تشطير قصيدة ابن درّاج القسطلي الأندلسي.
يعتبر الشاعر الأندلسي"ابن درّاج القسطلي" من برابرة المغرب،العربو الذين دخلوا الأندلس باكرا واندمجوا مع الواقع ، رغم أنهم من قبائل صهناج التي توالي أتباع سيدنا علي بن أبي طالب.
وإن كان يطلق عليه حينها ، بمتنبي الأندلس، فربما كان يطاوله، ولم يبلغ مداه.
من قصيدة مديح للمؤتمن عبد العزيز بن أبي عامر ،حيث كان يخاطب ناقته لتغذ السير ، شطرنا القصيدة فانزاح الغرض بقصد.
(أهِلِّي قَدْ أنى لكِ أن تُهِلِّي) ولحظً العينِ يملؤه التألّي
وحرفٌ يملؤ الأجواء شكوى (إلى صَوبِ الغمامِ المُسْتَهِلِّ)
(فَمُدِيّ طرفَ ناظرةٍ تَرَيْني) عيوب النقص في ثوب التحَلّي
وأملأ باطني بالطيب رَغْما ( تَمَكَّنَ مَغَرِسي فِيهِ وأصْلي)
(سنا برقٍ تلألأَ عن ذِماِمِي) يعيد الحق في حِلْمي وجَدلي
يعيد لثامي في دربِ قفرٍ (وصوبُ حياً تجلَّى عن مَحَلِّي)
(ودونَكِ مَبْركاً فِي فَيْءِ ظِلٍّ) يحاول حملَ، همٍ في تجلي!
يراوحُ بين عونٍ والتجني (يُريكِ بأنَّهُ فَيئي وظِلِّي)
(هُوَ الظِلُّ الَّذِي قارَعتِ عنهُ ) خطوطَ العمر، هل فيه التَمَلّي؟
شموس الفكر، مافتئت تعاني (حَصى الرَّمضاءِ دامِيةَ الأظلِّ)
(وهذا موعدُ الأَملِ المنادي) سرى سرّي، أناصرهُ تُقلّي؟
فجِدّي قد أفادك كلَّ جهدٍ (سُراكِ سُرورُهُ ألّا تَمَلِّي)
(ونورُ الفجرِ من إظلامِ لَيلٍ) يعيد السعد في قلبِ التحلّي
أغطى الحرفَ ، عن جرحٍ تدلّى؟ ( أضاءَ نجومَهُ، لَكِ أن تَضِلِّي)
(أوانَ يُفَتِّرُ الإِمساءُ جهدي) ويخبو نوره ، في قلب بَلّي
فهل في أوسط الأعمال نصرٌ ؟ (فأطلُبُ فِي سنا الإصباحِ ذَحْلي )
(ويَرْمَدُ فِي هجيرِ القيظِ جفني) ويغرس شوكه في عمق حَملي
وأرضى حيث صوت الخطب نادى (فأجعلُ من سوادِ الليلِ كُحْلي)
(لكيما تعلَمي فِي أيِّ مأوىً) يبات سميرنا في الحِلّ رحلي
وأرفع شأننا في العز قربٌ (من الملكِ الرفيعِ وضعتُ رَحْلي)
(ويَصدُقَكِ العيانُ بأي حبلٍ) ستربط ما نما في سرِّ طلّي
***************
(ويَبْخَسُني الزمانُ ولو وَفى لي) يضن بخلة الصدق ،ويجلي
دروب الشك، آخرها كعسرٍ (بِحَظّي لاشتكى جُهْدَ المُقِلِّ)
سأبقى في جهودي أنيرُ درباً (ونُوراً فِي الظلامِ لِمُستَنِيرٍ)
وبردا في فؤاد الحرِّ ،جوداً (وظِلّاً في الهجيرِ لِمُسْتَظِلِّ)
***************
د. ريمه الخاني 9-4-2017