سرقوا راحته، فغيَّر – بكدٍّ وكَبد – مسكنَه العتيد..
سرقوا طعامَه، فاكتفى – إن وجد – بأكل القديد..
أوقعوه أرضا – لما تسامح وصبر – وانهالوا عليه ضربا بالعصي وسلاسل الحديد..
نظف من الدم النازف جرحا غائرا، ونهض يتلمس عيشَه ورزقَه من جديد..
مضت السنين وهو على ذي الحال..
تلسعُه النار يوما، ويوما يحاصرُه زمهريرُ الجليد..
إلى أن رآهم يسرقون مصيرَه، وهم يلوذون بصبره المجيد..
فانتصب واقفا ينفض عن سباته بقايا خوفِ الجاهل وعجزِ البليد..
قَلَبَ رأسَ المُجن على سيبويه والدُّؤلي..
واختزل لغة العرب في "لا"، عن حقي لن أنزلَ، ولن أحيد..
فمن يسرق مصيري، يسرق راحتي وطعامي ودمي وكرامتي،
فماذا ترك لي كي أسامحَ وأبدأ من جديد؟