منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    السلام عليكم
    نقلا عن ملتقى الادباء والمبدعين العرف ولانه علم نحترمه ونوده
    فضلت ان نترك علامة بارزة لها هنا:
    وسوف ننقل سيرته الذاتية لقسم الاعلام:
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=49363

    علي فرزات في سطور:

    ولد في مدينة حماة.
    1963: ظهر له أول رسم كمحترف على الصفحة الأولى لجريدة “الأيام”.
    1969: بدأ يرسم الكاريكاتير لجريدة الثورة.
    1970: بدأ دراسته للرسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق
    1973: تزوَّج بعائدة الأنصاري من دمشق، وأنجبا صبيين وبنتين.
    1980: صار رئيساً لرابطة رسامي الكاريكاتير العرب.
    1980: نال الجائزة الأولى في المهرجان العالمي برلين- ألمانيا.
    1980: بدأت رسومه الكاريكاتيرية تظهر في جريدة اللوموند، إضافة إلى جرائد عالمية أخرى.
    1980: نال الجائزة الأولى في المهرجان الأول للكاريكاتير في دمشق.
    1982: نال الجائزة الأولى في المهرجان الثاني للكاريكاتير في دمشق.
    1984: أحيا مقاومة تلوث الهواء والفضلات التجارية للتلفزيون القطري.
    1985: أقام معرضاً في مركز الثقافة السورية في موسكو.
    1985: نال الجائزة الثالثة في مهرجان كابرافو الدولي في بلغاريا.
    1987: نال الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا.
    1989: أقام معرضاً في معهد العالم العربي، باريس- فرنسا.
    1990: نال الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة.
    1991: نال الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط.
    1991: ظهرت رسوماته في الصحف الخليجية العربية.
    1994: انتخب كأحد أفضل الرسامين الكاريكاتيريين الخمسة في العالم في مهرجان مورج- سويسرا.
    2001: أصدر جريدة الدومري، وهي أول جريدة سورية مستقلة.
    2003: استلم جائزة الأمير كلاوس.
    **********************


    من أعماله


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    علي فرزات


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إيمان الجابر
    نشر أوّل رسم له في الصفحة الأولى لجريدة «الأيام»، ولمّا يتجاوز الثانية عشرة من عمره. يومها، أرسل صاحب الجريدة نصّوح بابيل يدعوه إلى دمشق للعمل في الجريدة، مخاطباً إيّاه بلغة التفخيم ظناً منه أنّه رجل بالغ. منذ تلك اللحظة، أدرك علي فرزات أنّ فنّ الرسم الكاريكاتوري هو قدره...
    مع كلِّ كاريكاتور يرسمه، يضيء فانوساً جديداً. حوّل ريشته إلى كاميرا تلتقط حبّات العرق على الوجوه المتعبة والمظلومة، وتوثّق وجه الظالم والمستبد، وخلق شخصيات كاريكاتورية صارت تعرف بالشخصيات الفرزاتية. طريقته المميزة والمكثفة في الرسم من دون تعليق أو شرح، جعلته واحداً من أبرز خمسة رسامين عالميين، بحسب تصنيف جريدة «لوموند» الفرنسيّة. قوة الفكرة في رسومه تجعلها تقارب القصيدة أو القصة أو الفيلم السينمائي... يقول: «أرسم من دون تعليق كي أترك مساحة للقارئ للاكتشاف والمشاركة». هذا الأسلوب المفتوح على الاحتمالات ولا يسمّي الأشياء والأشخاص والأزمنة والأمكنة، جعلت فنَّه عالميّ التوجّه من دون التخلّي عن محلّيّته. «لوحاتي حملت القضايا الإنسانية النابعة من محليتها وإطارها المكاني إلى العالم».
    رسمة الجنرال الضخم الذي يوزع النياشين على الجائعين بدل الطعام، جعلت كل ديكتاتور عربي يرى نفسه فيها. خلال عرضها في باريس عام 1989، هدّده السفير العراقي حينها عبد الرزاق الهاشمي، ثم واجه تهديداً آخر عند عرضها في لندن عام 2002 من أنصار صدام حسين، ومُنعت الجريدة التي تحوي الرسم من دخول ليبيا، ورفعت عليه وزارة الدفاع السورية دعوى قضائية... أمّا هو فيقول: «لم أترك نظاماً قمعياً إلّا أطلقت عليه كاريكاتوراً. لا أهتمّ بالأشخاص، لأنّهم زائلون، ممارساتهم القمعية هي التي وضعتهم في مرمى ريشتي. فالظالم هو الظالم، والديكتاتور هو الديكتاتور، والمظلوم هو المظلوم في كل زمان ومكان».
    اقترن الرسم بالعقاب في وقت مبكر من حياته، منذ كان طفلاً يرسم على الجدران، فيعاقبه أهل الحي، أو يرسم على أوراق العمل الرسمية التي كان يحضرها والده إلى البيت، فيعاقبه والده. يخبرنا مبتسماً: «عندما كان الجيران يقومون بدهن الجدران باللون الأبيض، كنت أراها كورق مصقول تغريني للرسم عليها، فأهرع إلى البيت وآخذ بعض حبات الفحم الأسود وأبدأ بالرسم».
    بعدما كرّم في مهرجانات عالمية، قرر فرزات أن يصدر جريدة «الدومري» الساخرة عام 2001 كأوّل إصدار صحافي خاص منذ ما يقارب الأربعين سنة، ويبدو أن السلطة غضّت النظر يومذاك، وهناك من يذهب إلى القول إنها شجعت المشروع. لم يكن يعلم عندما غامر بمبلغ 700 ألف ليرة سوريّة أنّ الجريدة ستنفد منذ العدد الأول من الأسواق، وسيعيد طباعتها ثانيةً، وسيسدّد نفقاتها من عائدات البيع. «غرفتان وصالة وأربعة محررين أنجزوا، وبزمن قياسي ما لم تنجزه جرائد في أبنية ضخمة يصرف عليها الملايين». هذا النجاح الكبير لجريدة لامست هموم الناس، وعبّرت عنهم وعن آمالهم وأحلامهم بالإصلاح وبمحاربة الفساد، لن يصمد أكثر من سنتين. هكذا أغلقت «الدومري» بقرار حكومي. يقول علي ساخراً: «كان أسرع قرار حكومي، صدر ونفذ في غضون ساعة». سحب العدد رقم (116) من الأسواق، وكان قد أطلَقَ عليه اسم «العدد الانتحاري»، لأهمية الأسماء التي كتبت فيه وجرأة مواضيعه. المعنيّون بالنقد اللاذع الذي كانت توجّهه الجريدة مدعومة بوثائق، لم يسكتوا حتى أخرسوا «الدومري». شنَّ بعضهم هجوماً عنيفاً على فرزات، وصل إلى درجة التخوين واتهامه بالعمالة. حتّى إنّ جريدة رسميّة خصصت صفحتين كاملتين لشتمه بأبشع الصفات، مستغلة رسوماً كانت قد نشرت في الجريدة نفسها قبل سنوات. يقول علي، محاولاً إخفاء ألمه من هذه المعركة الظالمة: «أبواب جهنم فتحت عليَّ منذ صدور الجريدة. عندما نخوض معركة مع السلطة، فإنها تفرغ القوانين التي وضعتها من مضمونها، وتحشوها مع ما يتوافق مع مصلحتها. هنا يعزف إعلامها النغمة التي تريدها، ويسحب حقَّك في الردّ والدفاع عن نفسك إعلاميّاً وقضائيّاً. وهي لا تكتفي بهذا الأمر، بل تقوم بحملة تشويه كاملة وبمختلف الأشكال السياسية والعرقية والدينية حتى يظن المرء نفسه من كوكب آخر وليس مواطناً سورياً».
    لكن الشارع من مختلف الشرائح تصدّى للدفاع عنه، ووصلته رسائل نشرها في أربع صفحات في «الدومري» يقول الناس فيها للحكومة: «نرجوكم لا تقصفوا رموزنا بإعلامكم، فهذه الرسوم التي تنشرونها الآن لمهاجمة علي فرزات نشرت في صحفكم منذ عام 1990، بأعداد كذا وكذا. نحن نحفظ رسوم علي فرزات في قلوبنا، كما نحفظ قصائد نزار قباني»، هذا ما يتذكّره فرزات. يعلّق: «الشارع لا ينسى من يقف إلى جانبه ويدافع عنه. لطالما وقف الناس إلى جانبي، فهم يعرفون أن التّهمة عندما تأتي من السلطة، فهذا وسام شرف على صدري». وفي العام نفسه الذي أغلقت فيه «الدومري»، أصدرت دار النشر العالمية Cune كتاباً يضمّ أكثر من 350 لوحة من أعماله تحت عنوان «قلم من الفولاذ الدمشقي».
    في وقت مبكر من حياته، اختار علي فرزات الوقوف إلى جانب المظلومين والمسحوقين. عمل وهو طالب في عمر المراهقة في المصرف الزراعي حارساً قضائيّاً، مثل كثيرين غيره من الطلاب. «كانوا يعطوننا بارودة ويرسلوننا إلى القرى لحراسة المحاصيل، كي لا يهرّبها الفلاحون المدينون للمصرف. لكنني عندما لمست واقع هؤلاء الفلاحين القاسي وعدم مقدرتهم على معالجة أولادهم المرضى، ساعدتهم على تهريب المحاصيل في الليل، بالاتفاق مع مختار القرية التابعة لمحافظة دير الزور، وكنا نعيش هناك لأنّ طبيعة عمل والدي مسّاحاً للأراضي فرضت على الأسرة التنقل في المحافظات السورية». نسأله ماذا حدث عندما علم المصرف الزراعي بالأمر؟ يجيب ضاحكاً: «طردت من الوظيفة. لم يحاكموني بسبب صغر سني».
    شخصية والده القاسية لم تزده إلا تمرداً. «أنا أكثر ولد عوقب في طفولته، بسبب تمردي على القوانين التي تحكم البيت. كان والدي صارماً في تنفيذها رغم أنّني كنت أعرف أنه يخفي في قلبه حناناً وطيبة». على ماذا كنت تعاقب، نسأله. «أردت دائما أن أكون حراً» يجيب علي فرزات. «كنت أتأخر عن موعد المجيء إلى البيت، لأنني كنت أخوض مغامراتي في تحدي الخوف. أتعلق بالنواعير وأقفز في النهر بعد بلوغها أعلى نقطة، أذهب إلى المقبرة في الليل، أدخل مغارة قديمة فتصدم الخفافيش وجهي». أنت معارض منذ صغرك إذاً؟ «أبداً، لا أحبّ أن أكون معارضاً سياسياً إن كان هذا ما تقصدين»... ويضيف أنّ المعارضة والسلطة وجهان لعملة واحدة، وغايتهما الوصول إلى الكرسي. هو نفسه ذلك الكرسي الحاضر على الدوام في رسومه. «أنا فنان حرّ أعارض الممارسات السلبية كالظلم والقهر والفساد. لكنّني لا أؤمن بالأحزاب تحت أي غطاء كانت، وخصوصاً تلك التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة».
    المصدر
    http://www.al-akhbar.com/ar/node/143904

