الأخت الكريمة زهرة بيضاء
أشعر بسعادة غامرة كلما وجدت من يتذوق ويقدر الافاق الجديدة التي يفتحها الرقمي.
م/ع أحد هذه الآفاق.
وبادئ ذي بدء أود أن أنبه إلى عدم تحميل مؤشر م/ع الدقة الصارمة للرياضيات، إذ هي توجه عام، وكلما زادت المساحة التي تطبق عليها برزت ملامحها بشكل أوضح، شأنها في ذلك شأن اللوحة. هذا من حيث الكل، وكما أن النظرة الواسعة للوحة تظهر ملامحها بشكل أوسع، لإظهارها تباين ألوانها وتناسقها فكذلك م/ع من حيث نسبيتها أي مقارنة مقطع منها بآخر أو أجزاء بأخرى.
وكذلك الأمر بالنسبة لاعتبارات الأجزاء التي تحسب المؤشرات على أساس حدودها فليست لها قاعدة ثابتة ، إذ قد نقارن مقطعا قصيرا بآخر بجواره لنتبين أثر تفصيل دقيق ككلمة أو خلجة، وقد نقارن بين نصفي أو أثلاثه أو أرباعه لنرى التوجه العام له. مع توحي اختيار التقسيم الذي يراه المحلل مجسدا للموجة الشعورية، وتذكر أن للمؤشر في كل اعتبار اتجاهين يمين ويسار أو سالب وموجب كأن يكون في ساحة الحزن والفرح مثلا وأن لكل منهما قيما عالية وأخرى منخفضة، فإنما التنفس الشعوري هو هذا الهبوط والصعود في المؤشر، كل ذلك باستحضار النفس والحس والتركيز والبصيرة والتفاعل مع النص، وليس تطبيق الأرقام آليا
ولها فسأبدأ بجزء طويل نوعا ما
أتوق إليكَ يا رجلاً تملّك كل إحساسي
3 1 3* 3 1 3* 3* 1 3* 3* 2 2
م/ع = 2/1=2.0.........3/2=1.5
يسامرني يغازلني 3 1 3 3 1 3 .........م/ع = صفر / 4=صفر
بكل الحبيغمرني 3* 2* 3* 1 3.........3/1 =3.0
يعيد إليّ أنفاسي.......يفيض بمنهلٍعذبِ
3 1 3* 3* 2 2......3 1 3* 3* 2* 2
2/3= 0.7..........3/2=1.5
يعيد إليّ أنفاسي يفيض بمنهلٍعذبِ .........5/5=1.0
ويمنحني من الأفراح ما يمحوضنى أمسي
3 1 3 3* 2* 3 2* 2 3 2* 2 = 4/ 5 = 0.8
يُدثّرني حرير الروض من قدمي إلى راسي
3* 1 3 3 2* 2* 3* 1 3 3 2 2 ......... 4/ 6= 0.7
وأشتاق السعادة فيربيعكَ ألتقي ناسي
3 2 2* 3 1 3 3 1 3* 3 2 2.........2/8= 0.3
قرأت النص أول مرة ووجدته جميلا، واستقبلته بشعور عادي، وبدأت احتساب قيم م/ع وبدأ إحساسي به يزداد، حتى إذا وصلت آخر هذا الجزء حتى اعترتني رعدة. أهي رعدة جمال النص ؟ ربما جزئيا،÷ ولكن معظمها كان إدراكي أو تخيلي هذا التماهي مع الشاعرة لدرجة أحسستني أتقمص شخصيتها وأتابع أخيلتها وأنفاسها ، وأي إنسان لا ينفعل بهذه الحميمية.
النص كلها على الجانب الهائم الحالم المطمئن لإخلاص من تتوجه إليه الشاعرة، وتموجات المؤشر كلها على هذا الجانب. فلا هجران ولا غدر ولا حتى خوف من عدم اللقيا.
