رئيس الموساد الأسبق: (( إسرائيل )) لا تريد إسقاط الأسد
تحت عنوان "رجل إسرائيل فى دمشق" نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تقريرا كتبه إفريم هاليفى، الرئيس الأسبق للموساد بين عامى 1998 و2002، عن الأسباب التى تفسر بها عدم رغبة الدولة العبرية فى إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد.
وقالت إن التدخل الإسرائيلى فى الحرب الأهلية فى سوريا لا يزال محدود للغاية، ويعود هذا جزئيا إلى تاريخ إسرائيل الطويل مع نظام الأسد، الذى يستمر فى الحفاظ على السلام على طول الحدود بين البلدين، وفى نهاية المطاف، فإن إسرائيل لديها ثقة فى الرئيس بشار الأسد أكثر من أى خلاف متوقع له.
وتوضح الصحيفة أن إسرائيل تعرف شيئا واحدا عن عائلة الأسد، إنهم طوال 40 عاما استطاعوا الحفاظ على قدر من الهدوء على طول الحدود، ومن الناحية الفنية، فإن البلدين ظلا دائماً فى حالة حرب، ولم تعترف سوريا رسميا بإسرائيل، إلا أن الأخيرة ظلت قادرة على الاعتماد على حافظ الأسد ونجله بشار لتنفيذ اتفاق فصل القوات بدءا من عام 2974 الذى وافقا خلال الطرفان على وقف إطلاق النار فى الجولان.
وتمضى "الصحيفة" قائلة، إن إسرائيل لا تشعر بالثقة إزاء الأطراف المتناحرة فى الصراع الحالى لسبب وجيه، فمن ناحية، هناك قوات المعارضة، بعضها يندرج تحت لواء القاعدة، ومن ناحية أخرى، فإن القوات المسلحة السورية لا تزال تحت قيادة الأسد لكنها لم تصبح أكثر استقلالا عن الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله اللبنانى، وإيران هى الدولة الوحيدة التى لديها موطئ قدم فى سوريا، ورغم أن إيران تدعم الأسد إلا أنها تضغط عليه لتحقيق أهدافها المتمثلة فى السماح بتمرير أسلحة متقدمة إلى جنوب لبنان.
وتحدثت "فورين أفيرز" عن الضربات الجوية التى وجهتها إسرائيل لسوريا هذا الأسبوع، وقالت إن تل أبيب لم تتردد فى إطلاق تلك الضربات عندما وردت إليها معلومات استخباراتية تشير إلى أن أسلحة فى طريقها إلى حزب الله من سوريا، ورغم أن إسرائيل توخت الحذر فى عدم اعتراف رسمى بمسئولية عن هذا الهجوم، إلا أن وزير دفاعها موشيه ياعلون ذكر أن سياسة إسرائيل منع مرور الأسلحة الإستراتيجية من سوريا على لبنان.
غير أن الكاتب الإسرائيلى يستدرك قائلا: إن هذا لا يعنى أن إسرائيل تبذل جهودا لدعم الأسد، فهى تعتقد أن إبعاده عن السلطة مسألة وقت، لكن دولة بحجم إسرائيل فى حاجة لتحديد أولويات أهداف سياستها الخارجية، وهى لا تشعر أن هناك بديلا عن الأسد فى مصلحتها أو حدود قدرتها الآن، وستترك هذه المهمة للآخرين.
وختم الكاتب مقاله قائلاً إنه من الأمان القول بأن الأسد ليس المستقبل الوحيد للاتصالات السرية مع إسرائيل، وهذا يثير سؤالين: متى سيقرر البيت الأبيض سياسته الخاصة بسوريا، وكيف سيطبقها؟.