اللقاء
وقف في الطابور وأخذ يتلفت حوله، يعرف كل الوجوه التي انحشرت عنوة داخل صالة الاستقبال الرحبة يتذكر كيف جاء، عرج مصادفة على مكتب صديقه إسماعيل، فطلب منه مشاركته مشوارا هاما، أخذه الارتباك الذي تقمص استعداد إسماعيل
- سوف نلاقي شخصية هامة..
- أين؟..
- ونشارك في حب الخشوم التي.. نطالعها كل يوم.
- نعم..
- سوف نتأخر..
لم يفد التحذير، وصل الاثنان إلى القصر الكبير، الأضواء تتوهج رجال الشرطة في كل مكان، وآخرون يحدقون في كل قادم بقسوة.
الثبات وارد، أخرج إسماعيل من لفافة ملقاة على المقعد الخلفي للسيارة مشلحا آخر، طلب منه أن يرتديه؛ الحفل رسمي، ارتدى المشلح وأخذ يتعثر في خطواته.
الصالة مليئة بالحضور، كلهم يعرفهم من تكرار مشاهدته لهم وهم يقبلون الطرف الأيمن للمشلح، أو ينحنون للثم الكف المبسوطة، في المناسبات المذاعة عبر شاشة التلفاز0
الساعة السادسة، الوقت يمر ببطيء، الساعة السابعة00 صوت مؤذن يعلن عن دخول وقت صلات المغرب، لا أحد يتلفت. لا أحد ينهض0
قامت مجموعة صغيرة من الصف الأول، افترش كل واحد (مشلحه)، تقدمهم رجل ملتح كبر لصلاة المغرب، انضم آخرون من باقي الصفوف، عاد المصلون الى مقاعدهم، وأن كان نصفها قد احتل بوافدين جدد0
الساعة الثامنة، بدت طلائع حركة، تناول معظم الجالسين القهوة، توزع في القاعة بعض رجال الشرطة، وآخرون من ذوي المهام الخاصة.
دخل صاحب القصر وهو يحادث آخر يسير خلفه بخطوات شبه منحن، يحمل بين يديه ملفا برزت من أطرافه أوراق ملونة، نهض الجميع، أشار صاحب القصر للآخر بالانصراف، انشغل الآخر بترتيب أوراق الملف وقد واجه الحائط.
اصطف الحضور في خط للسلام، جاء دوره، مد يده لمس اليد الممدودة، شد عليها كما هي عادته في المصافحة، افتر ثغره عن ابتسامة صغيرة وهو يتأمل الوجه عن قرب، تحرك بعد أن لمس تذمر من يقف خلفه،
لم يلاحظ سطوة صاحب القصر، شعر بأن الأشياء مألوفة لا يوجد ذلك الانبهار، الذي يشاهده كل مساء على شاشة التلفاز.
حاول العودة إلى مكانه، فقد التركيز، لم يجد المقعد، كما فقد الطريق الى إسماعيل الذي مازال في الصف ينتظر دوره.