تناقضات في أقوال عاملة التنظيف قد تؤدي الى الإفراج عن سترو س كان
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر في 1 يوليو/تموز بأن ثمة شكوك بصحة شهادة عاملة التنظيف في فندق Sofitel في نيويورك التي قدمت شكوى ضد مدير عام الصندوق الدولي السابق الفرنسي دومينيك ستروس كان، تتهمه فيها بالتحرش الجنسي وبمحاولة الاعتداء عليها، أثناء تنظيفها لغرفة الفندق حيث مكث سترو أثناء وجوده في المدينة.
وبحسب مصادر مقربة من الصحيفة فإن عاملة التنظيف وتدعى نفيساتو دياللو، وهي مهاجرة مسلمة من غينيا تبلغ من العمر 32 عاماًً، اعطت شهادات متناقضة، مما دفع المحققين للتشكيك بما جاء في أقوالها والميل لعدم تصديق ما جاء في شكواها ضد المصرفي الدولي، خاصة بعد ظهور معلومات تشير الى ارتباط عاملة التنظيف بعصابات، وعلى وجه التحديد العصابات التي تزاول تبييض الأموال وتنشط في مجال المخدرات.
ولفتت "نيويورك تايمز" الى محادثة هاتفية دارت عشية يوم الجريمة المفترضة بين أنفيساتو دياللو وأحد الموقوفين بسبب حيازته قرابة 181 كغم من الماريخوانا، وان الحديث دار بينهما عما يمكن تحقيقه من مكاسب جراء اتهام دومينيك ستروس كان بمحاولة الاغتصاب.
وأكد أحد المصدرين للصحيفة الأمريكية ان الموقوف واحد من مجموعة أشخاص كانوا يرسلون على اسم عاملة التنظيف مبالغ مالية زاد مجموعها عن 100 ألف دولار، بالإضافة الى ان أنفيساتو دياللو كانت تدفع فواتير 5 أرقام تليفون على الأقل، في حين كانت تؤكد ان لديها رقم تلفون واحدا فقط، مشددة على عدم علمها بالمبالغ التي حولت على اسمها من قبل من وصف بخطيبها وأصدقاؤه.
وقد أحاطت النيابة العامة فريق محامي ستروس كان علماً بآخر التطورات، التي دفعت لطرح إسقاط التهم الموجهة للرجل، وهو ما يناقشه الجانبان الآن.
من جانبها تؤكد صحيفة "وول ستريت جورنال" ان فريق المحامين يعمل على تبرئة ساحة ستروس كان فورا، مع الأخذ بعين الاعتبار ان تحليل الحمض النووي لستروس كان أثبتت انه مارس الجنس مع عاملة التنظيف، وإعلان التهم الـ 7 الموجهة له باطلة، كما يعمل المحامون على تحسين ظروف الاعتقال، وتحديداً إلغاء قرار الاعتقال المنزلي بحق موكلهم، ونزع السوار الإلكتروني الذي يرصد تحركاته. كما من المتوقع ان يبت القضاء بإمكانية إخلاء سبيل دومينيك ستروس كان مقابل كفالة.
يذكر ان أنفيساتو دياللو كانت قد أفادت في وقت سابق بأنها لم تكن تعرف مسبقاً بهوية الشخص الذي حاول الاعتداء عليها ومكانته المرموقة، مما يعرض شهادتها هذه للتشكيك أيضاً وذلك في ضوء المعطيات الجديدة التي أشارت لها "نيويورك تايمز".
وقد دفعت هذه القضية دومينيك ستروس كان الى تقديم استقالته من منصب مدير عام صندوق النقد الدولي، وقلصت الى حد كبير فرص مشاركته في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا، علماً ان 57% من الفرنسيين يؤمنون بأن ستروس كان الذي تجري في عروقه دماء يهودية تونسية وذو التوجه الاشتراكي وقع ضحية مؤامرة.