديد.
وقال لي لموقع "أرتس هاب" المعني بالأخبار الفنية في بريطانيا ان: "الشيء المميز لأفلامي هو أنني أجد مكانا ما ثم أرتب خلق الشخصيات في إطار البيئة التي تنمو فيها الشخصيات والأفكار معا".
وبعد مرور نحو 40 عاما على تجربته الإخراجية الأولى تعتبر أفلام لي "تجسيدا لنبض الأوقات التى صورت فيها" حيث أصبحت وثائق للتغيير الاجتماعي في صورة من الواقعية الاجتماعية، وغالبا ما توصف بأنها " أكثر بريطانية من باقي أنواع الأفلام"، وذلك حسبما ذكر معهد الفيلم البريطاني.
ولد لي في 20 شباط (فبراير) 1943 في سالفورد بالقرب من مانشستر في شمال بريطانيا، وهو ابن لطبيب وممرضة يهوديين عملا في مناطق الطبقات العاملة في المدينة. وأضفى الأبوان طابعا بريطانيا على أسمهما الحقيقي وهو ليبرمان عندما قدما إلى بريطانيا قبل ولادة لي.
وعزم لي على أن يصبح ممثلا وعلى غير رغبة من والديه درس في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في فترة الستينيات من القرن الماضي، أعقبها بدراسات في "مدرسة كامبيرويل للفنون والحرف" ثم "المدرسة المركزية للفن والتصميم" و"مدرسة لندن للفيلم الدولي".
المصدر
http://www.alquds.com/node/255776