أسباب حب الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على أفضل خلق الله و على آله و صحبة و سلم تسليما كثيراً. وبعد:
فأننا لن نهتدي إلى الصراط بعد توفيق الله و رحمته و مغفرته , إلا بأمرين مهمين هما : حب الله سبحانه و تعالى و حب رسوله صلى الله عليه و سلم , ما هي الأسباب التي يتحقق بها حب الله سبحانه تعالى ؟
أولا : طاعة الله تعالى.
, يقول صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه جلا و علا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( من عاد إلي ولياً فقد آذنته بالحرب )) و ما العمل الذي نفعله حتى نكون أولياء ؟
(( و ما تقرب عبدي إلي بشبر أحب إلى مما افترضته عليه )) من صلوات و صيام وزكاة وحج (( و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , وإذا أحببته ... )) زادت من الافتراض إلى النوافل (( و إذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به , و لسانه التي ينطق به , و سمعه التي يسمع به , و يده التي يبطش بها , و رجله التي يمشي عليها )) أخرجه البخاري (6502 ) فهو أصبح رجلا ربانياً , لأنه حقق أسباب الولاية .
ثانياً : حب الرسول صلى الله عليه و سلم.
و لا يمكن لعمل أن يقبل , إلا بحب الرسول صلى الله عليه و سلم , و يكون الحب بالإتباع والإقتداء به صلى الله عليه وسلم . يقول تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر ذنوبكم ...... )) }آل عمران:31{
ثالثاً: الحب في الله.
بأن يكون حبك بمقدار علاقة الثاني بالله تزيد و تنقص , بصرف النظر هو أخوك , أو أبوك أو أمك أو من بلدك أو غير ذلك . يقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( إن الله تعالى يقول يوم القيامة : اين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )) أخرجه مسلم (2566).
رابعاً : التسامح.
قال الله تعالى : (( فاصفح الصفح الجميل )) }الحجر :85 {. أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه و سلم أن يصفح حتى عن المشركين في إيذائهم له و تكذيبه ما أتاهم به , و وصف الصفح هنا بأنه جميل , و المراد أنه صفح بلا عتاب .
و قال تعالى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( .......والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين )) }ال عمران :134 {و يقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )).أخرجه البخاري (10/518) ومسلم (2609)، ومن فقه هذا الحديث : مجاهدة النفس و امتلاك زمامها أشد من مجاهدة العدو , و وجوب ابتعاد المسلم عن الغضب لما فيه من الأضرار و الخطورة الجسيمة و النفسية و الاجتماعية .
فينبغي على المسلم أن يصفح و يسامح و يعفو لقوله تعالى : (( و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) }الشورى :43 {

خامساً: حسن الظن بالله.
يجب أن أتأكد يقيناً كما أني على يقين بأن الله خلقني , بأن أي قدر قدره الله علي , هو خير لي حتى و لو سبب لي الحزن لأن الحزن و دمع العين لا شيء فيه , كما بكى النبي صلى الله عليه و سلم _ على و لده إبراهيم . و بكى يعقوب عليه السلام و حزن حتى ابيضت عيناه على و لده يوسف عليهم جميعا الصلاة و السلام . أما مالا يجوز في الحزن أن يتسخط اللسان و لا يحمد الله على قدره و شق الجيوب المنهي عنه . و هذا لا يجوز من المسلم , بل يجب أن يتعامل مع الأقدار بانضباط و إتزان .
سادسا: الانتهاء عما نهى الله عنه و زجر.
من التعدي على المسلم في عرضه و دمه و ماله , و يدخل تحتها كبائر كثيرة , من الغيبة و النميمة و الكذب و الشتم و اللعن و أكل المال بالباطل .
سابعا : من أسباب تحقيق حب الله تعالى حسن الخلق.
و هو الأمر الجامع لخصال الخير و أعمال البر . وقيل حسن الخلق : اختيار الفضائل و ترك الرذائل , و قد امتن الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى : (( و انك لعلى خلق عظيم )) }القلم:4{. فقد جبله الله تعالى على كل خلقه حسن من الحياء و الكرم و الشجاعة و الصفح و الحلم , كما ثبت في صحيح مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها _ أنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم _ فقالت : ( كان خلقه القرآن ) . و في حديث انس رضي الله عنه قال (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم _ أحسن الناس خلقاً )) أخرجه البخاري(6203)
ثامنا: التوبة.
وهي تعني عودة العبد إلى ربه بعد أن كان على ذنوب و معاصي يقول الله تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( إن الله يحب التوابين ))}التوبة {لماذا ؟ لان فيه ذلا ً تاماً و خوفاً من الله و حسن الضن به , و صبر عظيم . فالتوبة لابد أن تشمل على ذل تام , وصبر على تر ك المعصية , وخوف من الله سبحانه و تعالى , وحسن ظن . هذه بعض الأسباب التي تعينني و إياكم على طاعة الله و محبته , فهنيئا لمن وفقه الله للعمل بها فيسعد في حياته و آخره .
اللهم ارزقنا محبتك و محبة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم ، و محبة عبادك الصالحين . آمين . آمين و صلى الله و سلم و بارك على عبدك و نبيك محمد .

نقلا من الشيخ خالد الجبير