من حصص وحظوظ المروءة.
المروءة ليس موقف تعسفي ولا الإسراع في المسك بالسيف. المروءة ليست بحمية عمياء
وثقل ونوط على المتداول والمضطلع به من الأعباء . المروءة له شارة وسيمياء.
ومن قوابل المروءة ولوازمها الوقوف حيال الغير على مرحمة وكأن المرء محرم
وواقف على عرفة. ومثلما الوقوف على عرفة تلغي الفسق والرفث فإن المروءة غرم
في عنق صاحبه يلزمه بعدم الخوض في كل غمار ولا رجم الناس ونعتهم بكل نعت
بالإعراض عنهم وقطع حبل مودتهم رجما منه بالغيب ونفثا منه بالضغائن والعنت
في العلائق . ليس من المروءة أن يضع المرء علائقه مع الغير في عنق زجاجة ويقف ناء
لذريعة أو أخرى دون أن يقف ويفقه طبيعة وعلات ودون أن يهتدي بشاقول ا لبناء.