صعوبات التعلم والمقدرات اللغـوية
كيف تظهر المقدرة اللغوية ؟
المقدرة اللغوية كامنة في الإنسان ، ولكي يكتمل ظهورها فإنها تحتاج إلي أعضاء سليمة وتدريب سليم ، فالأعضاء هي الأذنين وأعصاب السمع والدماغ واللسان ، فالطفل الذي لا يسمع لا يتكلم ، وكذلك المصاب في أعصابه أو دماغه ( المتخلف فكريا ).
وعندما نقول أنها كامنة ، لنؤكد أهمية التدريب والتعليم ، وأهمية احتكاك الطفل مع المجتمع ، فالطفل المولود في الغابة ( كما في الحكايات ) تظهر عليه لغة من دربه وعلمه ، عبارة عن أصوات غير معروفة أو مفهومة.
كيف ننمي القدرات اللغوية ؟
في الأسابيع الأولى بعد الولادة لا يستطيع الطفل السمع أو أن يسمع الأصوات العالية فقط ، ففي هذه المرحلة يبدأ بالتعبير عن احتياجاته بالصراخ والبكاء ، ومع نهاية الشهر الثالث من العمر يبدأ بإخراج أصوات مميزة من الحنجرة ، ثم يتطور الأمر فيبدأ بالتعبير عن شعوره بأصوات مميزة تدل علي الرضي (النغنغة ) وأخري عن الألم ، وابتداء من الشهر السابع تبدأ الكلمات الواضحة والمميزة في الظهور مثل ( بابا ، ماما ) ، وتزداد في الشهر التاسع لتكون هذه الكلمات مصحوبة بالإشارة ( باي باي - تعالي ) ، وفي هذه المرحلة تبدأ أهمية التعليم والتدريب ، فمع الحب والحنان ، وقيام الوالدين بإعطاء طفلهم الوقت اللازم والحديث معه ، وتكرار الكلمات البسيطة وترسيخها في ذهنه ، يزداد البناء ، وتتطور المهارات والقدرات اللغوية.
ومن الشهر التاسع والعاشر يبدأ الطفل في معرفة الكلمات التي يسمعها ، وقد لا يستطيع ترديدها ، يستجيب للمتكلم أو يلتفت له عند سماع صوته ، ويتطور الأمر في السنة الثانية من العمر ليزيد محصول الكلمات الواضحة والمفهومة ، ويستطيع بالربط بينهما ، يعبر عن نفسه لغوياً ، ويطلب من أمه الأشياء ، ويعبر عن نفسه بالكلام والحركة معاً.
ما هي صعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم هي عدم مقدرة الطفل على اكتساب المهارات والتفاعل مع المجتمع المحيط به ، أما لنقص في قدرات الاكتساب أو مقدرات التعبير ، وقد يكون النقص في إحداها أو مجموعة منها ، ومن أمثلة القدرات التركيز ، الفهم ، التعبير ، النطق ، الحساب ، اللغات ، وغيرها.
بعض الأطفال المصابين بالصلب المشقوق ( وإن كانوا قلة ) يصابون بصعوبات التعلم ، فالبعض منهم قد تكون لديهم صعوبة في التركيز والفهم أو التعبير وتعلم اللغة أو القراءة والحساب ، أو في إحداها ولو بدرجة بسيطة .
هل يمكن إصابة الطفل بالتخلف الفكري ؟
التخلف الفكري هو نقص في المقدرات الذهنية ، وعندما يكون هناك صعوبات متعددة في التعلم فإنها تؤدي إلى التخلف الفكري.
ما هي أسباب صعوبات التعلم والتخلف الفكري ؟
لا أحد يعلم عن الأسباب ، فالإصابة ليست مؤثرة علي الصلب ( العمود الفقري ) فقط ، فهناك تأثير على الدماغ وتطوره قبل الولادة ، واحتمالية تكرار الالتهابات الدماغي بعد الولادة ، كلها يؤدي إلى حدوث هذه المشاكل .
كيف يمكن اكتشاف صعوبات التعلم والتخلف الفكري ؟
ملاحظة الوالدين لطفلهم هي الأساس في التشخيص ، فالطبيب يقوم بإلقاء مجموعة من الأسئلة عليهم في هذا الموضوع ، ومنه يستطيع رسم صورة للمقدرات الذهنية ومعرفة وجود صعوبات في التعلم ، وكذلك فإن إجراء بعض الاختبارات قد تساعد على الاكتشاف المبكر لهذه الصعوبات عن طريق المدرسين في المرحلة المدرسية ، وقد يحتاج الأمر إلى أخصائي نفسي لتقييم حالتهم وإجراء بعض التجارب للبحث عن صعوبات التعلم وتقدير درجة الذكاء.
كيف تستطيع مساعدة الطفل المصاب بصعوبات في التعلم ؟
اكتشاف الوالدين والفريق الطبي لوجود هذه الصعوبات في عمر مبكر ، والتدخل المبكر المدروس لعلاجها قد يساعد الطفل كثيراً ، وتجهيزه قبل الدخول للمدرسة ، والطلبة منهم يحب معاملتهم كالآخرين وعدم تمييزهم ، وإعطاءهم الوقت الكافي في المنزل.