*
*
*

سَمِعَ الصَّبُّ رَخِيمًا رَنَّمَا
فَانْبَرَى الوَجْدُ يُنَاجِي الأَنْجُمَا
وَجْدُهُ ذَاكَ الَّذِي بَرَّحَهُ
إِذْ حَمِيمُ البَثِّ لَمْ يَحْمِ الحِمَى
كُلَّمَا أَمَّلْتُ فَجْرًا صَادِقًا
ضَاقَتِ الأَرْضُ بِرَحْبٍ ، و السَّمَا
حِينَمَا عَلَّلْتُ نَفْسِي بالمُنَى
آَهِ مِنْ حِينٍ ، فَحِينِي أَظْلَمَا
المُنَى اللاَّتِي مَتَى نَادَيتُهَا
لَوْ بِغَيرِ الحُلْمِ أَبْنِي سُلَّمَا
كُلَّمَا رَاوَدَنِي طَيفُ المَهَا
ذَرَفَتْ عَيْنِي دُمُوعًا سُجَّمَا
فَاللَّيَالِي كَيفَ أُطْفِي حَرَّهَا
نَعِمَتْ عَيْنِي بِدَمْعِي إِذْ هَمَى
و ثَوَانِي العُمْرِ إِذْ قَضَّيْتُهَا
هَلْ سِوَى الجُرْحِ يُسِيلُ العَنْدَمَا
بِكَ يَا شِعْرِي تَلَظَّتْ أَحْرُفِي
و انْتَشَى البَارُودُ نَارًا ، فَارْتَمَى
هَلْ لِمَغْنَى الشَّعْرِ فَصلٌ في القضا
آَهِ مِنْ فَصْلٍ أَتَانِي مُرْغَمَا
إِنَّ فَصْلي فِي يَقِينِي لاَمَنِي
هَلْ أَرَاهُ اليَوْمَ يَسْرِي مَرْهَمَا
و حَكَى عَنْ قِصَّتِي أَبْطَالُهَا
شَادِنٌ ، غِرٌّ بِهِ الخَيْرُ نَمَا
يَتَمَنَّى النَّاسُ فِيْهَا حَالَهُ
و يَرَى النَّاسَ عَلَيْهَا كَالدُّمَى
سَمَّعَ النَّاسُ كَلاَمِي بَيْنَهُمْ
قَالَ قَاضِيْهِمْ لَهُمْ كَيْفَ انْتَمَى!
لَيْتَهُ لَمَّا عَرَاهُ هَمُّهُ
غَيَّرَ المَعْنَى و غَيْرِي كَلَّمَا
و بَدَا يُصْدِرُ أَحْكَامًا لَهُ
فَاتَهَا المَعْنَى إِذَا المَبْنَى سَمَا
قُلْ لَهُ إِنِّي عَلَى جَهْلِي بِهِ
إِنَّ سُوءَ الظَّنِّ يَرْمِي بِالعَمَى
لاَ تَرُمْ طَبِّي فَمَصْلِي فِيْ دَمِي
و جِرَاحُ الجِسْمِ صَارَتْ بَلْسَمَا
لَيسَ جَمْعُ المَالِ عِلمًا نَافِعاً
لاَ .. و لاَ ذُو الجَاهِ حَازَ المَغْنَمَا
إِنَّهَا جُدْرَانُ سِجْنٍ أَطْبَقَتْ
صَحِبَ المُجْرْمُ فِيهَا المُكْرَمَا
يَتَمَطَّى مِنْ غُرُورٍ بِكْرُهَا
يَتَسَامَى حَيْثُ لاَ نَجْمٌ سَمَا
حِكْمَةُ الرَّحْمَنِ فِيهَا أَنَّهَا
نِعْمَةٌ لا نِقْمَةٌ مَا حَرَّمَا
يَصْلُحُ الأَمْرُ إِذَا عَانَيتَهُ
و يُرِيكَ العُسْرُ بَابًا أَرْحَمَا
قُلْ لِمَنْ يَسْأَلُ عَنْ حَالِي إِذَا
ذُكِرَ العُسْرُ يَجِدْنِي أَيْنَمَا ؟

*


*
*