قال الإمام الماوردي: واعلم أن المتعلمين ضربان: مستدعى وطالب، فأما المستدعى إلى العلم فهو من استدعاه العالم إلى التعليم لما ظهرت له من جودة ذكائه وبان له من قوة خاطره، فإذا وافق استدعاء العالم شهوة المتعلم كانت نتيجتها درك النجباء وظفر السعداء، لأن العالم باستدعائه متوفر والمتعلم بشهوته وذكائه مستكثر، وأما طالب العلم لداع يدعوه وباعث يحدوه، فإن كان الداعي دينياً وكان المتعلم فطناً ذكياً وجب على العالم أن يكون عليه مقبلاً، وعلى تعليمه متوفراً، لا يخفي عليه مكنوناً، ولا يطوي عنه مخزوناً، وإن كان بليداً بعيد الفطنة، فينبغي ألا يُمنع من اليسير فيحرم، ولا يحمل على بالكثير فيظلم، ولا يجعل بلادته ذريعة لحرمانه. (أدب الدنيا والدين للماوردي) ص24