لعبة الحظ
بقلم عبد القادر كعبان
استيقظ في داخلي إحساسٌ بالندم.. تذكرت سنوات الدراسة.. الشهادة الجامعية.. مستقبل مشرق ينتظرني.. وقفت للحظات.. انتبهت لذلك المبنى الفخم أين دفعتني لعبة الحظ للعمل هناك.. كلُّ شيءٍ من حولي يعدّني لحياة رافهةٍ منعّمة.. تدافع بعض الزملاء والزميلات.. ضجيجهم من حولي.. أعادني إلى الواقع الذي أعيشه اليوم.. فجأة.. كفٌّ ناعمة ربَّتَتْ على كتفي.. التفتت.. كانت ميس زميلة لي تقف وراءي مجانبة.. همست.. لا تتعجّلي الذهاب الى المنزل.. سألتها بتوتّر قلق.. ماذا سننتظر؟؟.. علت شفتيها ابتسامة خبيثة.. سيأتي رئيس القسم بعد قليل بسيّارته الأنيقة، وابتسامته البراقة.. انتظريه قليلاً.. صرخت.. لا.. لا.. سأذهبُ إلى المنزل في الحال.. أمورٌ كثيرة تنتظرني.. أمورٌ مؤلمة وقاسية.. لكنّني سأذهب.. عليَّ أن أواجهها.. ازدادت ابتسامتها عمقاً.. لا تكوني ساذجة.. سيّارة أنيقة.. غداءٌ فاخر.. جلسة هادئة جميلة تعزلُ الرّوحَ عن آلامها وبؤسها، وبعدها تعودين الى المنزل.. رددت..هنيئاً لك يا ميس.. للحظة أسرعت الخطى مدفوعةً برغبةِ الوصولِ إلى بيتنا لألقي بمتاعبي ودموعِي الساخنة بين أحضانه وجدرانه الصّامتة
إنتهت