منذ نعومة أظافره وهب قلبه وإحساسه لهموم الإنسان المصري بصفة خاصة .. والإنسان العربي والأمة العربية بصفة عامة .. علمته تجارب الحياة .. وزادته رحلاته الي العديد من الدول .. رؤى جديدة وواقعية فاخرج وأبدع كل هذا وذات في كتاباته وأشعاره .. ومن هنا جاء هذا الحوار معه .. انه الشاعر الموهوب ( خالد مشالي ) سندباد العرب ..وهذه هي التفاصيل :
________
اجري الحوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
_________
......................................؟
( خالد مصطفى عبد القادر مشالي .. الشهير بـ ( خالد مشالى ) من مواليد الثالث عشر من شهر يناير عام1966 بالإسماعيلية بجمهورية مصر العربية .. ولان محافظة الإسماعيلية من محافظات القناة فقد عايشت ما قامت به إسرائيل من عدوان على مصر في عام 1967 فهاجرت مع أسرتي وشعب الإسماعيلية واستقرت أسرتي بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية .
........................................؟
حصلت علي الشهادة الابتدائية من مدرسة السلطان مصطفي والشهادة الإعدادية من مدرسة علم الدين بالسيدة زينب
في عام 1987 حصل علي شهادة التلمذة الصناعية من مصر
كما حصلت على شهادت الدراسات الأمنية البترولية من مركز الخليج الفني الإماراتي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1990 كما حصلت العديد من الشهادات الفنية البترولية المعتمدة من المعهد الأمريكي للبترول عام 1995
.......................................؟
لم تكن طفولتي مثل كل الأطفال ولم تكن باكورة شبابي مثل كل الشباب فقد كنت اعمل أثناء الدراسة واعتمدت علي الله تعالي و علي كفاحي وواصلت السير في درب العلم الذي عشقته .
.......................................؟
اعتمدت في دراساتي الأدبية علي الدراسة الذاتية وتتلمذت علي علم الصحفي والمراجع اللغوي بمؤسسة روزاليوسف وأستاذ النقد واللغة ( أحمد رجب الطيار )
......................................؟
منذ نعومة أظافري تأثرت بأشعار الشاعر الكبير ( نزار قباني ) نظرا لسهولة وسرعة فهم أشعاره .. كما تأثرت بالكاتبة ( فتحية العسال ) التي احتضنتني وشجعتني علي الكتابة في الشعر وظهرت إلى جانبها وهي تتطأبط ذراعي كأبنها في نشرة أخبار التليفزيون الهولندي عام 1987 كما تأثرت بزوجها الروائي ( عبد الله الطوخي ) وأيضا تأثرت بالسياسي ( خالد محيي الدين ) أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 .. ووجدت ذاتي في مدرسة الشاعر الكبير ( أمل دنقل ) .. كما تأثرت بالكاتب الكبير ( عباس محمود العقاد ) وأنا اكتب حاليا عبقريات العقاد بالشعر .. وفي أدب الرحلات تأثرت بالكاتب الكبير ( أنيس منصور ) ..كما تأثرت بالأديب السوري ( جورجي زيدان ) ومن أدباء الغرب تأثرت بجان بول سارتر .
...................................؟
اكثر من ترك تأثرا عليّ .. تاريخ الشعوب والبلدان والتاريخ الإسلامي ، والان أجيد التأثر بكل من اقرأ له حتى أكون متنوع الأسلوب
وهذا يعود من تأثري بأمير الشعراء ( احمد شوقي ) عندما أقرأله اشعر أن شوقي مائة شاعر وليس شاعرا واحدا .
.................................؟
نشرت كتاباتي واشعاري في جريدة ( مصر الجديدة ) هذا بالاضافة الي النشر الالكتروني و صدر لي .. ديوان ( القصائد البركانية ) .. عن مؤسسة روزاليوسف وهو مسجل بدرا الكتب والوثائق القومية المصرية برقم إيداع : 11572/ 2006 و الترقيم الدولي 977-201-149-2
و ديوان ( ست الحسن ) .. عن مؤسسة روزاليوسف للنشر والطبع وهو مسجل بدار الكتب والوثائق القومية المصرية برقم إيداع 1142/2007 و الترقيم الدولي : 4-182-201-977
وديوان ( البقرة الشقراء ) وهو مسجل بدار الكتب والوثائق القومية المصرية برقم ايداع رقم إيداع : 2548 / 2007
ولي تحت الطبع .. ديوان ( امرأة من حجر ) وكتاب في ادب الرحلات بعنوان ( سندباد )
................................؟
تناول كتاباتي واشعاري بالدراسة والنقد الأستاذ الصحفي ( أحمد رجب الطيار ) مراجع تحرير بمؤسسة روز اليوسف - الرأي الكويتية "حاليا" ورئيس قسم التدقيق اللغوي في جريدة البلاد السعودية "سابقًا" وهو من المساهمين الذين قاموا بالتحقيق في أكثر من مائة كتاب منها " فتح الباري لابن حجر العسقلاني " 32 جزءًا , ط. لبنان 1988م .... والصحفي الدكتور ( سمير محمود ) والصحفي ( علي النويشي ) بجريدة الاهرام المسائي فقد جاء في صفحة ( عالم الكتب ) بجريدة الاهرام المسائي الصادرة في الرابع عشر من شهر سبتمبر عام 2006 ( ينطلق خالد مشالي في القصائد البركانية من هم شخصي لا القومي عندما يحمل مأساة الإنسان العربي علي كتفيه ويسير ليعلم كل الناس في بلاد العارية والمستعرية الخطر القادم عليه .. ينبئهم لمسيرهم المخيف عندما سيعودون اسرى وقتلى وليدخل الأحياء منهم المتحف بعد أن يكون قد تم تجاههم اشهر حملة إبادة في التاريخ الحديث .. فهو ينعي القدس وبغداد وينعي الارض والعباد .. الارض التي تكون غدا بلا عباد .. وينعي نفسه عندما يكتب عن موته ويقول :
موتى في أحضاني بلا آه بلا أحزان
أن الموت جميل في بذخ الأحضان
واعظم موتا للولهان
حين يكون الشوق أسير الأحضان
يرتوي عناق الحنان
وفي قصيدة ( حوار الشاعر واسراء ) يقول :
القلم سيف والصفحة ميدان
أنصتي قبل أن يأتي ديدبان
واغلق باب اللسان
فهو يتحدث مع إسراء .. وإسراء ليست ابنة أو حبيبة للشاعر ولكنها إسراء التي اختطفها الصهاينة منذ حوالي 60 عاما ولم يعيدها أحد ولم يعيدها اليهود انتهاء إسراء رسولنا الكريم فما كان في مقدور الصهاينة أخذوه والإسراء علي الأرض احتلوه واغتصبوا مكان خطوات الحبيب صلي الله عليه وسلم ، أما المعراج فلا يملكه أحد ألا الله ولا يقدر عليه إنسان ولا جان فما هو ملكنا ضيعناه وضيعنا رسالة رسولنا وضيعنا رسالة الله .. فهل ننتظر من الله بعد ذلك أن ينصرنا ؟ هل ننتظر من الله بعد ذلك أن يحفظنا ؟
ويقول :
أصبحت اكره الأقلام
تذكرني أننا لا نملك غير الكلام
ونعي الشهداء وتهنئة الحكام
ثرثرة الشعراء لا تملك الحسام
وينعي مع شهداء العرب وفلسطين وينعي أيضا شهداء الإهمال والقتل بالمجان في مصرنا المحروسة وهو يهدي قصيدته الي شهداء عبارة الموت .. السلام .. وكانت مصر تحتفل بدورة الألعاب الأفريقية ومازالت جثث الموتى يعبث بها الموت في كل أنحاء البحر الأحمر
..........................................؟
في ظل سرعة عجلة وتطور الأحداث واحتياج الليونة الشعرية للتواصل مع مأساة الإنسان العربي أترى أن بحور الشعر قيدا .. وشعر الحداثة لا يعني الرمزية فقط بل يعني شعر الفطرة لا الأوزان .. واذكر قول الشاعر :
أن لم يكن الشعر عاطفة ووجدان
فهو تقطيع وأوزان
وقول الشاعر نجيب سرور :
الشعر ليس هو المقفى والفصيح
الشعر أن هزني وهزك هو دا الشعر بصحيح
.........................................؟
اعتز بكل كتاباتي لأنني لا اكتب ألا ما اشعر به ولكن هناك قصائد تمس معاناة الشعب العربي وهي الأقرب إلى قلبي .. وخاصة قصيدة ( احكي يا أم خالد ) والتي ضمها ديواني ( البقرة الشقراء ) فقد ذهب والدي عندما كنت ابلغ من العمر عاما واحدا إلى ارض المعارك دفاعا عن الأرض المصرية .. وهذه القصيدة كتبتها بدموع أمي وهي تروي لي رحلة الهجرة نحو المجهول .. وتقول كلمات القصيدة :
احْكِي يَا أُمَّ خَالِدِ
المَاضِي مزُّ الحِكَايَات المُتَوَجِّعَات
الزَاحِفَات اللاسعاتِ
الحَاضِرُ بِالذكرياتِ
رَحَلْتُ عَنْكِ يَا إِسْمَاعِيلِيةَ الفُؤَادِ
لَمْ أَشْبَعْ مِنْ ثَدْيكِ المَنْجو
وَسَقَطَ مِنَ العُمْرِ الْمَشْهَدُ
لِنتُوءِ البسمةِ
للبَطَّيخِ و الشَّمَّامِ فِي الخصرِ
لِقَفْزِ الأسْمَاكِ فِي الحِجْرِ
انْزَوَتْ الخُطُوَاتُ فِي خُفّ النَّكْسَةِ
مُهَاجِرٌ والمَهْدُ غَارِقٌ فِي الدَّمَاء ِ
/
احكِي يَا أُمَ خالدٍ
عَنْ نَعِيبِ صَافِرَاتِِ الإِنْذَارِ
/
كُنَّا يَا وَلَدِي فِي المَسَاءِ نَكْتُمُ العِطَاسَ
نخنقُ السُّعَالَ
رَدَمنَا ضِحْكَةَ الوَلِيدِِ
ذَبَحْنَا صِيَاحَ الدَّيكِ
زَاحِمْنَا فِي الخَنَادِقِ الجُرْذَانَ
رَجَونَا القَمَرَ أَنْ يَغِيبَ فِي المَحَاقِ
أَسْمَلْنَا عَيْنَ المِصْباَح الجَازِ
عِشْنَا كَالْخُفَّاشِ
/
احْكِي يَا أُمٌ عَنْ مَوْتِنَا
عَنْ دَارِنَا
عَنْ جَوْعِنَا
/
وَهَل للمَوْتِ بصمةٌ غير رحيل القناةِ ؟
والموتُ المرسوم ..
عَلَى زُجَاجِ النَّافِذَةِ المَكْسُور
وماتتْ نظرةُ العيونِ
والدَّارُ فيها فارقَ البابُ الحياةَ
مشروخًا يئزُ .. يَنِزُّ المُسْمَارَ
وانْفِجَارُ ثَدْيي بِالهُمُوم ِ
فَاسْتَحَالَ مِنْهُ الرضاعُ
فَكَانَ لَكَ الفِطَامُ
عَنْ الدَّفْءِ والأمَانِ والحَلِيبِ
/
قُولِي لَهُم : كَيْفَ ثَقَبَتْ المَدَافعُ الجِدَار َ
والآمَالَ وجَمْعَنَا السَّعِيدِ ؟
/
القنابلُ بالشَّظَايَا بالَتْ بالسَّدِير
وَرَعْشَةُ الحَربِ
تُشْعلُ رَقْصَةَ الرُّعبِ فِي العُرُوقِ
فَالأَمَانُ دِفْئُها الوَحِيدُ
وَعَرَائِسُ أُخْتِكَ القُطْنُ تَمُوتُ
تَنْزِفُ الُخيُوط
/
كَيْفَ كَانَ يَا أُمٌ يَوْمُ الرَّحَيلِ ؟
/
يَا وَلَدِي تُذَكِّرُنِي بِحُمَّى النَّزُوحِ الشَّرِيدِ
حَمَلْتُكَ بِالزندِ الكليلِ
أُجَرْجِرُ اثْنَتَيْن مِنَ البناتِ
بِخَمْسَةِ أَصَابعِ عُجَافٍ
وَدَوِيُّ المَوْتِ خَلْفِي
فَجَهَلتُ كَيْفَ الجَري
وَصَرَختُ مَعَ الصَّارِخِينَ
نَمُوتُ نَمُوتُ وَتَحْيَا هِيَ
الإِسْمَاعِيلِيَّة ( أُمُّ الخُلُولِ )
وَكُنَّا فِي القِطَارِ كَالعَجِينِ
يُزَمْجرُ بِالبُكَاءِِِِِِِِِِِِِِِِِ يُعْلِنُ الرحيلَ
يَحْضِنُ القُضْبَانَ فِي الوَدَاعِ الأَخِيرِ
فَهُو ذَاهِبٌ يَا إِسْمَاعِيلِيَّةٌ وَلَنْ يَعُودَ
وَالقَاهِرَةُ العَجُوزُ تَلَقَّتْنَا بِالوَجْهِ العَبُوسِ
كُنَّا .. وَالكِلابُ سَوَاءً نَدْخُلُ ذَاتَ الَخلاءِ
اشْتَهَيْنَا طَعْمَ الرَّغِيفِ
وَلَحِسْنَا مَلْحَ العَذَابِ
نِمْنَا في العَرَاءِ
والغِطَاءُ صَبْرُ المُرْغَمِين
القَادِمِيَن مِنْ عِزِ الفِرَاشِ الوَثِيرِ
لِذُلِّ الخِيَامِ والحَصِيرِ
وَطَفْو الأَخْبثَينِ عَلَى المَصِيرِ
/
جَلَسْتُ فِي مَنَابِرِ الشَّرُودِ
وَالدَّمُوعُ تُرتِِّلُ البُكَاءَ
وَمِِصْرُ تَفُورُ بِالرَّجاءِ
تَثُورُ بِالنَّدَاءِ
لا تَتَنَحَّى يَا نَاصِرَ الفَلاحِين
يَا تَمْرَ المَسَاكِين
/
خَرَجْتُ مِن عُطُوفِ الوَلْوَلةِ
دَخَلْتُ الشَّوَارِعَ الثَّائِرَةِ
لا تَتَنَحَّى وَإِنْ أُتُهِمْتَ بِالتَّقْصِيرِ
كَيْفَ تختلي بالانْزِوَاءِ الرجيم
تَرَكْنَا سَدْفَةَ الدَّارِ لِسَدْفَةِِ الرَّحِيلِ
عُدْ يَا نَاصرُ لَيْسَ لِلقَصْرِِِِِ أَمِيرُ
يَهُونُ عَلَيْنَا طِيَن الُمنْهَزِم عَلَى الرِّؤوسِ
يَهُونُ نَهْرُ الدَّمَاءِ في سِينَاءِ والقِطَاعِ
وَالْضَّفَةِ والجَنُوبِ
للآن نبكي صَلاَحَ الدَّين
لا نريد أن نندب الفارسَ النبيل
أنا أم خالد
أم كل المصريين
عد يا ابن البلد الأمين
يا فرزدق الصعيد
و ( قطز ) الشعوب
.........................................؟
زرت اليونان وجنوب أفريقيا واليمن والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية
ومررت على أقرب من خمسة بلدان بحرا
........................................؟
الذي أطلق علي لقب ( سندباد العرب ) هو الأستاذ الصحفي ( احمد رجب الطيار ) من منطلق كثرة السفر وكتاباتي الشعرية عن محن الدول العربية ففي معظم أشعاري أتحدث علي لسان العرب
.........................................؟
الشعر هو التاريخ الذي يروي مشاعر الشعوب ، والشاعر هو ضمير أمته .. ومشاعر الشعوب لا تموت أبدا ولكن بحكم أن القصة تصبح فلما سينمائيا فقد حجبت القارئ عن القراءة وجعلته يشاهد فقط ويؤمن بما يرمي من مشاهدات ، وقتلت داخل القارئ غريزة القراءة والتفكير فيما كتب ، أما الشعر فلا بد أن يقرأ لذلك سهل الأعلام الدور الريادي للقصة .. ومع كل ذلك فمن منا لا يتذكر قول شاعر النيل ( حافظ إبراهيم ) :
آنا البحر في أحشائه الدر
وقول أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) :
قم للمعلم ووفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وقوله : ( ولد الهدى فالكائنات ضياء .. )
وقول الشاعر الكبير ( أمل دنقل ) :
وتساءلت كيف السيوف
استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصرته السماء
أن الذاهب المتلألئ في كل عين
ان تكن كلمات الحسين
وسيوف الحسين وجلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء ؟؟
............................................؟
الرسالة التي كانت دافعي لمنتدى الشاعر خالد مشالي تتمثل في .. فتح هذا المنتدى ليكون عونا لي ولكل من يخط بقلمه المبدع الكلمة الهادفة .
.............................................؟
فى ختام هذا الحوار الرائع اذكر من المواهب التي واجدها مبشرة للمستقبل على سبيل المثال .. من مصر : الشاعر محمود الشيشيني والشاعر محمد معاطي والشاعر محمد رشدي والشاعر أبو العلاء حرز والشاعرة سامية سلوم والشاعرة ليلى السرجاني والشاعرة والناقدة جهاد مشالي .. ومن المملكة المغربية : الشاعرة نادين عبد الله ، ومن فلسطين : الشاعر رائد ياسين الشهير برائد الرسام