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    علي فرزات


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إيمان الجابر
    نشر أوّل رسم له في الصفحة الأولى لجريدة «الأيام»، ولمّا يتجاوز الثانية عشرة من عمره. يومها، أرسل صاحب الجريدة نصّوح بابيل يدعوه إلى دمشق للعمل في الجريدة، مخاطباً إيّاه بلغة التفخيم ظناً منه أنّه رجل بالغ. منذ تلك اللحظة، أدرك علي فرزات أنّ فنّ الرسم الكاريكاتوري هو قدره...
    مع كلِّ كاريكاتور يرسمه، يضيء فانوساً جديداً. حوّل ريشته إلى كاميرا تلتقط حبّات العرق على الوجوه المتعبة والمظلومة، وتوثّق وجه الظالم والمستبد، وخلق شخصيات كاريكاتورية صارت تعرف بالشخصيات الفرزاتية. طريقته المميزة والمكثفة في الرسم من دون تعليق أو شرح، جعلته واحداً من أبرز خمسة رسامين عالميين، بحسب تصنيف جريدة «لوموند» الفرنسيّة. قوة الفكرة في رسومه تجعلها تقارب القصيدة أو القصة أو الفيلم السينمائي... يقول: «أرسم من دون تعليق كي أترك مساحة للقارئ للاكتشاف والمشاركة». هذا الأسلوب المفتوح على الاحتمالات ولا يسمّي الأشياء والأشخاص والأزمنة والأمكنة، جعلت فنَّه عالميّ التوجّه من دون التخلّي عن محلّيّته. «لوحاتي حملت القضايا الإنسانية النابعة من محليتها وإطارها المكاني إلى العالم».
    رسمة الجنرال الضخم الذي يوزع النياشين على الجائعين بدل الطعام، جعلت كل ديكتاتور عربي يرى نفسه فيها. خلال عرضها في باريس عام 1989، هدّده السفير العراقي حينها عبد الرزاق الهاشمي، ثم واجه تهديداً آخر عند عرضها في لندن عام 2002 من أنصار صدام حسين، ومُنعت الجريدة التي تحوي الرسم من دخول ليبيا، ورفعت عليه وزارة الدفاع السورية دعوى قضائية... أمّا هو فيقول: «لم أترك نظاماً قمعياً إلّا أطلقت عليه كاريكاتوراً. لا أهتمّ بالأشخاص، لأنّهم زائلون، ممارساتهم القمعية هي التي وضعتهم في مرمى ريشتي. فالظالم هو الظالم، والديكتاتور هو الديكتاتور، والمظلوم هو المظلوم في كل زمان ومكان».
    اقترن الرسم بالعقاب في وقت مبكر من حياته، منذ كان طفلاً يرسم على الجدران، فيعاقبه أهل الحي، أو يرسم على أوراق العمل الرسمية التي كان يحضرها والده إلى البيت، فيعاقبه والده. يخبرنا مبتسماً: «عندما كان الجيران يقومون بدهن الجدران باللون الأبيض، كنت أراها كورق مصقول تغريني للرسم عليها، فأهرع إلى البيت وآخذ بعض حبات الفحم الأسود وأبدأ بالرسم».
    بعدما كرّم في مهرجانات عالمية، قرر فرزات أن يصدر جريدة «الدومري» الساخرة عام 2001 كأوّل إصدار صحافي خاص منذ ما يقارب الأربعين سنة، ويبدو أن السلطة غضّت النظر يومذاك، وهناك من يذهب إلى القول إنها شجعت المشروع. لم يكن يعلم عندما غامر بمبلغ 700 ألف ليرة سوريّة أنّ الجريدة ستنفد منذ العدد الأول من الأسواق، وسيعيد طباعتها ثانيةً، وسيسدّد نفقاتها من عائدات البيع. «غرفتان وصالة وأربعة محررين أنجزوا، وبزمن قياسي ما لم تنجزه جرائد في أبنية ضخمة يصرف عليها الملايين». هذا النجاح الكبير لجريدة لامست هموم الناس، وعبّرت عنهم وعن آمالهم وأحلامهم بالإصلاح وبمحاربة الفساد، لن يصمد أكثر من سنتين. هكذا أغلقت «الدومري» بقرار حكومي. يقول علي ساخراً: «كان أسرع قرار حكومي، صدر ونفذ في غضون ساعة». سحب العدد رقم (116) من الأسواق، وكان قد أطلَقَ عليه اسم «العدد الانتحاري»، لأهمية الأسماء التي كتبت فيه وجرأة مواضيعه. المعنيّون بالنقد اللاذع الذي كانت توجّهه الجريدة مدعومة بوثائق، لم يسكتوا حتى أخرسوا «الدومري». شنَّ بعضهم هجوماً عنيفاً على فرزات، وصل إلى درجة التخوين واتهامه بالعمالة. حتّى إنّ جريدة رسميّة خصصت صفحتين كاملتين لشتمه بأبشع الصفات، مستغلة رسوماً كانت قد نشرت في الجريدة نفسها قبل سنوات. يقول علي، محاولاً إخفاء ألمه من هذه المعركة الظالمة: «أبواب جهنم فتحت عليَّ منذ صدور الجريدة. عندما نخوض معركة مع السلطة، فإنها تفرغ القوانين التي وضعتها من مضمونها، وتحشوها مع ما يتوافق مع مصلحتها. هنا يعزف إعلامها النغمة التي تريدها، ويسحب حقَّك في الردّ والدفاع عن نفسك إعلاميّاً وقضائيّاً. وهي لا تكتفي بهذا الأمر، بل تقوم بحملة تشويه كاملة وبمختلف الأشكال السياسية والعرقية والدينية حتى يظن المرء نفسه من كوكب آخر وليس مواطناً سورياً».
    لكن الشارع من مختلف الشرائح تصدّى للدفاع عنه، ووصلته رسائل نشرها في أربع صفحات في «الدومري» يقول الناس فيها للحكومة: «نرجوكم لا تقصفوا رموزنا بإعلامكم، فهذه الرسوم التي تنشرونها الآن لمهاجمة علي فرزات نشرت في صحفكم منذ عام 1990، بأعداد كذا وكذا. نحن نحفظ رسوم علي فرزات في قلوبنا، كما نحفظ قصائد نزار قباني»، هذا ما يتذكّره فرزات. يعلّق: «الشارع لا ينسى من يقف إلى جانبه ويدافع عنه. لطالما وقف الناس إلى جانبي، فهم يعرفون أن التّهمة عندما تأتي من السلطة، فهذا وسام شرف على صدري». وفي العام نفسه الذي أغلقت فيه «الدومري»، أصدرت دار النشر العالمية Cune كتاباً يضمّ أكثر من 350 لوحة من أعماله تحت عنوان «قلم من الفولاذ الدمشقي».
    في وقت مبكر من حياته، اختار علي فرزات الوقوف إلى جانب المظلومين والمسحوقين. عمل وهو طالب في عمر المراهقة في المصرف الزراعي حارساً قضائيّاً، مثل كثيرين غيره من الطلاب. «كانوا يعطوننا بارودة ويرسلوننا إلى القرى لحراسة المحاصيل، كي لا يهرّبها الفلاحون المدينون للمصرف. لكنني عندما لمست واقع هؤلاء الفلاحين القاسي وعدم مقدرتهم على معالجة أولادهم المرضى، ساعدتهم على تهريب المحاصيل في الليل، بالاتفاق مع مختار القرية التابعة لمحافظة دير الزور، وكنا نعيش هناك لأنّ طبيعة عمل والدي مسّاحاً للأراضي فرضت على الأسرة التنقل في المحافظات السورية». نسأله ماذا حدث عندما علم المصرف الزراعي بالأمر؟ يجيب ضاحكاً: «طردت من الوظيفة. لم يحاكموني بسبب صغر سني».
    شخصية والده القاسية لم تزده إلا تمرداً. «أنا أكثر ولد عوقب في طفولته، بسبب تمردي على القوانين التي تحكم البيت. كان والدي صارماً في تنفيذها رغم أنّني كنت أعرف أنه يخفي في قلبه حناناً وطيبة». على ماذا كنت تعاقب، نسأله. «أردت دائما أن أكون حراً» يجيب علي فرزات. «كنت أتأخر عن موعد المجيء إلى البيت، لأنني كنت أخوض مغامراتي في تحدي الخوف. أتعلق بالنواعير وأقفز في النهر بعد بلوغها أعلى نقطة، أذهب إلى المقبرة في الليل، أدخل مغارة قديمة فتصدم الخفافيش وجهي». أنت معارض منذ صغرك إذاً؟ «أبداً، لا أحبّ أن أكون معارضاً سياسياً إن كان هذا ما تقصدين»... ويضيف أنّ المعارضة والسلطة وجهان لعملة واحدة، وغايتهما الوصول إلى الكرسي. هو نفسه ذلك الكرسي الحاضر على الدوام في رسومه. «أنا فنان حرّ أعارض الممارسات السلبية كالظلم والقهر والفساد. لكنّني لا أؤمن بالأحزاب تحت أي غطاء كانت، وخصوصاً تلك التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة».
    المصدر
    http://www.al-akhbar.com/ar/node/143904

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    رسوم محظورة عربيا في معرض الفنان علي فرزاتإحدى لوحات فرزات تصور زعيما يطالب المواطن بكتم آلامه من الحروب كي لا يؤثر على أعمال القمة (الجزيرة نت)


    نغم ناصر-اللاذقية

    يصور رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات الحياة الإنسانية بأوجه عدة تهدف لتوفير مساحة واسعة من الحرية والديمقراطية للمواطن العربي "الذي يأبى مغادرة سجنه" حسب تعبير فرزات نفسه الذي يقيم معرضا فنيا يحوي 75 لوحة ضمن مهرجان الكوميديا المسرحي في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا.

    ويصر الفنان فرزات ذو الانتشار العالمي على أن يرسم بريشة تعبر عن شخصيته، ويرفض أن يتخلى عن مبادئه رغم الحظر الذي طال فنه جراء بعض لوحاته التي تسببت بإشكالات في سوريا منعته من الرسم في صحفها.

    لوحة الجنرال
    كما امتد حظر لوحاته -التي يشارك بها في المعرض- إلى دول عربية أخرى، وأثارت لوحة "الجنرال" استياء بعض الأنظمة حيث تصور جنرالا يطعم المواطن العربي الجائع أوسمة.
    لوحة "الجنرال" أثارت استياء حكومات وتسببت بحظر فرزات من دخول دول عدة
    (الجزيرة نت)


    وتسببت اللوحة بمنعه من دخول ليبيا والعراق والأردن، وكانت عُمان آخر دولة يمنع منها في الشهر الحالي "عندما منعت من دخولها كمشارك في لجنة التحكيم في مهرجان للكاريكاتير"، حسب تعبيره.

    ويقول فرزات إنه يرسم الممارسات دون تصاوير شخصية أو أسماء وصفات "وعلى الرغم من ذلك يتحسس الدكتاتوريون والفاسدون رؤوسهم".

    ويضيف لوحاتي ليست أسيرة زمان ومكان محددين ولكنها تصلح لكل زمان ومكان، على حد وصفه.

    أصداء المعرض
    ورحب السوريون بمعرض فرزات الحالي حاملين في أذهانهم (جريدة) الدومري التي منعت من الصدور في 2003 ولكنها لا تزال تصدر في أذهان الناس، حسب تعبيره. وهي الجريدة الساخرة التي أصدرها الفنان عام 2001 وحققت صدى واسعا واحتفى بها السوريون كأول جريدة مستقلة تصدر في سوريا منذ العام 1963.

    ويعتبر فرزات المعرض "فرصة للتواصل مع الشعب الذي أراهن على محبته"، ويرسمه في أجواء القمة العربية متألما جراء الحروب، بينما يكتفي أحد الزعماء بمطالبته بالهدوء لكي لا يؤثر على اجتماع القمة.

    الإعلام المرئي
    وينشر فرزات رسوماته حاليا ضمن مشروع تبنته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بتحويلها إلى رسومات متحركة، وذلك بعد أن كان قد تعاون مع التلفزيون القطري لإحياء مقاومة تلوث الهواء والفضلات التجارية عام 1984. المواطن العربي الذي يأبى مغادرة سجنه(الجزيرة نت)



    وتعالج رسوماته مسائل البيئة وقضايا اجتماعية كالزواج المبكر وتشغيل الأطفال والعولمة، وتنشر في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع صحيفة غارديان البريطانية.

    يذكر أن الفنان فرزات يرسم في جريدة الوطن الكويتية وفي أهم الصحف العالمية مثل لوموند الفرنسية وغارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأميركية.

    وهو من مواليد 1951، وحصد جوائز عالمية كأفضل رسام كاريكاتير في العالم، ومنح عام 2002 جائزة الأمير كلاوس التي يعتبرها أهم جائزة تسلمها "لخصوصيتها فهي تمنح في الوقت ذاته لأفضل عشرة أشخاص في مجالات إبداعية مختلفة".

    المصدر
    http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=1087151
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    رسوم محظورة عربيا في معرض الفنان علي فرزاتإحدى لوحات فرزات تصور زعيما يطالب المواطن بكتم آلامه من الحروب كي لا يؤثر على أعمال القمة (الجزيرة نت)


    نغم ناصر-اللاذقية

    يصور رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات الحياة الإنسانية بأوجه عدة تهدف لتوفير مساحة واسعة من الحرية والديمقراطية للمواطن العربي "الذي يأبى مغادرة سجنه" حسب تعبير فرزات نفسه الذي يقيم معرضا فنيا يحوي 75 لوحة ضمن مهرجان الكوميديا المسرحي في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا.

    ويصر الفنان فرزات ذو الانتشار العالمي على أن يرسم بريشة تعبر عن شخصيته، ويرفض أن يتخلى عن مبادئه رغم الحظر الذي طال فنه جراء بعض لوحاته التي تسببت بإشكالات في سوريا منعته من الرسم في صحفها.

    لوحة الجنرال
    كما امتد حظر لوحاته -التي يشارك بها في المعرض- إلى دول عربية أخرى، وأثارت لوحة "الجنرال" استياء بعض الأنظمة حيث تصور جنرالا يطعم المواطن العربي الجائع أوسمة.
    لوحة "الجنرال" أثارت استياء حكومات وتسببت بحظر فرزات من دخول دول عدة
    (الجزيرة نت)


    وتسببت اللوحة بمنعه من دخول ليبيا والعراق والأردن، وكانت عُمان آخر دولة يمنع منها في الشهر الحالي "عندما منعت من دخولها كمشارك في لجنة التحكيم في مهرجان للكاريكاتير"، حسب تعبيره.

    ويقول فرزات إنه يرسم الممارسات دون تصاوير شخصية أو أسماء وصفات "وعلى الرغم من ذلك يتحسس الدكتاتوريون والفاسدون رؤوسهم".

    ويضيف لوحاتي ليست أسيرة زمان ومكان محددين ولكنها تصلح لكل زمان ومكان، على حد وصفه.

    أصداء المعرض
    ورحب السوريون بمعرض فرزات الحالي حاملين في أذهانهم (جريدة) الدومري التي منعت من الصدور في 2003 ولكنها لا تزال تصدر في أذهان الناس، حسب تعبيره. وهي الجريدة الساخرة التي أصدرها الفنان عام 2001 وحققت صدى واسعا واحتفى بها السوريون كأول جريدة مستقلة تصدر في سوريا منذ العام 1963.

    ويعتبر فرزات المعرض "فرصة للتواصل مع الشعب الذي أراهن على محبته"، ويرسمه في أجواء القمة العربية متألما جراء الحروب، بينما يكتفي أحد الزعماء بمطالبته بالهدوء لكي لا يؤثر على اجتماع القمة.

    الإعلام المرئي
    وينشر فرزات رسوماته حاليا ضمن مشروع تبنته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بتحويلها إلى رسومات متحركة، وذلك بعد أن كان قد تعاون مع التلفزيون القطري لإحياء مقاومة تلوث الهواء والفضلات التجارية عام 1984. المواطن العربي الذي يأبى مغادرة سجنه(الجزيرة نت)



    وتعالج رسوماته مسائل البيئة وقضايا اجتماعية كالزواج المبكر وتشغيل الأطفال والعولمة، وتنشر في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع صحيفة غارديان البريطانية.

    يذكر أن الفنان فرزات يرسم في جريدة الوطن الكويتية وفي أهم الصحف العالمية مثل لوموند الفرنسية وغارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأميركية.

