حروف صدئة
مازلت أمسح الغبار والصدأ عنها...
أحاول تلميعها بقدر الإمكان..
فمنذ زمن لم أستعملها بجدية..تلك الآنية الخزفية الرائعة...
كنت على يقين من أني سأخرج منها بنتيجة هامة يوما.
لكن كيف سيكون وحبر القلم استعصى عن المسيل؟.
حتى المقادير كانت باهتة وقديمة,و لم يسعفني الوقت لمراجعتها جيدا..
أكثرت من الدعاء...حاولت مرارا حتى اهترأ الورق وهرب مني..
احتفظت بتجاربي الخائبة ..أراجعها بحزن..علها تحيا يوما..
ألوان غيم خيمت على الغرفة لاتبارحها ...
ترن في أرجاء الغرفة كشبح لايفارقني...كبوم ينعق ولايسمع..
سألت أحدهم من كان موغلا في عالم الحرف:
-إقرئي...
فوضعت خميرة تعبي على الورق..ليتضاعف حجم الخليط...
-قوّمي الجمل ...
عدت أدراجي أسحب أسمال الأسطر الخائبة ,و أحاول من جديد...
مؤكد هناك أخطاء في المقادير ,لقد كان الطبق ساخنا بلا طعم...
-إسبكي جيدا ماكتبته فهو متناثر متفرق...
-فكري بجديد...اعجنيه جيدا واعتبريه طبقا لذيذا.
-اقفليه بحكمة وقوة...بعد أن تحددي حرارة الفرن..
-لاتدعي ثغرة ترهل فيه فطوله وقصره أمر هام...أنت حتى الآن لم تكتبي شيئا مهما...
كانت آخر ملاحظاته:
-ليس لدي الوقت الكافي للقراءة الآن سيدتي...
غضبت..تشنجت...حزنت ..رفضت ..استغربت...
هل يعني أنه لاأمل؟
عندما هدأت...
عرفت..الحقيقة...
لملت حروفي التائهة...
سكبت عسلا حقيقيا على الورق وحدي..
وعرفت متى وكيف ولماذا أكتب...
ريمه الخاني 12-11-2013