المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى إمام عبد الواحد
شموع
********
كانت كلما أقبل الليل تضىء شموعاً أربعة بالشمعدان المذهب الموضوع فوق المدفأة الرخامية بالصالة وتدير
الموسيقى الهادئة .
وفى جديه وشجن تتخيل أنها ساحرة وان لديها قدرات عظيمة ولكنها قدرات طيبة .
تتمايل مع صوت الموسيق وتدور حول نفسها وحول مائدة االسفرة ، تفرد ذراعيها تارة وتضمهم تارة أخرى ،
تدور حول نفسها وتنسى ما حولها .
كانت تطير بقدراتها فوق السحاب وتقفز من سحابة لأخرى ، كانت تجمع النجمات المضيئة وتعود تنثرها مرة أخرة فى توزيع جديد .
ثم تناجى القمر فيداعبها وتدخل إليه فى الهوة المضيئة ، تنزع ملابس الساحرات عن جسدها وترقص عارية .
وتدور وتدور وينتشى القمر ويضىء أكثر فأكثر وتبدو هى كظل يتمايل من خلف الدائرة البيضاء .
عند انتهاء الرقصة تعاود ارتداء ملابس الساحرات وتضع قبعة الرأس الطويلة وترمى بشعرها الأحمر فوق كتفيها وتخرج من حضن القمر .
تقفز فوق السحب مرة أخرى عائدة إلى البيت ، وحين تصل تتثاءب اإستعداداً للنوم .
لم يصل زوجها بعد بالرغم أن الساعة قاربت الواحدة صباحاً إنه مع المرأة الأخرى زوجته
الثانية ، الحب الذى طرأ على حياتهما فلم يحتمل الزوج خسرانه و النشوة التى لا بديل عنها و الجسد الذى يهبه
الشوق والاشتياق .
أما هى فلها إطفاء الشموع وغلق النوافذ وإسدال الستائروالدخول فى عالم شبيه بعالم
الموت وفى انصياع تام تتشرنق داخل نفسها وبحزن دفين تنام .
تستيقظ فى الصباح إمرأة أخرى ذاهبة إلى العمل حاملة إفطارها فى شنطة يدها
ممسكة باليد الأخرى طفلها الصغير الذاهب إلى المدرسة فى وداعة بعدما أعطى لبابا قبلة الصباح .
إنه الواقع الذى لا يرضينا ولكننا لا نستطيع تغييره .