اليك هناك فى بيروت ..
اليك هناك حيث تموت
كنهر ضيع المنبع ..
كأغنية بلا مطلع ..

تلك كانت كلمات الشاعر الفلسطينى الشهير سميح القاسم .. والتى خاطب بها المهجرين فى لبنان من الفلسطينيين قبيل الهجوم الاسرائيلي الأول عليها فى بداية الثمانينيات
ومن يومها ..
أصبحت لبنان ملتقي الأعاجيب فى العالم العربي ..
وظهرت وحفلت بالكثير من المتناقضات ..
تجد فى لبنان منذ ذلك العهد ..
التضحية فى أنقي صورها .. والعمالة بأبشع صورها
تجد فيها قوم باعوا أنفسهم لله بأن لهم الجنه .
وتجد أيضا بها قوما باعوا عقيدتهم لمن هم أشد لؤما من الشياطين

والآن ..

ومنذ ما يزيد عن العشرين يوما ..تتعرض لبنان للعدوان منفردة أمام اجتياح لآلة الحرب الاسرائيلية ..
ووقف الشعب اللبنانى مؤزرا ومعضدا لحزب الله ... المقصود بتلك الحملة الشعواء ..
ولو أنه من المفروض أننا بصدد صورة واضحه . .. لا تحتاج ولا تحتمل اختلافا ..
الا أن عالمنا العربي موطن المتناقضات الكبري بين شعوب العالم يأبي أن يؤمن بهذا

الصورة لشعب عربي مسلم شقيق
فى مواجهة عدوان سافر من أعدى أعداء العروبة
أظن أنه من الطبيعى أن تقف المشاعر .. المشاعر ولن أقول السلاح .. جنبا الى جنب مع المقاتلين ..
الا أن الاختلاف والفرقة أصبح آفتنا التى لن نتخلى عنها
فهناك من ترك الصورة برمتها .. وجعل همه متركزا فى الطعن بالمقاتلين مستغلا عقيدتهم الشيعية .
وهناك من ترك لصورة طاعنا وباحثا عن مؤامرة يصورها له عقله .. يؤمن بأن حزب الله يدبرها بغرض ما الا الجهاد
وهناك من ترك الصورة جاعلا همه الدفاع عن موقف بلاده المتخاذل تجاه العدوان
وغير هذا كثير

لذا أحببت تناول الموضوع بشيئ من التحليل السياسي والمنطقي لنعرف لأنفسنا طريقا وسط هذا الضباب
ولنتعرف أولا على حزب الله وشخصية قائده حسن نصر الله الذى شغل الدنيا من حوله
وتسبب فى اعادة بعث واحياء النبض العربي فى أعماق الأغلب الأعم من شعوب المنطقة هذا لو استثنينا المعارضين من المواطنين مع ضرورة استبعاد كل طاقم الحكومات بلا استثناء تلك التى نفضت نسبها للعروبة منذ زمن ولا يجوز عليها سوى الترحم عساه يأتى بفائدة مع ذنوبهم وكبارئهم

حزب الله .. وحسن نصر الله


ولد حسن نصر الله عام 1953 م
لأب يعمل بائعا للفاكهة فى بلدة " البازروية " بجنوب لبنان وهى مدينه تبعد نحو عشرة كيلومترات من مدينة صور اللينانية الشهيرة وانتقل بعد بلوغه سن الصبا من الجنوب اللبنانى الهادر الى احدى المناطق العشوائية المحيطة ببيروت والمعروفة باسم " الكارنتينا "
وعرف عنه ميله للقراءة فى فترة شبابه .. خاصة الكتب الدينية فى تلك الفترة التى اشتعلت فيها صراعات المذاهب فى العالم بين شيوعية ورأسمالية .. وراجح القول أنه كاد أن يستجيب لاغراء اليسار والذى كان الأكثر اغراء للشباب وقتها لما يمثله من شعبية زائفة بينهم
الا أنه وقبيل تفجر الحرب الأهلية اللبنانية انضم حسن نصر الله الى تنظيم شيعى شهير فى ذلك الوقت هو حركة
" أمل " والتى كان يتزعمها موسي الصدر المثل للأعلى لحسن نصر الله من طفـولته
وتمضي الحوادث الحارقة تشكل من طبيعته فى ذلك الوقت .
وكانت ثانى الحوادث تأثيرا عليه بعد الحرب الأهلية .. اختفاء الامام موسي الصدر بطريقة غامضة للغاية فى ليبيا أثناء مشاركته لاحتفالات الثورة الليبية هناك عام 1979م ..
وذلك قبل أسابيع قليلة ومعدودة على تفجر ثورة آية الله الخمينى بايران
لتتسارع الحوادث حول حسن نصر الله ويبدأ فى الظهور السريع منذ تلك اللحظة ..

وفى النجف العراقية التقي حسن نصر الله بعباس الموسوى صدفة .. ليصبح بعدها الموسوى مثلا أعلى وأستاذا لحسن نصر الله
لا سيما بعد أن اكتشف أن عباس الموسوى ليس عراقيا بل لبنانيا من اقليم البقاع وصاحب حسن نصر أستاذه الموسوى فى رحلة الهروب من جحيم المطاردة العراقية التى قادها صدام حسين بعد اغتيال الامام باقر الصدر أحد أشهر أئمة الشيعه
وتطورت علاقة حسن نصر الله سريعا بحركة أمل ليصبح فى فترة قياسية مندوبا لحركة فى اقليم البقاع ..قبل أن يتزايد تفجر الحوادث بين رفاق الحركة الواحدة . حركة أمل حيث تفجر الصراع المذهبي بين المعتدلين والمتشددين فى الحركة وانحاز الموسوى ونصر الله الى جبهه المتشددين وهم الطائفة التى رفضت نهائيا الدخول فى حلف مع جبهه الانقاذ الوطنى التى شكلها الرئيس اللبنانى " بشير الجميل " عقب الاجتياح الاسرائيلي ليتزعم بعدها " نبيه بري " حركة المعتدلين
ومع الانفصال الحادث بين أطراف الحركة ظهرت على الساحه السياسية أول بادرة لحزب الله ..
حيث كون حسن نصر الله حركة مضادة أسماها " أنصار الثورة الاسلامية " والتى تمخضت بعد ذلك الى حزب الله فى تلك الفترة بالغه الحساسية من تاريخ العرب حيث سقطت خلالها بيروت .. العاصمة العربية .. فى يد اسرائيل فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
وبعد اغتيال الموسوى على يد الموساد .. قفز حسن نصر الله الى مقعد خلافته ليبدأ حزب الله فى الظهور الحقيقي له على الساحه السياسية بأهداف أعلنها عند قيامه باختصار ألا وهو الاحتذاء بنظام الجمهورية الاسلامية فى ايران
هذه باختصار نبذة عن حزب الله وحسن نصر الله كفاتحه للحديث حتى نعرف عمن نتحدث أولا كبداية ..

حزب الله فى ميزان القوى

منذ ظهور حزب الله فى بداية الثمانينيات .وهو حزب شيعى ..
وظهور حركة المقاومة الاسلامية " حماس " بزعامة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وهى حركة سنية ..
منذ ظهورهما وهما يستقطبان الأضواء والشعبية من الحركات والحكومات الرسمية ببلادهم ويفتحون بجهادهم بابا نسيته اسرائيل منذ عام 1973 م ..
حيث قامت حركة حماس بالقاء الخنوع الذى أصاب منظمة التحرير افلسطينية بالترهل ورفعت السلاح مكبدة اسرائيل خسائر وصداعا دائما سعت بكل الطرق لكسرها لا سيما أنها احتوت على شخصيات ذات كاريزما قيادية وشعبية غير عادية أمثال الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي واللذان سقطا شهداء باغتيال اسرائيل لهما فى مطلع القرن الحالى محقيقين أسطورة حقيقية لهما فى وجدان الشعب العربي والاسلامى
أيضا خالد مشعل القيادى السياسي لحركة حماس الذى حاولت اغتياله أكثر من مرة وفشلت تماما وفى احدى العمليات الفاشلة لاغتيال مشعل بلبنان تسبب هذا الفضشل فى استقالة " دانى يا توم " رئيس الموساد وقتها

أما حزب الله فقد كانت شوكته أقوى وأكبر .. وآثاره أعلى كعبا
لأنه ألقي خلف ظهره فعلا كل احتمال لتوازن القوى السياسية وأصبح حكومة أخرى داخل لبنان وبعيدا عن حكومتها الرسمية ولم يشغل باله بمواقفها الرسمية أيا كانت ورجع التألق الذى أصبح عليه حزب الله الى عاملين هامين للغاية

الأول ..
القوة التى تحت يده وتتكون من مائة ألف مقاتل لا يشغل بالهم شيئ الا تكبيد اسرائيل الخسائر الفادحة حتى ولو كان الموت ثمنا لهذا
الثانى ..
القيادة والشخصية الكاريزمية لحسن نصر الله فبدون أدنى شك .. استطاع حسن نصر خلق شعبيته من قلب الأحداث فى لبنان وكان أسلوبه فريدا للغاية فى قيادته للمعارك ضد اسرائيل لا سيما فى ابتكاره للعديد من السبل التى أطاشت صواب اسرائيل وقادتها وآلتها العسكرية
كان آخرها نقل عملية تفجير البارجة الحربية الاسرائيلية على الهواء مباشرة مما كان له أبلغ الأثر سلبا على الاسرائيليين وايجابا على الجمهور العربي
أضف الى ذلك تاريخ طويل من المنجزات التى تمكن حزب الله من تحقيقها مثل تحرير الجنوب اللبنانى واجبار الجيش الاسرائيلي على الانسحاب
أيضا عملياته السابقة ضد عملاء الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها التى كانت بلبنان فى نهاية الثمانينيات مما دعا برونالد ريجان الرئيس الأمريكى وقتها الى سحب قواته كلها من لبنان .

ونأتى لأمر العمليات العسكرية الدائرة ..
فحزب الله وقف صامدا وندا بند أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية على الرغم من الفارق الكاسح لصالح الجيش الاسرائيلي الذى فقد قادته عقولهم مع صواريخ حزب الله البدائية اخترعتها الروس عام 1937 م .. وقاتل بها حزب الله ونال من اسرائيل ما لم تنله دولة عربية بعد حرب رمضان عام 1973 م ..
ومما زاد من وقع البطولة أن اسرائيل عجزت عن النيل من حسن نصر الله أو حتى ضرب قواعد الصواريخ لتفقد صوابها وتقوم بضرب الأهداف المدنية البحته بلبنان وآخرها مذبحة قانا الثانية لترضي بعضا من كرامتها المهدورة بأسلوبهم المعهود
وبالرغم من أن حزب الله نشأ كحزب مقاتل فى الأساس
الا أن شعبيته لم تقتصر على هذا المجال ..
فلبنان تحفل بالمشروعات الخيرية التى مدت يد حزب الله الى الجماهير الفقيرة التى لا تجد مشروعات تستوعبها مع التركيز الكامل من رجال الأعمال على المشروعات السياحية كمشروعات رفيق الحريري رحمه الله
والآن
نأتى لميزان التقييم لحزب الله فى حربه الأخيرة وتفاوت موقف الجماهير العربية سلبا وايجابا
ولكن فى الجزء الثانى ان شاء الله

اليك هناك فى بيروت ..
اليك هناك حيث تموت
كنهر ضيع المنبع ..
كأغنية بلا مطلع ..

تلك كانت كلمات الشاعر الفلسطينى الشهير سميح القاسم .. والتى خاطب بها المهجرين فى لبنان من الفلسطينيين قبيل الهجوم الاسرائيلي الأول عليها فى بداية الثمانينيات
ومن يومها ..
أصبحت لبنان ملتقي الأعاجيب فى العالم العربي ..
وظهرت وحفلت بالكثير من المتناقضات ..
تجد فى لبنان منذ ذلك العهد ..
التضحية فى أنقي صورها .. والعمالة بأبشع صورها
تجد فيها قوم باعوا أنفسهم لله بأن لهم الجنه .
وتجد أيضا بها قوما باعوا عقيدتهم لمن هم أشد لؤما من الشياطين

والآن ..

ومنذ ما يزيد عن العشرين يوما ..تتعرض لبنان للعدوان منفردة أمام اجتياح لآلة الحرب الاسرائيلية ..
ووقف الشعب اللبنانى مؤزرا ومعضدا لحزب الله ... المقصود بتلك الحملة الشعواء ..
ولو أنه من المفروض أننا بصدد صورة واضحه . .. لا تحتاج ولا تحتمل اختلافا ..
الا أن عالمنا العربي موطن المتناقضات الكبري بين شعوب العالم يأبي أن يؤمن بهذا

الصورة لشعب عربي مسلم شقيق
فى مواجهة عدوان سافر من أعدى أعداء العروبة
أظن أنه من الطبيعى أن تقف المشاعر .. المشاعر ولن أقول السلاح .. جنبا الى جنب مع المقاتلين ..
الا أن الاختلاف والفرقة أصبح آفتنا التى لن نتخلى عنها
فهناك من ترك الصورة برمتها .. وجعل همه متركزا فى الطعن بالمقاتلين مستغلا عقيدتهم الشيعية .
وهناك من ترك لصورة طاعنا وباحثا عن مؤامرة يصورها له عقله .. يؤمن بأن حزب الله يدبرها بغرض ما الا الجهاد
وهناك من ترك الصورة جاعلا همه الدفاع عن موقف بلاده المتخاذل تجاه العدوان
وغير هذا كثير

لذا أحببت تناول الموضوع بشيئ من التحليل السياسي والمنطقي لنعرف لأنفسنا طريقا وسط هذا الضباب
ولنتعرف أولا على حزب الله وشخصية قائده حسن نصر الله الذى شغل الدنيا من حوله
وتسبب فى اعادة بعث واحياء النبض العربي فى أعماق الأغلب الأعم من شعوب المنطقة هذا لو استثنينا المعارضين من المواطنين مع ضرورة استبعاد كل طاقم الحكومات بلا استثناء تلك التى نفضت نسبها للعروبة منذ زمن ولا يجوز عليها سوى الترحم عساه يأتى بفائدة مع ذنوبهم وكبارئهم

حزب الله .. وحسن نصر الله


ولد حسن نصر الله عام 1953 م
لأب يعمل بائعا للفاكهة فى بلدة " البازروية " بجنوب لبنان وهى مدينه تبعد نحو عشرة كيلومترات من مدينة صور اللينانية الشهيرة وانتقل بعد بلوغه سن الصبا من الجنوب اللبنانى الهادر الى احدى المناطق العشوائية المحيطة ببيروت والمعروفة باسم " الكارنتينا "
وعرف عنه ميله للقراءة فى فترة شبابه .. خاصة الكتب الدينية فى تلك الفترة التى اشتعلت فيها صراعات المذاهب فى العالم بين شيوعية ورأسمالية .. وراجح القول أنه كاد أن يستجيب لاغراء اليسار والذى كان الأكثر اغراء للشباب وقتها لما يمثله من شعبية زائفة بينهم
الا أنه وقبيل تفجر الحرب الأهلية اللبنانية انضم حسن نصر الله الى تنظيم شيعى شهير فى ذلك الوقت هو حركة
" أمل " والتى كان يتزعمها موسي الصدر المثل للأعلى لحسن نصر الله من طفـولته
وتمضي الحوادث الحارقة تشكل من طبيعته فى ذلك الوقت .
وكانت ثانى الحوادث تأثيرا عليه بعد الحرب الأهلية .. اختفاء الامام موسي الصدر بطريقة غامضة للغاية فى ليبيا أثناء مشاركته لاحتفالات الثورة الليبية هناك عام 1979م ..
وذلك قبل أسابيع قليلة ومعدودة على تفجر ثورة آية الله الخمينى بايران
لتتسارع الحوادث حول حسن نصر الله ويبدأ فى الظهور السريع منذ تلك اللحظة ..

وفى النجف العراقية التقي حسن نصر الله بعباس الموسوى صدفة .. ليصبح بعدها الموسوى مثلا أعلى وأستاذا لحسن نصر الله
لا سيما بعد أن اكتشف أن عباس الموسوى ليس عراقيا بل لبنانيا من اقليم البقاع وصاحب حسن نصر أستاذه الموسوى فى رحلة الهروب من جحيم المطاردة العراقية التى قادها صدام حسين بعد اغتيال الامام باقر الصدر أحد أشهر أئمة الشيعه
وتطورت علاقة حسن نصر الله سريعا بحركة أمل ليصبح فى فترة قياسية مندوبا لحركة فى اقليم البقاع ..قبل أن يتزايد تفجر الحوادث بين رفاق الحركة الواحدة . حركة أمل حيث تفجر الصراع المذهبي بين المعتدلين والمتشددين فى الحركة وانحاز الموسوى ونصر الله الى جبهه المتشددين وهم الطائفة التى رفضت نهائيا الدخول فى حلف مع جبهه الانقاذ الوطنى التى شكلها الرئيس اللبنانى " بشير الجميل " عقب الاجتياح الاسرائيلي ليتزعم بعدها " نبيه بري " حركة المعتدلين
ومع الانفصال الحادث بين أطراف الحركة ظهرت على الساحه السياسية أول بادرة لحزب الله ..
حيث كون حسن نصر الله حركة مضادة أسماها " أنصار الثورة الاسلامية " والتى تمخضت بعد ذلك الى حزب الله فى تلك الفترة بالغه الحساسية من تاريخ العرب حيث سقطت خلالها بيروت .. العاصمة العربية .. فى يد اسرائيل فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
وبعد اغتيال الموسوى على يد الموساد .. قفز حسن نصر الله الى مقعد خلافته ليبدأ حزب الله فى الظهور الحقيقي له على الساحه السياسية بأهداف أعلنها عند قيامه باختصار ألا وهو الاحتذاء بنظام الجمهورية الاسلامية فى ايران
هذه باختصار نبذة عن حزب الله وحسن نصر الله كفاتحه للحديث حتى نعرف عمن نتحدث أولا كبداية ..

حزب الله فى ميزان القوى

منذ ظهور حزب الله فى بداية الثمانينيات .وهو حزب شيعى ..
وظهور حركة المقاومة الاسلامية " حماس " بزعامة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وهى حركة سنية ..
منذ ظهورهما وهما يستقطبان الأضواء والشعبية من الحركات والحكومات الرسمية ببلادهم ويفتحون بجهادهم بابا نسيته اسرائيل منذ عام 1973 م ..
حيث قامت حركة حماس بالقاء الخنوع الذى أصاب منظمة التحرير افلسطينية بالترهل ورفعت السلاح مكبدة اسرائيل خسائر وصداعا دائما سعت بكل الطرق لكسرها لا سيما أنها احتوت على شخصيات ذات كاريزما قيادية وشعبية غير عادية أمثال الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي واللذان سقطا شهداء باغتيال اسرائيل لهما فى مطلع القرن الحالى محقيقين أسطورة حقيقية لهما فى وجدان الشعب العربي والاسلامى
أيضا خالد مشعل القيادى السياسي لحركة حماس الذى حاولت اغتياله أكثر من مرة وفشلت تماما وفى احدى العمليات الفاشلة لاغتيال مشعل بلبنان تسبب هذا الفضشل فى استقالة " دانى يا توم " رئيس الموساد وقتها

أما حزب الله فقد كانت شوكته أقوى وأكبر .. وآثاره أعلى كعبا
لأنه ألقي خلف ظهره فعلا كل احتمال لتوازن القوى السياسية وأصبح حكومة أخرى داخل لبنان وبعيدا عن حكومتها الرسمية ولم يشغل باله بمواقفها الرسمية أيا كانت ورجع التألق الذى أصبح عليه حزب الله الى عاملين هامين للغاية

الأول ..
القوة التى تحت يده وتتكون من مائة ألف مقاتل لا يشغل بالهم شيئ الا تكبيد اسرائيل الخسائر الفادحة حتى ولو كان الموت ثمنا لهذا
الثانى ..
القيادة والشخصية الكاريزمية لحسن نصر الله فبدون أدنى شك .. استطاع حسن نصر خلق شعبيته من قلب الأحداث فى لبنان وكان أسلوبه فريدا للغاية فى قيادته للمعارك ضد اسرائيل لا سيما فى ابتكاره للعديد من السبل التى أطاشت صواب اسرائيل وقادتها وآلتها العسكرية
كان آخرها نقل عملية تفجير البارجة الحربية الاسرائيلية على الهواء مباشرة مما كان له أبلغ الأثر سلبا على الاسرائيليين وايجابا على الجمهور العربي
أضف الى ذلك تاريخ طويل من المنجزات التى تمكن حزب الله من تحقيقها مثل تحرير الجنوب اللبنانى واجبار الجيش الاسرائيلي على الانسحاب
أيضا عملياته السابقة ضد عملاء الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها التى كانت بلبنان فى نهاية الثمانينيات مما دعا برونالد ريجان الرئيس الأمريكى وقتها الى سحب قواته كلها من لبنان .

ونأتى لأمر العمليات العسكرية الدائرة ..
فحزب الله وقف صامدا وندا بند أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية على الرغم من الفارق الكاسح لصالح الجيش الاسرائيلي الذى فقد قادته عقولهم مع صواريخ حزب الله البدائية اخترعتها الروس عام 1937 م .. وقاتل بها حزب الله ونال من اسرائيل ما لم تنله دولة عربية بعد حرب رمضان عام 1973 م ..
ومما زاد من وقع البطولة أن اسرائيل عجزت عن النيل من حسن نصر الله أو حتى ضرب قواعد الصواريخ لتفقد صوابها وتقوم بضرب الأهداف المدنية البحته بلبنان وآخرها مذبحة قانا الثانية لترضي بعضا من كرامتها المهدورة بأسلوبهم المعهود
وبالرغم من أن حزب الله نشأ كحزب مقاتل فى الأساس
الا أن شعبيته لم تقتصر على هذا المجال ..
فلبنان تحفل بالمشروعات الخيرية التى مدت يد حزب الله الى الجماهير الفقيرة التى لا تجد مشروعات تستوعبها مع التركيز الكامل من رجال الأعمال على المشروعات السياحية كمشروعات رفيق الحريري رحمه الله
والآن
نأتى لميزان التقييم لحزب الله فى حربه الأخيرة وتفاوت موقف الجماهير العربية سلبا وايجابا
ولكن فى الجزء الثانى ان شاء الله
اليك هناك فى بيروت ..
اليك هناك حيث تموت
كنهر ضيع المنبع ..
كأغنية بلا مطلع ..