    وهو من مواليد 1951، وحصد جوائز عالمية كأفضل رسام كاريكاتير في العالم، ومنح عام 2002 جائزة الأمير كلاوس التي يعتبرها أهم جائزة تسلمها "لخصوصيتها فهي تمنح في الوقت ذاته لأفضل عشرة أشخاص في مجالات إبداعية مختلفة".

    المصدر
    http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=1087151
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات


    علي فرزات: قتلت الشرطي في رأسي ورسمت
    وحيد تاجا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيفنان الكاريكاتير علي فرزاتيرى رسام الكاريكاتير السوري الشهير "علي فرزات" أن اللوحة الكاريكاتيرية أصبحت تحمل قيمة اللوحة الفنية التشكيلية، ومن ثم أصبح لها صفة الخلود. ولكن الرسم الكاريكاتيري لفرزات يتجاوز القيمة الفنية ليحمل أبعادا اجتماعية وسياسية، بل ورؤية للكون والحياة، وفي حواره مع "إسلام أون لاين.نت" يؤكد أن الكاريكاتير -من وجهة نظره- لا يمثل مدرسة الفن من أجل الفن؛ لأن الكاريكاتير يلعب دورا تنفيسيا عندما يلامس المشكلة من الخارج فقط، أما الكاريكاتير التحريضي فهو الذي يضع عبوة ناسفة في جذور المشكلة.
    ويرى فرزات أن استخدام الفنان الدائم للرمز قد يسبب إرباكا للفنان الذي يضطر لأن يبحث له باستمرار عن موقع إخراجي؛ ولذا جاءت أعماله الفنية "منولوج" بين العمل والمتلقي نفسه، فرسوماته حوار مستمر بين شرائح اجتماعية مختلفة، مثل العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، لكن أبرز ما طرحه فرزات في حواره أنه كفنان قتل الشرطي أو الرقيب القابع في رأسه وأخرج فنه للناس.
    نص الحوار
    التناقضات..
    شاهد:
    * ما هي أهم المؤثرات التي دفعتك باتجاه فن الكاريكاتير؟
    - رسام الكاريكاتير لم يأت من الفضاء، فهو ابن بيئته، وكل ما حوله يزوده بمقومات اللوحة الكاريكاتيرية، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، والوطن العربي في حد ذاته هو لوحة كاريكاتيرية تمتد من المحيط إلى الخليج، فالإنسان على أرض هذا الوطن يعيش تناقضات اجتماعية، وسياسية، وسلوكية؛ وحتى هذه لا تنتمي إلى مكان أو زمان معين، فلها امتدادات تاريخية، وغالبا ما تستمر مستقبليا كذلك إذا بقيت الأمور كما هي.
    فبدءا من السلوك وعلى مستوى العائلة نجد مثلا أن الأم تطلب من ابنها التحلي بسلوك الفضيلة، بينما نجد الأب يطالب ابنه أن يصرف زائرا غير مرغوب فيه، ويقول له: إنه غير موجود (أي الوالد)، المسألة تبدو هنا غاية في البساطة، ولكنها تحمل في طياتها أبعادا كثيرة في نفس الطفل الذي يقع في تناقض أخلاقي يحمله معه إلى المستقبل، ويمارسه فيما بعد بطرق مختلفة، وهكذا نرى الفرد الذي ربما يصبح في يوم من الأيام مسئولا سياسيا أو اجتماعيا، في رأيك ماذا سيصدر عن هذا الإنسان الذي شوهته التناقضات منذ طفولته؟
    مثال آخر ذلك الإنسان الذي يرفع شعار الحفاظ على البيئة، ونحن لم نسمع حتى الآن بأن حيوانا ثقب طبقة الأوزون، وبصراحة لم نشاهد مجموعة من الذئاب أو الضباع شنت حروبا أعنف وأشرس من تلك التي شنها الإنسان وأباد فيها الشعوب، يأتي ويخترع الديناميت، ومن ثم يعمل جائزة "نوبل للسلام"!!
    ولعل أوضح مثال على التناقضات التي يعيشها الإنسان العربي تلك الشعارات التي تطرح في كل مرحلة، فما كان خيانة بالأمس أصبح أكثر الشعارات وطنية في مرحلة لاحقة، والأمثلة كثيرة ومعروفة لدى القارئ، هذه المفارقات لا يمكن أن يلتقطها أو يعبر عنها إلا فنان الكاريكاتير بحكم تكوينه، أو دقة ملاحظته ووعيه وثقافته، وهي كافية؛ لأن تشكل له ذخيرة لا تنضب.
    * متى نشرت أول رسم كاريكاتيري في الصحف؟
    - إن أول رسم لي استقيته من دهّان أتى ليطلي جدران منزل العائلة، وكان يتلهى أثناء فرصة غدائه برسم صور بشرية على الحائط بقلم خشبي، وقد انتزعتني تلك الوجوه من حالة ساكنة في داخلي إلى حالة فاعلة مشرقة، حيث كنت أحمل الفحم من المنقل لأكرر تلك الرسوم على جدران الحي، أو على معاملات الناس التي كان أبي يحملها معه إلى المنزل.
    أما أول رسم ظهر لي على الصحف فكان في المرحلة الإعدادية، وعمري لا يتجاوز الرابعة عشرة، يومها أرسلت إحدى الرسوم إلى (صحيفة الأيام)، والتي كانت تصدر في دمشق في أوائل الستينيات، وكانت الرسمة تتناول بالتعليق على اتفاقية (1 نيسان) والانسحاب الفرنسي من الجزائر، فنشرتها الجريدة، وفوجئت عندما أرسل لي رئيس التحرير (نصوح بابيل) رسالة يدعوني فيها إلى مقابلته من أجل بحث إمكانية التعاون في مجال الكاريكاتير، ولم أذهب يومها خشية أن يسألني أين أبوك، ويظن أنني ابن الرسام ولست هو شخصيا، لكن هذه الواقعة شجعتني كثيرا على مواصلة الرسم في هذا الاتجاه.
    وبعد حصولي على البكالوريا سافرت إلى دمشق للعمل في الصحافة والانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، ولم أستطع يومها أن أعمل بسهولة، وبقيت عدة أشهر أسكن مع صديق في غرفة صغيرة؛ فيها سرير واحد، وكان صديقي ينام في الليل، وأنام أنا في النهار، وقد أفادتني هذه التجربة كثيرا في حياتي العملية فيما بعد، والطريف أنني عندما كنت أذهب لبعض المجلات لمقابلة رؤساء التحرير كي أعرض عليهم رسوماتي، كان البواب هو الذي يحسم الأمر ويقرر رفضي دائما.
    وأذكر أنني ذهبت ذات مرة إلى مجلة "الجندي" فقابلني البواب، وطلب رؤية رسوماتي، وبعد أن أخذهم وقلبهم قال: رسوماتك حلوة، لكنني لم أفهم منها شيئا، وأضاف: "بصراحة يوجد لدينا رسام، ولسنا بحاجة إلى رسام آخر، يمكنك أن تبحث عن عمل في محل آخر أو دكانة ثانية.. هذه الحادثة جعلتني كلما أمر بجانب جريدة أو مجلة أو دائرة حكومية فأرى شخصا قرب الباب ينتابني شعور أنه الوزير أو المدير أو رئيس التحرير.
    الكاريكاتير= المبالغة
    * ما هو مفهوم الكاريكاتير من الناحية الشكلية والفنية؟
    - الكاريكاتير عبارة مشتقة من اللاتينية وهي (كاريكيرة) أي المبالغة، ومن هنا جاءت تسمية الكاريكاتير فيما بعد على أساس أن المبالغة هي المقياس الأساسي لفن الكاريكاتير؛ لذلك نلاحظ أحيانا أن هناك رسومات كثيرة تعتمد فقط على الناحية الشكلية بالرسم، كرسم الوجوه مثلا بشكل كاريكاتيري لا يوجد فكرة وإنما رسم شكلي فقط لإنسان معين، يكون شكله فيها طويل الأنف، أو عريض الوجه... إلخ
    الكاريكاتير يحاول تضخيم الأشياء الظاهرة، أو العيوب البارزة، ويبالغ فيها... وفيما بعد تطور مفهوم الكاريكاتير ليشمل المبالغة بالشكل والمضمون أيضا.
    وللكاريكاتير جذوره الفنية التي تتداخل فيها القضايا السلوكية والنفسية مع المشاهدات الواقعية، فهناك مزج بين الواقع الذي يعيشه الإنسان، والحالة النفسية التي يشعر من خلالها بهذه الوقائع ويفسرها بالطريقة التي يراها مناسبة.
    * هل نستطيع القول إن فن الكاريكاتير هو أحد فروع الفن التشكيلي أو على الأحرى هل يمكن اعتباره فنا أكاديميا؟ بمعنى: هل يكفي إذا تعلم أحدنا الرسم أن يصبح رساما كاريكاتيريا؟ أم أن هناك مواصفات لابد لفنان الكاريكاتير أن يتمتع بها؟
    - الكاريكاتير لا ينفصل عن الفن التشكيلي بشكل عام، بعكس اعتقاد البعض ألا علاقة له بالفن التشكيلي، وفن اللوحة، والمدارس الموجودة بالفن (الواقعية، والتعبيرية، والانطباعية)، فالكاريكاتير مشتق من المدرسة التعبيرية، وهو أحد المذاهب المعروفة في الفن التشكيلي، ومن المعروف أن فن الأسلوب التعبيري نفسه يسمح بشيء من المبالغة، وبالمناسبة فإن المدرسة التعبيرية هي مدرسة مبالغ فيها نسبة لبقية الفنون والمذاهب، والكاريكاتير مشتق من التعبيرية ومبالغ فيه بشكل مضاعف.
    ويلاحظ هذا مثلا في لوحة الفنان (غويا) عندما رسم لوحته المشهورة للعائلة المالكة في إسبانيا، فقد كانت ملامح الوجوه تحوي الكثير من المبالغة، وتجسد حالة الغباء اللامتناهي، وكانت تضم أيضا الكثير من النياشين والزخارف، وعندما اكتشفت العائلة المالكة هذه المعاني من خلال أشخاص آخرين لوحق (غويا) وطرد.
    بالنسبة للشق الثاني من السؤال فلا يستطيع أي فنان أكاديمي طبعا أن يصبح رساما كاريكاتيريا، فرسام الكاريكاتير له طينة خاصة به.. وصفات خاصة، فمن الممكن أن يصبح الإنسان العادي رساما إذا درس قواعد الرسم.. ولكن ليس بالضرورة أن يصبح فنانا.. إذ إن المعنى هنا أعمق، ولكن لا بد للفنان الكاريكاتيري أن يعرف الرسم الأكاديمي حتى يستطيع أن يتقن الحركة، كالتشريح الصحيح للجسم؛ وهذه تعتبر أبجدية لفنان الكاريكاتير، إذ لا يستطيع فنان الكاريكاتير عمل لوحة مقنعة لإنسان مثلا من خلال حركته وتعبيراته إلا إذا أتقن معرفة فيسيولوجية الوجه، وحركة الجسم...
    لنفرض مثلا أنني أريد رسم ملامح لشخصية معينة فيها بعد اجتماعي معين.. إنسان ذكي أو مسئول... أو... إلخ، كيف يمكنني أن أوصل للقارئ الحالة الاجتماعية التي بذهني إذا لم أكن أعرف أبجديات الرسم وقواعده؟ فالشكل الفني للوحة يساعد على توصيل الفكرة والمضمون بشكل صحيح.