أتوق إليكَ يا رجلاً .....تملّك كل إحساسي
3 1 3* 3 1 3*3* 1 3* 3* 2 2
م/ع = 2/1=2.0.........3/2=1.5
أتوق إليكَ يا رجلاً تملّك كل إحساسي........م/ع =5/3 =1.7
تبدأ القصيدة بتصريح عن الشوق إلى هذا الرجل بمؤشر 2.0
ثم تصف هذا التوق بمؤشر 1.5
مع أن الفارق بين الجزئين بسيط وهما في توجه واحد إلا أن اختلاف المؤشر يأتي داعما لملاحظة أن صيغة المخاطب على الأغلب يكون مؤشرها أعلى من صيغة الغائب
أتوق إليكَ يا رجلاً تملّك كل إحساسي
3 1 3* 3 1 3* 3* 1 3* 3* 2 2 .............5/3= 1.7
هنا تمثيل بياني تقريبي لبقية قيم المؤشرات التي تلت مؤشر بيت الافتتاح، ويبدو مؤشر الافتتاح مستقلا عن المقارنة التاليه، كأنما المطلع طرقة على الباب متميزة عن الحدث الذي يلي فتحه.
0.0=*
3.0=***************
1.0=******
0.8=*****
0.7=****
0.3=**
هذا رسم بياني مثالي لظواهر كثيرة سرعة في الصعود ثم نزول ثم تباطؤ في النزول.
أنظر إلى المؤشر إنه كالموجة مد سريع ثم انحسار بطيء، أو قل هو كاندفاع للعناق ثم انتهاء منه مع ملازمة ثم ارتياح أو نوم ، أو قل هو شحنة عاطفية صاعقة ثم تنهيدة ممتدة.
وإليك تفسيري لما يحكيه الرسم البياني على خلفية المعنى العام، فهل الأمر كذلك عندما نستعرض الأبيات أو أجزاء النص. لنرَ،
يسامرني يغازلني 3 1 3 3 1 3 .........م/ع = صفر / 4=صفر
مؤشر صفر، أتخيل الشاعرة مغمضة العينين حالمة تهيم في طيف هامس مبتسم يهم بمد يديه.
بكل الحبيغمرني 3* 2* 3* 1 3.........3/1 =3.0
مؤشر هو الأعلى في هذا الجزء (3.0) يأتي رأسا بعد القيمة الأقل ( صفر) يا لروعة استعجال تخيلها لغمره لها حبا، كأني بها تتصوره قد انقض معانقا ..... فينقطع النفس ويتسارع النبض.
يعيد إليّ أنفاسي .....يفيض بمنهلٍعذبِ
3 1 3* 3* 2 23 1 3* 3* 2* 2
2/3=0.7..........3/2=1.5
ثم اختلاجة بين هبوطوصعود
يعيد إليّ أنفاسي يفيض بمنهلٍعذبِ .........5/5=1.0
ولكن النص كله يأتي بهذا المؤشر (1.0) كأنه التقاط للأنفاس بعد انقطاعها، وانحسار كبير للموجة بعد الذروة. أو تنهيدة بعد عناق حار.
ويمنحني من الأفراح ما يمحوضنى أمسي
3 1 3 3* 2* 3 2* 2 3 2* 2 = 4/ 5 = 0.8
يُدثّرني حرير الروض من قدمي إلى راسي
3* 1 3 3 2* 2* 3* 1 3 3 2 2 ......... 4/ 6= 0.7
وأشتاق السعادة فيربيعكَ ألتقي ناسي
3 2 2* 3 1 3 3 1 3* 3 2 2.........2/8= 0.3
أرأيت لتحليل ما تقدم كيف يجعل أمر دلالة مؤشرات هذه الأشطر الثلاثة في غاية الوضوح،
من 1.0 – 0.8 – 0.7 – 0.3
يا للروعة
نعم هدوء تدريجي أعقب قدح شرارة الشوق والعناق. كأنه مفض إلى نوم عميـــــق هانئ سعيد.
أهذا خيال أم حقيقة !
لا يعرف سعادة الإحساس بالتفاعل الحميم مع الشاعرة وسبر أغوار نفسها وجس نبضها و و و من تجربتها إلا من يتوصل إلى هذا كله من خلال م/ع.
لو قيل لي ألّف نصا يثبت صحة م/ع وعكفت عليه طويلا لما وفقت فيه مثل هذا النص.
ورجائي منك أيتها الأخت زهرة بيضاء أن تسألي الشاعرة رأيها وحبذا لو دعوتها للمنتدى لتقوله لنا.
والله يرعاك.