ليست دفاعا عن"علا الفارس" .. حرية الرأي 0%
ليست دفاعا عنها .. ليس فقط لأنها أقدر على الدفاع عن نفسها ... ليس فقط لأن كل الذي أعرفها عنها .. أنها تعمل في "إم بي سي" – حسب ما فهمت من خبر إيقافها – وكل الذي رأيته صورة لها .. حاسرة غفر الله لي ولها.
يبدو أن الإنسان حين يتقدم به العمر يميل إلى الثرثرة!!
عبارة أوشكت أن تكمل عقدها الثالث .. رنت الآن في أذني!!
بدأت القصة يوم الخميس الأسود .. حالك السواد .. الثاني من أغسطس 1990،عند عودتي من صلاة الظهر،أخبرني أخي محمد الحسن،باحتلال "الكويت" !! لسبب أجهله .. دخلت دورة المياه .. وبكيت!!
وفي ليلة السادس عشر من يناير 1991،نهاية المهلة التي أُعطيت لصدام حسن .. وكانت ليلة "إجازة" انتهت سهرتنا .. انتظارنا .. لم يحصل شيء .. تفرقنا ... وعند الواحدة ليلا – ربما – هاتفني أحد الإخوة – لعله محمد الأمين "ميني" :
ضربوا العراق.
لم تكن ثم فضائيات .. ولا قنوات تطارد البشر على مدار الساعة .. بحثت في الإذاعات .. عثرت على إذاعة"دمشق" .. ذكر المذيع أن عددا من الطائرات حلقت فوق بغداد .. وألقت ألف طن من المتفجرات ... فكان الموعد الثاني .. للبكاء!!
تجنبا للإطالة .. كثرت الكتابات حول الأزمة .. والتدخلات الأجنبية .. ولمعت كتابات الدكتور غازي القصيبي – رحم الله والديّ ورحمه – النثرية والشعرية .. وبدأ مسلسل الطعن في النيات .. إلخ.
هنالك .. وصلتني تلك الكلمة "اللافتة" .. التي رنّت أو طنّت في أذني الآن .. قالها الأستاذ محمد خطري:
لماذا لا تكون هذه قناعاتهم فعلا!!! ؟؟؟ !!! ؟؟؟
كانت العبارة مثل"جردل" ماءٍ باردٍ سُكب على عقلي!
كيف نصادر آراء الآخرين ... بكل بساطة!
الحوار .. والاختلاف .. أو الاتفاق .. مع وجهات النظر تلك .. تلك قضية أخرى تماما .. ولكن أن نصادر وجهة نظر شخص .. بل ندخل في نيته .. ونجزم أنه لا يؤمن بما يقول .. وإنما .. لأسباب أخر .. – أو أنه"مرتزق" حسب "الموضة القديمة"التي عادت الآن!! - أو نشن حربا على وجهة نظر طرحها صاحبها،أو صاحبتها .. فتلك هي عجيبة أمتنا .. أو ثقافتنا ... ويستوي فيها الأمي .. والمتعلم .. والمثقف .. !!
سرنا خلف الغرب بأعين مغمضة .. ثقة فيه .. وانبهارا بحضارته المادية ..
من كشف وجه المسلمة .. إلى أن ارتدت المرأة المسلمة"البكيني" ..
"الخمر" : أم الخبائث .. أصحبت مشروبا روحيا .. كما قال أحد التونسيين .. يٌباع في المغازات!
بل ناقش كاتب سعودي قبل سنوات .. تحريم الخمر .. وزعم أن القرآن لم يحرمها!!
الربا . . وما أدراك ما الربا ... والمهدد متعاطيه "بحربٍ من الله ورسوله" .. كاد أن يعم لدى المسلمين ..
الزنا – أجلكم الله – جاءت على الأمة فترة كانت "المومس" تحصل على "رخصة"رسمية .. بمزاولة الدعارة !! بل جادل "أحدهم" بأن ذلك أفضل ... لأنها تحصل على كشف طبي!!
وغير بعد .. كتب أمريكي عن مدينة خليجية شهيرة .. فشبهها بـ"سدوم وعاموراء" .. وسخر من "حكم شرعي" نُفذ في تلك الفترة .. في الوقت الذي كان هو يساوم "مومسا"في فندق شهير على "الثمن" !!
كل هذه "الطوام" ... أخذنا فيها نسبا عالية .. قد تدنو من 95% .. إلا مسألة واحدة ... حرية الرأي – وقطعا فيما لا يصادم الشرع – فقد حصلنا فيها على صفر ... في المائة!!
إذ نتحدث عن"سواد"الأمة .. لا عن واحدٍ في المليون ... مع ما في هذا الرقم من مبالغة.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي