في يوم مولد محمود شاكر

[محمد عيد خربوطلي]

‎

عبد الحميد محمد العمري

‎ with ‎عبد الله نفاخ‎ and 49 others

إلى محبي شيخنا الإمام محمود محمد شاكر -رحمه الله-
ملف مجلة "الهلال" لشهر فبراير 1997.. (محمود محمد شاكر في يوم مولده)
وفيها مقالات قيمة هامة..
وأظنه ينشر على الشبكة لأول مرة...
شكرا لأخي الأستاذ الفاضل Mohammed Metwally..
ورحمة الله على أبي همام، فمقالته كانت مفتاح الحصول على هذا الملف النادر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط الملف:
http://www.4shared.com/web/preview/pdf/fTG5slmMce?
رابط بديل:
https://drive.google.com/…/0B2wC38rV9pHfQmFxdWVUV3BoY…/view…

[عبد الله راتب نفاخ]

الحارث بن زارع

شجون أثارتها شجون
في ظل ظل النديم ..
_____________________
١- وبعد ؛فهذه شجون أثارتها أربع ساعات متتالية قضيتها في نظارة المستشفى مع كتاب (ظل النديم) للأستاذ الكبير وجدان العلي( حفظه الله) مضتْ كأنها أربع دقائق - ولاأبالغ والله- لم يُعكر صفو الكتاب إلا نوع الورق الذي يذكرني بالورق التجاري الرخيص لروايات الجيب.
٢- كانت المرَّةُ الأولى التي طرق سمعي اسم محمود شاكر(رحمه الله) أوائل سنة ٩٧م ، وهي السنة التي توفي فيها، وهي كذلك السنة الأولى لي في كلية القران الكريم ، حيثُ كان شيخنا الأستاذ الدكتور عبدالسلام المجيدي(حفظه الله) بادي التأثر بمنهجه ، وكثير الإحالة على كلامه ، وذلك حين كان يُدّرِّسُ لنا علم القراءات السبع وتاريخها وتوجيهها.
٣- وكان شيخنا(حفظه الله) يتكرم علينا فيسمح بزيارته في بيته مرَّة تلو مرَّة ، وفي إحدى المرَّات تجرأتُ فطلبتُ استعارة كتاب( المتنبي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)من مكتبته و سمح لي باستعارته لليلة واحدة فقط قائلا : ( هذا من الكتب التي لا اسمح بإعارتها عادةً ، فلترده صباح الغد)!!
٤- وأخذتُ الكتاب في نسخته التي طبعتها دار المدني والخانجي وهي نسخة ضخمة ضعيفة التجليد تخشى وأنت تحملها أن ينفرط عقد ملازمها فتتبعثر ، واستعنت بالله ففتحت الكتاب لأقرأهُ من بعد صلاة العشاء وحتى انتصف الليل ، وتشبعتْ نفسي تشبعاً زائداً عن الوسع والطاقة -خصوصاً مع قِصَرِ المُهلة- فلم أكد أصل إلى الثلث الأخير من المقدمة الكبيرة الكتاب حتى صارت العين تزيغ وتقرأ حروفاً وطلاسم غير مفهومة - ولم أكن معتاداً على السهر - فأغلقتُ الكتاب مستسلماً وأعدته إلى شيخي ملتمساً تطويل المهلة فرفض ، وانقضى الأمر فلم يعد بين محمود شاكر( رحمه الله ) وبيني إلا ما يُلقيه شيخنا بين الفينة والأخرى .
٥- ومضت الأيام فتخرجتُ وصرتُ إلى سلك الوظيفة العامة ، وتعرفتُ خلال ذلك إلى شيخنا الجليل المُحَدِّث المتواضع الدكتور يحيى بن عبدالله الأسدي ، فأفاض عليَّ وعلى رفقائي من فضله ، وفتح لنا مكتبته العامرة نستعير منها ما نشاء ، وحدثَ أن وقع نظري على كتاب العلامة أبي فهر ( المتنبي) فطرتُ فرحاً ،وأذنَ لي الدكتور متكرماً باستعارته لكن هذه المرة كانت المُدَّة مفتوحة .
٦- وكانت طبعة الكتاب هي ذاتها تلك الطبعة ضعيفة التجليد ، وكنتُ أفكر في تصويرها حين لم أجدها في مكتبات اليمن طولاً وعرضاً لكنني تراجعتُ عن ذلك مخافة تفسخ ملازم الكتاب ، فشمَّرتُ عن ساعد الجدِّ وكتبتُ مقدمة ( رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) كُلها، وشطر كتاب المتنبي ، وطالت المدة فاستحييتُ من شيخنا الدكتور ورردتُ نسخته متعتذراً بكتابتها عن التأخير.
٧-وعلم شيخنا الدكتور يحيى الاسدي مدى تعلقي بتراث آل شاكر فأهداني نسخة قديمة للجزء الأول من كتاب ( أباطيل وأسمار) ، ثم تتابعت فيوضه( جزاه الله خيراً) فقرأت من مكتبته تحقيق العلامة أبي الأشبال أحمد شاكر لـكتاب(لباب الآداب) للأمير أسامة بن منقذ- ولخصّتُه باختصار- ، وكثيراً طيباً من فنون شتى .
٨- ثمَّ منَّ الله فتحصلت على كتاب ( أباطيل وأسمار كاملاً) ثم كتاب ( نمط صعب ونمط مخيف) وقد كنت أحفظ القصيدة- قصيدة ابن أخت تأبط شراً-قبل أن أجد الكتاب ، أخبرنا بها شيخنا الاستاذ الدكتور عبد السلام المجيدي في أحد دروسه ،ثم فُتح عهد شبكة الانترنت وقَرُبَ أكثرُ ما كان بعيداً ، وصرنا نستطيع تحميل مؤلفات أبي فهر كاملة من رابط واحد ولله الحمد .
٩- ويسرني أن اقطتف من (ظل النديم) ظل فنن صغير قاله العلَّامة أبو فهر (رحمه الله) ، ثم أهديه إلى قطيع اليسار الاسلامي والمفتونين بهم من أبناء الحركة الاسلامية ، يقول رضي الله عنه :
(.. أنا لا أُحِبُّ الجنس الأوربي عن بكرة أبيه ، ولا أُفضّل الغرب المسيحي كله ، وليس له مَيْلٌ في نفسي ، وأولاد فيصل( الملك فيصل) عملوا عملاً كبيراً لأنهم أوجدوا جائزة الملك فيصل ، فما لنا نحن ونوبل ؟ إنَّ جائزة نوبل لا تُهمني ولا يصحُّ أن ينتظرها أحد)،
وأنا أشك أن تثير هذه الكلمة كامناً في نفس فارغة ، ومن لم يسلم منه أئمة في حجم الطبري والبخاري ، ولم تقنع نفسه بتراث قدموس كأصول الفقه ؛ فكيف سيكون وقع كلام محمود شاكر عنده ؟؟!!
حفظك الله يا مولانا Wegdan Alali ورفع درجتك في الصالحين.

