مشاركة الجيش العراقي في حرب أكتوبر
October 5, 2011 at 10:51pm
- شارك الجيش العرافي في الحرب العربية الرابعة ضد إسرائيل في 6 أكتوبر 1973 حيث حلقت طائرات الهوكر هنتر العراقية بالضربة الجوية الأولى للحرب على الجبهة المصرية ثم أرسلت بغداد قواتها البرية إلى الجولان و طائراتها إلى دمشق للمشاركة على الجبهة السورية.
- و المشاركة العراقية في الحرب هي الأكبر بعد سورية و مصر.
- الجبهة المصرية
- قبل الحرب
- قام رئيس الأركان المصري الفريق سعد الدين الشاذلي بزيارة للعاصمة العراقية بغداد في 26 مايو - 2 يوليو 1972 و قابل الرئيس العراقي أحمد حسن البكر و طرح مشاركة العراق في حرب محتملة ضد إسرائيل و كان الجانب العراقي يرى أن العراق يواجه مشكلتين رئيسيتين الأولى هي النزاع مع إيران حول شط العرب في الجنوب و الثانية الثورة الكردية في الشمال و أن على العراق الاحتفاظ بقواته قرب هذه المناطق لكنه على استعداد أن يرسل قواتا عسكرية حال نشوب الحرب أما عن طائرات الهوكر هنتر التي كان مقرارا حسب اجتماع مجلس الدفاع العربي في نوفمبر 1971 أن ترسل للأردن فقد أبدى العراق رغبته للشاذلي أن يتم إرسال الطائرات لمصر و ذلك بعد تجديدها و إصلاحها.
- في فبراير 1973 زار رئيس أركان القوات المسلحة العراقية الفريق عبد الجبار شنشل العاصمة المصرية القاهرة لتبدأ بعد ذلك الطائرات العراقية بالتوافد إلى الجبهة المصرية.
- و قد وضعت الحكومة العراقية سبعة ملايين جنيه استرلييني في حساب باسم الحكومة المصرية في لندن لتتمكن الحكومة المصرية من شراء ما تحتاجه من معدات كما ابلغت الحكومة المصرية بزيارة الرجل الثاني في الحكومة العراقية انذاك السيد صدام حسين إلى فرنسا لشراء معدات عسكرية للجانب المصري و طلبت منها ان تبلغها باحتياجاتها.
- في نهاية مارس 1973 وصل من العراق السرب المقاتل التاسع و العشرين (طائرات هنتر) و السرب المقاتل السادس (طائرات هنتر) و كان الاتفاق بين مصر و العراق يقضي بارسال سربين كاملين من طائرات الهوكر هنتر بعد أن يتم إصلاح الطائرات الناقصة إلا أن العراقيين لم يتمكنوا من إصلاح جميع الطائرات فتم إرسال السربين و هما غير مكتملين.
- و بلغ مجموعات طائرات الهنتر العراقية التي وصلت مصر 20 طائرة استقرت في مطار قويسنا بمحافظة المنوفية. و قد ساعد وصول الطيارين العراقيين و الفنيين في فترة مبكرة قبل بدء العمليات علي إندماجهم مع رفاق السلاح الجوي المصري و من الناحية العسكرية أتاح لهم وصولهم المبكر قبل بدء القتال بشهور فرصة التعرف علي طبيعة الأرض التي سيطيرون عليها و العلامات الأرضية التي سيراها الطيارين أثناء تحليقهم و الواجبات التي سيقومون بها و مصطلحات الطيران تلك المصطلحات التي تختلف إختلافاً كبيراً من قطر عربي لأخر خاصة فيما يتعلق بالتوجيه الإرضي.
- كلف السرب العراقي بالواجبات القتالية التالية :
- ضرب مواقع صواريخ هوك في سيناء (الجدي، الطاسة، سمارة)
- ضرب مواقع المدفعية المعادية عيار 175 ملليمتر شرق الشط
- ضرب و تدمير دبابات العدو في المحور الأوسط من سيناء و منطقة الطاسة الضربة الجوية
- شاركت الطائرات العراقية في الضربة الأولى في 6 أكتوبر و قامت الطائرات العراقية بمهاجمة العدو في مجموعات قتالية مكونة من 3 إلي 4 طائرات، و في بعض الأحيان كانت الطائرات الهوكر هنتر يطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية و ذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة و ان الهوكر هنتر غير مستخدمة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما ان شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأمريكية، و قد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، و مواقع مدفعية العدو في الطاسة، و تعطيل عدد كبير من دبابات العدو.
- و في يوم 7 أكتوبر اعلن العراق مشاركته الرسمية بالحرب ثم بدأ بطلب جنود احتياط لارسالهم إلى الجبهة السورية، حيث بلغ عدد القوات المشتركة في القتال 18 الف جندي واربعمئة دبابة.