    أما إذا كان هناك تناقض ما بين الفكرة والشكل فلا يمكن أن يكون هناك توصيل صحيح أبدا، ولربما تنقلب الآية والمقصود.
    العرب.. والكاريكاتير
    * الكاريكاتير في الوطن العربي قياسا بالكاريكاتير في العالم.. أين يمكننا أن نصنفه من حيث الطرح.. المضمون.. الشكل؟
    - للكاريكاتير في الوطن العربي جذوره التي تمتد في عمق التاريخ، إلا أنه كباقي الفنون يحتاج دائما إلى ثقافة ووعي، إضافة إلى التقنيات العلمية التي ينفذ بها، كالأدوات الفنية أو التقنية أو حتى الطباعية، وهو ما زال في هذه النواحي متخلفا بعض الشيء.
    فكما هي العادة أننا نصدر للخارج الخامات والتراث... وما تحتويه هذه الكلمة من مضامين، ونستوردها مرة أخرى من الخارج ضمن قوالب أسلوبية وتقنية، حتى مضامين فكرية، ونبدأ في مسألة التقليد المصنع لأفكارنا المصورة، حتى إننا أصبحنا كمن يصدر رءوسا بشرية لتفرغ من الداخل، وتعبأ من جديد بعقول ببغائية، ونطلق على أنفسنا بعد ذلك صفات متعددة من الإبداعات والابتكارات، على أننا لم نأت بشيء ذي صلة بوعينا وبما صدرناه بالأصل، وأصبحنا مثل الزجاجات الفارغة التي يمكن أن تعبأ بمختلف المواد، وليس لنا حتى صفة مستقلة.
    طبعا في كل الأحوال لابد من الاستثناءات حتى نكون عادلين، لكن هذه الاستثناءات لا تشكل قاعدة عامة، وهذا ما ينطبق على كل شيء بدءا من الحذاء وانتهاء بالفكر، فعندما نجد في كل أنحاء العالم مجموعة من كبيرة من رسامي الكاريكاتير تمتاز بالنوعية، وهي من ناحية الكم لا يستهان بها أبدًا، وفي المقابل لا نجد في وطننا العربي إلا الكم الكبير والنوعية السيئة، ففي كل معرض أو مهرجان يقام تفاجأ أن عدد المشاركين من الدول العربية لا يتجاوز الشخصين أو الثلاثة في أحسن الأحوال، بينما نلاحظ أنه ومن دولة واحدة فقط يشارك ما لا يقل عن عشرة فنانين، وهذا بعد الغربلة.
    ويدل هذا على أن هناك مجموعة من الرسامين المنفذين فقط، ليس لهم صفة المبادرة في اختيار الموضوعات وطرحها من خلال الصحف والمجلات، بينما يتمتع الكاريكاتير في الدول الغربية بنسبة كبيرة من الحرية والديمقراطية في طرح الموضوعات المختلفة، لكننا لا نرى الشيء نفسه في وطننا العربي.
    وفي اعتقادي أن كل الأمور الحياتية التي يعيشها أي مواطن بدا من ممارسته الأعمال الدنيوية، وانتهاء بممارسة الفكر مترابطة حضاريا، ويمر بها خيط يصلها جميعا ببعضها البعض، فلا يتم شيء على حساب شيء آخر، فعندما يكون هناك علماء ومفكرون، وحضارة فكرية وفنية واسعة، فإننا نستنتج بالمنطق أن نظام السير في ذلك البلد لا بد أن يكون سليما.
    في الوطن العربي تجد من يضاهي كبار المفكرين والمبدعين بقدراته الذهنية وإبداعاته، إلا أن هناك مئات الحواجز التي تعيقه عن ممارسة إبداعه وعطاءاته، هذا إذا لم يتهم بالخروج عن القيم والتقاليد الاجتماعية المختلفة التي خرج منها ليطرح البديل الأفضل، وغالبا ما ينكفئ على ذاته أو يحزم حقائبه ويتجه إلى الأرض التي تساعده على تطوره.
    الخروج من الوطن يكون أحيانا بشكل مجازي، وهو أن يبحث الفنان عن قنوات عالمية تنقذه من ضائقة المحلية، سواء أكان ذلك بإقامة المعارض بالخارج، أو لفت نظر الصحف العالمية بما يقوم به من أعمال خارجة عن المألوف المتبع لدى الكثير من الفنانين، وبالتالي فإن كل فنان حقيقي نشأ من بيئة ووسط اجتماعي معين، ثم حافظ على التزامه تجاه بيئته تلك، فسيجد نفسه منطلقا من المحلية إلى العالمية، بحيث تصبح همومه البيئية هموما عالمية تلامس عقول ومشاعر الناس في كل مكان من أنحاء العالم.
    الترميز.. المباشرة
    * هل الكاريكاتير الناجح هو ذلك الذي يعتمد على الرمز أم المباشرة؟
    - عندما يلجأ الكاريكاتير إلى الرمز فلا بد أن هناك أسبابا وراء ذلك، هذه الأسباب لها الصفة الإيجابية في موقع ما، وأيضا لها الصفة السلبية في موقع آخر، فمثلا في بلد متقدم يستخدم رسام الكاريكاتير فيه الرمز، فهذا من دواعي التقدم الفكري، والبعد الذهني لدى الرسام والمتلقي.
    وعندما يستعمل الفنان الرمز في الدول التي تقمع الفكر وتخشاه، فإن ذلك لتمرير بعض القضايا التي لا يستطيع تمريرها بشكل ظاهر، صحيح أن المتلقي في هذه الدول ليس على نفس الدرجة من الوعي والقدرة على التعامل مع الرموز، ولكن استمرار الوضع يخلق عنده نوعا من القدرة على قراءة الرمز الذي يعنيه الرسام أو ذاك بالتحديد.
    ويلعب الرمز كلمة السر بين الرسام والمتلقي، وفي كلتا الحالتين يكون الرمز في الكاريكاتير هو السيد دائما، والذي يصبح فيما بعد أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه من الطرفين؛ لأن في ذلك تقديرا واحتراما كبيرين من الرسام يقوم بهما تجاه عقل القارئ في إعطائه فرصة للبحث في العلاقات والرموز، ولا أقصد هنا الطلاسم وقراءتها والاستمتاع بالاكتشاف.
    * عرف فن الكاريكاتير بأنه فن ساخر، فهل نستطيع القول إن هدفه الإضحاك فقط أم أن هناك أشياء أعمق من هذا؟
    - المعروف أن السخرية من شيء ليس مقصود بها دائما الإضحاك، فهناك السخرية المرة، وهناك السخرية السوداء، وهنالك السخرية من أجل الإضحاك. لكن رسام الكاريكاتير الملتزم بهموم الناس، لا يعقل أن يجعل هدفه الإضحاك من أجل الإضحاك الذي يكون وسيلة وليس غاية، وهو جسر يصل القارئ ما بين الضحكة والألم أحيانا، وباعتبار أننا نعيش على جزء من العالم تصادفنا الابتسامات فيه مصادفة، فلا يمكنني - بالطبع - أن أتفرغ لمسألة الضحك فالمجازر، والمذابح، والقمع، والإرهاب التي تمارس فوق أرض هذا الوطن لا يمكنها أن تضحكنا. ويمكن القول إن الكاريكاتير يلعب دورا تنفيسيا عندما يلامس المشكلة من الخارج فقط، أما الكاريكاتير التحريضي فهو الذي يضع عبوة ناسفة في جذور المشكلة.
    الكراسي.. والمراثي
    * تتمحور معظم أعمالك حول ثلاثية: (القمع - الخطابات - الكرسي)؟
    - هذا هو الهرم الذي يشكل السياسة الأساسية في حياتنا، فقد زرع التاريخ الكبير للقمع في هذه المنطقة شرطيا في رأس كل مواطن، لكنني قررت أن أقتل هذا الشرطي في رأسي وأرسم، أما مسألة الخطابات فتاريخنا العربي النضالي كله شعر ومعلقات وخطابات، وإلا ما الذي أوصلنا إلى هنا إلا الكلام الكثير والفعل القليل؛ فأنا أنتقد أن يكون الكلام على حساب الفعل، ورسوماتي تخاطب هموم الإنسان وقضاياه بشكل عام؛ لأن الإنسان.. إنسان أينما كان وفي كل زمان ومكان، وأنا مصمم على التركيز في أعمالي على الظلم.. والقمع.. والبيئة.. والخير.. والجوع.. والفقر.. تلك الأشياء التي تستطيع أن تستنبط من خلالها مفردات وعلاقات إنسانية، وهذه العلاقات ليس لها مكان أو زمان، وبالنتيجة نحن نبحث عن حل فيه شيء من الحب، وشيء من المحبة بين الناس من خلال رفضنا للأشكال الأخرى الظالمة التي تمارس ضد الإنسان وضد الإنسانية بشكل فاضح.
    * يلجأ بعض رسامي الكاريكاتير إلى استخدام رمز لشخصية مميزة في أعمالهم مثل "حنظلة" ناجي العلي، ما رأيك؟
    - حياتنا مليئة بالرموز، وكل إنسان منا أصبح رمزا في هذه الحياة فما معنى أن تضيف رمزا آخر، وبرأيي أن فكرة العمل في حد ذاتها تحمل قيمة الرمز الذي تحمله هذه الشخصية، ومن الناحية الشكلية فإن الرمز الدائم قد يسبب إرباكا للفنان الذي يضطر لأن يبحث له باستمرار عن موقع إخراجي، وبالتالي سوف يأخذ من فكرته الأساسية ويشتته، وقد يكون هذا الاستخدام حلا في اللوحة التي تحتوي على عبارات، فهذا يقول كذا، والرمز يقول عبارة مناقضة حتى يحصل المونولوج، ولكن في أعمالي فإن المونولوج بين العمل والمتلقي نفسه.
    ورسوماتي حوار مستمر بين شرائح اجتماعية مختلفة، مثل العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، وبالتالي فإن حوار الشرائح الاجتماعية المرمز لا يحتمل أن يتضمن شاهد رمز، كحنظلة عند الرسام الراحل ناجي العلي.
    * ما الذي دفعك مؤخرا إلى استخدام الألوان في أعمالك؟
    - راودتني فكرة الرسم بالألوان منذ سنوات عديدة، فاستخدام اللون في اللوحة الكاريكاتيرية يمثل لي تحديا يوميا؛ لأن لكل لون عدة احتمالات وتفسيرات ترتبط بالحالات الإنسانية المختلفة، وقد بقيت مترددا فترة طويلة عن الخوض في هذه التجربة خوفا ألا أستطيع الوصول باللون إلى نفس المستوى من إيقاع الأسود والأبيض في اللوحة، مما سيقلل من أهميتها في أذهان الناس، وبقيت أعمل أكثر من سنتين كي أصل إلى عجينة من الألوان تحمل قيمة تعبيرية تخدم فكرة الموضوع، ولا تبقى مجرد تزيين أو تجميل، وقد سررت جدا من النتيجة؛ لأن المتلقي تفاعل مع هذه الأعمال وعلقها في بيته، وأصبحت اللوحة الكاريكاتيرية تحمل قيمة اللوحة الفنية التشكيلية؛ أي أصبح لها صفة الخلود.
    كاتب سوري
    Read more:http://www.islamonline.net/servlet/S...#ixzz0fOFfy1mT