تلك كانت كلمات الشاعر الفلسطينى الشهير سميح القاسم .. والتى خاطب بها المهجرين فى لبنان من الفلسطينيين قبيل الهجوم الاسرائيلي الأول عليها فى بداية الثمانينيات
ومن يومها ..
أصبحت لبنان ملتقي الأعاجيب فى العالم العربي ..
وظهرت وحفلت بالكثير من المتناقضات ..
تجد فى لبنان منذ ذلك العهد ..
التضحية فى أنقي صورها .. والعمالة بأبشع صورها
تجد فيها قوم باعوا أنفسهم لله بأن لهم الجنه .
وتجد أيضا بها قوما باعوا عقيدتهم لمن هم أشد لؤما من الشياطين

والآن ..

ومنذ ما يزيد عن العشرين يوما ..تتعرض لبنان للعدوان منفردة أمام اجتياح لآلة الحرب الاسرائيلية ..
ووقف الشعب اللبنانى مؤزرا ومعضدا لحزب الله ... المقصود بتلك الحملة الشعواء ..
ولو أنه من المفروض أننا بصدد صورة واضحه . .. لا تحتاج ولا تحتمل اختلافا ..
الا أن عالمنا العربي موطن المتناقضات الكبري بين شعوب العالم يأبي أن يؤمن بهذا

الصورة لشعب عربي مسلم شقيق
فى مواجهة عدوان سافر من أعدى أعداء العروبة
أظن أنه من الطبيعى أن تقف المشاعر .. المشاعر ولن أقول السلاح .. جنبا الى جنب مع المقاتلين ..
الا أن الاختلاف والفرقة أصبح آفتنا التى لن نتخلى عنها
فهناك من ترك الصورة برمتها .. وجعل همه متركزا فى الطعن بالمقاتلين مستغلا عقيدتهم الشيعية .
وهناك من ترك لصورة طاعنا وباحثا عن مؤامرة يصورها له عقله .. يؤمن بأن حزب الله يدبرها بغرض ما الا الجهاد
وهناك من ترك الصورة جاعلا همه الدفاع عن موقف بلاده المتخاذل تجاه العدوان
وغير هذا كثير

لذا أحببت تناول الموضوع بشيئ من التحليل السياسي والمنطقي لنعرف لأنفسنا طريقا وسط هذا الضباب
ولنتعرف أولا على حزب الله وشخصية قائده حسن نصر الله الذى شغل الدنيا من حوله
وتسبب فى اعادة بعث واحياء النبض العربي فى أعماق الأغلب الأعم من شعوب المنطقة هذا لو استثنينا المعارضين من المواطنين مع ضرورة استبعاد كل طاقم الحكومات بلا استثناء تلك التى نفضت نسبها للعروبة منذ زمن ولا يجوز عليها سوى الترحم عساه يأتى بفائدة مع ذنوبهم وكبارئهم

حزب الله .. وحسن نصر الله


ولد حسن نصر الله عام 1953 م
لأب يعمل بائعا للفاكهة فى بلدة " البازروية " بجنوب لبنان وهى مدينه تبعد نحو عشرة كيلومترات من مدينة صور اللينانية الشهيرة وانتقل بعد بلوغه سن الصبا من الجنوب اللبنانى الهادر الى احدى المناطق العشوائية المحيطة ببيروت والمعروفة باسم " الكارنتينا "
وعرف عنه ميله للقراءة فى فترة شبابه .. خاصة الكتب الدينية فى تلك الفترة التى اشتعلت فيها صراعات المذاهب فى العالم بين شيوعية ورأسمالية .. وراجح القول أنه كاد أن يستجيب لاغراء اليسار والذى كان الأكثر اغراء للشباب وقتها لما يمثله من شعبية زائفة بينهم
الا أنه وقبيل تفجر الحرب الأهلية اللبنانية انضم حسن نصر الله الى تنظيم شيعى شهير فى ذلك الوقت هو حركة
" أمل " والتى كان يتزعمها موسي الصدر المثل للأعلى لحسن نصر الله من طفـولته
وتمضي الحوادث الحارقة تشكل من طبيعته فى ذلك الوقت .
وكانت ثانى الحوادث تأثيرا عليه بعد الحرب الأهلية .. اختفاء الامام موسي الصدر بطريقة غامضة للغاية فى ليبيا أثناء مشاركته لاحتفالات الثورة الليبية هناك عام 1979م ..
وذلك قبل أسابيع قليلة ومعدودة على تفجر ثورة آية الله الخمينى بايران
لتتسارع الحوادث حول حسن نصر الله ويبدأ فى الظهور السريع منذ تلك اللحظة ..