- و في هذا اليوم بعث العراق برقية عن طريق المهندس عبد الفتاح عبد الله، وزير شئون رئاسة الجمهوية العراقية إلى الرئيس أنور السادات تبين ان العراق وضع سربين سوخوي و سرب ميج 21 تحت امرة سوريا لكنه يطلب اجراءات تمركزها و استخدامها من قبل القيادة السورية كما يؤكد ان مطارات العراق الامامية ستكون بخدمة سوريا و الاردن كما ان العراق سيرسل على الفور قطع غيار للهوكر هنتر الموجودة في مصر و تطلب البرقية من مصر تبليغ سوريا بفحوى الرسالة لان اللاسلكي بين العراق و سوريا معطل.
- عادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعوتها إلى حل المشاكل بين العراق وبينها بالطرق السلمية، وعن طريق المفاوضات،لتامين الجبهة الشرقية للعراق. وقد اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بيانا بهذا الصدد ذكر فيه ((ولما كان العراق يتحمل مسئولية قومية المعركة فانه يتوجه إلى الجارة إيران بالدعوة إلى اعادة علاقات حسن الجوار والتعاون وحل المشكلات القائمة وفق روح الجيرة وروح الروابط الاسلامية التي تجمع بين الشعبين العراقي والايراني ومصالحهما المشتركة))
- و أمتدت العمليات التي إشتركوا فيها من أول أيام 6 أكتوبر و حتي توقف إطلاق النار 24 أكتوبر، و تسلم السفير العراقي سمير النجم من وزير الحربية المصري أحمد إسماعيل، وسام نجمة الشرف العسكرية الذي منحة الرئيس المصري أنور السادات إلي قائد السرب العراقي الذي حارب علي الجبهه المصرية و يذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول "نريد السرب العراقي" أو "نريد سرب الهوكر الهنتر" وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي و حسن أداءه خلال حرب أكتوبر.
- بلغت خسائر السربين العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات هنتر ومقتل 3 طيارين وأسر 3 طيارين.
- الجبهة السورية
- التحرك باتجاه سوريا
- في الساعة العاشرة من يوم 7 أكتوبر 1973 اصدرت القوات المسلحة العراقية الأمر الإنذاري للتهيؤ للقتال على الجبهة السورية أو الأردنية – إذا اندلع فيها القتال – و كانت أكبر المشاكل التي واجهها الجيش العراقي في تنفيذ هذا الامر معضلة تأمين ناقلات للدبابات حيث كان عددها لايكفي إلا لنقل لواء مدرع واحد، و قد خصصت لنقل اللواء المدرع الثاني عشر من الفرقة العراقية الثالثة.
- اللواء المدرع 12
- وصل اللواء المدرع 12 إلى مشارف دمشق قبل غروب شمس يوم 10 أكتوبر لكنه لم يقابل أحدا من الشرطة العسكرية السورية و قرر آمر اللواء المقدم سليم شاكر الأمامي ان يواصل السير إلى دمشق حيث ألتقى بضابط برتبة رائد ذكر أنه قائد الشرطة العسكرية السورية و حين سئلة آمر اللواء العراقي عن معرفة القيادة السورية بوصول القوات العراقية أجاب القائد السوري بضرورة توجه اللواء إلى الجبهة حينها طلب آمر اللواء العراقي من قائد الشرطة العسكرية الاتصال برئاسة الاركان السورية لابلاغهم بوصول لواء مدرع عراقي و معرفة أين يريدونه أن يذهب أجاب قائد الشرطة العسكرية أن الأوامر تقضي بان تتوجه كل القوات إلى الجبهة.
- كرر آمر اللواء المدرع 12 التوجه إلى الطريق العام دمشق - درعا متفاديا الذهاب إلى القنيطرة مباشر إذ سيكون حينها في وسط ساحات القتال و لن يجد الوقت الكافي لإنزال الدبابات من الناقلات والانفتاح القتالي لقطاعات اللواء، كما أن أمر اللواء يعرف بشكل جيد المنطقة بين درعا ودمشق وذلك يرجع لعمله كضابط استخبارات في اللواء المدرع السادس العراقي الذي كان مقره في مدينة المفرق الأردنية وقام خلال عمله آنذاك بجولات استطلاع للمنطقة من المفرق إلى درعا إلى الرفيد والحارة ثم إلى دمشق.
