شعر مصعب نسيم
خيول أصيلة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
سحاب كثيف
وأجنحة في الفضاء
وترشق أمطارها في مهب الرياح
وتأنس عمق السماء
وترخي عنان زئير المنايا
من الحر والقر شر الشظايا
تحوم وتمسك بين الأنامل
خيطاً فتيلاً له ومضات ...
لتحصد أرواحنا
وتنسف رملاً
يغوص بأعماق أجسادنا جمرات ...
وتنعى على روح كل شهيد
نعيق غراب
بباقة شوكٍ وعود ثقاب...
إذا ما سمعت أزيز المنون
يغوص علينا
من البر والبحر والجو نارا
ليهتك أجسادنا
ترى الخلق ذابوا بصخر الجبال
وبين قطيع الذئاب ...
مضاجعهم في زوايا خرابات أهل الكهوف...
لتأمين أشباحهم من شجون قذائف هذا الغمام ...
كحشر الأنام ..
يعيشون بين القبور
وينتظرون التراب يواري عيون الشباب ...
ويخرج إنسان هذا الزمان
بثوب يلوح على منكبيه
ويركب خيلاً أصيلاً
وطربوش تاريخ عثمان
ليلحق بالقاذفات المغيرة ...
ويقهر إنسانها بالهبوط...
ويشهر بين يديه العصا
يكشّر عن نابه غاضباً وينام ...
ينادي على الناس تحت الركام
( ألا فانهضوا واركبوا خيلكم يا أنام لسحق الغمام ,
لتحرير أجساد كل الصبايا
من الخوف والدمع والضرب ... هيّا .
ويمشي وراء دخان تصاعد شراً من النائبات.
وتذهب أصواتنا في مهب الرياح ..
تنادي بتحرير كل العبيد
ليحيا شهيد ...