حتى يؤذن لك بالخروج من الشرنقة
ذات يوم عثر رجل على شرنقة فراشة وبدأت الشرنقة تتفتح من أحد أطرافها.
جلس الرجل يرقب الفراشة التي كانت تُحاول بكل جهد إخراج جسدها من ذلك الثقب الصغير، استمرت في ذلك لساعات إلى أن توقفت عن المحاولة.
أراد الرجل أن يساعدها على الخروج من الشرنقة، وأحضر مقص وقصّ الجزء المتبقي من الشرنقة المحيطة بالفراشة.
فخرجت الفراشة من الشرنقة بسهولة، ولكن كان لها جسد مُنتفخ وأجنحة ضعيفة واهنة.
استمر الرجل في مراقبة الفراشة لأيام، وكان يتوقع أن تفتح أجنحتها في أي لحظة.
ولكن هذا لم يحدث، وأمضت تلك الفراشة بقية حياتها وهي تزحف بذلك الجسد المُنتفخ بالسوائل والأجنحة الهشة المتكسرة، ولم يكن بإمكانها أن تطير قطّ.
ذلك لأن الرجل لطيبته واستعجاله الأمور لم يدرك أن تلك الشرنقة كانت تعصر السائل الزائد من جسم الفراشة - وهو بحكمة من الله - وأن جهد الفراشة في الخروج من تلك الشرنقة يقوي عضلاتها لكي تكون قادرة على الطيران بعد تحررها.
أحيانا تكون الابتلاءات والألم هي الشيء الضروري لحياتك لتتعلم الدروس والحكمة وتزداد إيماناً وتُصقل شخصيتك .
لو قدّر الله لنا عبور حياتنا دون ابتلاء وصعاب لما كنا أقوياء، أما الحكمة فهي أن ما يحتاجه المرء في حياته هو الكفاح.
فلو قدر الله للمرء أن يستمر في حياته دون تعرضه للعقبات، لن تكون لديه المقدرة على الكفاح، ولن يكون قادراً على نفع نفسه ومجتمعه والصبر علي تحديات الحياة.
عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ.
يبتليك ليصطفيك، وتتألم لتتعلم.
ضع أملك دوماً في الله، واصبر حتى يأذن الله لك بالخروج من الشرنقة.
منقول