إنهم يضربوننا بغل الكفر
( مذبحة بَرْبَشْتْرُ سنة 456هـ )
.................................................. ......... جمع وترتيب ( إ : مــــــ )
في عام 456هـ سقطت مدينة بربشتر القريبة من سرقسطة ، وأما خبر سقوطها فيرويه صاحب الذخيرة :
" تقدم جيش النورمان من سرقسطة ونازلها وحاصرها ، وقصر يوسف بن سليمان بن هود في حاميتها ، ووكل أهلها إلى نفوسهم ، فأقام العدو عليها أربعين يوما ، ووقع فيما بين أهلها تنازع في القوت لقلته ، واتصل ذلك بالعدو ، فشدد القتال عليها والحصر لها حتى دخل المدينة الأولى خمسة ألاف مدرع ، فدهش الناس وتحصنوا بالمدينة الداخلة ؟، وجرت بينهم حروب شديدة قتل فيها خمسمائة إفرنجي .
ويئس أهل المدينة من الحياة فلاذوا بطلب الأمان على أنفسهم خاصة دون مال وعيال ، فأعطاهم العدو الأمان ، فلما خرجوا نكث بهم وغدر بهم ، وقتل الجميع ، وحصل للعدو من الأموال والأمتعة ما لا يحصى ، حتى إن الذي خص بعض مقدمي العدو لحصنه – وهو قائد خيل روما – نحو ألف وخمسمائة جارية أبكارا . ومن أوقار الأمتعة والحلي والكسوة خمسمائة جمل . وقدر من قتل واسر ( بمائة ألف نفس ) " .
يقول ابن بسام في كتابه ( 3/58 ) وفيه عن بربشتر : " كان السبب في قتلهم أن العدو خاف من يصل لنجدتهم ، وشاهد من كثرتهم ما هاله ، فشرع في القتل حتى قتل منهم نيفا وستة آلاف قتيل ، ثم نادى الملك بتأمين من بقي وأمر أن يخرجوا فازدحموا في الباب إلى إن مات منهم خلق عظيم ، وكان من أهل المدينة جماعة قد عاذوا برؤوس الجبال ، وتحصنوا بمواضع منيعة ، وكادوا يهلكون من العطش ، فأمنهم الملك على نفوسهم ، وبرزوا فأطلق سبيلهم ، فبينما هم في الطريق إذ لقيتهم خيل الكفر ممن لم يشهد الحادثة ، فقتلوهم . وكان الفرنج لما استولوا على المدينة يفتضون البكر بحضرة أبيها ، والثيب بعين زوجها وأهلها ، وجرى من هذه الأحوال ما لم يشهد المسلمون مثله قط فيما مضى من الزمان ، ومن لم يرض منهم إن يفعل ذلك في خادم أو ذات مهنة أعطاهن خوله – أتباعه – وغلمانه يعيثون فيهن عيثه ، وبلغ الكفرة منهم يومئذ ما لا تلحقه الصفة على الحقيقة " .... انتهى كلامه
......................................
المرجع : الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية ( بسام العسلي ) طـ دار النفائس الطبعة الثالثة ( 1407هـ - 1987م ) صـ42 43 .
صورة لقصر الجعفرية بسرقوسطة المحتلة