    المصدر:
    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1213871636930&pagename= Zone-Arabic-ArtCulture/ACALayout
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات


    علي فرزات: قتلت الشرطي في رأسي ورسمت
    وحيد تاجا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيفنان الكاريكاتير علي فرزاتيرى رسام الكاريكاتير السوري الشهير "علي فرزات" أن اللوحة الكاريكاتيرية أصبحت تحمل قيمة اللوحة الفنية التشكيلية، ومن ثم أصبح لها صفة الخلود. ولكن الرسم الكاريكاتيري لفرزات يتجاوز القيمة الفنية ليحمل أبعادا اجتماعية وسياسية، بل ورؤية للكون والحياة، وفي حواره مع "إسلام أون لاين.نت" يؤكد أن الكاريكاتير -من وجهة نظره- لا يمثل مدرسة الفن من أجل الفن؛ لأن الكاريكاتير يلعب دورا تنفيسيا عندما يلامس المشكلة من الخارج فقط، أما الكاريكاتير التحريضي فهو الذي يضع عبوة ناسفة في جذور المشكلة.
    ويرى فرزات أن استخدام الفنان الدائم للرمز قد يسبب إرباكا للفنان الذي يضطر لأن يبحث له باستمرار عن موقع إخراجي؛ ولذا جاءت أعماله الفنية "منولوج" بين العمل والمتلقي نفسه، فرسوماته حوار مستمر بين شرائح اجتماعية مختلفة، مثل العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، لكن أبرز ما طرحه فرزات في حواره أنه كفنان قتل الشرطي أو الرقيب القابع في رأسه وأخرج فنه للناس.
    نص الحوار
    التناقضات..
    شاهد:
    * ما هي أهم المؤثرات التي دفعتك باتجاه فن الكاريكاتير؟
    - رسام الكاريكاتير لم يأت من الفضاء، فهو ابن بيئته، وكل ما حوله يزوده بمقومات اللوحة الكاريكاتيرية، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، والوطن العربي في حد ذاته هو لوحة كاريكاتيرية تمتد من المحيط إلى الخليج، فالإنسان على أرض هذا الوطن يعيش تناقضات اجتماعية، وسياسية، وسلوكية؛ وحتى هذه لا تنتمي إلى مكان أو زمان معين، فلها امتدادات تاريخية، وغالبا ما تستمر مستقبليا كذلك إذا بقيت الأمور كما هي.
    فبدءا من السلوك وعلى مستوى العائلة نجد مثلا أن الأم تطلب من ابنها التحلي بسلوك الفضيلة، بينما نجد الأب يطالب ابنه أن يصرف زائرا غير مرغوب فيه، ويقول له: إنه غير موجود (أي الوالد)، المسألة تبدو هنا غاية في البساطة، ولكنها تحمل في طياتها أبعادا كثيرة في نفس الطفل الذي يقع في تناقض أخلاقي يحمله معه إلى المستقبل، ويمارسه فيما بعد بطرق مختلفة، وهكذا نرى الفرد الذي ربما يصبح في يوم من الأيام مسئولا سياسيا أو اجتماعيا، في رأيك ماذا سيصدر عن هذا الإنسان الذي شوهته التناقضات منذ طفولته؟
    مثال آخر ذلك الإنسان الذي يرفع شعار الحفاظ على البيئة، ونحن لم نسمع حتى الآن بأن حيوانا ثقب طبقة الأوزون، وبصراحة لم نشاهد مجموعة من الذئاب أو الضباع شنت حروبا أعنف وأشرس من تلك التي شنها الإنسان وأباد فيها الشعوب، يأتي ويخترع الديناميت، ومن ثم يعمل جائزة "نوبل للسلام"!!
    ولعل أوضح مثال على التناقضات التي يعيشها الإنسان العربي تلك الشعارات التي تطرح في كل مرحلة، فما كان خيانة بالأمس أصبح أكثر الشعارات وطنية في مرحلة لاحقة، والأمثلة كثيرة ومعروفة لدى القارئ، هذه المفارقات لا يمكن أن يلتقطها أو يعبر عنها إلا فنان الكاريكاتير بحكم تكوينه، أو دقة ملاحظته ووعيه وثقافته، وهي كافية؛ لأن تشكل له ذخيرة لا تنضب.
    * متى نشرت أول رسم كاريكاتيري في الصحف؟
    - إن أول رسم لي استقيته من دهّان أتى ليطلي جدران منزل العائلة، وكان يتلهى أثناء فرصة غدائه برسم صور بشرية على الحائط بقلم خشبي، وقد انتزعتني تلك الوجوه من حالة ساكنة في داخلي إلى حالة فاعلة مشرقة، حيث كنت أحمل الفحم من المنقل لأكرر تلك الرسوم على جدران الحي، أو على معاملات الناس التي كان أبي يحملها معه إلى المنزل.
    أما أول رسم ظهر لي على الصحف فكان في المرحلة الإعدادية، وعمري لا يتجاوز الرابعة عشرة، يومها أرسلت إحدى الرسوم إلى (صحيفة الأيام)، والتي كانت تصدر في دمشق في أوائل الستينيات، وكانت الرسمة تتناول بالتعليق على اتفاقية (1 نيسان) والانسحاب الفرنسي من الجزائر، فنشرتها الجريدة، وفوجئت عندما أرسل لي رئيس التحرير (نصوح بابيل) رسالة يدعوني فيها إلى مقابلته من أجل بحث إمكانية التعاون في مجال الكاريكاتير، ولم أذهب يومها خشية أن يسألني أين أبوك، ويظن أنني ابن الرسام ولست هو شخصيا، لكن هذه الواقعة شجعتني كثيرا على مواصلة الرسم في هذا الاتجاه.
    وبعد حصولي على البكالوريا سافرت إلى دمشق للعمل في الصحافة والانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، ولم أستطع يومها أن أعمل بسهولة، وبقيت عدة أشهر أسكن مع صديق في غرفة صغيرة؛ فيها سرير واحد، وكان صديقي ينام في الليل، وأنام أنا في النهار، وقد أفادتني هذه التجربة كثيرا في حياتي العملية فيما بعد، والطريف أنني عندما كنت أذهب لبعض المجلات لمقابلة رؤساء التحرير كي أعرض عليهم رسوماتي، كان البواب هو الذي يحسم الأمر ويقرر رفضي دائما.
    وأذكر أنني ذهبت ذات مرة إلى مجلة "الجندي" فقابلني البواب، وطلب رؤية رسوماتي، وبعد أن أخذهم وقلبهم قال: رسوماتك حلوة، لكنني لم أفهم منها شيئا، وأضاف: "بصراحة يوجد لدينا رسام، ولسنا بحاجة إلى رسام آخر، يمكنك أن تبحث عن عمل في محل آخر أو دكانة ثانية.. هذه الحادثة جعلتني كلما أمر بجانب جريدة أو مجلة أو دائرة حكومية فأرى شخصا قرب الباب ينتابني شعور أنه الوزير أو المدير أو رئيس التحرير.
    الكاريكاتير= المبالغة
    * ما هو مفهوم الكاريكاتير من الناحية الشكلية والفنية؟
    - الكاريكاتير عبارة مشتقة من اللاتينية وهي (كاريكيرة) أي المبالغة، ومن هنا جاءت تسمية الكاريكاتير فيما بعد على أساس أن المبالغة هي المقياس الأساسي لفن الكاريكاتير؛ لذلك نلاحظ أحيانا أن هناك رسومات كثيرة تعتمد فقط على الناحية الشكلية بالرسم، كرسم الوجوه مثلا بشكل كاريكاتيري لا يوجد فكرة وإنما رسم شكلي فقط لإنسان معين، يكون شكله فيها طويل الأنف، أو عريض الوجه... إلخ
    الكاريكاتير يحاول تضخيم الأشياء الظاهرة، أو العيوب البارزة، ويبالغ فيها... وفيما بعد تطور مفهوم الكاريكاتير ليشمل المبالغة بالشكل والمضمون أيضا.
