الرقمي يسير في الاتجاه الصحيح
من قلم غالب احمد الغول
@@@@@@@@@@@
بعد تفحص ودراسة تفصيلية أكيدة لمنهج الرقمي , وجدت فيه ما يسرني حقاً , لأنه يتماشى جنباً إلى جنب مع (( منهج الأستاذ غالب الغول للنبر )) الذي وضعه الأستاذ خشان كعنوان أساسي, له روابطه الخاصة . وله مناقشاته التي دارت عدة أشهر بيني وبينه .
إن أول قاعدة سار عليها منهج (( النبر )) هو إعادة جميع دوائر الخليل وما نتج عنها من بحور , إلى تفعيلة واحدة أساسية جذرية , وهي (( متفاعلن أو فاعلن , المشتقة منها , وبالرقمي .
ب ب ــ ب ــ أو ــ ب ــ
2 2 1 3 أو 2 3
أي أن جميع البحور لا تتعدى وجود الأرقام الآتية
2 2 3 2 2 3 2 2 3
2 3 2 2 3 2 2 3 2
3 2 2 3 2 2 3 2 2
2 2 3 2 2 3 2 2 3
أي أن الوتدين يحصران بينهما في جميع الحالات للتفاعيل السباعية :
(سبب سبب )
وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد ( ما عدا بعض بحور الدائرة الرابعة )
وهذا الذي نادى به غالب الغول منذ 1997 وهو ينادي العروضيين على تناول فكرة ( توحيد أسماء التفاعيل ) وتوحيد الوحدات الإيقاعية بوحدة واحدة وأجزائها .على نمط ما يتبناه الرقميون ( توحيد الأرقام ومفهومها ونبذ المسميات المضللة ).
وهنا بدأ الأمر واضحاً أمامي , بأن الذي قلته في نظريتي ( النظرية الحديثة للنبر الشعري )1997:
متْ /فا /ع لن / أو (فا /ع لن/ ( وكأنني أقول , لا يوجد في بحور الخليل سوى:
2 2 1 2 أو 2 1 2
2 2 3 أو 2 3 أو ما شابه ذلك .
ولقد وضحت ذلك في كتابي العارض لأوزان الأشعار صفحة ( 195 ) قائلاً :
باب المديد وتفاعيله :فاعلاتن فاعلن فاعلاتن لتصير :
فاعلن متفاعلن فاعلن متْ
~ ب ــ / ــ ~ ب ــ / ~ ب ــ / ــ وتكون بالأرقام ما يلي :
2 3 / 2 2 3 / 2 3 / 2
وعندما تضم الرقم ( 2 ) الأخيرة إلى أول التفعيلة , فإنها تصبح تفعيلة تامة هكذا ( 2 2 3 ) .
ولقد صعب على الأستاذ خشان إيصال هذه الفكرة إلى فكرتي , مما أحدث بعد المسافات بيني وبينه ,
إنه يقصد: لا نريد أن نعتمد على التفاعيل في تحديد الوزن .
وأنا أقصد يجب أن نعتمد على حدود الوحدات الإيقاعية للقصيدة .
أي بمعنى , يجب أن نحافظ على وحدة واحدة أو وحدتين فقط ليمثلان كل البحور الشعرية , وهما:
إما 2 2 3 وإما 2 3 أي إما (متفاعلن أو فاعلن) , أو ما نتج عنهما من أجزاء .
إنني لم أقل مفاعيلن أو فعولن , وهذا جائز , ولم أقل فاعلاتن وفاعلن , وهذا جائز , ولكنني اقترحت أن تكون تسمية واحدة ولفظ واحد ووحدتين إيقاعيتين معروفتين , وهما ( متفاعلن أو فاعلن ) فقط ليكونان أصلاً لكل البحور , لكي يسهل عليها نطق هذه الوحدة الإيقاعية , ثم يسهل علينا تحديد نبرها , ثم يسهل علينا تحديد أوتادها وأسبابها ,
ولا نريد استعمال أسماء جميع التفاعيل , مثل مستفع~ لن / فا علاتن / مفاعيلن , مستفعلاتن/ مفعولاتن / فعولن / مفاعيلن / فع/ فعلا / فعلن/ مفاعي / مستفعلن / وغيرها , وهذه الفكرة تقترب جداً من وحدة الأرقام الذي ينادي بها الرقميون بقولهم:
لا نريد أسماء التفاعيل التي تضلل العروضي لكثرتها , فليكن الرقم ( 2 2 3 أو 2 3 2 أو ما شابه ذلك ) هو الممثل لها :
وغالب الغول يقول بما يشابه ذلك :
لا نريد أسماء التفاعيل التي تضلل العروضي لكثرتها , فليكن ( متفاعلن أو فاعلن ) أو مثيلتها ( فاعلاتن أو فاعلن ) هو الممثل لكل البحور الشعرية .
لكن غالب الغول يضيف في كتابه ما يسميه بالمصطلح الجديد (( السبب الشارد )) وهذا السبب لا يوجد إلا في بعض بحور الدائرة الرابعة ) عندما يكون بين الوتدين ( أربعة أسباب هكذا )
إن ابن زيد لا زال مستعملا :الكافي صفحة 103
ــ ــ ب ــ ــ ــ ــ ب ــ ــ ب ـــ
2 2 3 /2/ 2 2 3 2/ 1 2
إن ( السبب الشارد ) الذي اقترحه غالب الغول , هو فعلاً قد شرد من وتد مفعولاتُ ( 2/ 2 2 1 ) أو عند تتابع مفعولاتُ:
( 2 2 2 1 2 2 2 1) ليكون في أول مفعولاتُ , وإن وجود التفعيلة ( مفعولاتُ ) قد أربكت جميع العروضيين منذ نشأتهم , ولكي نزيل هذا الإشكال , فما علينا إلا أن نعتبر ( السبب الشارد والسبب الذي يليه ) تفعيلة ثنائية خببية , ( فعْلن ) وبهذا تتغير تقسيم التفاعيل ( للموسيقيين فقط ) لتكون على الشكل الآتي :
متفاعلن / فعلن / فاعلن / فاعلن /
2 2 3 / 2 2 / 2 3 / 2 3 هذا للأوزان الموسيقية لمساعدة الملحن على الإنشاد ثم الالتزام بهذه المقاطع , ويجوز استعمال الزحافات المقررة للتفاعيل كما أرادها الخليل , لكي لا يتغير إيقاع بحر المنسرح .
أما عروضياً . فتبقى التقسيمات كما أرادها الخليل
متفاعلن / تن / متفاعلن / فاعلن .
مع ملاحظة أن ( الضرب متفاعلن في آخر البيت ) قد انضم سببها الأول إلى حركة مفعولاتُ ليكوّن معها الوتد , ولذلك لقد أشار الخليل بقوله , في باب المقتضب (( استعمل مجزوءاً مطوي العروض ))
لأن الطي يسمح لسبب مستفعلن أن يشكل وتداً للتفعيلة مفعولاتُ )
ونستنتج من هذا قولنا:
إذا كان السبب الأول للتفعيلة مستفعلن قد صار وتداُ إلى مفعولاتُ , فيعني ذلك أن مستفعلن قد تحولت إلى فاعلن في حالتها هذه فقط , أي في بعض بحور الدائرة الرابعة .
وكم أعجبني الأستاذ خشان حين يؤكد ما شرحته سابقاً بقوله :
على هذا الرابط :
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=815
في نهاية عرضه لكتابي ( العارض لآوزان الأشعار ) ما يلي :
(((إن تناول هذا الكتاب أمر في غاية الفائدة على مستويين
أولهما : التعبيرعن محتواه – كما هو – بلغة الأرقام , والأمر هنا يكون بإحلال ( 1 محل ب) و ( 2 محل - ) واختيار ألوان محددة لما خصص الأستاذ من متحركات وأسباب.
وثانيهما : تمثل المادة وإعادة التعبير عن مضمونها بمفهوم شمولية الرقمي، وهذا ما أتوقع أن يكون مشابها أو متقاطعا على نحو ما مع ما ورد في وجهة نظري في حواري مع أستاذي غالب الغول في الرابط الذي ذكرته في تقديمي للكتاب.
وهذا يتطلب جهدا لا أدري إن كان وقت بعض المشاركين ممن يتقنون الرقمي يسمح به، ولكنه يظل مشروعا لمن يهتم بالربط بين المدارس العروضية.
ولعل هناك حلا وسطا وهو تقديم ملخص عن كلا المستويين مع التمثيل لهما بتناول مقتطفات من الكتاب في الحالين )))))
ومن توضيح الأستاذ خشان , كأنه يريد القول : إنه من الممكن جداً أن يكون غالب أحمد الغول رقمياً وعروضياً تفعيلياً ومقطعياً , لأنه يسعى إلى التجديد والتيسير .
وأنا أقول :
ما دام مرجعيتنا واحدة , فلا فرق بين المنهجين , ومن السهل جداً أن نكون على منهج واحد حتى ولو بقيت بيننا بعض الأمور التي تحتاج إلى تفهم ودراسة وقناعة .
وفي كتبيي الثلاثة التي صدرت لي . ما يسهل أمر دراسة العروض , بعد أن نحاول إزاحة الستار عن غموض ومشاكل العروض العويصة .
أخي الأستاذ خشان :
عند زيارتي الخاصة لمنزلكم الكريم . قلت لكم عبارتي الآتية :
لو أنك تضع يدي بيدك , وفكري على فكرك , لحل رموز التعقيد في العروض , فإننا سنخرج بنتيجة مذهلة , ولكنني رأيتك يا أخي تركز على النبر وحده , وتترك مئات الأفكار التي أبدعت فيها , من غير نبر ولا موسيقى , لماذا ركزت على النبر ووضعته حاجزاً بيني وبينك , ومنعتنا من الوصول إلى ما هو أعمق منه ؟
هذه مقدمة موجزة لما أردت أن أقوله : وأقول ثانية وأكرره :
((الرقمي يسير في الاتجاه الصحيح ))
غالب احمد الغول 18/7/2010
المزيد
http://www.arood.com/vb/showthread.p...2532#post32532