وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكراللأخ علي جاسم على التواصل مع الموضوع.
نتابع الموضوع:
ثم جاء الحس القومي، بإنهاء حكم الأمبراطورية العثمانية للعالم الإسلامي بصورة عامة، والعربي بصورة خاصة.
لتنشأالممالك العربية في الشام والعراق ومصروشمال أفريقيا. لتصبح نعرة القومية العربية، الشعارالذي يطرحه الشباب الصاعد من أبناء العروبة، ممزوجة بحالة من الشك والريبة، لكل توجه ديني. وبعض من الإستصغارلكل ماهومسلم غيرعربي. مولدابذلك حقداأعمى على كل دعوة للدين والتمذهب، ومعتبرا ذلك إستغلالا للدين بهدف إهانة العرب، وإستصغارالشأنهم،وبالتالي حكمهم، مثل ماعمل العثمانيون الأتراك!!!
ولكون الغالبية من العرب، كانت على مذهب الممالك والإمبراطوريات التي نشأت مثل الدولة الأموية والعباسية، والعثمانية وكلهاسنية، أصبح الشيعة(أحفاد آل الرسول(ص) والموالين لهم من الشيعة العرب، أومن تشيع لاحقا) أقلية في العالم العربي.
عندمابدأت الخلافة العباسية عصرالشيخوخة، بتسيب خلفاءهاالعباسيين، وخاصة ألمتأخرين الشباب منهم، والذين توارثواالخلافة من أباءهم، ليتمادوافي حياة الترف والمجون. وبغياب سياسة الحزم المطلوبة في حكم أمبراطورية مترامية الأطراف.
إستغل السلاجقة الأتراك، من قواد الجيوش العباسية، ضعف الخلفاء، ليتحكموافي كل قرارات الخليفة،مستغلين لهوه ومجونه. ليضعف مركز الخلافة بتلاعب قادة الجيش،بسياسة الدولة، حتى جاء الإكتساح المغولي لبغداد لينهي عصرالخلافة العباسية.
العثمانيون الأتراك، والذين ورثواأسلافهم السلاجقة، إدعوا بإن آخرخليفة عباسي، المستعصم بالله، قد تنازل لهم عن الخلافة، وبتأييد من شيوخ أهل السنة، في جوازالقيادة والخلافة لغيرالعرب!! لتنتقل لهم الخلافة الإسلامية، فأسسواإمبراطوريتهم العثمانية.
وهكذاجاء الحكم التركي بإسم الخلافة الإسلامية ليهيمن على كل البلاد العربية والإسلامية(عداإيران الشيعية الصفوية).
وبإشاعة سياسة التتريك، التي تحتقرالعرب وغيرهم، من الشعوب التي أنظوت تحت ظل الإمبراطورية العثمانية، تولدعند العربي ردفعل معاكس على كل مسلم غيرعربي.
وهنامفارقة جديرة بالتأمل، فقدسيطرت الإمبراطورية العثمانية على كل العالم الإسلامي تقريبا، فيماعداإيران الصفوية، حيث بقت شوكة في جنب العثمانيين الأتراك. ورغم كون ملوك الصفويين، أتراكابالتطبع لكن من أصل عربي هاشمي.
لكنهم وبعدتأسيس دولتهم الشيعية في إيران، وقفواموقف الند للحكم السني التركي العثماني، بسبب تشيعهم وإعتزازهم بنهج آل بيت الرسول(ص)، حيث جرت بينهم وبين دولة الخلافة في إسطنبول، حروباطاحنة إستمرت لسنين عديدة.
منذإنتصارالثورة الإسلامية وقيام حكم الجمهورية الإسلامية في إيران، ونجم الشيعة، ومنهم الشيعة الفرس في صعود متنامي لتحضى بتأييد عارم من الشعوب المسلمة، وببعض التأييد من قبل الشعب العربي. لكن تظل الغالبية المغسولة الدماغ بدعايات الحكام من الشعوب العربية، محل توجس وقلق من صعود نجم الشيعة. وكل ذلك ناتج من نظرة العرب، للحاكمين من غيرالعرب، وبسبب الأرث التاريخي للإمبراطورية العثمانية.
النظرة العربية العدائية الحالية تجاه الفرس، لهاسببين رئيسيين غائرين في العمق التاريخي الإسلامي:
1- وكنتيجة طبيعية، تفاقمت وتجذرت بعدإضطهادالحكم العثماني للعرب وإحتقارهم. وهذاماجعل مفكري العرب، وخاصة أصحاب الميول القومية، يكرهون حتى الإسلام!!! بتحميله وزرظلم العثمانيين للعرب.
2- صفة الأباء عندالعربي، تجعله دائما يتطلع للحرية، ويرفض الظلم. يساعده الإسلام في ذلك، في جعل العبودية والخضوع لله وحده لاشريك له. لذلك يتوق دائماللقيادة، معتزابتطلعه الدائم للحرية والمبدأالذي يؤهلة لذلك متمثلا بالدين الإٍسلامي.
هذان السببان جعلاالعربي، يشكك بكل من يدعوللإسلام من غيرالعرب، ويتصوربإنه جاء ليسرق منه مبدأه الذي يؤهله للقيادة والزعامة، في قيادة ليس أمة العرب فحسب، بل كل العالم، منطلقا من التوجه الإنساني للدين الإسلامي.
هذافيمايخص العربي الحالي، ونظرته المشككة والمتوجسة من التوجه الذي يبديه نظام الجمهورية الإسلامي في قيادة العالم الإسلامي.
يعني بكلمة أخرى:
نظام الجمهورية الإسلامية، يبدي توجهافي كونه الدولة المهيئة، لدولة العدل الإلهي، بظهورصاحب العصر والزمان، الإمام الغائب الحجة(عجل الله فرجه الشريف)لقيادة البشرية في آخرالزمان. كمابشرالرسول الكريم(ص)
والعرب(والغالبية من أهل السنة)والتي لاتؤمن بإمام غائب. بل تؤمن بولادة ذلك الإمام، لقيادة المسيرة في آخرالزمان.
لذلك فهي(العرب) قلقة متوجسة خائفة من التوجه الجديد، عند القيادة الإيرانية الحالية!!! والذي تبديه قيادة غير عربية، تطرح الإسلام كنظام لقيادة المسيرة البشرية نحوالعدل والحكم.
يعني هنامأزقناالحقيقي كعرب، ونظرتناللنظام الإسلامي القائم في الجمهورية الإسلامية.
ومادمناكعرب متوجسين وقلقين من التوجه الإسلامي في نظام الجمهورية الإسلامية!!! فهل العكس يصدق أيضا؟؟
بمعني هل النظام الإسلامي في إيران متوجس وقلق من العرب؟؟
والجواب من الشعب العربي، لايوجد أي توجس أوتحسس. بل بالعكس يوجد توجه وتودد تجاه العرب والشعوب العربية، بإعتبارهم الأقرب والأفهم لرسالة الإسلام. .
لكن من الحكام المفروضين فرضاعلى العالم العربي!!! نعم حيث يعتبرهم النظام الإسلامي في إيران، طغاة جفات ومفروضين غصباعلى الشعوب العربية.
وللموضوع بقية: