14/2/2017
لا أعلم أين هي المفاجأة الكبرى في إنتخابات قيادة حركة حماس في قطاع غزة، ولم يصدر بعد بيان رسمي من الحركة بالنتائج النهائية للإنتخابات المتوقع الإنتهاء منها حتى منتصف شهر آذار/ مارس القادم. نتائج الإنتخابات الأولية المعلنة والمتعلقة بإنتخابات المكتب السياسي المحلي للحركة في القطاع لم تصدم كثيرين منا، فهي متوقعة وهي ذات الأسماء القديمة في الدورة السابقة، ومن بينهم يحيى السنوار بإستثناء بعض الأسماء وأسماء أخرى لم يتم الإعلان عنها لأسباب مختلفة.
لم تصدم النتائج أعضاء الحركة كما تشيع الصحافة الإسرائيلية، حتى الصراخ والخوف من الأسماء والصدمة المفتعلة من بعض الفلسطينيين غير واقعية خاصة عندما يتم الحديث عن إنتخاب يحيى السنوار رئيساً للحركة في القطاع، فهي ذات العقلية والرؤية القائمة.
فمن لم يتوقع فوز السنوار لا يدرك من هو ومكانته داخل الحركة وإرثه النضالي الذي يتمتع به على المستوى الوطني والحمساوي، فهو القيادي القديم الجديد، هو وغيره من القادة المنتخبين مرة أخرى فهي القيادة القديمة الجديدة، وسواء أثناء وجود السنوار في الأسر وبعد التحرر من الأسر، ومجرد خروجه من السجن في العام 2011، ضمن صفقة تبادل للأسرى “صفقة شاليط” وعندما كان يرأس إسماعيل هنية الحكومة عينه مستشاراً له. وظلت قيمته الرفيعة المستوى محفوظة وإستمرت، إذا هو أحد المسؤولين الرفيعين المستوى والمقررين في الحركة، لذا توج برئاسة الحركة في القطاع، وحسب النظام الداخلي للحركة لا يحق لهنية ترشيح نفسه مرة ثالثة لرئاسة حماس في القطاع، فالسنوار يستحقها ومهيئ وهيئ لها وعمل من أجلها.
وما الإهتمام الإسرائيلي وتضخيم وسائل الإعلام الإسرائيلية فوز السنوار، فهذا ما تهواه إسرائيل، وتلك الوسائل هي لعبتها في التهويل وإدعاء المعرفة، وانها تعلم بكل شيئ عن الفلسطينيين وكيف عندما يتعلق الأمر بحركة حماس، وتركض خلف الأخبار وتحاول صناعتها وتستغل علاقتها بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالنبش خلف السنوار الذي تدعي أنها تعرفه عن قرب وتحرض ضده، وانه شخصية خطيرة وغير متوقعة وشخص متطرف قاتل، ولا يأبه لأي شيء.
كل ذلك هو جزء من عملية الشيطنة ووصم الفلسطينيين بالإرهاب والتطرف التي تقوم بها إسرائيل ضد جميع الفلسطينيين، وليس ضد السنوار وقادة حركة حماس فقط، حتى الرئيس محمود عباس تعتبره متطرفا ويسعى لتدمير إسرائيل.
السنوار كغيره من القادة الفلسطينيين خاصة الأسرى، ومنهم من إتخذوا وعداً على انفسهم بالعمل على تحرير الأسرى، وهو وعد بأنه لن يهدأ الى أن يحرر جميع الأسرى من السجون الاسرائيلية. وغالبية كبيرة من الفلسطينيين في لحظة معينة يصبحوا سنوار بتشددهم وتصلبهم، فالشعور بالظلم الممتد عميقاً في جذور كل فلسطيني ويعبر عن رفضه بطريقته المختلفة، بمعنى أن الإحتلال وما يقوم به وتنكره لحقوقهم ووجوده وجرائمه التي يرتكبها يومياً، وسرقة الأرض.
في إعتقادي لا يوجد ما يدعو للصدمة والخوف من القيادة المنتخبة فهي القديمة الجديدة، وهي لا تخرج عن رؤية حماس وتوجهاتها، وقد يقال أن للقائد الجديد رؤية وتأثير في إتخاذ القرارات، ربما هذا صحيح، غير أن حركة حماس هي حركة ولها قيادة جماعية وإيديولوجيا ولا تتخذ قراراتها منفردة، كما أن قرار الحرب ليس في يد المقاومة عموماً وحماس خصوصاَ، فإسرائيل هي من تبادر بعدوانها وتحريضها، وحماس حتى الأن تسير وفق القواعد المرسومة، والتوزان القائم منذ سنوات وعدم تجاوز الخطوط الحمراء.
بعد عشرة سنوات من الحصار والبؤس، ما كنا ننتظره وما نتمناه من القيادة الجديدة أن تتخذ خطوات أكثر انفتاحاً وديمقراطية تجاه الداخلي الفلسطيني وموقفها من الحريات العامة وإحترام حقوق الإنسان، وأكثر تفهماً لوضع الناس، وفكفكة الأزمات، وتحمل مسؤولياتها بالشراكة الوطنية وعدم التفرد وتحميل المسؤولية للآخرين.