أخي واستاذي الكريم
لا شك أنك تعمدت أن ينتهي شطر البسيط ب فعْلن دون أن يكون البيت مصرعا.
وهذا مخالف للشعر والعروض العربيين ومعهما الذائقة العربية.
فهو لا يجوز إلا في التصريع، ومنه التصريع المزدوج كهذه الأبيات لو كانت وحدها دون سواها تشكل القصيدة مع مد كسرة التاء دون تنوين
أَتَيْتُهَا مُفْرَداً أَبْكِيْ خَرَابَات (ي) = أَصْمَتْ بِلادِيْ فَلا رَنّتْ أَغَارِيْدُ
أَخْفَيْتُ كَفّيْ وَأشْيَاءاً سَرَاباتِ = تَكَاثَرَتْ عُمْرُهَا أَرَقٌ وَتَسْهِيْدُ
إِنِّيْ عَلَىْ حَالِهِمْ أَدْرَكْتُ حَالاتِ = عَجَائِباً يَوْمُهُمْ رَغَدٌ وَتَغْرِيْدُ
هَاهِيَ أُمُوْرِيْ وَشَأْنِي فِيْ حِكَايَاتِيْ = فَكُلُّ فَقْرٍ لَهُ فِيْ مِصْرَ تَعْمِيْدُ
أشْبَاهُ غَابٍ تَنَادَوْا مِنْ خُرَافَاتِي = فَاخْتَرْتُ صَمْتاً إِذَا قَامَ الرّعَادِيْدُ
وَادْفَعْ خَفِيْفاً عَلَىْ أَبْوَابِ جَنَّاتِي = عَلَّ اللَّيَالِيْ مَضَتْ وَالشَّعْبُ مَلْحُوْدُ
وعلى الرابطين التاليين تفصيل:
https://sites.google.com/site/alaroo...zehaf-mozdawaj
http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=9777#post9777
*
وهنا ملاحظة على الشطر :
تَكَاثَرَتْ عُمْرُهَا (أَرَقٌ وَتَسْــ)ـهِيْدُ = 3 3 2 3 ( 1 3 3 ) 2 2
ومثله الشطر :
عَجَائِباً يَوْمُهُمْ (رَغَدٌ وَتَغْــ)ــرِيْدُ
ويستقيم الوزن فيهما بتسكين غين رغد وراء أرق وهذا لا يصح لغويا.
أرقٌ وتس = متفاعلن وهذه لا تجوز في البسيط
فلو أبدلتهما نحو ( شوق وتسهيد) ... (سعْدٌ وتغريد)
وعلى الرابط التالي تفصيل:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/labadee
*
هَاهِيَ أُمُوْرِيْ وَشَأْنِي فِيْ حِكَايَاتِيْ
تحريك ياء هيَ ( يكسر الوزن ) ويجوز للضرورة تفظها حرف مد
*
وانظر إلى الفارق بين وقع الأبيات التالية كما جئت بها
عَادَتْ عَلَى عُوْدِهَا الأَعْيَادُ يَا عِيْدُ = والعُمْرُ قَدْ فَرَّ مِنِّيْ وَالمَوَاعِيْدُ
لَسْتُ المُدَارِيْ هِمُوْماً قَدْ أَتَتْ تَسْقِيْ = بلادَ قَلْبٍ غَرِيْبٍ والمِسَا عِيْدُ
أُسَائِلُ النّفْسَ هَلْ مِنْ حُلْمِنَا أَرْضٌ = أَجُوبُ دَرْباً وَدَرْبٌ شَابِهٌ بِيْدُ
عَنْ مَبْدَأيْ سَتَرَانِيْ شَوْكَةً تَمْضِيْ = فِيْ ظُلْمَةٍ قَدْ يَهَابُهَا الصّنَادِيْدُ
إِذَا عَلَىْ نَافِرٍ مَرَّتْ سِحَابٌ مِنْ = ظَلْمَائِهَا خَرَّ شَيْبٌ وَالمَوَالِيْدُ
وبعد تعديلها:
عَادَتْ عَلَى عُوْدِهَا الأَعْيَادُ يَا عِيْدُ = والعُمْرُ قَدْ فَرَّ مِنِّيْ وَالمَوَاعِيْدُ
لَسْتُ المُدَارِيْ هِمُوْماً قَدْ همَتْ مطَرًا = بلادَ قَلْبٍ غَرِيْبٍ والمِسَا عِيْدُ
أُسَائِلُ النّفْسَ هَلْ في حُلْمِنَا أَمَلٌ = أَجُوبُ دَرْباً وَدَرْبٌ شَابِهٌ بِيْدُ
عَنْ مَبْدَئيْ سَتَرَانِيْ شَوْكَةً وخَزت = فِيْ ظُلْمَةٍ قَدْ يَهَابُهَا الصّنَادِيْدُ
إِذَا عَلَىْ نَافِرٍ مَرَّتْ سِحَائِبُ مِنْ = ظَلْمَائِهَا خَرَّ شَيْبٌ وَالمَوَالِيْدُ
*
وهنا ملاحظتان:
شابهٌ ( وأفضل منها لغةً مشبهٌ ) إذا نونت مصدر يعمل عمل الفعل فينصب مفعولا ( شابهٌ عيدا )
فِيْ ظُلْمَةٍ قَدْ يَهَابُهَا الصّنَادِيْدُ
هنا زحاف ثقيل يحسن تجنبه
فِيْ ظُلْمَةٍ سوف يخشاها الصّنَادِيْدُ
إضافة إلى ما في (سوف) من معنى أقوى من ( قد )
*
المعري معجب بالمتنبي ومع ذلك فقد قال عن بيته :
(رب نجيــ)ــع بسيف الدولة انسفكا .....ورب قافية غاظت به ملكا
" ولم يزاحف أبوالطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع."
*
حاسب من المعري
والله يرعاك.