    وللكاريكاتير جذوره الفنية التي تتداخل فيها القضايا السلوكية والنفسية مع المشاهدات الواقعية، فهناك مزج بين الواقع الذي يعيشه الإنسان، والحالة النفسية التي يشعر من خلالها بهذه الوقائع ويفسرها بالطريقة التي يراها مناسبة.
    * هل نستطيع القول إن فن الكاريكاتير هو أحد فروع الفن التشكيلي أو على الأحرى هل يمكن اعتباره فنا أكاديميا؟ بمعنى: هل يكفي إذا تعلم أحدنا الرسم أن يصبح رساما كاريكاتيريا؟ أم أن هناك مواصفات لابد لفنان الكاريكاتير أن يتمتع بها؟
    - الكاريكاتير لا ينفصل عن الفن التشكيلي بشكل عام، بعكس اعتقاد البعض ألا علاقة له بالفن التشكيلي، وفن اللوحة، والمدارس الموجودة بالفن (الواقعية، والتعبيرية، والانطباعية)، فالكاريكاتير مشتق من المدرسة التعبيرية، وهو أحد المذاهب المعروفة في الفن التشكيلي، ومن المعروف أن فن الأسلوب التعبيري نفسه يسمح بشيء من المبالغة، وبالمناسبة فإن المدرسة التعبيرية هي مدرسة مبالغ فيها نسبة لبقية الفنون والمذاهب، والكاريكاتير مشتق من التعبيرية ومبالغ فيه بشكل مضاعف.
    ويلاحظ هذا مثلا في لوحة الفنان (غويا) عندما رسم لوحته المشهورة للعائلة المالكة في إسبانيا، فقد كانت ملامح الوجوه تحوي الكثير من المبالغة، وتجسد حالة الغباء اللامتناهي، وكانت تضم أيضا الكثير من النياشين والزخارف، وعندما اكتشفت العائلة المالكة هذه المعاني من خلال أشخاص آخرين لوحق (غويا) وطرد.
    بالنسبة للشق الثاني من السؤال فلا يستطيع أي فنان أكاديمي طبعا أن يصبح رساما كاريكاتيريا، فرسام الكاريكاتير له طينة خاصة به.. وصفات خاصة، فمن الممكن أن يصبح الإنسان العادي رساما إذا درس قواعد الرسم.. ولكن ليس بالضرورة أن يصبح فنانا.. إذ إن المعنى هنا أعمق، ولكن لا بد للفنان الكاريكاتيري أن يعرف الرسم الأكاديمي حتى يستطيع أن يتقن الحركة، كالتشريح الصحيح للجسم؛ وهذه تعتبر أبجدية لفنان الكاريكاتير، إذ لا يستطيع فنان الكاريكاتير عمل لوحة مقنعة لإنسان مثلا من خلال حركته وتعبيراته إلا إذا أتقن معرفة فيسيولوجية الوجه، وحركة الجسم...
    لنفرض مثلا أنني أريد رسم ملامح لشخصية معينة فيها بعد اجتماعي معين.. إنسان ذكي أو مسئول... أو... إلخ، كيف يمكنني أن أوصل للقارئ الحالة الاجتماعية التي بذهني إذا لم أكن أعرف أبجديات الرسم وقواعده؟ فالشكل الفني للوحة يساعد على توصيل الفكرة والمضمون بشكل صحيح.
    أما إذا كان هناك تناقض ما بين الفكرة والشكل فلا يمكن أن يكون هناك توصيل صحيح أبدا، ولربما تنقلب الآية والمقصود.
    العرب.. والكاريكاتير
    * الكاريكاتير في الوطن العربي قياسا بالكاريكاتير في العالم.. أين يمكننا أن نصنفه من حيث الطرح.. المضمون.. الشكل؟
    - للكاريكاتير في الوطن العربي جذوره التي تمتد في عمق التاريخ، إلا أنه كباقي الفنون يحتاج دائما إلى ثقافة ووعي، إضافة إلى التقنيات العلمية التي ينفذ بها، كالأدوات الفنية أو التقنية أو حتى الطباعية، وهو ما زال في هذه النواحي متخلفا بعض الشيء.
    فكما هي العادة أننا نصدر للخارج الخامات والتراث... وما تحتويه هذه الكلمة من مضامين، ونستوردها مرة أخرى من الخارج ضمن قوالب أسلوبية وتقنية، حتى مضامين فكرية، ونبدأ في مسألة التقليد المصنع لأفكارنا المصورة، حتى إننا أصبحنا كمن يصدر رءوسا بشرية لتفرغ من الداخل، وتعبأ من جديد بعقول ببغائية، ونطلق على أنفسنا بعد ذلك صفات متعددة من الإبداعات والابتكارات، على أننا لم نأت بشيء ذي صلة بوعينا وبما صدرناه بالأصل، وأصبحنا مثل الزجاجات الفارغة التي يمكن أن تعبأ بمختلف المواد، وليس لنا حتى صفة مستقلة.
    طبعا في كل الأحوال لابد من الاستثناءات حتى نكون عادلين، لكن هذه الاستثناءات لا تشكل قاعدة عامة، وهذا ما ينطبق على كل شيء بدءا من الحذاء وانتهاء بالفكر، فعندما نجد في كل أنحاء العالم مجموعة من كبيرة من رسامي الكاريكاتير تمتاز بالنوعية، وهي من ناحية الكم لا يستهان بها أبدًا، وفي المقابل لا نجد في وطننا العربي إلا الكم الكبير والنوعية السيئة، ففي كل معرض أو مهرجان يقام تفاجأ أن عدد المشاركين من الدول العربية لا يتجاوز الشخصين أو الثلاثة في أحسن الأحوال، بينما نلاحظ أنه ومن دولة واحدة فقط يشارك ما لا يقل عن عشرة فنانين، وهذا بعد الغربلة.
    ويدل هذا على أن هناك مجموعة من الرسامين المنفذين فقط، ليس لهم صفة المبادرة في اختيار الموضوعات وطرحها من خلال الصحف والمجلات، بينما يتمتع الكاريكاتير في الدول الغربية بنسبة كبيرة من الحرية والديمقراطية في طرح الموضوعات المختلفة، لكننا لا نرى الشيء نفسه في وطننا العربي.
    وفي اعتقادي أن كل الأمور الحياتية التي يعيشها أي مواطن بدا من ممارسته الأعمال الدنيوية، وانتهاء بممارسة الفكر مترابطة حضاريا، ويمر بها خيط يصلها جميعا ببعضها البعض، فلا يتم شيء على حساب شيء آخر، فعندما يكون هناك علماء ومفكرون، وحضارة فكرية وفنية واسعة، فإننا نستنتج بالمنطق أن نظام السير في ذلك البلد لا بد أن يكون سليما.
    في الوطن العربي تجد من يضاهي كبار المفكرين والمبدعين بقدراته الذهنية وإبداعاته، إلا أن هناك مئات الحواجز التي تعيقه عن ممارسة إبداعه وعطاءاته، هذا إذا لم يتهم بالخروج عن القيم والتقاليد الاجتماعية المختلفة التي خرج منها ليطرح البديل الأفضل، وغالبا ما ينكفئ على ذاته أو يحزم حقائبه ويتجه إلى الأرض التي تساعده على تطوره.
    الخروج من الوطن يكون أحيانا بشكل مجازي، وهو أن يبحث الفنان عن قنوات عالمية تنقذه من ضائقة المحلية، سواء أكان ذلك بإقامة المعارض بالخارج، أو لفت نظر الصحف العالمية بما يقوم به من أعمال خارجة عن المألوف المتبع لدى الكثير من الفنانين، وبالتالي فإن كل فنان حقيقي نشأ من بيئة ووسط اجتماعي معين، ثم حافظ على التزامه تجاه بيئته تلك، فسيجد نفسه منطلقا من المحلية إلى العالمية، بحيث تصبح همومه البيئية هموما عالمية تلامس عقول ومشاعر الناس في كل مكان من أنحاء العالم.
    الترميز.. المباشرة
    * هل الكاريكاتير الناجح هو ذلك الذي يعتمد على الرمز أم المباشرة؟
