حوار مع صديقى المثقف
( 1 )
لى صديق لاأجده إلا وبين يديه كتاب وقلم وورق , دائما شارد فى اللاشىء يفكر فى كل شىء ويتحدث عن كل شىء , معارض لكل ماحوله ويريد تغيير الكون حوله .
أجلس معه كثيرا نتحدث فى كل مايجول بخاطره هو من يبدأ الحديث ولاينهيه الا ليرتشف كوب النسكافيه هنا أعلم أن الحديث اتهى فأصمت .
توجهت اليه كان كعادته شاردا فاقتحمت خلوته وهذا مادار بيننا :
- كيف حالك اليوم ياعزيزى ؟
- خلع نظارته التى تصاحبه فى كل مكان وقال : بخير جزئيا .
- فيما أنت شارد اليوم .
- الحياة من حولنا تدعو دائما للشرود لذلك فأنا شارد .
- ولكن ماذا ستصل بشرودك هذا ؟
- أريد تغيير الدنيا والعالم , كل شىء خاطىء وعفن .
- كل شىء ألا يوجد ما يدعو للتفاؤل والسعادة .
- إن وجدت أنت شىء فاخبرنى .
- ماذا عن الكتب أليست جميلة .
- إنها أجمل ما فى الحياة .
- إذن هناك شىء جميل ياصديقى .
- ولكن كم منا يقرأ , وكم كاتب يستطيع نشر إبداعه ؟
- هذه بالفعل مشكلة مارأيك أنت فيها ؟
- أعتقد أن هناك المئات بل الألاف من الكتاب ولكن لايجدون من يقرضهم الفرصة أو يفتح لهم الطريق.
- بالفعل .
- إذن أليس من الواجب أن يفتح لهم الطريق ؟
- كيف .
- كم عدد الكتاب المشهورين والمعروفين عندنا والذين وصلوا إلى مرحلة الكفاية من حيث المادة ومن حيث الشهرة .
- ولكن من يستطيع أن يتوقف عن هذا , كما إن طريقهم لم يكن سهلا ومفروشا بالورود .
- أنا لم أقصد أن يتوقفوا بل يتبنوا المواهب الشابة التى تحتاج ليد مساعدة أو توجيه سليم وعندها ستجد محفوظ جديد وعقاد قادم وشوقى اخر .. أليس كذلك ؟
- بالفعل ولكن ....
لم أستطع أن أكمل معه لأنه نادى طالبا كوب النسكافيه , فسكت أعيد التفكير في كل ماقاله على أمل لقاء جديد مع صديقى المثقف .
يحي هاشم