وفى النجف العراقية التقي حسن نصر الله بعباس الموسوى صدفة .. ليصبح بعدها الموسوى مثلا أعلى وأستاذا لحسن نصر الله
لا سيما بعد أن اكتشف أن عباس الموسوى ليس عراقيا بل لبنانيا من اقليم البقاع وصاحب حسن نصر أستاذه الموسوى فى رحلة الهروب من جحيم المطاردة العراقية التى قادها صدام حسين بعد اغتيال الامام باقر الصدر أحد أشهر أئمة الشيعه
وتطورت علاقة حسن نصر الله سريعا بحركة أمل ليصبح فى فترة قياسية مندوبا لحركة فى اقليم البقاع ..قبل أن يتزايد تفجر الحوادث بين رفاق الحركة الواحدة . حركة أمل حيث تفجر الصراع المذهبي بين المعتدلين والمتشددين فى الحركة وانحاز الموسوى ونصر الله الى جبهه المتشددين وهم الطائفة التى رفضت نهائيا الدخول فى حلف مع جبهه الانقاذ الوطنى التى شكلها الرئيس اللبنانى " بشير الجميل " عقب الاجتياح الاسرائيلي ليتزعم بعدها " نبيه بري " حركة المعتدلين
ومع الانفصال الحادث بين أطراف الحركة ظهرت على الساحه السياسية أول بادرة لحزب الله ..
حيث كون حسن نصر الله حركة مضادة أسماها " أنصار الثورة الاسلامية " والتى تمخضت بعد ذلك الى حزب الله فى تلك الفترة بالغه الحساسية من تاريخ العرب حيث سقطت خلالها بيروت .. العاصمة العربية .. فى يد اسرائيل فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
وبعد اغتيال الموسوى على يد الموساد .. قفز حسن نصر الله الى مقعد خلافته ليبدأ حزب الله فى الظهور الحقيقي له على الساحه السياسية بأهداف أعلنها عند قيامه باختصار ألا وهو الاحتذاء بنظام الجمهورية الاسلامية فى ايران
هذه باختصار نبذة عن حزب الله وحسن نصر الله كفاتحه للحديث حتى نعرف عمن نتحدث أولا كبداية ..

حزب الله فى ميزان القوى

منذ ظهور حزب الله فى بداية الثمانينيات .وهو حزب شيعى ..
وظهور حركة المقاومة الاسلامية " حماس " بزعامة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وهى حركة سنية ..
منذ ظهورهما وهما يستقطبان الأضواء والشعبية من الحركات والحكومات الرسمية ببلادهم ويفتحون بجهادهم بابا نسيته اسرائيل منذ عام 1973 م ..
حيث قامت حركة حماس بالقاء الخنوع الذى أصاب منظمة التحرير افلسطينية بالترهل ورفعت السلاح مكبدة اسرائيل خسائر وصداعا دائما سعت بكل الطرق لكسرها لا سيما أنها احتوت على شخصيات ذات كاريزما قيادية وشعبية غير عادية أمثال الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي واللذان سقطا شهداء باغتيال اسرائيل لهما فى مطلع القرن الحالى محقيقين أسطورة حقيقية لهما فى وجدان الشعب العربي والاسلامى
أيضا خالد مشعل القيادى السياسي لحركة حماس الذى حاولت اغتياله أكثر من مرة وفشلت تماما وفى احدى العمليات الفاشلة لاغتيال مشعل بلبنان تسبب هذا الفضشل فى استقالة " دانى يا توم " رئيس الموساد وقتها

أما حزب الله فقد كانت شوكته أقوى وأكبر .. وآثاره أعلى كعبا
لأنه ألقي خلف ظهره فعلا كل احتمال لتوازن القوى السياسية وأصبح حكومة أخرى داخل لبنان وبعيدا عن حكومتها الرسمية ولم يشغل باله بمواقفها الرسمية أيا كانت ورجع التألق الذى أصبح عليه حزب الله الى عاملين هامين للغاية

الأول ..
القوة التى تحت يده وتتكون من مائة ألف مقاتل لا يشغل بالهم شيئ الا تكبيد اسرائيل الخسائر الفادحة حتى ولو كان الموت ثمنا لهذا
الثانى ..
القيادة والشخصية الكاريزمية لحسن نصر الله فبدون أدنى شك .. استطاع حسن نصر خلق شعبيته من قلب الأحداث فى لبنان وكان أسلوبه فريدا للغاية فى قيادته للمعارك ضد اسرائيل لا سيما فى ابتكاره للعديد من السبل التى أطاشت صواب اسرائيل وقادتها وآلتها العسكرية
كان آخرها نقل عملية تفجير البارجة الحربية الاسرائيلية على الهواء مباشرة مما كان له أبلغ الأثر سلبا على الاسرائيليين وايجابا على الجمهور العربي
أضف الى ذلك تاريخ طويل من المنجزات التى تمكن حزب الله من تحقيقها مثل تحرير الجنوب اللبنانى واجبار الجيش الاسرائيلي على الانسحاب
أيضا عملياته السابقة ضد عملاء الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها التى كانت بلبنان فى نهاية الثمانينيات مما دعا برونالد ريجان الرئيس الأمريكى وقتها الى سحب قواته كلها من لبنان .

ونأتى لأمر العمليات العسكرية الدائرة ..
فحزب الله وقف صامدا وندا بند أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية على الرغم من الفارق الكاسح لصالح الجيش الاسرائيلي الذى فقد قادته عقولهم مع صواريخ حزب الله البدائية اخترعتها الروس عام 1937 م .. وقاتل بها حزب الله ونال من اسرائيل ما لم تنله دولة عربية بعد حرب رمضان عام 1973 م ..
ومما زاد من وقع البطولة أن اسرائيل عجزت عن النيل من حسن نصر الله أو حتى ضرب قواعد الصواريخ لتفقد صوابها وتقوم بضرب الأهداف المدنية البحته بلبنان وآخرها مذبحة قانا الثانية لترضي بعضا من كرامتها المهدورة بأسلوبهم المعهود
وبالرغم من أن حزب الله نشأ كحزب مقاتل فى الأساس
الا أن شعبيته لم تقتصر على هذا المجال ..
فلبنان تحفل بالمشروعات الخيرية التى مدت يد حزب الله الى الجماهير الفقيرة التى لا تجد مشروعات تستوعبها مع التركيز الكامل من رجال الأعمال على المشروعات السياحية كمشروعات رفيق الحريري رحمه الله
والآن
نأتى لميزان التقييم لحزب الله فى حربه الأخيرة وتفاوت موقف الجماهير العربية سلبا وايجابا
ولكن فى الجزء الثانى ان شاء الله
والآن ناتى للجزء الثانى من هذه الاطلالة ..