- شرع اللواء المدرع 12 في التقدم على خط دمشق - درع وتولت مفارز الشرطة العسكرية السورية السيطرة وتوجيه أرتال اللواء. ويصف المقدم سليم شاكر الأمامي المسير
- «كنت عند وصولي إلى كل مركز مروري جديد أترجل من السيارة وأسئل مسؤول المرور فيها أو من أجده من العسكريين السوريين إن كان هناك من مقر عسكري أستطيع الاتصال به أو الاستفسار منه عما سيؤول إليه حالنا ولكن دون جدوى، بل وفي إحدى النقاط اقترح علي ضابط سوري أن أذهب إلى الأركان العامة في دمشق إذ سأجد هناك كل ما أريد وإجابات لكل ما قد يخطر على بالي من أسئلة، ولم أكن لأفعل ذلك تحت أي ظرف من الظروف، إذ متى سأصل ومتى سأعود؟ ثم هل سأبقي اللواء خلال رحلتي هذه يواصل سيره أم يقف على الطريق؟ وماذا لو كانت الأركان العامة قد أرسلت إلى أمرا ما أو أحد ممثليها وصل إلى مقر لواءي قبل عودتي فهل سأترك لهم توجيه اللواء... قلت لصاحب الاقتراح لن أذهب إلى الأركان العامة وسأواصل مسيري وكم أتمنى أن أحصل على تلفون أو جهاز لاسلكي يوصلني إلى أعلى قيادة سورية كي أطلب احضار أكبر رتبة عسكرية هناك، أو حتى إيقاضة من نومه الهني لأقول له وهو بالبيجامة.. إن لواءً مدرعاً عراقياً على وشك أن يضيع لأن الأركان العامة لم تعرف بعد أو لا تريد أن تعرف أنه دخل الشام منذ ساعات فأي أمن عسكري رائع هذا الذي تنعم به سوريا وهي في حالة حرب؟ وماذا لو دخل لواء مدرع معادي من اتجاه أخر وسار نحو دمشق؟ ثم ماذا سيحدث إذا بزغ الفجر ونحن بعد بلا حاد أو دليل.»
- تابع اللواء 12 مدرع مسيره إلى أنخل حيث حاول أمر اللواء التحدث مع المركز المروري هناك وتكررت الاقتراحات بالعودة إلى الأركان العامة حينها قال لهم أمر اللواء أنه سيواصل السير حتى درعا ثم سيدخل إلى الحدود الأردنية لأنه لن يسمح أن يطلع النهار لتغدو أرتال اللواء هدفا سهلا للطيران الإسرائيلي، حينها وصل ضابط سوري برتبة مقدم ذكر أنه أمر لواء مدرع وقد أنسحبت قطاعاته وأنه سيترك مواقعه في أنخل وهي جاهزة كموقع دفاعي جيد. فقام اللواء المدرع 12 بالانتشار في أنخل وأخذ المواقع الدفاعية قبل طلوع شمس يوم 11 أكتوبر.
- وكانت قوات اللواء المدرع 12 تتألف كتيبة دبابات المعتصم وكتيبة دبابات قتيبة فيما تركت كتيبة دبابات القادسية في العراق لعدم توافر الناقلات. وقد تقرر أن يلحق اللواء المدرع الثاني عشر بالفرقة الخامسة مشاة.
- لواء المشاة الآلي الثامن
- كان اللواء الثامن يتألي من كتيبتي مشاة آلية وكتيبة دبابات وبسبب تخصيص ناقلات الدبابات للواء المدرع 12 أضطرت كتيبة الدبابات أن تسير ذاتيا حتى تصل ناقلات الدبابات الأردنية وفي 9 أكتوبر 1973 بدأت الناقلات الأردنية برفع السرايا العراقية، ثم عززن بعدد من الناقلات العراقية، إلا أنها كانت من النوع القديم والبطيء الحركة، وقد وصلت رسالة من رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبد الجبار شنشل تنبيء اللواء الثامن بالتوجه إلى الجبهة السورية للقتال لأن الأردن اعتذر عن فتح جبهته لعدم استعداده للحرب.
- وصل اللواء إلى دمشق في الساعة 02:00 من يوم 12 أكتوير 1973 وتوجهوا إلى أنخل حيث سبقهم إلى هناك اللواء المدرع الثاني عشر
- أعمال القتال
- وخلال تقدم القوات الإسرائيلية على محور جيعا-كفر ناسج، باغتهم اللواء المدرع 12 الواصل حديثا لساحة المعركة وكبدهم خسائر كبيرة واسر عدد من اطقم الدبابات والجنود. وقد بين التقرير السري المرقم (7) المعد من قبل مكتب الشؤون العسكرية المصرية عن سير المعارك والمقدم للرئيس أنور السادات عن الموقف في الجبهة السورية النص التالياشترك اللواء العراقي في تثبيت العدو وتوجيه ضربة مضادة ومنعه من تطوير هجومه شرقا ومنع قوات العدو من الاتصال بكتيبة مظلات العدو التي نزلت في منطقة العدسية واستعاد الأوضاع)
- حجم المشاركة على الجبهة السورية
- الفرقة المدرعة الثالثة ولواءان جبليان وأخر مشاة علاوة على الفرقة المدرعة السادسة، زائد أربعة أسراب طائرات مقاتلة من نوع ميغ 21 وسوخوي 7ز
- خسائر الجيش العراقي في سوريا
- 323
- شهيدا عراقيا من الفرقة المدرعة الثالثة 137 دبابة وناقلة جنود 26 طائرة عراقية
- تم دفن الشهداء العراقيين في منطقة السيدة زينب الكائنة جنوب دمشق.
- القوة الجوية
- كانت القوة الجوية العراقية الأسراب المقاتلة التالية:
- سربين مقاتلات ميغ 19 وسرب تدريب
- سربين مقاتلات سوخوي 7 وسرب تدريب
- جناح مقاتلات ميغ 21 وسربين تدريب
- جناح مقاتلات هوكر هنتر وسرب تدريب
- سربين مقاتلات ميج 23 وسرب تدريب