تقارير سياسية مُترجمة

زيارة أحمدي نجَّاد للبنان

Ash Jain and Anderew J. Tabler,
(Ahmadinezhad,s Lebanon Visit and the Fate of the (Hariri Tribunal)
Policy Watch (Washington Institute for Near East Policy) no.1710 (12 October 2010.

يُعتبر هذا البحث الموجز الصادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان تمثل تحدياً موجهاً ضد إسرائيل، ولكن التأثير في مصير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة بالتحقيق باغتيال رئيس الوزراء الأسبق (رفيق الحريري) قد يكون واحداً من أهداف الزيارة.

وتستند هذه الفرضية الى الأنباء التي تتحدث عن اتجاه المحكمة لإصدار قرار ظني يوجه الاتهام الى عناصر من حزب الله بالتورط باغتيال الحريري، فيما يرى حزب الله أن هذه المحكمة (مُسيسة) ومشروع إسرائيلي، وتستند الى شهود زور. ويطالب الحزب بالتحقيق بالقرائن التي قدمها بشأن اتهامه إسرائيل بالتورط بعملية الاغتيال.

وقد صعد الحزب حملته على المحكمة، وكذلك سوريا التي أصدرت مذكرات توقيف بحق 33 شخصاً معظمهم من اللبنانيين (من أجل الاستماع إليهم بتهم فبركة شهود الزور وتضليل التحقيق).

وبحسب معدي الموجز يتجه الحزب وسوريا بدعم من إيران على ما يبدو للضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه الغربيين من أجل إنهاء دعمهم للمحكمة الخاصة بلبنان. وفي هذا السياق، هناك أكثر من سيناريو قد يشهدها الوضع المتأزم في لبنان، ويمكن إيجازها كما يلي:

أولاً: قد يقرر الحريري التجاوب مع مطالب حزب الله تجنباً لحدوث أزمة، وذلك من خلال وقف تسديد حصة لبنان في تمويل المحكمة التي حددها قرار مجلس الأمن الرقم (1757) بتسديد لبنان 49% من ميزانية التشغيل السنوية للمحكمة والبالغة 56 مليون دولار. وقد يدعو الحريري أيضاً الى سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة. لكن حزب الله قد لا يجد هذه الإجراءات كافية، باعتبار أن الأمم المتحدة قد تلجأ الى مصادر أخرى للتمويل.وكما يبدو أن القضاة اللبنانيين باتوا بعيداً عن متناول أي حكومة لبنانية.

ثانياً: قد يقرر حزب الله وحلفاؤه الانسحاب من الحكومة اللبنانية وإسقاطها إذا ما فشلت الضغوط على الحريري. وقد يؤدي ذلك الى شلل المؤسسات لفترة طويلة لصعوبة تشكيل حكومة جديدة.

ثالثاً: قد يقرر الحريري تقديم استقالته حفاظاً على موقعه وتعزيز موقفه التفاوضي. وقد يصعب على أي شخصية سنية أخرى تشكيل حكومة قادرة على المساومة. ولكن هذا السيناريو قد يؤدي أيضاً الى الشلل باعتبار أن حزب الله قد يحول أيضاً دون تشكيل أي حكومة جديدة.

رابعاً: قد يلجأ حزب الله وحلفاؤه الى الشارع كما حصل سابقاً، وصولاً الى 7 أيار/ مايو جديدة و (اتفاق دوحة) ثانٍ يدعو الحريري وقوى (14 آذار) عموماً وحلفاؤهم الغربيين الى إسقاط المحكمة الخاصة بلبنان، أو على الأرجح وضعها تحت السيطرة اللبنانية.

ويختم هذا البحث ـ وهو عموماً منحاز للولايات المتحدة وإسرائيل ـ بأن زيارة نجاد تهدف الى تعزيز تحول لبنان نحو سوريا وإيران. ويرى أن على إدارة أوباما استخدام حوارها الوليد مع دمشق للتأكيد أن الجهود السورية لتقويض المحكمة سيكون له عواقب سلبية. كما يدعو الولايات المتحدة الى الاستمرار في دعم المحكمة وعدم إقرار أي اتفاق سياسي بشأن مستقبلها.


*عن مجلة المستقبل العربي عدد 381 تشرين الثاني/نوفمبر 2010/ الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية ـ بيروت.