حزب الله بين التأييد والتحييد والمعارضة

تفجرت المواجهات بين مقاتلى حزب الله وبين اسرائيل ..
فتجرت معها قنابل المواقف الغريبة بين التأييد والتحييد والعداء ..
بين أبناء الهدف الواحد والوطن الواحد والقضية الواحدة ..

الغالبية الساحقة من الشعوب العربية موقفها معروف عبروا عنه تعاطفا ودعاء عملا بأضعف الايمان
لكن المشكلة الحقيقية فى من حيدوا أنفسهم .. وفيمن عارضوا حزب الله .. بل الأنكى دعوا الى قتاله بدلا من الوقوف معه .. بالرغم من عدم حاجة المقاتلين لعون العجزة من أمثالنا .. ولنتسم بالصراحه قليلا ..
ونسكب الحق على وجهات نظرنا ونعريها ..
أدعوكم وأدعو نفسي لعدم الهروب من المواجهة مع الله تعالى
مع الرسول عليه الصلاة والسلام
مع أنفسكم ..

أولا موقف الحكام ..

لسنا بحاجة الى اطالة الحديث فى هذا الشأن
فموقف جميع الحكام العرب بلا استثناء لا يحتاج الى الكلمات بل يحتاج رد فعل آخر لست بحاجة الى ذكره
فهم جميعا بلا استثناء مخذولون كعادتهم أمام أنفسهم قبل أن يكونوا مخذولين أمام شعوبهم

وأرجو ألا يقفز واحد من المخدوعين فى حكامهم فيحاول استفزازى بالدفاع عن حاكم هنا أو هناك
فأجد نفسي مضطرا الى ذكر ما لن يرضي أحدا .. سأجد نفسي مضطرا الى ايقاظ من نام عن ما يدور فى بلاده بالأدلة القاطعه التى لا تحتمل شكا ..

نأتى لموقف الشعوب
قلنا أن الغالية هناك فى موقفها الطبيعى .
فماذا عن المحيدين وعن المعارضين ..

أولا .. المحيدون ..

تحت تأثير الاعلام الحكومى غالبا أو أى اعلام مغرض .. خرجت بعض الأقلام للأسف الشديد داعية الى تأييد وجهة نظر بلادها فى تحييد القوات المسلحه لبعض الأطراف العربية تحت زعم أن كل أرض لها شعبها .. وجيشها
واقتنعوا بالمببرات المصاغه حول الاحتفاظ بالجيوش للحماية ضد الاعتداء على الحدود ..

فيا أهل العقل والاستراتيجيات العسكرية أجيبونى ..
حرب تدور رحاها على مرمى طرف من حدود أيا من تلك البلاد ..
أي حياد يكون فيها ..
وفق ما عرفناه فى الاستراتيجية العسكرية ..
أن الحروب فى العصر الحديث تمثل تهديدا مباشرا على الحدود الخارجية لأى دولة بمجرد أن تدور رحى الحرب بالقرب من حدودها ..
وبالتالى لا يوجد شيئ اسمه الحياد السلبي مع الحروب المجاورة حتى ولو لم تكن الدولة المجاورة لها فى أطراف النزاع حليفا أو صديقا
تماما كما حدث فى الحرب العالمية الثانية ..والأولى من قبلها ..
بريطانيا أعلنت الحرب بمجرد استيلاء أودلف هتلر على النمسا .. لما رأته من تهديد للأمن القومى الأوربي والبريطانى بالتالى
ولم يخرج أحد لاتهام " نيفل تشمبرلين " رئيس الوزارء البريطانى وقتها بالتدخل فى حرب لا تعنيه ولا تهدد حدود بريطانيا .. لأنه ليس من المنطق فى شيئ أن أنتظر العدو ليأتى بمقاتلاته حتى غرفه نومى لأقتنع بعدوانه وخطره .. حدث هذا بالرغم من أن بريطانيا لم تجمعها بالنمسا اتفاقيات أو اتحادات أو وحدة جنس ودين ولغه كما هو حادث مع الدول العربية وحكامها الذين ينتظرون دخول الدبابات والطائرات حتى العواصم ليقتنعوا بخطر عدوهم ..

هذا بالاضافة الى أن المعتدى عدو معروف .. وبين العرب وبينه ما صنع الحداد .. أى أن الحليف هنا واضح والعدو واضح
فأين المنطق فى دعوات الحياد يا ترى .

ثانيا .. الداعون الى حرب حزب الله

خرجت أيضا بعض الدعوات الكثيفة بعدم مناصرة حزب الله لسببين هامين رأى أصحابهما أنهما سببان وجيهان لترك حزب الله فى المواجهة منفردا .

أول الأسباب ..كان سببا سياسيا ..

وهو أن حزب الله شيعى والشيعه كلهم أحباء اسرائيل ومن مناصريها وحلفائها .. !
هكذا .. خرج القول من بعض الكتاب الكبار للأسف ليتلقفه كل ذى غرض للهروب من تأنيب الضمير فيردده على أنه مسلمه ..
بداية .. هل يتفضل السادة القائلون بهذا ..
لكى يشرحوا لنا كيف أن حزب الله ورجاله من عملاء اسرئيل .. ويمكنكم مطالعه تاريخ حزب الله مع عمليات المقاومة المسلحه ضد اسرائيل مدافعا عن الحياض اللبنانية فى الوقت الذى كانت الحكومة الرسمية تقبع خلف موائد الرياسة ..
كيف يمكن لحزب الله وهو المصنف الأول لعداءات اسرائيل على الاطلاق
وهو الذى حرر جزء من أرض الجنوب مجبرا اسرائيل على الانسحاب .
ترى هل كانت نوعا من الخداع بين اسرائيل وحزب الله لكى يخدعوا بها العرب الأشاوس مثلا ..
وبلغ بهم الاتقان فى الخداع أن تكبدت اسرائيل خسائر فادحة بشرية ومادية بالرغم مما تمثله قيمة الامقاتل اليهودى فى عقيدة الدولة اليهودية التى تشن حروبا لأجل رفات أحد القتلى !!
أين هى العمالة !!
وكيف .. ؟!!
وسؤال منطقي يطرح نفسه ..
أين العقول التى قرأت فسلمت بصحه ما قرأته كانه منزل من السماء ..؟!
أين العقل وأين الادراك ..

