غـضب الحـنـَّاء
إلى كل شرفاء العرب , وأبطال العراق
سُحـبُ الحديدِ تـشبـّـثـتْ بسمائِها
وتثاءبَ الأفــقُ المُـلـبـَّدُ فاغــرًا !
بلــُعابـهِ حِـقـد ًٌ
على تسعـينَ قـَرنًا...
عُـتــّـقـتْ في خابـيهْ !
هَطـلَ الدّمارُ مـُمزّقـًا
أوصا لَ بغـدادَ الأبـيــّة َِكاسرًا
فــَخـّـارها
فتصدَّعَ القـوسُ السّماوي حيـنما
لـَطــَمتْ لخـَدّ ٍ
كالسّبايا باكــيهْ
والكونُ للتــّاريخ يَــفـقـأ شـمسَه ُ
لمّا رأى
أمَ الحَـرائـر ِوالشـّريعـة ِعـاريهْ
نـَـشـَرتْ ضـفا ئرَهاعـلى جَسدٍ
لـتسْـتــُرَبا قـيـَهْ
فـتـَناثـرت حِنـّاؤها بـُقعًا
على هاماتِ نخـل ٍخـاويهْ
مـَجـزوزةٌ
شـأ فـا تــُها والـنــّا صـيهْ
كـذبـوا
فـأ مّـهـمُ بـقـايا زانـيـهْ !
******
هذا ( قـَصيـرٌ ) بَيننا
مازال يَجـدعُ أنـفــَهُ
وجـِما لـهُ تـمْـشي الهـُوَيـْـنى يا ( أذيـنه)
حِـملـُها ماءٌ تــُناديهِ البــِطاحُ
في زخْـم ِهاجـرةٍ تــَـلــَـفُّ عِـراقــَنا
ناخـت (بـمَـنهاتـِـنْ)
تــواتـيها الـرَّياحُ
قـَبضتْ حـكايـاتٍ تـشـنــِّفُ أ ُذنــَهُ
من ( شهرزادَ ) بألفِ ليل ٍلـيله ُ
يغـفو معَ العُـربان ِمن كـدِّ الهوى
في غابةِ السّيـقان ِأدركهُ الصَّباحُ
ناموا وكـلّ ٌ ( شهـريارُ) بحُـلـمهِ
والنـَّخوة ُالحمـراءُ تــُلهـِبُها المِلاحُ
وبـدبكةِ الشّيطان ِصَفــَّقَ حاقــدٌ
سَرقَ الجّواري والخوابي ناهِـبًا
معَ (جورج ِ) بابا
طينَ أجـدادٍ يُـباحُ
*******
نــَدَه َ البَغيّ ُمـُدنـِّسًا خَـضراءَها
للأربعـيـنَ تقاطروا
للـمُـغـر ِ هاتـوا ( سِمسِمًا )
يـفـتح ْ لـنا
هَربَ النـَشا مى خِـلسة واستوكـروا
جـحـرًا.. فـلا سَلـمَـت يـدٌ
خلعـَت شبابـيكَ القرون ِوأولغــَت
في د جــلـة َ المحـزون ِ
تـلعـقه ُالـرّماح ُ
********
وترَنـّحـتْ بغدادُ سافرة ً على
قـبر ٍلمُعتصم ٍ تـُوشوشُهُ الجَـوى
تـَحـثو الــتــّرابَ ..
وتـُـثـخـنُ الحـَد قَ الجـراحُ
ألـقـتْ إلـيـهـم ْمِنـَْهـدًا..*
مُستصرخًا :
( ياسنـدبادُ ) عـراقــُنـا
يا خادمًا لـلـمارديـن ِعـراقــُنا**
ياسامعيّ الصوت ِ ضاع َ عـراقــُنا
سَخِرَ الصّدى
فـتَـريّـثـي لغـَداتــِنا
عـفريـتــُـنا مُـتـفـكـــّرٌ
يُصْغي لمَيسِرهِ إذا فازَ القِـداحُ
ويَـحارُ بين الخاتــَم ِالمَرصودِ
أو مِـصباحِه
(والكـا زُ ) منه نا فـد ٌ
لـكـنـّه ُ
حَسم َالصّراع َمشاركًا
أفـواه َجـوقــتـهِ
مـتى حـلَّ الـنـّواحُ
********
أتـصَد ّقـيـنهـمُ !؟
ولـوبالـدّار ِأحـياءٌ
أما سَمعـوا ؟
بـلى
من ثـقـبِ بابـكِ يَـنـتـشي( قـوّا دهـمْ )
فـلتـخـلعي أسمالَ سِـتـر ٍ
وابصُقي
وسْط َ الوجوهِ تـُطهـّري أرواحَـهـمْ
قبعـوا بوادي العُهـر ِ يمـلؤه ُ السِّفاحُ
* المِنهد : السوتيان بالعامية
**السندباد , خادم الماردين , مارد المصباح , ومارد الخاتم
حسن إبراهيم سمعون /2003/ حمص