    - عندما يلجأ الكاريكاتير إلى الرمز فلا بد أن هناك أسبابا وراء ذلك، هذه الأسباب لها الصفة الإيجابية في موقع ما، وأيضا لها الصفة السلبية في موقع آخر، فمثلا في بلد متقدم يستخدم رسام الكاريكاتير فيه الرمز، فهذا من دواعي التقدم الفكري، والبعد الذهني لدى الرسام والمتلقي.
    وعندما يستعمل الفنان الرمز في الدول التي تقمع الفكر وتخشاه، فإن ذلك لتمرير بعض القضايا التي لا يستطيع تمريرها بشكل ظاهر، صحيح أن المتلقي في هذه الدول ليس على نفس الدرجة من الوعي والقدرة على التعامل مع الرموز، ولكن استمرار الوضع يخلق عنده نوعا من القدرة على قراءة الرمز الذي يعنيه الرسام أو ذاك بالتحديد.
    ويلعب الرمز كلمة السر بين الرسام والمتلقي، وفي كلتا الحالتين يكون الرمز في الكاريكاتير هو السيد دائما، والذي يصبح فيما بعد أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه من الطرفين؛ لأن في ذلك تقديرا واحتراما كبيرين من الرسام يقوم بهما تجاه عقل القارئ في إعطائه فرصة للبحث في العلاقات والرموز، ولا أقصد هنا الطلاسم وقراءتها والاستمتاع بالاكتشاف.
    * عرف فن الكاريكاتير بأنه فن ساخر، فهل نستطيع القول إن هدفه الإضحاك فقط أم أن هناك أشياء أعمق من هذا؟
    - المعروف أن السخرية من شيء ليس مقصود بها دائما الإضحاك، فهناك السخرية المرة، وهناك السخرية السوداء، وهنالك السخرية من أجل الإضحاك. لكن رسام الكاريكاتير الملتزم بهموم الناس، لا يعقل أن يجعل هدفه الإضحاك من أجل الإضحاك الذي يكون وسيلة وليس غاية، وهو جسر يصل القارئ ما بين الضحكة والألم أحيانا، وباعتبار أننا نعيش على جزء من العالم تصادفنا الابتسامات فيه مصادفة، فلا يمكنني - بالطبع - أن أتفرغ لمسألة الضحك فالمجازر، والمذابح، والقمع، والإرهاب التي تمارس فوق أرض هذا الوطن لا يمكنها أن تضحكنا. ويمكن القول إن الكاريكاتير يلعب دورا تنفيسيا عندما يلامس المشكلة من الخارج فقط، أما الكاريكاتير التحريضي فهو الذي يضع عبوة ناسفة في جذور المشكلة.
    الكراسي.. والمراثي
    * تتمحور معظم أعمالك حول ثلاثية: (القمع - الخطابات - الكرسي)؟
    - هذا هو الهرم الذي يشكل السياسة الأساسية في حياتنا، فقد زرع التاريخ الكبير للقمع في هذه المنطقة شرطيا في رأس كل مواطن، لكنني قررت أن أقتل هذا الشرطي في رأسي وأرسم، أما مسألة الخطابات فتاريخنا العربي النضالي كله شعر ومعلقات وخطابات، وإلا ما الذي أوصلنا إلى هنا إلا الكلام الكثير والفعل القليل؛ فأنا أنتقد أن يكون الكلام على حساب الفعل، ورسوماتي تخاطب هموم الإنسان وقضاياه بشكل عام؛ لأن الإنسان.. إنسان أينما كان وفي كل زمان ومكان، وأنا مصمم على التركيز في أعمالي على الظلم.. والقمع.. والبيئة.. والخير.. والجوع.. والفقر.. تلك الأشياء التي تستطيع أن تستنبط من خلالها مفردات وعلاقات إنسانية، وهذه العلاقات ليس لها مكان أو زمان، وبالنتيجة نحن نبحث عن حل فيه شيء من الحب، وشيء من المحبة بين الناس من خلال رفضنا للأشكال الأخرى الظالمة التي تمارس ضد الإنسان وضد الإنسانية بشكل فاضح.
    * يلجأ بعض رسامي الكاريكاتير إلى استخدام رمز لشخصية مميزة في أعمالهم مثل "حنظلة" ناجي العلي، ما رأيك؟
    - حياتنا مليئة بالرموز، وكل إنسان منا أصبح رمزا في هذه الحياة فما معنى أن تضيف رمزا آخر، وبرأيي أن فكرة العمل في حد ذاتها تحمل قيمة الرمز الذي تحمله هذه الشخصية، ومن الناحية الشكلية فإن الرمز الدائم قد يسبب إرباكا للفنان الذي يضطر لأن يبحث له باستمرار عن موقع إخراجي، وبالتالي سوف يأخذ من فكرته الأساسية ويشتته، وقد يكون هذا الاستخدام حلا في اللوحة التي تحتوي على عبارات، فهذا يقول كذا، والرمز يقول عبارة مناقضة حتى يحصل المونولوج، ولكن في أعمالي فإن المونولوج بين العمل والمتلقي نفسه.
    ورسوماتي حوار مستمر بين شرائح اجتماعية مختلفة، مثل العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، وبالتالي فإن حوار الشرائح الاجتماعية المرمز لا يحتمل أن يتضمن شاهد رمز، كحنظلة عند الرسام الراحل ناجي العلي.
    * ما الذي دفعك مؤخرا إلى استخدام الألوان في أعمالك؟
    - راودتني فكرة الرسم بالألوان منذ سنوات عديدة، فاستخدام اللون في اللوحة الكاريكاتيرية يمثل لي تحديا يوميا؛ لأن لكل لون عدة احتمالات وتفسيرات ترتبط بالحالات الإنسانية المختلفة، وقد بقيت مترددا فترة طويلة عن الخوض في هذه التجربة خوفا ألا أستطيع الوصول باللون إلى نفس المستوى من إيقاع الأسود والأبيض في اللوحة، مما سيقلل من أهميتها في أذهان الناس، وبقيت أعمل أكثر من سنتين كي أصل إلى عجينة من الألوان تحمل قيمة تعبيرية تخدم فكرة الموضوع، ولا تبقى مجرد تزيين أو تجميل، وقد سررت جدا من النتيجة؛ لأن المتلقي تفاعل مع هذه الأعمال وعلقها في بيته، وأصبحت اللوحة الكاريكاتيرية تحمل قيمة اللوحة الفنية التشكيلية؛ أي أصبح لها صفة الخلود.
    كاتب سوري
    Read more:http://www.islamonline.net/servlet/S...#ixzz0fOFfy1mT


    المصدر:
    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1213871636930&pagename= Zone-Arabic-ArtCulture/ACALayout
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8

    رد: فنان الكاريكاتير السوري العالمي/علي فرزات

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الأديب العالمي السوري اسماعيل إبراهيم فاضل
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-17-2017, 01:44 PM
  2. زاوية رسام الكاريكاتير السوري/خالد قطاع
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 02-02-2011, 02:12 AM
  3. فنان الكاريكاتير والجرافيك المصرى الراحل/محيي الدين اللباد
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-06-2010, 01:33 PM
  4. علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي/السيرة الذاتية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-20-2010, 04:47 PM
  5. نرحب برسام الكاريكاتير السوري/خالد قطاع
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-20-2009, 07:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •