حرب الابادة والتجويع والتهجير في غزة قضت على رؤية الدولتين الاسرائيليةوإستبدلتهابحل العودتين الشرعي والعادل.
د. غازي حسين
يرى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن (إسرائيل) ستزول إذا تخلت عن أسلحتها. ونقلت جيروزاليم بوست في 14/5/2011 عن نتنياهو قوله (إذا تخلى أعداؤنا عن أسلحتهم فسيسود السلام أي سلام القوة سلام الاستسلام والاذعان لاطماع وأكاذيب وحروب وتوحش اسرائيل، ولكن اذا تخلت إسرائيل عن أسلحتها فلن يكون لدولة إسرائيل وجود) وبالتالي يعتمد بقاء (إسرائيل) بنظره على استخدام القوة واشعال الحروب العدوانية والاستمرار في الاستعمار الاستيطاني وسلب الأراضي والممتلكات والثروات الطبيعية العربية وإضعاف الدول العربية وشن الحروب الفجائية والاستباقية والابادية للضعاف المقاومة ولكسر الإرادات الرسمية الفلسطينية والعربية لإقامة (إسرائيل) العظمى الاقتصادية عن طريق مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير واتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة والتطبيع ورؤية الدولتين الاسرائيلية والابراهيمية والاسلام السعودي ، والهيمنة على الوطن العربي من النيل إلى الفرات ومن المحيط إلى الخليج لحكم العالم. فهل يمكن للشعوب العربية الإسلامية أن تقبل وتتعايش مع هذا المنطق الصهيوني غير المتصهينين من الملوك والأمراء وبعض الرؤساء العرب الذين أقاموا حكمهم على تبعيتهم لأمريكا وبريطانيا؟.
يتوقع العديد من المفكرين والخبراء والمحللين اليهود والأوروبيين والعرب نهاية (إسرائيل) في المستقبل، اذا لم تتحقق رؤية الدولتين. فرؤية الدولتين تقود إلى تخليد وجود (إسرائيل) في قلب المنطقة العربية الإسلامية كأكبر غيتو يهودي عدو لشعوب المنطقة، وكحليف استراتيجي للامبريالية الأميركية. واجبرت واشنطون واسرائيل قيادة منظمة التحرير والنظام العربي الرسمي على تبنيها.ويرفض شعبنا وأمتنارؤية الدولتين ويؤكدون ان حل العودتين عودة المستوطنين الفاشست الغزاة لاوطانهم الاصلية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
وكان مجرم الحرب ديان قد ردد عام 1953 نفس الإستراتيجية الصهيونية التي تحدث عنها نتنياهو وقال: ( علينا أن نكون مستعدين ومسلحين، أن نكون أقوياء وقساة حتى لايسقط السيف من قبضتنا وتنتهي الحياة (أي تزول إسرائيل) فنهاية (إسرائيل) حاضرة في عقول اليهود، وذلك لأن الصهاينة في فلسطين العربية غرباء عن المنطقة دخلاء عليها، جاؤوا من وراء البحار وتحديداً من المانيا النازية وبقية البلدان الأوروبية وبدعم من الدول الاستعمارية وأقاموا (إسرائيل) باستخدام القوة وبدعم من الدول الاستعمارية ومنها بريطانبا المجرمة وامانيا النازية للتخلص منهم في اوروبا وحل المسألة اليهودية في اوروبا على حساب ثوابت القضية الفلسطينيةوالامة العربية وعلى أنقاض عروبة وطن الشعب العربي الفلسطيني. وبالتالي فإن نهاية (إسرائيل) متجذرة في الفكر الصهيوني، وحاضرة في عقول الشعب الإسرائيلي ويخشون يومياً من الضحية الذين طردوهم من وطنهم وطن آبائهم وأجدادهم واستولوا على أرضهم وممتلكاتهم وثرواتهم وأقاموا على أنقاضها المستعمرات اليهودية لقطعان المستعمرين اليهود الفاشست لاقامة أكبر غيتو يهودي إستعماري وعنصري من أصقاع الدنيا كافة وعدو لشعوبها.
إنهم يخشون من المقاومة الفلسطينية المسلحة، لذلك سخروا رؤساء الولايات المتحدة ومستشاري ألمانيا والقمم الأمريكية ـ العربية والإسرائيلية في شرم الشيخ والعقبة لتجنيد العالم بأسره بما فيهم بعض الحكام العرب وعلى رأسهم الرئيس المخلوع حسني مبارك والسعودية ضد المقاومة الفلسطينية كي لا يهرب الإسرائيليون إلى أمريكا والبلدان الغربية.
كتب المعلق الإسرائيلي ايتان هابر في يديعوت احرونوت في 11 تشرين الثاني عام 2001 يقول: (ان جيش الحفاة في فيتنام الشمالية قد هزم المسلحين بأحدث الوسائل القتالية (الجيش الأمريكي)، ويكمن السر في أن الروح >الايمان <هي التي دفعت المقاتلين وقادتهم إلى الانتصار.

وكتبت مجلة نيوزويك في 2نيسان 2002 عن مستقبل (إسرائيل) وفيما إذا كانت ستستمر في البقاء وقالت: (هل ستبقى الدولة اليهودية على قيد الحياة وبأي ثمن وبأي هوية)؟
وكتبت يديعوت احرونوت (بعد انتفاضة الأقصى) في 27 كانون الثاني 2002 مقالاً بعنوان: يشترون شققاً في الخارج تحسباً لليوم الأسود (نهاية إسرائيل).
وكتب ابراهام بورغ في يديعوت احرنوت بتاريخ 29 آب2003 أن نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا.. قد تظل هناك دولة يهودية ولكنها غريبة وقبيحة فدولة تفتقد لعدالة لايمكن أن يكتب لها البقاء.
وكتب يرون لندن في يديعوت احرونوت بتاريخ 29 تشرين الثاني 2003 مقالاً بعنوان: عقارب الساعة تقترب من الصفر لدولة (إسرائيل) جاء فيه: (في مؤتمر المناعة الاجتماعية (هرتسليا) علم أن معدلاً كبيراً من الإسرائيليين يشكون فيما اذا كانت الدولة ستبقى بعد 30سنة وهذه المعطيات المقلقة تدل على أن عقارب الساعة تقترب من الساعة 12 (لحظة نهاية اسرائيل).
وتساءل الكاتب الأمريكي بنيامين شفارتس في مجلة اتلانتيك الأمريكية حول مستقبل (إسرائيل) ومصيرها وكتب بمرارة يقول: (هل لـ إسرائيل ان تحتفل بعيد ميلادها المئة؟). وأجاب في نهاية المقال متشائماً استبعد فيه أن تعمر إسرائيل إلى ذلك الوقت والسبب في رأيه أن المشروع الصهيوني لم يتمكن ابداً من التغلب على العائق الديمغرافي والمقاومة والانتفاضات التي تزعزعه منذ تأسيسه.
ويتفق الجنرال موشيه ايلون رئيس أركان جيش العدو الأسبق إلى حد ما مع شفارتش بانهيار (إسرائيل) وزوالها بسبب العامل الديمغرافي وخيار المقاومة وعقلية (إسرائيل).
وأكد المفكر العربي عبد الوهاب المسيري ان هاجس النهاية (الزوال) يطارد الإسرائيليين.
وسنجد أسباباً كثيرة أهمها إدراك المستوطنين الصهاينة أن ثمة قانوناً يسري على كل الجيوب الاستيطانية والعنصرية والابادية وهي أن الجيوب التي أبادت السكان الأصليين مثل أمريكا الشمالية واستراليا كتب لها البقاء، أما تلك التي أخفقت في ابادة السكان الأصليين مثل ممالك الفرنجة (الصليبيين) والجزائر وجنوب إفريقيا فكان مصيرها إلى الزوال ويدرك المستوطنون ان الكيان الصهيوني ينتمي لهذا النمط الثاني.
وقال الجنرال اللنبي عندما دخل إلى القدس في كانون الأول 1917 قال: (اليوم انتهت الحروب الصليبية) فالمشروع الصهيوني هو نفس المشروع الإفرنجي بعد أن تمت علمنته، وبعد أن تم إحلال المادة البشرية اليهودية التي تم تحديثها وتغريبها وعلمنتها محل المادة البشرية الاوروبية.
كذّب كتبةالتوراة والتلمود و المؤسسون الصهاينة على يهود العالم عندما عمموا أكذوبة أن (فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وارض التوراة وتصوروا بإمكانهم التخلص من الشعب الفلسطيني تماماً كما تخلصت أمريكا من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين عن طريق الإبادة الجماعية واستيطان البيض.
اعترف المؤسسون والقادة الصهاينة أن المشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي مشروع استعماري قام بدعم وتأييد كاملين من الدول الاستعمارية لخدمة الأهداف الاستعمارية والصهيونية وبشكل أساسي تحقيق الاستعمار الاستيطاني اليهودي وتهويد المقدسات العربية ومحاربة الوحدة العربية والاسلام، والهيمنة على المنطقة وأمركتها وصهينتها والقضاء على حركة التحرير الوطني والمقاومة العربية بمساعدة من أسمتهم رايس بالمعتدلين العرب.
واليوم وبعد مرور أكثر من76 عاماً على تأسيس الكيان الصهيوني ظهر للصهاينة بجلاء أن لا مستقبل لدولة يهودية تعيش في حالة عداء دائم مع الشعوب العربية ومتحالفة مع الامبريالية الأمريكية وقامت وتقوم على تدمير المنجزات وسلب الأراضي والمقدسات وتهويدها وعرقلة التنمية والتطور والازدهار والاستقرار في الوطن العربي.
لذلك أخذت تنتشر في الأوساط اليهودية والعالمية أن (إسرائيل) أقيمت في فلسطين في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ وبالممارسات والأساليب والأهداف الخاطئة.وجاءت حرب الابادةالجماعية الت أشعلها مجرم الحرب والنازي المهووس وقضت على التعايش وحل رؤية الدولتين الاسرائيلية وتؤكد حل العودتين ومستقبل اسرائيل إلى الزوال.
وجاء تمسك الشعب العربي الفلسطيني بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادتهم لأرضهم وممتلكاتهم المغتصبة واعتماده على المقاومة وتعزيز ثقافتها وعلى الانتفاضات ضد الاحتلال وليجعل الكيان الصهيوني حالة شاذة غير طبيعية في المنطقة فالكيان الصهيوني كيان استعمار استيطاني ونظام عنصري شاذ في الزمان والمكان ولا يمكن التعايش معه على الاطلاق .
أثبت التاريخ البشري أن مصير النظم الاستعمارية والعنصرية إلى الزوال، فالمشروع الصهيوني مشروع استعمار استيطاني يهودي توسعي وإرهابي وعنصري وإجلائي. والصراع معه صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود لإنقاذ شعوب المنطقة وشعوب العالم من أطماعه وابتزازه وأخطاره وحروبه العدوانية. ويجب ان يزول و مصيره إلى الزوال كما زالت النازية من ألمانيا والأبارتايد من جنوب إفريقيا.