[عبد الله راتب نفاخ]

حين قرأت أباطيل وأسمار أول مرة فوقعت مني ذلك الموقع العظيم، وأعادتني إلى الالتزام بعد نفرة منه ، كان ذلك في السنة الثانية من دراستي الجامعية.
أيامئذ على تأثري الشديد بالكتاب، وجدت في نفسي غضاضة من عنف الشيخ رحمه الله في تقزيم لويس عوض ونبزه، ووجدت - كذا لاح لي يومها - أن ما قال عوض ليس من الخطورة بالمحل الذي يدفع الشيخ إلى تلك الحملة، وفي الدنيا منصرون ومبشرون ومستشرقون كثر، ينالون من تراثنا وديننا بما يعد نيل عوض إذا ما قيس به عمل نملة في جبل مفردة بإزاء جيش من مثيلاتها.
ذكرت ذلك في جلسة مع عمي و أستاذي الدكتور عدنان درويش، البعيد كل البعد عن التعصب، وصاحب الفكر البعثي ، فقال لي: محمود شاكر لم يكن يرد على ما أخرجه لسان لويس عوض فحسب، بل على ما تضمنه قلبه فباح ببعضه.
أسكتني يومها، وبعد حين، عرفت أن ما قاله أبو فهر قد يكون فيه شدة ، لكنها شدة المتحرق المقهور على ما يراه من أشر الشرور ، فلم يكن مبالغاً رحمه الله