ثانى الأسباب .. وهو سبب دينى

وهو الدعوة التى خرجت على ألسنه وأقلام مختلفة وجدت صدى لها واسع فى بعض العقول والقلوب المريضة
حيث خرجت لدعوات بعدم نصرة حزب الله حتى ولو بالدعاء من الشيعه الضالين المضلين فكيف نناصرهم ونحن سنه مهتدون ..!!

ولهؤلاء أقول..
بداية .. هل دعاكم أحد لمناصرة حزب الله وهو يخوض معركة دعوية لفرض المذهب الشيعى فى البلاد العربية ..!!أم كانت الدعوة لمناصرة حزب الله فى أمر دفاع وجهاد عن وطن ضد أحط البشر وأفسد أهل الأرض عقيدة ومذهبا ..
ثم أين النسبة والتناسب فى وزن الأمور
فان كانت الشيعه فرقا ضالة كما نقرر دون شك
فأيهما أشد ضلالا واعتداء على الاسلام .. أحفاد بن العلقمى كما يرددون عن حزب الله
أم أحفاد القردة والخنازير

دعونا من هذا كله .. وأخبرونى ..
ترى هل أنتم يا أهل التقي والحمية .
أشد غيرة على الاسلام من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فاذا كان القرءان الكريم قد نزل بأية نصرة الروم فى بداية الدعوة الاسلامية وهى التى فرح بها المسلمون
وهو قول الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم ..
ألم .. غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون .. فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم "
صدق الله العظيم

والقصة كما رواها المفسرون ..
تكمن فى أنه فى بداية الدعوة الاسلامية وكانت الروم والفرس هما الدولتان الكبريان فى العالم القديم ..
وكان الروم من أهل العقيدة المسيحية .. أهل رسالة ووحى
بينما الفرس من المجوس عبدة النار المشركين ..
وحجث أنه فى احدى معارك حروبهم المستعرة .. هزمت الروم هزيمة منكرة من الفرس .. فقام المشركون بمكة .. بمعايرة المسلمين بهزيمة الروم لكونهم أصحاب رسالة السيد المسيح عليه السلام الذى تحدث عنه الرسول عليه الصلاة والسلام
بصفته أخ الرسالة السابقة والمبشر به
فنزلت الآية تبشر المؤمنين بنصرة الروم وزوال هزيمتهم بعد بضع سنين وهو الأمر الذى سيفرح فيه المؤمنون بنصر الله كما تنص الآية

والسؤال الآن يا سادة ..
أيهما أشد ضلالا .. الروم الذين حاربهم الاسلام بعد ذلك لكون عقيدتهم زال زمانها .. أم الشيعه أحد الرافضة فى الاسلام
والاجابة لا تحتاج الى كثير ذكاء..
فكيف اذا فرح المؤمنون بنصر الله يوم أن هزم الروم الفرس ..!!
والجواب أن الفرس أشد ضلالا من الروم فان كانت كلتاهما عقيدة فاسدة .. فامر لا يؤخذ على اطلاقه .. فحتى الضلال له درجات
لماذا اذا لم تظهر الدعوات الخائفة الشاعرة بالغيرة لتقول لا تنصروا الروم بقلوبكم فهم أصحاب ضلال

ونعود للسؤال القرين بالسؤال السابق
أيهما أشد ضلالا .. اليهود أم الشيعه
مع الوضع فى الاعتبار أن النزاع بين الفرس والروم كان حرب عقائد فى المقام الأول
بينما النزاع ولحرب بين اليهود والشيعه دفاع عن الوطن لا العقيدة


نفس المنطق الذى قامت به حرب أكتوبر عام 1973 م وحارب الجندى المسلم الى جوار الجندى المسيحى وكلاهما كان فدائيا

ففيم الدعوات التى تدعون
فيم الدعوات التى تدعون
فيم الدعوات التى تدعون


كلمة أخيرة

لست أدرى .. هل الدماء التى تجرى بعروقنا هى دماء بشرية فعلا .. أم لا ..
تأملوا كيف رفض الضحايا والجرحى اللبنانيون كل المساعدات المدنية الت تقدمت بها الدول العربية بما فيها المعاونات الطبية
وفضلوا الموت والعجز على العلاج العربي
ومنهم من توسلوا له بقبول العلاج المرسل فرفض
ولم يقبل جريح واحد .. شريطا واحدا من كم العلاج المرسل ..
ناهيك عن حديث حسن نصر الله المتكرر بأنه لا يريد من العرب جميعا الا أن يتركوه وأهله لحاله
وعلى حد قوله بالنص
" فكوا عنا .. ما الكم شغل فينا .. الله يعطيكون العافية "

فيا أيها اللاعنون فساد العقيدة على المقاتلين ..
أين جيوشكم البديلة اذا فما دمتم بهذه الحمية ..
لماذا لم تجيشوا جيوشكم فتأخذوا زمام الأمر من نصر الله وغيره يا أهل السنة

ويا أيها اللاعنون فساد العقيدة على المقاتلين
العنوا أنفسكم قبل أن تلعنوهم