من اجمل ما احفظه للامام علي كرم الله وجهه ورضي عنه وارضاه
دع عنك ماقد فاتك في زمن الصبا .... واذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب
واخش مناقشة الحساب فانه .... لا بد يحصى ماجنيت ويكتب
لم ينسه الملكان حين نسيته .... بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب
والروح فيك وديعتا أودعتها .... ستردها بالرغم منك و تسلب
وغرور دنياك التي تسعى لها .... دار حقيقتها متاع يذهب
و اليل فاعلم و النهار كلاهما .... أنفاسنا فيها تعد و تحسب
وجميع ما حصلته و جمعته .... حقا يقينا بعد موتك ينهب
تبا لدار لا يدوم نعيمها .... ومشيدها عما قريب يخرب
فاسمع هُديتَ نصائحا أولاكها .... بر لبيب عاقل متأدب
صحب الزمان و أهله مستبصرا .... ورأى الامور بما تؤوب وتعقب
أهدى النصيحة فاتعظ بمقاله .... فهو التقي اللَوذعي الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فانه .... لا زال قدما للرجال يذهب
و كذلك الأيام في غدواتها .... مرت يذل لها الأعز الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز .... إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل لطاعته تنل منه الرضا .... إن المطيع لربه لمقرب
فاقنع ففي بعض القناعة راحة .... و اليأس مما فات فهو المطلب
وإذا طعمت كسيت ثوب مذلة .... فلقد كسي ثوب المذلة أشعب
وتوق من غدر النساء خيانة .... فجميعهن مكائد لك تنصب
والق عدوك بالتحيةَِ لاتكن .... منه زمانك خائفا تترقب
واحذرهُ يوما إن أتى لك باسما .... فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن الحقود و إن تقادم عهده .... فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصديق رأيته متعلقا .... فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود امرءٍ متملقٍ .... حلو اللسان و قلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق .... وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة .... ويروغ منك كما يروغ الثعلب
واختر قرينك و اصطفيه مفاخرا .... إن القرين الى المقارن ينسب
إن الغني من الرجال مكرم .... وتراه يرجا ما لديه و يرهب
و يبش بالترحيب عند قدومه .... ويقام عند سلامه و يقرب
و الفقر شين للرجال فانه .... يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم .... بتذلل واسمح لهم إن اذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا .... إن الكذوب لبئس خلٍ يُصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مرة .... أبعده عن رؤياك لا يستجلب
وزِن الكلام إذا نطقت ولا تكن .... ثرثارةً في كل نادٍ تخطب
والسر فكتمه ولا تنطق به .... فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى .... فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها .... شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذاك سر المرء إن لم يطوه .... نشرته ألسنةٌ تزيد وتكذب
لا تحرصَنْ فالحرص ليس بزائدٍ .... في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
ويظل ملهوفا يروم تحيّلا .... والرزق ليس بحيلةٍ يستجلب
كم عاجز في الناس يؤتى رزقه .... رغدا و يحرم كيس ويخيب
أدِّ الأمانة والخيانة فاجتنب .... واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
وإذا بليت بنكبة فصبر لها .... من ذا رأيت مسلما لا ينكب
وإذا أصابك في زمانك شدة .... وأصابك الخطب الكريه الأصعب
فادعُ لربك إنه أدنى لمن .... يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزل .... إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك سيدا تحظ به ... حبر لبيب عاقل متأدب
واحذر من المظلوم سهما صائبا .... واعلم بأن دعاءه لا يحجب
و إذا رأيت الرزق ضاق ببلدة .... وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا .... طولا وعرضا شرقها و المغرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي .... فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خذها إليك قصيدة منظومة .... جاءت كنظم الدر بل هي أعجب
حكم وآداب وجل مواعظ .... أمثالها لذوي البصائر تكتب
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها .... طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليا وابن عم محمد .... من ناله الشرف الرفيع الأنسب
يارب صلي على النبي وآله .... عدد الخلائق حصرها لا يحسب
لك اجمل تحية اختي رغد ولك جزيل الشكر والتقدير
اسال الله لي ولكم التوفيق والسداد