أمَّاه
********
شعر / صبري الصبري
*********
قالوا بيوم الأمِّ : أين بياني=للأمِّ .. أمِّ الخير والإيمانِ
قلت : القصائد للأمومة ينبغي= أن تقرؤوها طيلة الأزمانِ
لا تجعلوها في الحياة قصيدةً=ثكلى تبوح بلهفة اللهفانِ
فالأم بستانٌ بديعٌ مثمرٌ=عذبٌ رطيبٌ طيبُ الأفنانِ
حلوٌ جميلٌ مزهرٌ مستغرقٌ=في الحسن والحسنات والغفرانِ
سهلٌ قريبٌ طاهرٌ متطهرٌ=متقاربٌ متوددٌ للجاني
أماهُ ربي خالقي بكتابه=وصَّى ببر شاسع الإحسانِ
بالوالدين على الدوام فليتني =أماهُ أحظى بالرضا الربَّاني
برضاكِ عني يا حبيبةُ أستقي= رضوان ربي الواحد الديانِ
مهما أقل ـ أمي الحنون ـ فإنني =أحيا مع التقصير والنقصانِ
وأنا صغيرٌ كم سهرت إذا صحا= جفني بليلِ الخائف اليقظانِ
لأنال منكِ سكينةً وسلامةً= بعميق نومٍ حافلٍ بأمانِ
وإذا بكيتُ فلا ملاذ لدمعتي= إلا أمومة خافقي وجَنَاني
يا روحَ قلبي يا حبيبة مهجتي= يا مرفئي .. يا أجمل الشطآنِ
يا واحتي وسعادتي وسجيتي= يا نبضتي يا لهفتي وكياني
يا فرحتي يا بهجتي ومَسَرَّتِي= يا دوحتي يا أجملَ البستانِ
يا جنتي في عيشتي وهدايتي= بالحق والآيات في القرآنِ
برضاكِ عني استقر بخيمةٍ= بالحور في الفردوس باطمئنانِ
وأنال من رب الأنام كرامةً =في جنة قدسية الرضوانِ
فرضاكِ عني غايتي ومسيرتي=في هذه الدنيا بكل تفانِي
لازلتِ أمِّي روضتي وحبيبتي=يا نور عيني يا ضيا وجداني
لولاكِ بعد الله تاهت خطوتي= بين الخطوب على الدوام أعاني
أماهُ يا رمز العطاء قصائدي= بالعجز باءت كلها وبياني
ماذا أقول وذو المكارم قد قضى =بكتابه في محكم الفرقانِ
بعبادة التوحيد لله العلي= رب الأنام الواهب المنانِ
والبر كل البر للأم التي=نالت وصايا خالق الإنسانِ
والبر للآباء أيضا هاهمُ=أبواب جنات من الرحمنِ
ستظل أمي في فؤادي دائما=طول الحياة بنبضة الشريانِ
أدعو الإله لأجلها في قبرها=ليكون روضا في رياض جِنَانِ
وأروم وصلا من وصال حنانها=حين المنام برؤية الظمآنِ
لأرى ملامحها الحبيبة أرتوي=منها بشوق دافئ الأحضانِ
رباه فارحمها وأحسن نُزْلَها=يا ذا الجلال بجانب العدناني
وخديجة الكبرى وزهرا سيدي=وأبي حبيبي خالقَ الأكوانِ
وجميع موتى المسلمين تحفهم=يا ذا الجلال برحمة الحَنَّانِ
صلى الإله على النبي وآله=ما الزهر لاح بأجمل الألوانِ !!