في يوم الشعب الفلسطيني ... تحية إلى الكرك الأردنية
قلم / غسان مصطفى الشامي
في الأردن شعب عزيز يساند فلسطين ويقف إلى جانب المقاومة وحقوق شعبنا في الحرية وتقرير المصير، وبل إن الشعب الفلسطيني والشعب الأردني شعب واحد في مواجهة كافة الخطوب والأمور الجسام، وما يحدث في الأردن له تأثير كبير على فلسطين وشعبها، كما تحظى القدس والمسجد الأقصى المبارك بمكانة وأهمية كبيرة لدى الأردن ملكا وحكومة وشعبا.
وفي يوم الشعب الفلسطيني سطرت مدينة الكرك الأردنية الأبية، نموذجا أول في مقاطعة المنتجات الصهيونية، ورفض المشاريع (الإسرائيلية) وعلى رأسها اتفاقية الغاز؛ لتصبح الكرك الأبية، أول مدينة عربية وربما عالمية خالية من المنتجات (الإسرائيلية).
وتمكن أهمية هذه الخطوة النضالية الشعبية الكبيرة من قبل مدينة الكرك، بأنها رسالة إلى العدو الصهيوني وأن كافة المدن الأردنية ستكون على طريق وخطى الكرك الأبية.
نرفع اليوم القبعة وسلام المقاومة لمدينة الكرك الأبية التي تحمل هم فلسطين وتحمل معاناة وآلام فلسطين، حتى أهلها الطيبون يعشقون فلسطين أرضا وهواءً وماءً، وما أن يصل الفلسطيني زائرا إلى هذه المدينة يستقبلونه استقبال الأبطال والمنتصرين، يستقبلونه استقبال يليق بفلسطين وجهاد شعبها.
حقا انتصرت مدينة الكرك على العدو الصهيوني؛ وهي تهدي فلسطين في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أجمل هدية وأجمل باقة ورد أردنية، وهي تبعث رسالة لكافة المساومين والمثبطين وعملاء الاحتلال، أما أن الأوان أن تنصروا فلسطين وشعبها؟؟ أما أن الأوان أن نقاطع العدو الصهيوني مقاطعة تامة، ونغلق سفاراته وكاتب التنسيق التجارية في بلادنا العربية ؟؟ أما آن الأوان أن يعلن العرب بصوت عال: لا للتنسيق مع (إسرائيل) ونعم لمقاطعتها ؟؟..
إن مدينة الكرك الشامخة سجلت من خلال هذا الموقف العظيم تصميما وإرادة لمقاومة كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ، لتصبح قضية رفض التطبيع قضية كل بيت أردني ورسالة شعبية واضحة برفض الشعب الأردني التطبيع مع العدو الصهيوني.
موقف الكرك من التطبيع مع العدو الصهيوني هو موقف وطني بامتياز ويعبر عن ضمير الأردنيين جميعا، ويبعث برسالة إلى كافة المدن الأردنية والعربية أن تحذو حذو الكرك في رفضها التطبيع مع الكيان وجعل مدننا العربية خالية من البضائع الإسرائيلية .
لقد فشلت كافة المحاولات الصهيونية للتطبيع مع الأردن على الرغم من مرور 20 عاما على اتفاقية وادي عربة - في محاولة صهيونية لكسر إرادة وعزيمة الشعب الأردني الأبي الرافض لكافة أشكال التطبيع مع الكيان، كما يرفض الشعب الأردني يرفض بكل قواه اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني التي تمثل خطر كبيرا على الأردن وتعمل على تثبيت احتلاله البغيض .
ويتسع نطاق مقاطعة المنتجات الصهيونية في شتى مدن العالم العربي والأوروبي؛ ففي مصر انطلقت (الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل)، وهي أكبر تحالف في تاريخ المقاطعة المصرية لدولة الاحتلال، هذا التحالف المصري يضم ممثلين عن أحزاب وحركات سياسية وثورية واتحادات طلابية مصرية ونقابات عمالية وشخصيات فنية ومثقفين، وفي المغرب الشقيق تنشط التظاهرات والحملات الإعلامية لمقاطعة (إسرائيل) حيث نظم نشطاء مغاربة تظاهرة حاشدة أمام أكبر موانئ المغرب (ميناء الدار البيضاء) ليطالبوا بطرد شركة (زيم) للملاحة الإسرائيلية وتجريم التطبيع مع (إسرائيل)؛ كما صادق مؤتمر العمل العربي الذي عقد في الكويت في دورته الثانية والأربعين على قرارات مقاطعة (إسرائيل) ودعا لسحب كافة الاستثمارات منها إلى حين التزامها الكامل في القانون الدولي الإنساني .
وفي أوروبا تنشط حملات مقاطعة المنتجات (الإسرائيلية) حيث أرسل وزراء خارجية ست دولة أوروبية رسالة إلى المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي، يطالبون فيها بالإسراع بوضع إشارات خاصة على منتجات المستوطنات الصهيونية في الأسواق الأوروبية، كما دعت الدول الأوروبية لتبني قرارات وسياسات ملزمة بشأن المستوطنات الصهيونية الغير شرعية.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية نفسها الداعم الأكبر لـ (إسرائيل) تنشط حملات المقاطعة خاصة في المنظمات الأكاديمية الأمريكية، فقد انضمت حديثا للمقاطعة نقابة الدراسات المكسيكية اللاتينية، وأكدت على التزامها التاريخي بالعدالة الاجتماعية ورفض العنصرية والاستعمار.
كما شهدت دولة جنوب أفريقا حملات ومظاهرات ضد (إسرائيل) بعد إفشالها زيارة وزير التعليم العالي الجنوب أفريقي لدولة فلسطين، كما أصدرت شبيبة الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي بيانا شديد اللهجة لمقاطعة (إسرائيل) طالبت فيه بطرد السفير الإسرائيلي من دولة جنوب أفريقيا وأعلنت بتكفلها بدفع ثمن التذكرة للسفر إلى (تل أبيب) .
لم تقف حدود مقاطعة الكيان الصهيوني عند ما ذكرته في مقالي، بل تتسع وتزداد حملات المقاطعة في كافة بلدان العالم وأكثرها أوروبا ودول أمريكا اللاتينية، الأمر الذي يشعر إسرائيل بالغضب ويحد من طغيانها وجرائمها ويعمل على تحجيمها وانحسارها في (جيتو) صغير في العالم، في المقابل تزداد حملات الدعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله.
إلى الملتقى ،،
قلم غسان مصطفى الشامي